الأمير
14 - 6 - 2005, 11:09 PM
اعتزلْ ذِكرَ الأغاني والغَزَلْ= وقُلِ الفَصْلَ وجانبْ مَنْ هَزَلْ
ودَعِ الذِّكرَ لأيامِ الصِّبا= فلأيامِ الصِّبا نَجمٌ أفَلْ
إنْ أهنا عيشةٍ قضيتُها= ذهبتْ لذَّاتُها والإثْمُ حَلّ
واترُكِ الغادَةَ لاتحفلْ بها= تُمْسِ في عِزٍّ رفيعٍ وتُجَلّ
وافتكرْ في منتهى حُسنِ الذي= أنتَ تهواهُ تجدْ أمراً جَلَلْ
واهجُرِ الخمرةَ إنْ كنتَ فتىً =كيفَ يسعى في جُنونٍ مَنْ عَقَلْ
واتَّقِ اللهَ فتقوى الله ما= جاورتْ قلبَ امريءٍ إلا وَصَلْ
ليسَ منْ يقطعُ طُرقاً بَطلاً= إنما منْ يتَّقي الله البَطَلْ
صدِّقِ الشَّرعَ ولا تركنْ إلى= رجلٍ يرصد في الليل زُحلْ
حارتِ الأفكارُ في حكمةِ مَنْ= قد هدانا سبْلنا عزَّ وجَلْ
كُتبَ الموت على الخَلقِ فكمْ =فَلَّ من جيشٍ وأفنى من دُوَلْ
أينَ نُمرودُ وكنعانُ ومنْ =مَلَكَ الأرضَ وولَّى وعَزَلْ
أين عادٌ أين فرعونُ ومن =رفعَ الأهرامَ من يسمعْ يَخَلْ
أينَ من سادوا وشادوا وبَنَوا= هَلَكَ الكلُّ ولم تُغنِ القُلَلْ
أينَ أربابُ الحِجَى أهلُ النُّهى= أينَ أهلُ العلمِ والقومُ الأوَلْ
سيُعيدُ الله كلاً منهمُ =وسيَجزي فاعلاً ما قد فَعَلْ
إيْ بُنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ= حِكماً خُصَّتْ بها خيرُ المِللْ
أطلبُ العِلمَ ولا تكسَلْ فما =أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكَسَلْ
واحتفلْ للفقهِ في الدِّين= ولا تشتغلْ عنهُ بمالٍ وخَوَلْ
واهجرِ النَّومَ وحصِّلهُ فمنْ= يعرفِ المطلوبَ يحقرْ ما بَذَلْ
لا تقلْ قد ذهبتْ أربابُهُ =كلُّ من سارَ على الدَّربِ وصلْ
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى= وجمالُ العلمِ إصلاحُ العملْ
جَمِّلِ المَنطِقَ بالنَّحو فمنْ= يُحرَمِ الإعرابَ بالنُّطقِ اختبلْ
انظُمِ الشِّعرَ ولازمْ مذهبي= في اطَّراحِ الرَّفد لا تبغِ النَّحَلْ
فهوَ عنوانٌ على الفضلِ وما =أحسنَ الشعرَ إذا لم يُبتذلْ
ماتَ أهلُ الفضلِ لم يبقَ سوى =مقرف أو من على الأصلِ اتَّكلْ
أنا لا أختارُ تقبيلَ يدٍ =قَطْعُها أجملُ من تلكَ القُبلْ
إن جَزتني عن مديحي صرتُ في= رقِّها أو لا فيكفيني الخَجَلْ
أعذبُ الألفاظِ قَولي لكَ خُذ=ْ وأمَرُّ اللفظِ نُطقي بِلَعَلّْ
مُلكُ كسرى عنهُ تُغني كِسرة=ٌ وعنِ البحرِ اجتزاءٌ بالوَشلْ
اعتبر (نحن قسمنا بينهم)= تلقهُ حقاً (وبالحق نزلْ(
ليس ما يحوي الفتى من عزمه= لا ولا ما فاتَ يوماً بالكسلْ
اطرحِ الدنيا فمنْ عاداتها =تخفِضُ العاليْ وتُعلي مَنْ سَفَلْ
عيشةُ الرَّاغبِ في تحصيلِها= عيشةُ الجاهلِ فيها أو أقلْ
كَمْ جَهولٍ باتَ فيها مُكثراً= وعليمٍ باتَ منها في عِلَلْ
كمْ شجاعٍ لم ينلْ فيها المُنى= وجبانٍ نالَ غاياتِ الأملْ
فاتركِ الحيلةَ فيها واتَّكِلْ =إنما الحيلةُ في تركِ الحِيَلْ
أيُّ كفٍّ لمْ تنلْ منها المُنى =فرماها اللهُ منهُ بالشَّلَلْ
لا تقلْ أصلي وفَصلي أبداً =إنما أصلُ الفَتى ما قد حَصَلْ
قدْ يسودُ المرءُ من دونِ أبٍ =وبِحسنِ السَّبْكِ قدْ يُنقَى الدَّغّلْ
إنما الوردُ منَ الشَّوكِ وما=يَنبُتُ النَّرجسُ إلا من بَصَلْ
غيرَ أني أحمدُ اللهَ على= نسبي إذ بأبي بكرِ اتَّصلْ
قيمةُ الإنسانِ ما يُحسنُهُ= أكثرَ الإنسانُ منهُ أمْ أقَلْ
أُكتمِ الأمرينِ فقراً وغنى واكسَب =الفَلْسَ وحاسب ومن بَطَلْ
وادَّرع جداً وكدا ًواجتنبْ صُحبةَ= الحمقى وأرباب الخَلَلْ
بينَ تبذيرٍ وبُخلٍ رُتبةٌ =وكِلا هذينِ إنْ زادَ قَتَلْ
لا تخُضْ في حق سادات =مَضَوا إنهم ليسوا بأهلِ للزَّلَلْ
وتغاضى عن أمورٍ إنه= لم يفُزْ بالحمدِ إلا من غَفَلْ
ليسَ يخلو المرءُ مِنْ ضدٍّ= ولَو حاولَ العُزلةَ في راسِ الجبَلْ
مِلْ عن النَمَّامِ وازجُرُهُ فما= بلّغَ المكروهَ إلا من نَقَلْ
دارِ جارَ السُّوءِ بالصَّبرِ وإنْ= لمْ تجدْ صبراً فما أحلى النُّقَلْ
جانِبِ السُّلطانَ واحذرْ بطشَهُ= لا تُعانِدْ مَنْ إذا قالَ فَعَلْ
لا تَلِ الأحكامَ إنْ هُمْ سألوا =رغبةً فيكَ وخالفْ مَنْ عَذَلْ
إنَّ نصفَ الناسِ أعداءٌ لمنْ= وليَ الأحكامَ هذا إن عَدَلْ
فهو كالمحبوسِ عن لذَّاتهِ= وكِلا كفّيه في الحشر تُغَلْ
إنَّ للنقصِ والاستثقالِ في لفظةِ= القاضي لَوَعظاً أو مَثَلْ
لا تُوازى لذةُ الحُكمِ بما= ذاقَهُ الشخصُ إذا الشخصُ انعزلْ
فالولاياتُ وإن طابتْ لمنْ= ذاقَها فالسُّمُّ في ذاكَ العَسَلْ
نَصَبُ المنصِبِ أوهى جَلَدي= وعنائي من مُداراةِ السَّفلْ
قَصِّرِ الآمالَ في الدنيا تفُزْ= فدليلُ العقلِ تقصيرُ الأملْ
إن منْ يطلبهُ الموتُ على =غِرَّةٍ منه جديرٌ بالوَجَلْ
غِبْ وزُرْ غِبَّاَ تزِدْ حُبَّاً فمنْ= أكثرَ التَّردادَ أقصاهُ المَلَلْ
لا يضرُّ الفضلَ إقلالٌ كما =لا يضرُّ الشمسَ إطباقُ الطَّفَلْ
خُذْ بنصلِ السَّيفِ واتركْ غِمدهُ= واعتبرْ فضلَ الفتى دونَ الحُلُلْ
حُبّكَ الأوطانَ عجزٌ ظاهرٌ= فاغتربْ تلقَ عن الأهلِ بَدَلْ
فبمُكثِ الماءِ يبقى آسناً= وسَرى البدرِ بهِ البدرُ اكتملْ
أيُّها العائبُ قولي عبثاً= إن طيبَ الوردِ مؤذٍ للجُعلْ
عَدِّ عن أسهُمِ قولي واستتِرْ= لا يُصيبنَّكَ سهمٌ من ثُعَلْ
لا يغرَّنَّكَ لينٌ من فتىً =إنَّ للحيَّاتِ ليناً يُعتزلْ
أنا مثلُ الماءِ سهلٌ سائغٌ= ومتى أُسخِنَ آذى وقَتَلْ
أنا كالخيزور صعبٌ كسُّرهُ =وهو لدنٌ كيفَ ما شئتَ انفتَلْ
غيرَ أنّي في زمانٍ مَنْ يكنْ= فيه ذا مالٍ هو المولَى الأجلّ
واجبٌ عند الورى إكرامُهُ= وقليلُ المالِ فيهمْ يُستقلْ
كلُّ أهلِ العصرِ غمرٌ وأنا =منهمُ، فاترك تفاصيلَ الجُمَلْ
ودَعِ الذِّكرَ لأيامِ الصِّبا= فلأيامِ الصِّبا نَجمٌ أفَلْ
إنْ أهنا عيشةٍ قضيتُها= ذهبتْ لذَّاتُها والإثْمُ حَلّ
واترُكِ الغادَةَ لاتحفلْ بها= تُمْسِ في عِزٍّ رفيعٍ وتُجَلّ
وافتكرْ في منتهى حُسنِ الذي= أنتَ تهواهُ تجدْ أمراً جَلَلْ
واهجُرِ الخمرةَ إنْ كنتَ فتىً =كيفَ يسعى في جُنونٍ مَنْ عَقَلْ
واتَّقِ اللهَ فتقوى الله ما= جاورتْ قلبَ امريءٍ إلا وَصَلْ
ليسَ منْ يقطعُ طُرقاً بَطلاً= إنما منْ يتَّقي الله البَطَلْ
صدِّقِ الشَّرعَ ولا تركنْ إلى= رجلٍ يرصد في الليل زُحلْ
حارتِ الأفكارُ في حكمةِ مَنْ= قد هدانا سبْلنا عزَّ وجَلْ
كُتبَ الموت على الخَلقِ فكمْ =فَلَّ من جيشٍ وأفنى من دُوَلْ
أينَ نُمرودُ وكنعانُ ومنْ =مَلَكَ الأرضَ وولَّى وعَزَلْ
أين عادٌ أين فرعونُ ومن =رفعَ الأهرامَ من يسمعْ يَخَلْ
أينَ من سادوا وشادوا وبَنَوا= هَلَكَ الكلُّ ولم تُغنِ القُلَلْ
أينَ أربابُ الحِجَى أهلُ النُّهى= أينَ أهلُ العلمِ والقومُ الأوَلْ
سيُعيدُ الله كلاً منهمُ =وسيَجزي فاعلاً ما قد فَعَلْ
إيْ بُنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ= حِكماً خُصَّتْ بها خيرُ المِللْ
أطلبُ العِلمَ ولا تكسَلْ فما =أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكَسَلْ
واحتفلْ للفقهِ في الدِّين= ولا تشتغلْ عنهُ بمالٍ وخَوَلْ
واهجرِ النَّومَ وحصِّلهُ فمنْ= يعرفِ المطلوبَ يحقرْ ما بَذَلْ
لا تقلْ قد ذهبتْ أربابُهُ =كلُّ من سارَ على الدَّربِ وصلْ
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى= وجمالُ العلمِ إصلاحُ العملْ
جَمِّلِ المَنطِقَ بالنَّحو فمنْ= يُحرَمِ الإعرابَ بالنُّطقِ اختبلْ
انظُمِ الشِّعرَ ولازمْ مذهبي= في اطَّراحِ الرَّفد لا تبغِ النَّحَلْ
فهوَ عنوانٌ على الفضلِ وما =أحسنَ الشعرَ إذا لم يُبتذلْ
ماتَ أهلُ الفضلِ لم يبقَ سوى =مقرف أو من على الأصلِ اتَّكلْ
أنا لا أختارُ تقبيلَ يدٍ =قَطْعُها أجملُ من تلكَ القُبلْ
إن جَزتني عن مديحي صرتُ في= رقِّها أو لا فيكفيني الخَجَلْ
أعذبُ الألفاظِ قَولي لكَ خُذ=ْ وأمَرُّ اللفظِ نُطقي بِلَعَلّْ
مُلكُ كسرى عنهُ تُغني كِسرة=ٌ وعنِ البحرِ اجتزاءٌ بالوَشلْ
اعتبر (نحن قسمنا بينهم)= تلقهُ حقاً (وبالحق نزلْ(
ليس ما يحوي الفتى من عزمه= لا ولا ما فاتَ يوماً بالكسلْ
اطرحِ الدنيا فمنْ عاداتها =تخفِضُ العاليْ وتُعلي مَنْ سَفَلْ
عيشةُ الرَّاغبِ في تحصيلِها= عيشةُ الجاهلِ فيها أو أقلْ
كَمْ جَهولٍ باتَ فيها مُكثراً= وعليمٍ باتَ منها في عِلَلْ
كمْ شجاعٍ لم ينلْ فيها المُنى= وجبانٍ نالَ غاياتِ الأملْ
فاتركِ الحيلةَ فيها واتَّكِلْ =إنما الحيلةُ في تركِ الحِيَلْ
أيُّ كفٍّ لمْ تنلْ منها المُنى =فرماها اللهُ منهُ بالشَّلَلْ
لا تقلْ أصلي وفَصلي أبداً =إنما أصلُ الفَتى ما قد حَصَلْ
قدْ يسودُ المرءُ من دونِ أبٍ =وبِحسنِ السَّبْكِ قدْ يُنقَى الدَّغّلْ
إنما الوردُ منَ الشَّوكِ وما=يَنبُتُ النَّرجسُ إلا من بَصَلْ
غيرَ أني أحمدُ اللهَ على= نسبي إذ بأبي بكرِ اتَّصلْ
قيمةُ الإنسانِ ما يُحسنُهُ= أكثرَ الإنسانُ منهُ أمْ أقَلْ
أُكتمِ الأمرينِ فقراً وغنى واكسَب =الفَلْسَ وحاسب ومن بَطَلْ
وادَّرع جداً وكدا ًواجتنبْ صُحبةَ= الحمقى وأرباب الخَلَلْ
بينَ تبذيرٍ وبُخلٍ رُتبةٌ =وكِلا هذينِ إنْ زادَ قَتَلْ
لا تخُضْ في حق سادات =مَضَوا إنهم ليسوا بأهلِ للزَّلَلْ
وتغاضى عن أمورٍ إنه= لم يفُزْ بالحمدِ إلا من غَفَلْ
ليسَ يخلو المرءُ مِنْ ضدٍّ= ولَو حاولَ العُزلةَ في راسِ الجبَلْ
مِلْ عن النَمَّامِ وازجُرُهُ فما= بلّغَ المكروهَ إلا من نَقَلْ
دارِ جارَ السُّوءِ بالصَّبرِ وإنْ= لمْ تجدْ صبراً فما أحلى النُّقَلْ
جانِبِ السُّلطانَ واحذرْ بطشَهُ= لا تُعانِدْ مَنْ إذا قالَ فَعَلْ
لا تَلِ الأحكامَ إنْ هُمْ سألوا =رغبةً فيكَ وخالفْ مَنْ عَذَلْ
إنَّ نصفَ الناسِ أعداءٌ لمنْ= وليَ الأحكامَ هذا إن عَدَلْ
فهو كالمحبوسِ عن لذَّاتهِ= وكِلا كفّيه في الحشر تُغَلْ
إنَّ للنقصِ والاستثقالِ في لفظةِ= القاضي لَوَعظاً أو مَثَلْ
لا تُوازى لذةُ الحُكمِ بما= ذاقَهُ الشخصُ إذا الشخصُ انعزلْ
فالولاياتُ وإن طابتْ لمنْ= ذاقَها فالسُّمُّ في ذاكَ العَسَلْ
نَصَبُ المنصِبِ أوهى جَلَدي= وعنائي من مُداراةِ السَّفلْ
قَصِّرِ الآمالَ في الدنيا تفُزْ= فدليلُ العقلِ تقصيرُ الأملْ
إن منْ يطلبهُ الموتُ على =غِرَّةٍ منه جديرٌ بالوَجَلْ
غِبْ وزُرْ غِبَّاَ تزِدْ حُبَّاً فمنْ= أكثرَ التَّردادَ أقصاهُ المَلَلْ
لا يضرُّ الفضلَ إقلالٌ كما =لا يضرُّ الشمسَ إطباقُ الطَّفَلْ
خُذْ بنصلِ السَّيفِ واتركْ غِمدهُ= واعتبرْ فضلَ الفتى دونَ الحُلُلْ
حُبّكَ الأوطانَ عجزٌ ظاهرٌ= فاغتربْ تلقَ عن الأهلِ بَدَلْ
فبمُكثِ الماءِ يبقى آسناً= وسَرى البدرِ بهِ البدرُ اكتملْ
أيُّها العائبُ قولي عبثاً= إن طيبَ الوردِ مؤذٍ للجُعلْ
عَدِّ عن أسهُمِ قولي واستتِرْ= لا يُصيبنَّكَ سهمٌ من ثُعَلْ
لا يغرَّنَّكَ لينٌ من فتىً =إنَّ للحيَّاتِ ليناً يُعتزلْ
أنا مثلُ الماءِ سهلٌ سائغٌ= ومتى أُسخِنَ آذى وقَتَلْ
أنا كالخيزور صعبٌ كسُّرهُ =وهو لدنٌ كيفَ ما شئتَ انفتَلْ
غيرَ أنّي في زمانٍ مَنْ يكنْ= فيه ذا مالٍ هو المولَى الأجلّ
واجبٌ عند الورى إكرامُهُ= وقليلُ المالِ فيهمْ يُستقلْ
كلُّ أهلِ العصرِ غمرٌ وأنا =منهمُ، فاترك تفاصيلَ الجُمَلْ