فلند
23 - 5 - 2005, 01:37 PM
في البداية حبيت اطرح فكرة
لماذا لا يكون هناك قسم لشخصيات كانت لها اثر في الحياه
ولهم شي ملموس فتكون ترجمه بسيطة وتعريفيه بهؤلاء
كنت قد وضعت ذلك عن الشعراء في قسم الشعر ولكن
(( لا حياة لمن تنادي ))
والان اضع هنا تراجم لسيرة رجال وكل واحد حاب يشارك يكتب لنا عن اي شخصية
سواء اسلامية عربية او غيرها ....
وسأبدأ انا هنا ..............
http://www.alwatanvoice.com/images/topics/picture/omar_almokhtar/3.jpg
ستكون حياتي اطول من حياة شانقي
عمر المختار (1862 - 16 سبتمبر/ ايلول1931) الملقب ب*** الشهداء أو أسد الصحراء. وعمر قائد عربي مسلم حارب الغزاة الايطاليين أكثر من عشرين عاما في اكثر من الف معركة منذ دخولهم أرض ليبيا الى عام 1931.
نسبه
هو عمر بن المختار بن عمر بن فرحات من بيت غيث من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة. امه عائشة بنت محارب.
مولده ونشأته
ولد في منطقة البطنان في اقليم برقة قرب الحدود المصرية الليبية.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/a/a9/Almuktar_**1_ar.jpg
ناهز الخمسين من عمره عندما شرعت ايطاليا في احتلالها لليبيا، والسبعين عندما اعُدم. فسيرة ال*** عمر المختار حافلة بالكثير .. وتعجز أقلام الكُتاب أن تكتب عشر معشار مناقبه أوجهاده أوأثره لعدة أسباب منها كثرة المعارك التي خاضها. فيقول غراتسياني "وقعت بين جنودنا وعمر المختار اكثر من 277 معركة في مدة لا تتجاوز 21 شهراً"، وهي المدة التي تبتدئ بتولي غراتسياني القيادة في برقة وتنتهي باستشهاد عمر المختار. ومجمل المعارك التي شهدها عمر المختار خلال العشرين سنة من القتال العنيف تفوت 1**0 معركة.
ولد عمر المختار سنة 1862م بمنطقة البطنان الصحراوية القريبة من الحدود المصرية. وتربى تربية البدو في مضارب قبيلة المنفة. وقبيلته هذه من قبائل المرابطين، الذين عرفوا تاريخياً برباطهم على ثغور دار الإسلام وحمايته. ويتم في صغر سنه، ولكن كفله ال*** حمد الغرياني الذي رباه مع ابنه الشارف الغرياني في ظل تعاليم الطريقة لسنوسية. وكذلك تربية البدوالتي كان لها الأثر الأكبر في تكوينه الشخصي، فنشأ في بيت عز وكرم بعيداً عن أخلاط المدن ونقائصها، تحوطه شهامة العرب وحرية البادية، وحوله من مظاهر الفروسية ودواعي الاعتزاز بالنفس ما بعث في تلك النفس الكبيرة حب التضحية والأنفة من الخضوع إلي من لم يجعل له دينه سلطاناً عليه. وتلقى تعليمه الأولي بمعهد الجغبوب على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسى قطب الحركة السنوسية، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى. وظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل،، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد لمهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه "لوكان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم". فقد وهبه الله تعالى ملكات منها جشاشة صوته البدوي وعذوبة لسانه واختياره للألفاظ المؤثرةالمؤثرة في فن المخاطبة وجاذبية ساحرة لدرجة لسيطرة على مستمعيه وشد انتباههم، فيصفه عدوه اللدود غراتسياني "وقد ظهرت عليه في هذه الفترة علامات الشدة والصراحة، فكان كلامه قوياً كأنه آمر يلقي أوامره لتابعيه".
وببدء القصف الإيطالي للمدن الليبية والنزول على السواحل، أعلن السيد احمد الشريف التعبئة والنفير في رسالة حثهم فيها على الجهاد والتصدي للصليبية الأوربية ومنذراً كل متقاعس أومتعاون أومن تسول له شياطينه فقال: "الحمد لله العزيز الجبار، والصلاة والسلام على من أطال عز الدين، وعلى آله الأنصار … واعلموا إن الآجل محتوم، فما خائض المعركة ميت إلا به … إن الموت في الجهاد هومنتهى أرب اللبيب … واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف … ولا تصدنكم عن جهادكم كثرة عدد ولا عِدد، فإن قوة الأيمان يتلاشى في جنبها كل عدد، فجموعهم المعسكرة مكسرة، وعزماتهم المؤنثة مصغرة، وإن كانت ذواتهم مذكرة مكبرة، وقد وعد الله ناصره بالنصر والتثبيت، والعدوالتعس والتثتيت ولا ترتدوا على أدباركم، لضعف من بعض أمرائكم، فإن المرء لوجاهد في الله وحده لصدق وعده، وأعز جنده، بل اهدوا ولوفرة، وأثبتوا ولومرة، فقد كان في الغزوات يتداول الرايات الجماعات، فكلما حي أمير أخذها الأخر لينال المرام … فلا تكسرن قلوبكم لقلة عدد، ولا تجبنوا لضعف مدد، بل ليقاتل أحدكم ولووحده، منتظراً بالنصر وعده، فقد قال تعالى "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" والأحاديث في الترهيب من ترك الجهاد والترغيب فيه لا يحاط بها كثرة … أي الواجب عليكم من جهاد الأعداء والإغلاظ عليهم وإقامةالإسلام ونصرة الدين وآله وإعلاء كلمة الله وإذلال الكفر وأهله … ".
وفي معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من ال*** عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".
وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان ال*** عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدومن كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل ال*** براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.
وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في برقة، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وإذا بالقدر يلعب دوره ويتلقى برقية مستعجلة من نغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه. وفي 15 سبتمبر 1931م دار حوار بين ال*** عمر المختار وغراتسياني في مكتبه يطول شرحه، وأجاب ال*** برباطة جأش عن جميع الأسئلة منها :
غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟
أجاب ال***: من أجل ديني ووطني.
غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟
فأجاب ال***: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟.
فأجاب ال***: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح…
وانتهت تلك المقابلة الرهيبة التي سجل غراتسياني فيها مدى إعجابه وتقديره لعمر المختار في مذكراته، فقال "لقد خرج من مكتبي كما دخل منه وأنا انظر أليه بكل إعجاب وتقدير".
http://www.alwatanvoice.com/images/topics/picture/omar_almokhtar/2.jpg
وعقدت له محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب لفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م، وبعد ساعة حديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت، وعندما ترجم له الحكم، قال ال*** "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف ... إن لله وإن أليه راجعون". وفي صباح وم الأربعاء، 16 سبتمبر 931م، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام لجيش والميليشيا والطيران، واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. واحضر ال*** عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر، وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم، وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم ال*** إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية. وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلي ربها تشكوأليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.
وسبق إعدام ال*** أوامر شديدة الطبيعة بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما على ال*** شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت". وحزنت الأمة حزناً شديداً على فقيدها، ورأت القيادة أن تكتب إلي قيادتها السياسية والروحية في المهجر، فبعث ال*** يوسف بورحيل المسماري،نائب عمر المختار، رسالة عاجلة إلى السيد أحمد الشريف الذي كان بالمدينة المنورة يسأله فيها تعيين قائداً للجهاد فوراً حتى لا ينحرف الخط الجهادي لا سمح الله.
فكان رد السيد احمد الشريف سريع وحاسم في رسالة مطولة إلي ال*** عبد الحميدالعبار وبقية المجاهدين جاء فيها:"… إننا لن نغفل عنكم وقت من الأوقات من الدعاء لكم عند بيت الله الحرام، وفي حضرة مولانا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعلى الله القبول، إنه أكرم مسئول، وخير مأمول، هذا وأنه بلغنا ما أزعجنا وكدرناغاية الكدر، وهواستشهاد حضرة النائب العام سيدي عمرالمختار رحمه الله ورضي عنه وجعل جنة الفردوس الأعلى مسكنه ومحله، وجزاه الله عنا وعن الإسلام أحسن الجزاء، فإنه كان عاملاً صادقاً ناصحاً، وأننا لم نتكدر على نيله للشهادة بل نحمد الله على ذلك ولا نقول أنه مات، بل إنه حي لقول الله (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء) وإنما كدرنا فقدانه من بينكم وغيابه عنكم، ولكن هذا أمر الله الذي يفعل ما يشاء … ولا نقول إلا ما يقوله الصابرون، إنا لله وإنا إليه راجعون. نعم استشهد سيدي عمر المختار ولكنه أبقى العمل الطيب والذكر الحسن. فهذا ليس بميت ولن يموت أبداً، ما دامت الدنيا لأنه شهيد لقوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء ..)، فالله الله يا أولادي في التمسك، وإياكم واليأس، إياكم والقنوط، إياكم وأقاويل الناس الفاسدة،فجدوا واجتهدوا كما كنتم، واجعلوا عملكم لله وحده، لأنه لنا ولا لغيرنا، لأن من قاتل لله، فالله حي باقي، ومن قاتل لغير الله فعمله لا يفيده شيئاً، واعلموا إن الله معكم … واصبروا وصابروا واعلموا إن العاقبة للمتقين، وأن الله مخزي الكافرين، وما ترونه من الأهوال، فإنه والله ثم والله زائل عن قريب وسترون ما يسركم دنيا وأخرى، ففي الدنيا سترون بحول الله العز والنصر الذي لا يخطر على بال، وفي الآخرة رضاء الله ورسوله والنعيم المقيم، فأنتم في الخير أحياء وأمواتاً. وها نحن نوبنا عنا عليكم حضرة أخيكم المجاهد الغيور الصادق، ولدنا ال*** يوسف بورحيل … ونحن ما قدمناه إلا بتقديم سيدي عمر له في حياته، فامتثلوا أمره واسمعوا كلامه، وكونوا له عوناً معيناً …فلا تروه إلا بالعين التي تروننا بها، وبذلك يتم بالله أمركم، وتجتمع كلمتكم وتقهرون عدوكم، وإياكم ثم إياكم والمخالفة والنزاع … واعلموا يا أولادي أن العدوخيبه الله ساعي بكل جهده للقضاء عليكم … فجدوا في عملكم، واصبروا وابشروا بالنصر والفتح ولا تيأسوا من روح الله … وإني والله ثم والله ما يمنعني من الوصول إليكم إلا عدم الطريق، ولكن بحول الله، لازلت مجتهداً بكل جهدي في وصولي إليكم وعن قريب يتم ذلك بحول الله وقوته، هذا وسلموا لنا على عموم أولادنا المجاهدين، والباري يحفظكم وينصركم و يجمعنا بكم عن قريب …".
كان العرب خاصة *****لمون عامة يتابعون، مع نزر المعلومات وشح الأخبار، جهاد عمر المختار ورفاقه في ليبيا. ولكن صُعقت الأمة بوحشية إيطاليا في تنفيذ حكم الإعدام بعمر المختار وهوفي العقد الثامن من عمره. وهاج الشارع العربي وماج مع صمت رهيب مريب في الدوائر والمؤسسات الرسمية العربية. فامتعض الشارع العربي في مصر وسوريا وتونس والمغرب والجزائر والعراق. حيث أقيمت المآتم، وخرجوا في المظاهرات وطافت شوارع المدن، وأغلقت المتاجر ودعا الخطباء إلي مقاطعة البضائع الإيطالية وظهر الشارع العربي بمظهر الحداد على هذا الرجل العصامي، حتى على الفلاح في كوخه والمزارع في حقله، ونقلت الصحف النزيهة الحرة تلك الاحتجاجات، وقرض أعلام الشعر القصائد رثاءً لعمر المختار وأبطال الجهاد في ليبيا، وصُليت عليه صلاة الغائب في المسجد الأقصى في فلسطين وجامع بني أمية في سوريا، وكذلك تلاحمت الحوزة الشيعية بالكاظمية في العراق مع جهاد عمر المختار واستشهاده.
ولكن أكبر الأصداء وأبرز الدوي كان في فلسطين مهد الرباط والجهاد. فلنستعرض ما حدث في فلسطين المجاهدة، كعينة للغضب العربي. فعندما وصل خبر إعدام عمر المختار، لان المدة ما بين القبض عليه ومحاكمته وإعدامه لم تتجاوز الخمسة أيام، هاج الشعب الفلسطيني، الذي هونفسه يقارع قوى الشر والطغيان المتمثلة في الصهيونية العالمية والإمبريالية الغربية، فطالب علماء وأعيان فلسطين أن يسلم جثمان عمر المختار لهم لكي يدفن بالقدس تبركاً وتيمناً به كمجاهد صادق غيور. فيقول مفتي القدس وإمام المسجد الأقصى صاحب الفضيلة ال*** محمد أمين الحسيني : " .. مما يثير في النفس كوامن الأسى، ويبعث علي أشد الأسف، أن العرب *****لمين خذلوا هذا البطل الكرار عمر المختار ، الذي ليس له نظير في صدق جهاده وعظيم بلائه إلا المجاهدون الأولون في صدر الإسلام، فلم يساعدوه بمال، ولا أمدوه برجال، كما هوديدنهم في العهود الأخيرة في خذل المخلصين من المصلحين المجاهدين، وكما خذلوا مجاهدي فلسطين عند احتدام المعارك بينهم وبين اليهود عام 1948م … وقد لحق عمر المختار بقافلة الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. ولقد كان لإعدامه رحمه الله أعظم تأثير في نفوس المسلمين والعرب فقامت عليه المآتم في كثير من الأقطار العربية والإسلامية. وأذاع مكتب المؤتمر الإسلامي العام في القدس نداء إلي سائر الأقطار الإسلامية لإقامة صلاة الغائب عليه والاحتجاج على إعدامه، وقد صلينا عليه في المسجد الأقصى المبارك، كما صلى عليه في جميع مساجد فلسطين، وغيرها من المساجد في سوريا ومصر، وسمت بعض مدن فلسطين كشافة مدارسها باسم "كشافة عمر المختار"، كما أن مدينة غزة الفلسطينية عملت على أحياء اسمه فسمت أكبر شارع فيها باسم "شارع عمر المختار" ولما اعترض على ذلك الحاكم الإنجليزي بناء على احتجاج القنصل الإيطالي: أجابه رئيس بلدية غزة حينئذ المرحوم السيد فهمي الحسيني بكتاب جاء فيه: … كما سمحتم لبلدية تل أبيب بتمجيد اسم هرتزل وبالفور، فان لبلدية غزة كل الحق في تمجيد ذكر البطل الشهيد عمر المختار، فإذا كانت ذكراه تسئ إلى إيطاليا، فذلك ما اقترفته هي". ويجدر بالذكر إن الشعب الفلسطيني لازال يتغنى بجهاد عمر المختار، فان إحدى السرايا المقاتلة في فلسطين (2**2م) مسماة سرية عمر المختار وهي لازالت تثخن بالصهاينة اليهود حتى هذه الساعة.
وخير ما نختم به سيرة هذا البطل الأسطوري هي بعض المختارات الشعرية، وهي عبارة عن مقتطفات من قصائد فحول شعر الفصحى التي قيلت تأبيناً في الشهيد عمر المختار من عدة أقطار عربية:
http://www.oboody.com/mychoice/images/omer05.jpg
ركزوا رفـاتك في الرمال لـواء = يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويـحهم: نصبوا مناراً من دم =توحي إلي جيل الغد البغضاء
ما ضر لوجعلوا العلاقة في غدٍ = بين الشـعوب مودةً وإخـاء
خيرت فاخترت المبيت على الطوى = لم تبن جـاهاً أوتلم ثراء
أن البطولة أن تـموت من الظما= ليس البطولة أن تعبّ الماء
أفريقيا مهد الأسـود و لـحدها =ضجت عليك أراجلاً ونساء
*****لمون على اختلاف ديارهم = لا يملكون مع المصاب عزاء
أحمد شوقي
لماذا لا يكون هناك قسم لشخصيات كانت لها اثر في الحياه
ولهم شي ملموس فتكون ترجمه بسيطة وتعريفيه بهؤلاء
كنت قد وضعت ذلك عن الشعراء في قسم الشعر ولكن
(( لا حياة لمن تنادي ))
والان اضع هنا تراجم لسيرة رجال وكل واحد حاب يشارك يكتب لنا عن اي شخصية
سواء اسلامية عربية او غيرها ....
وسأبدأ انا هنا ..............
http://www.alwatanvoice.com/images/topics/picture/omar_almokhtar/3.jpg
ستكون حياتي اطول من حياة شانقي
عمر المختار (1862 - 16 سبتمبر/ ايلول1931) الملقب ب*** الشهداء أو أسد الصحراء. وعمر قائد عربي مسلم حارب الغزاة الايطاليين أكثر من عشرين عاما في اكثر من الف معركة منذ دخولهم أرض ليبيا الى عام 1931.
نسبه
هو عمر بن المختار بن عمر بن فرحات من بيت غيث من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة. امه عائشة بنت محارب.
مولده ونشأته
ولد في منطقة البطنان في اقليم برقة قرب الحدود المصرية الليبية.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/a/a9/Almuktar_**1_ar.jpg
ناهز الخمسين من عمره عندما شرعت ايطاليا في احتلالها لليبيا، والسبعين عندما اعُدم. فسيرة ال*** عمر المختار حافلة بالكثير .. وتعجز أقلام الكُتاب أن تكتب عشر معشار مناقبه أوجهاده أوأثره لعدة أسباب منها كثرة المعارك التي خاضها. فيقول غراتسياني "وقعت بين جنودنا وعمر المختار اكثر من 277 معركة في مدة لا تتجاوز 21 شهراً"، وهي المدة التي تبتدئ بتولي غراتسياني القيادة في برقة وتنتهي باستشهاد عمر المختار. ومجمل المعارك التي شهدها عمر المختار خلال العشرين سنة من القتال العنيف تفوت 1**0 معركة.
ولد عمر المختار سنة 1862م بمنطقة البطنان الصحراوية القريبة من الحدود المصرية. وتربى تربية البدو في مضارب قبيلة المنفة. وقبيلته هذه من قبائل المرابطين، الذين عرفوا تاريخياً برباطهم على ثغور دار الإسلام وحمايته. ويتم في صغر سنه، ولكن كفله ال*** حمد الغرياني الذي رباه مع ابنه الشارف الغرياني في ظل تعاليم الطريقة لسنوسية. وكذلك تربية البدوالتي كان لها الأثر الأكبر في تكوينه الشخصي، فنشأ في بيت عز وكرم بعيداً عن أخلاط المدن ونقائصها، تحوطه شهامة العرب وحرية البادية، وحوله من مظاهر الفروسية ودواعي الاعتزاز بالنفس ما بعث في تلك النفس الكبيرة حب التضحية والأنفة من الخضوع إلي من لم يجعل له دينه سلطاناً عليه. وتلقى تعليمه الأولي بمعهد الجغبوب على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسى قطب الحركة السنوسية، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى. وظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل،، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد لمهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه "لوكان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم". فقد وهبه الله تعالى ملكات منها جشاشة صوته البدوي وعذوبة لسانه واختياره للألفاظ المؤثرةالمؤثرة في فن المخاطبة وجاذبية ساحرة لدرجة لسيطرة على مستمعيه وشد انتباههم، فيصفه عدوه اللدود غراتسياني "وقد ظهرت عليه في هذه الفترة علامات الشدة والصراحة، فكان كلامه قوياً كأنه آمر يلقي أوامره لتابعيه".
وببدء القصف الإيطالي للمدن الليبية والنزول على السواحل، أعلن السيد احمد الشريف التعبئة والنفير في رسالة حثهم فيها على الجهاد والتصدي للصليبية الأوربية ومنذراً كل متقاعس أومتعاون أومن تسول له شياطينه فقال: "الحمد لله العزيز الجبار، والصلاة والسلام على من أطال عز الدين، وعلى آله الأنصار … واعلموا إن الآجل محتوم، فما خائض المعركة ميت إلا به … إن الموت في الجهاد هومنتهى أرب اللبيب … واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف … ولا تصدنكم عن جهادكم كثرة عدد ولا عِدد، فإن قوة الأيمان يتلاشى في جنبها كل عدد، فجموعهم المعسكرة مكسرة، وعزماتهم المؤنثة مصغرة، وإن كانت ذواتهم مذكرة مكبرة، وقد وعد الله ناصره بالنصر والتثبيت، والعدوالتعس والتثتيت ولا ترتدوا على أدباركم، لضعف من بعض أمرائكم، فإن المرء لوجاهد في الله وحده لصدق وعده، وأعز جنده، بل اهدوا ولوفرة، وأثبتوا ولومرة، فقد كان في الغزوات يتداول الرايات الجماعات، فكلما حي أمير أخذها الأخر لينال المرام … فلا تكسرن قلوبكم لقلة عدد، ولا تجبنوا لضعف مدد، بل ليقاتل أحدكم ولووحده، منتظراً بالنصر وعده، فقد قال تعالى "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" والأحاديث في الترهيب من ترك الجهاد والترغيب فيه لا يحاط بها كثرة … أي الواجب عليكم من جهاد الأعداء والإغلاظ عليهم وإقامةالإسلام ونصرة الدين وآله وإعلاء كلمة الله وإذلال الكفر وأهله … ".
وفي معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من ال*** عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".
وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان ال*** عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدومن كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل ال*** براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.
وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في برقة، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وإذا بالقدر يلعب دوره ويتلقى برقية مستعجلة من نغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه. وفي 15 سبتمبر 1931م دار حوار بين ال*** عمر المختار وغراتسياني في مكتبه يطول شرحه، وأجاب ال*** برباطة جأش عن جميع الأسئلة منها :
غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟
أجاب ال***: من أجل ديني ووطني.
غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟
فأجاب ال***: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟.
فأجاب ال***: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح…
وانتهت تلك المقابلة الرهيبة التي سجل غراتسياني فيها مدى إعجابه وتقديره لعمر المختار في مذكراته، فقال "لقد خرج من مكتبي كما دخل منه وأنا انظر أليه بكل إعجاب وتقدير".
http://www.alwatanvoice.com/images/topics/picture/omar_almokhtar/2.jpg
وعقدت له محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب لفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م، وبعد ساعة حديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت، وعندما ترجم له الحكم، قال ال*** "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف ... إن لله وإن أليه راجعون". وفي صباح وم الأربعاء، 16 سبتمبر 931م، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام لجيش والميليشيا والطيران، واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. واحضر ال*** عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر، وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم، وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم ال*** إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية. وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلي ربها تشكوأليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.
وسبق إعدام ال*** أوامر شديدة الطبيعة بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما على ال*** شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت". وحزنت الأمة حزناً شديداً على فقيدها، ورأت القيادة أن تكتب إلي قيادتها السياسية والروحية في المهجر، فبعث ال*** يوسف بورحيل المسماري،نائب عمر المختار، رسالة عاجلة إلى السيد أحمد الشريف الذي كان بالمدينة المنورة يسأله فيها تعيين قائداً للجهاد فوراً حتى لا ينحرف الخط الجهادي لا سمح الله.
فكان رد السيد احمد الشريف سريع وحاسم في رسالة مطولة إلي ال*** عبد الحميدالعبار وبقية المجاهدين جاء فيها:"… إننا لن نغفل عنكم وقت من الأوقات من الدعاء لكم عند بيت الله الحرام، وفي حضرة مولانا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعلى الله القبول، إنه أكرم مسئول، وخير مأمول، هذا وأنه بلغنا ما أزعجنا وكدرناغاية الكدر، وهواستشهاد حضرة النائب العام سيدي عمرالمختار رحمه الله ورضي عنه وجعل جنة الفردوس الأعلى مسكنه ومحله، وجزاه الله عنا وعن الإسلام أحسن الجزاء، فإنه كان عاملاً صادقاً ناصحاً، وأننا لم نتكدر على نيله للشهادة بل نحمد الله على ذلك ولا نقول أنه مات، بل إنه حي لقول الله (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء) وإنما كدرنا فقدانه من بينكم وغيابه عنكم، ولكن هذا أمر الله الذي يفعل ما يشاء … ولا نقول إلا ما يقوله الصابرون، إنا لله وإنا إليه راجعون. نعم استشهد سيدي عمر المختار ولكنه أبقى العمل الطيب والذكر الحسن. فهذا ليس بميت ولن يموت أبداً، ما دامت الدنيا لأنه شهيد لقوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء ..)، فالله الله يا أولادي في التمسك، وإياكم واليأس، إياكم والقنوط، إياكم وأقاويل الناس الفاسدة،فجدوا واجتهدوا كما كنتم، واجعلوا عملكم لله وحده، لأنه لنا ولا لغيرنا، لأن من قاتل لله، فالله حي باقي، ومن قاتل لغير الله فعمله لا يفيده شيئاً، واعلموا إن الله معكم … واصبروا وصابروا واعلموا إن العاقبة للمتقين، وأن الله مخزي الكافرين، وما ترونه من الأهوال، فإنه والله ثم والله زائل عن قريب وسترون ما يسركم دنيا وأخرى، ففي الدنيا سترون بحول الله العز والنصر الذي لا يخطر على بال، وفي الآخرة رضاء الله ورسوله والنعيم المقيم، فأنتم في الخير أحياء وأمواتاً. وها نحن نوبنا عنا عليكم حضرة أخيكم المجاهد الغيور الصادق، ولدنا ال*** يوسف بورحيل … ونحن ما قدمناه إلا بتقديم سيدي عمر له في حياته، فامتثلوا أمره واسمعوا كلامه، وكونوا له عوناً معيناً …فلا تروه إلا بالعين التي تروننا بها، وبذلك يتم بالله أمركم، وتجتمع كلمتكم وتقهرون عدوكم، وإياكم ثم إياكم والمخالفة والنزاع … واعلموا يا أولادي أن العدوخيبه الله ساعي بكل جهده للقضاء عليكم … فجدوا في عملكم، واصبروا وابشروا بالنصر والفتح ولا تيأسوا من روح الله … وإني والله ثم والله ما يمنعني من الوصول إليكم إلا عدم الطريق، ولكن بحول الله، لازلت مجتهداً بكل جهدي في وصولي إليكم وعن قريب يتم ذلك بحول الله وقوته، هذا وسلموا لنا على عموم أولادنا المجاهدين، والباري يحفظكم وينصركم و يجمعنا بكم عن قريب …".
كان العرب خاصة *****لمون عامة يتابعون، مع نزر المعلومات وشح الأخبار، جهاد عمر المختار ورفاقه في ليبيا. ولكن صُعقت الأمة بوحشية إيطاليا في تنفيذ حكم الإعدام بعمر المختار وهوفي العقد الثامن من عمره. وهاج الشارع العربي وماج مع صمت رهيب مريب في الدوائر والمؤسسات الرسمية العربية. فامتعض الشارع العربي في مصر وسوريا وتونس والمغرب والجزائر والعراق. حيث أقيمت المآتم، وخرجوا في المظاهرات وطافت شوارع المدن، وأغلقت المتاجر ودعا الخطباء إلي مقاطعة البضائع الإيطالية وظهر الشارع العربي بمظهر الحداد على هذا الرجل العصامي، حتى على الفلاح في كوخه والمزارع في حقله، ونقلت الصحف النزيهة الحرة تلك الاحتجاجات، وقرض أعلام الشعر القصائد رثاءً لعمر المختار وأبطال الجهاد في ليبيا، وصُليت عليه صلاة الغائب في المسجد الأقصى في فلسطين وجامع بني أمية في سوريا، وكذلك تلاحمت الحوزة الشيعية بالكاظمية في العراق مع جهاد عمر المختار واستشهاده.
ولكن أكبر الأصداء وأبرز الدوي كان في فلسطين مهد الرباط والجهاد. فلنستعرض ما حدث في فلسطين المجاهدة، كعينة للغضب العربي. فعندما وصل خبر إعدام عمر المختار، لان المدة ما بين القبض عليه ومحاكمته وإعدامه لم تتجاوز الخمسة أيام، هاج الشعب الفلسطيني، الذي هونفسه يقارع قوى الشر والطغيان المتمثلة في الصهيونية العالمية والإمبريالية الغربية، فطالب علماء وأعيان فلسطين أن يسلم جثمان عمر المختار لهم لكي يدفن بالقدس تبركاً وتيمناً به كمجاهد صادق غيور. فيقول مفتي القدس وإمام المسجد الأقصى صاحب الفضيلة ال*** محمد أمين الحسيني : " .. مما يثير في النفس كوامن الأسى، ويبعث علي أشد الأسف، أن العرب *****لمين خذلوا هذا البطل الكرار عمر المختار ، الذي ليس له نظير في صدق جهاده وعظيم بلائه إلا المجاهدون الأولون في صدر الإسلام، فلم يساعدوه بمال، ولا أمدوه برجال، كما هوديدنهم في العهود الأخيرة في خذل المخلصين من المصلحين المجاهدين، وكما خذلوا مجاهدي فلسطين عند احتدام المعارك بينهم وبين اليهود عام 1948م … وقد لحق عمر المختار بقافلة الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. ولقد كان لإعدامه رحمه الله أعظم تأثير في نفوس المسلمين والعرب فقامت عليه المآتم في كثير من الأقطار العربية والإسلامية. وأذاع مكتب المؤتمر الإسلامي العام في القدس نداء إلي سائر الأقطار الإسلامية لإقامة صلاة الغائب عليه والاحتجاج على إعدامه، وقد صلينا عليه في المسجد الأقصى المبارك، كما صلى عليه في جميع مساجد فلسطين، وغيرها من المساجد في سوريا ومصر، وسمت بعض مدن فلسطين كشافة مدارسها باسم "كشافة عمر المختار"، كما أن مدينة غزة الفلسطينية عملت على أحياء اسمه فسمت أكبر شارع فيها باسم "شارع عمر المختار" ولما اعترض على ذلك الحاكم الإنجليزي بناء على احتجاج القنصل الإيطالي: أجابه رئيس بلدية غزة حينئذ المرحوم السيد فهمي الحسيني بكتاب جاء فيه: … كما سمحتم لبلدية تل أبيب بتمجيد اسم هرتزل وبالفور، فان لبلدية غزة كل الحق في تمجيد ذكر البطل الشهيد عمر المختار، فإذا كانت ذكراه تسئ إلى إيطاليا، فذلك ما اقترفته هي". ويجدر بالذكر إن الشعب الفلسطيني لازال يتغنى بجهاد عمر المختار، فان إحدى السرايا المقاتلة في فلسطين (2**2م) مسماة سرية عمر المختار وهي لازالت تثخن بالصهاينة اليهود حتى هذه الساعة.
وخير ما نختم به سيرة هذا البطل الأسطوري هي بعض المختارات الشعرية، وهي عبارة عن مقتطفات من قصائد فحول شعر الفصحى التي قيلت تأبيناً في الشهيد عمر المختار من عدة أقطار عربية:
http://www.oboody.com/mychoice/images/omer05.jpg
ركزوا رفـاتك في الرمال لـواء = يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويـحهم: نصبوا مناراً من دم =توحي إلي جيل الغد البغضاء
ما ضر لوجعلوا العلاقة في غدٍ = بين الشـعوب مودةً وإخـاء
خيرت فاخترت المبيت على الطوى = لم تبن جـاهاً أوتلم ثراء
أن البطولة أن تـموت من الظما= ليس البطولة أن تعبّ الماء
أفريقيا مهد الأسـود و لـحدها =ضجت عليك أراجلاً ونساء
*****لمون على اختلاف ديارهم = لا يملكون مع المصاب عزاء
أحمد شوقي