عائض الغامدي
15 - 7 - 2005, 02:31 PM
بعد أن فرض المنطق حضوره وأوصل الفريقين إلى مباراة القمة
الشباب يتمسك بالجماعية للاحتفاظ بكأس الدوري.. والهلال يريد إكمال مثلث ألقاب الموسم
أبها، الرياض: محمد الدعفيس، سعد السبيعي
ستكون أمسية العاصمة اليوم من نوع آخر، وهي تشهد في درة ملاعبها إستاد الملك فهد الدولي مباراة إسدال الستارة على آخر منافسات الموسم المحلي وأكثرها قوة وإثارة، دوري كأس خادم الحرمين الشريفين بمواجهة الجارين اللدودين الهلال والشباب اللذين انتزعا صدارة المرحلة التمهيدية حيث تمسك الشباب حامل اللقب بالقمة، واقترب الهلال حتى انتهى وصيفاً له مع ختامها، والتي تحظى برعاية كريمة من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.
ويحرص الشباب على رسم نهاية سعيدة جديدة لموسم تميز به بثبات السوية الفنية التي يريد أن يكللها بنجاح على مستوى الألقاب، فيما يبحث الهلال عن لقب ثالث المسابقات المحلية الكبيرة بعد كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد.
ويلعب الفريقان بطريقة متشابهة على مستوى التوزيع العناصري في أرضية الميدان، مع كفاءة في الشقين الهجومي والدفاعي تجعل من ترجيح كفة أحدهما على الآخر مسألة بالغة الصعوبة.
ولأنه يتسلح بالجماعية، دون الركون إلى كفاءة لاعب دون آخر، فإن الشباب الذي يغيب عنه حسن معاذ ومنصور الدوسري وعبده عطيف وعبدالله الدوسري وناجي مجرشي، لن يتأثر كثيراً بغيابهم، حيث سبق له أن عاش غيابات مماثلة نجح بتجاوزها، وإن كان خصمه فيها ليس كخصمه اليوم.
ويركز الشباب بشكل واضح على كفاءة مهاجميه محمد منجا متصدر هدافي الدوري (15 هدفاً)، والغيني غودين اترام رابع الهدافين (12 هدفاً)، ومن خلفهما العراقي نشأت أكرم الذي يلعب دور صانع اللعب بامتياز.
من جانبه يضع الهلال ثقله في خط وسطه الذي ازداد قوة بعودة نجمه نواف التمياط، والذي سيشكل مع محمد الشلهوب وعمر الغامدي وعبداللطيف اللطيف الغنام والبرازيلي كماتشو قوة ضاربة كفيلة ببسط سيطرة الأزرق على أرضية الميدان.
ويبدو التوازن هو المسيطر على الخطوط الهلالية، حيث يمتاز الفريق كذلك بصلابة دفاعية يفرضها وجود البرازيلي الهداف تفاريس وفهد المفرج وعبد العزيز الخثران وياسر الياس.
ويلعب الفريقان بطريقة مماثلة 4/5/1 تقريباً مع اختلاف في طريقة التطبيق عملياً، حيث يميل الهلال لاستثمار عناصر الخبرة والقدرة على التعامل مع الضغوط ومواجهات الحسم، فيما يركز الشباب على تحرك جماعي مسنود بلياقة بدنية عالية مستفيداً من عناصره الشابة ومن خوضه مباريات أقل هذا الموسم بحكم قلة مشاركاته الخارجية الأمر الذي وفر جهده على خلاف منافسه الذي أنهكته كثرة المشاركات وتعددها.
إثارة
ستكون الإثارة هي العنوان الأبرز للمواجهة لأن المتابع للكرة السعودية في العقدين الأخيرين يجد أن أي لقاء يجمع الفريقين يكون مثالياً وفقاً للمعايير الفنية والأدائية والنفسية، فكلاهما يتميز برفعة الأداء العناصري، وتتميز العناصر الشبابية بحضورها اللافت على مستوى المنتخبات السنية، فيما تتميز العناصر الهلالية بحضورها عبر المنتخب الأول، وبالتالي هناك تكافؤ مهاري وأدائي ينبئ بنهائي مثالي، خصوصاً وأنه يجمع متصدر المرحلة التمهيدية للدوري ووصيفه.
كفة الهلال المعنوية
استحق الشباب الصدارة، وأثبت قدرته على مواجهة أي منافس وفي كل الظروف، وهو يدافع عن لقبه كبطل للدوري، وبالتالي فإنه سيشكل عقبة صعبة أمام الهلال المتمتع بمتابعة جماهيرية كانت صاحبة الكلمة الفصل في كثير من المنافسات، وسيلزم الهلال جهد كبير للفوز باللقب، وستكون العوامل المعنوية هي الفارق بين الفريقين خصوصاً وأن المواصفات الفنية متشابهة بين الطرفين، حتى ليكاد يظن المرء أن لاعبيهما تخرجوا من مدرسة تدريبية واحدة.
وتدعم الخبرة الميدانية التشكيل الهلالي بقيادة الدولي سامي الجابر، ومن خلفه محمد الشلهوب الورقة الأخطر لتحركاته وفاعليته ولياقته العالية وهدوئه داخل الملعب ونضج أدائه، وسيكون نواف التمياط إضافة أدائية ستعادل الجماعية المخيفة لدى الشباب.
لا يمكن إغفال الدور المتميز لمدرب الهلال البرازيلي باكيتا، الذي صاغ رؤية أدائية متميزة هذا الموسم، نتيجة لتميزه بحسن الإعداد والتهيئة وإجادة المعالجة السريعة للخلل، والهدوء والتركيز الشديد.
الجماعية الشبابية
من جانبه يتميز الشباب بالجماعية، والقدرة على التهديف بوجود الثنائي غودوين أترام, ومانجا، وهو يعد مثالاً حياً في مسألة الإعداد السليم للعناصر موسما بعد آخر من دون تلك الهزات الفنية التي نشاهد فرقا منافسة أخرى تقع فيها، بدليل نيله البطولة الموسم الماضي وتصدره لفرقها هذا الموسم.
وتبرز هذه السمة الأدائية في الفريق لكنها تحتاج كثيراً من التركيز لأنه يمثل أساس اللعب بـ"جماعية " فاللاعب المنفعل لا يمكن له أن يمرر جيداً ولا يمكن أن يكشف الملعب بسرعة قبل التفكير بحركة أدائية، ولا يمكن له أن يسدد على المرمى بفعالية وتأثير من دون تركيز حقيقي، لأن هذا التركيز يحسن قراءة تحركات اللاعبين في الفريق المقابل، وبالتالي يحد من خطورة هذه التحركات.
والتركيز يمنح مدرب الشباب دانيال روميو تلقين بعض المهام أثناء سير المباراة دون إحداث أي إرباك للأداء العام للفريق, ولعل نجاح الإدارة الشبابية في *** مدرب من نفس الوعاء الفني في المدرسة اللاتينية هو ما ساهم في استمرارية التألق الشبابي رغم إعفاء المدرب السابق البرازيلي زوماريو.
إعلاميون يؤكدون تسلح الهلال بقوة الجماهير وامتلاك الشباب المناعة ضد الضغط الجماهيري
الرياض: هاني المقبل
يشكل محوران هامان نقطة تحول قد تؤثر في المباراة النهائية مساء اليوم بين الشباب والهلال، هما تأثير كثافة الجماهير الهلالية مقارنة بالشباب على لاعبي الشباب قليلي الخبرة، ومدى الاستفادة من عدمها بالنسبة للاعبي الهلال من الحصول على اثنتين من بطولات الموسم الحالي (كأس الأمير فيصل بن فهد، وكأس ولي العهد) والتأهل للنهائي الثالث هذا الموسم.
ولا تخضع المباريات النهائية للمقاييس، بقدر ما يشكل الهدوء وسعة التفكير ورقة رابحة لكلا طرفيها، لكن "الوطن" طرحت هذين المحورين على عدد من الكتاب *****ؤولين الصحفيين لإبداء رأيهم، وخرجت بهذه الحصيلة:
الشباب كبير
يرى الكاتب الرياضي في صحيفة الجزيرة بزاوية " سامحونا " أحمد العلولا أن فريق الشباب كبير، وأثبت حضوره الدائم دون جماهير، وأشار إلى أن الفريق أصبح في الصفوف الأولى محلياً خلال الـ15 سنة الماضية.
ويرى العلولا شكلاً خاصاً لتأثير جمهور الهلال مقارنة بجمهور الشباب، فهو يقول: "لم يكن لمسألة الجماهير أي تأثير على الشباب، لأنه تبنى عددا من اللاعبين صغار السن والخبرة، وأثبت نفسه في الميدان ككيان كبير، وأعتقد أن من يعزف على نغمة الجماهير لا يمكن أن ينتصر دوماً، فالشباب متميز من الناحية الفنية بكل ما تعنيه الكلمة".
ويضيف: "الفريق الذي ليس له جماهير ويلعب أمام فريق يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة يقدم عادة مباراة كبيرة، حيث إن الجماهير وقود مميز إذا تم استثمارها، ونحن نسمع كثيراً من اللاعبين يقولون: إنهم لا يدخلون أجواء المباريات ويقدمون أفضل المستويات إلا أمام الفرق الجماهيرية لأنهم يرون فر جمهور الخصم وسيلة إيجابية".
ويشير العلولا إلى أن الجهازين الفني والإداري هما من يقود اللاعبين إلى الطريق الذي يتطلعون إليه، من خلال إعدادهم الإعداد السليم وتهيئتهم نفسياً بشكل يتلاءم وحجم المناسبة.
وعن مساهمة البطولتين اللتين حققهما الهلال هذا الموسم (كأس الأمير فيصل بن فهد، كأس ولي العهد) وتأثيرهما على لاعبيه في المباراة، يقول العلولا: "أعجبني تصريح أحد الهلاليين، الذي قال: بأنهم كسبوا ثلاث بطولات، لكنها ليس لها علاقة بالنهائي المقبل أمام الشباب، وهذا يختصر وجهة نظري حول هذا الجانب، لأنني أؤيد ما ذكره الهلالي وأشدد عليه".
لا مكان للخبرة
أما الكاتب الصحفي، مدير مكتب صحيفة الرياضي في الرياض مساعد العبدلي فيشدد على أنه لا يؤمن بكلمة "الخبرة"، ويوضح مقصده من ذلك: " تأهل الفريقين إلى النهائي إنجاز، وهو انعكاس للدور التمهيدي، الشباب لعب المباراة النهائية أمام الاتحاد على أرض هذا الأخير وبين جماهيره، وأعتقد أن سيناريو العام الماضي قد يتكرر هذا الموسم، ويمكن أن يتحقق أمام جماهير الهلال الكثيفة".
ويذكر العبدلي أن الانضباط التكتيكي والاستقرار الفني يميزان الشباب رغم تغيير المدرب، ويقول: "وما يميز هذا النهائي بعده عن الشحن الإعلامي، الهلال في النهائيات وضعه مختلف، وهو خارج من مباراة هامة، لكن مثل هذه المباريات لا تخضع لأي مقاييس، بالتأكيد إنها مباراة جيدة من الناحية الفنية، وأعتقد أنه نهائي يليق بمسابقة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين".
وحدد العبدلي أن ربع الساعة الأول سيكون بوصلة المباراة، وزاد :" أول ربع ساعة هو الحاسم، فإذا استطاع أي فريق امتصاص المباراة بهدوء، فسيتجاوزها بإيجابية، وخصوصاًَ الفريق الشبابي الذي عليه أن يواجه كثافة جماهير الهلال".
الاتجاه المختلف
ويسير نائب رئيس القسم الرياضي في صحيفة الرياض فياض الشمري في اتجاه مختلف نوعاً ما، ويرى أن الحضور في لغة كرة القدم مؤثر، موضحاً أن الهلال معروف بحجم جماهيره الكبيرة التي ساهمت في حصوله على البطولات، ولكنه يقول: "في نفس الوقت اعتاد الشباب خوض النهائيات في مرات عدة، ولديه نجوم يملكون مناعة ضد التأثير الجماهيري".
ويتراجع الشمري قليلاً حول التأثير الجماهيري: " أحياناً يكون الجمهور سلاحا ذا حدين، يمكن أن يرفع معنويات فريقه، والعكس إذا كثرت الأخطاء وضاعت الفرص لفريقه حيث يميل لتأنيب اللاعبين بشكل يحوله لمصلحة الطرف الآخر".
واستبعد الشمري تأثير الثقة الكبيرة لدى لاعبي الهلال وزيادة الجرعة النفسية بشكل أكثر من الحد المقبول من ناحية علاقتهم الوثيقة هذا الموسم مع البطولات والمباريات النهائية، ويقول: "الحصول على البطولات الثلاث حافز قوي للحصول على البطولة الرابعة بالنسبة للاعبين، وكل هذا يرجع للإعداد المناسب والجيد للمباراة، وهذه نقطة مهمة في عمل الشباب والهلال".
الشباب يتمسك بالجماعية للاحتفاظ بكأس الدوري.. والهلال يريد إكمال مثلث ألقاب الموسم
أبها، الرياض: محمد الدعفيس، سعد السبيعي
ستكون أمسية العاصمة اليوم من نوع آخر، وهي تشهد في درة ملاعبها إستاد الملك فهد الدولي مباراة إسدال الستارة على آخر منافسات الموسم المحلي وأكثرها قوة وإثارة، دوري كأس خادم الحرمين الشريفين بمواجهة الجارين اللدودين الهلال والشباب اللذين انتزعا صدارة المرحلة التمهيدية حيث تمسك الشباب حامل اللقب بالقمة، واقترب الهلال حتى انتهى وصيفاً له مع ختامها، والتي تحظى برعاية كريمة من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.
ويحرص الشباب على رسم نهاية سعيدة جديدة لموسم تميز به بثبات السوية الفنية التي يريد أن يكللها بنجاح على مستوى الألقاب، فيما يبحث الهلال عن لقب ثالث المسابقات المحلية الكبيرة بعد كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد.
ويلعب الفريقان بطريقة متشابهة على مستوى التوزيع العناصري في أرضية الميدان، مع كفاءة في الشقين الهجومي والدفاعي تجعل من ترجيح كفة أحدهما على الآخر مسألة بالغة الصعوبة.
ولأنه يتسلح بالجماعية، دون الركون إلى كفاءة لاعب دون آخر، فإن الشباب الذي يغيب عنه حسن معاذ ومنصور الدوسري وعبده عطيف وعبدالله الدوسري وناجي مجرشي، لن يتأثر كثيراً بغيابهم، حيث سبق له أن عاش غيابات مماثلة نجح بتجاوزها، وإن كان خصمه فيها ليس كخصمه اليوم.
ويركز الشباب بشكل واضح على كفاءة مهاجميه محمد منجا متصدر هدافي الدوري (15 هدفاً)، والغيني غودين اترام رابع الهدافين (12 هدفاً)، ومن خلفهما العراقي نشأت أكرم الذي يلعب دور صانع اللعب بامتياز.
من جانبه يضع الهلال ثقله في خط وسطه الذي ازداد قوة بعودة نجمه نواف التمياط، والذي سيشكل مع محمد الشلهوب وعمر الغامدي وعبداللطيف اللطيف الغنام والبرازيلي كماتشو قوة ضاربة كفيلة ببسط سيطرة الأزرق على أرضية الميدان.
ويبدو التوازن هو المسيطر على الخطوط الهلالية، حيث يمتاز الفريق كذلك بصلابة دفاعية يفرضها وجود البرازيلي الهداف تفاريس وفهد المفرج وعبد العزيز الخثران وياسر الياس.
ويلعب الفريقان بطريقة مماثلة 4/5/1 تقريباً مع اختلاف في طريقة التطبيق عملياً، حيث يميل الهلال لاستثمار عناصر الخبرة والقدرة على التعامل مع الضغوط ومواجهات الحسم، فيما يركز الشباب على تحرك جماعي مسنود بلياقة بدنية عالية مستفيداً من عناصره الشابة ومن خوضه مباريات أقل هذا الموسم بحكم قلة مشاركاته الخارجية الأمر الذي وفر جهده على خلاف منافسه الذي أنهكته كثرة المشاركات وتعددها.
إثارة
ستكون الإثارة هي العنوان الأبرز للمواجهة لأن المتابع للكرة السعودية في العقدين الأخيرين يجد أن أي لقاء يجمع الفريقين يكون مثالياً وفقاً للمعايير الفنية والأدائية والنفسية، فكلاهما يتميز برفعة الأداء العناصري، وتتميز العناصر الشبابية بحضورها اللافت على مستوى المنتخبات السنية، فيما تتميز العناصر الهلالية بحضورها عبر المنتخب الأول، وبالتالي هناك تكافؤ مهاري وأدائي ينبئ بنهائي مثالي، خصوصاً وأنه يجمع متصدر المرحلة التمهيدية للدوري ووصيفه.
كفة الهلال المعنوية
استحق الشباب الصدارة، وأثبت قدرته على مواجهة أي منافس وفي كل الظروف، وهو يدافع عن لقبه كبطل للدوري، وبالتالي فإنه سيشكل عقبة صعبة أمام الهلال المتمتع بمتابعة جماهيرية كانت صاحبة الكلمة الفصل في كثير من المنافسات، وسيلزم الهلال جهد كبير للفوز باللقب، وستكون العوامل المعنوية هي الفارق بين الفريقين خصوصاً وأن المواصفات الفنية متشابهة بين الطرفين، حتى ليكاد يظن المرء أن لاعبيهما تخرجوا من مدرسة تدريبية واحدة.
وتدعم الخبرة الميدانية التشكيل الهلالي بقيادة الدولي سامي الجابر، ومن خلفه محمد الشلهوب الورقة الأخطر لتحركاته وفاعليته ولياقته العالية وهدوئه داخل الملعب ونضج أدائه، وسيكون نواف التمياط إضافة أدائية ستعادل الجماعية المخيفة لدى الشباب.
لا يمكن إغفال الدور المتميز لمدرب الهلال البرازيلي باكيتا، الذي صاغ رؤية أدائية متميزة هذا الموسم، نتيجة لتميزه بحسن الإعداد والتهيئة وإجادة المعالجة السريعة للخلل، والهدوء والتركيز الشديد.
الجماعية الشبابية
من جانبه يتميز الشباب بالجماعية، والقدرة على التهديف بوجود الثنائي غودوين أترام, ومانجا، وهو يعد مثالاً حياً في مسألة الإعداد السليم للعناصر موسما بعد آخر من دون تلك الهزات الفنية التي نشاهد فرقا منافسة أخرى تقع فيها، بدليل نيله البطولة الموسم الماضي وتصدره لفرقها هذا الموسم.
وتبرز هذه السمة الأدائية في الفريق لكنها تحتاج كثيراً من التركيز لأنه يمثل أساس اللعب بـ"جماعية " فاللاعب المنفعل لا يمكن له أن يمرر جيداً ولا يمكن أن يكشف الملعب بسرعة قبل التفكير بحركة أدائية، ولا يمكن له أن يسدد على المرمى بفعالية وتأثير من دون تركيز حقيقي، لأن هذا التركيز يحسن قراءة تحركات اللاعبين في الفريق المقابل، وبالتالي يحد من خطورة هذه التحركات.
والتركيز يمنح مدرب الشباب دانيال روميو تلقين بعض المهام أثناء سير المباراة دون إحداث أي إرباك للأداء العام للفريق, ولعل نجاح الإدارة الشبابية في *** مدرب من نفس الوعاء الفني في المدرسة اللاتينية هو ما ساهم في استمرارية التألق الشبابي رغم إعفاء المدرب السابق البرازيلي زوماريو.
إعلاميون يؤكدون تسلح الهلال بقوة الجماهير وامتلاك الشباب المناعة ضد الضغط الجماهيري
الرياض: هاني المقبل
يشكل محوران هامان نقطة تحول قد تؤثر في المباراة النهائية مساء اليوم بين الشباب والهلال، هما تأثير كثافة الجماهير الهلالية مقارنة بالشباب على لاعبي الشباب قليلي الخبرة، ومدى الاستفادة من عدمها بالنسبة للاعبي الهلال من الحصول على اثنتين من بطولات الموسم الحالي (كأس الأمير فيصل بن فهد، وكأس ولي العهد) والتأهل للنهائي الثالث هذا الموسم.
ولا تخضع المباريات النهائية للمقاييس، بقدر ما يشكل الهدوء وسعة التفكير ورقة رابحة لكلا طرفيها، لكن "الوطن" طرحت هذين المحورين على عدد من الكتاب *****ؤولين الصحفيين لإبداء رأيهم، وخرجت بهذه الحصيلة:
الشباب كبير
يرى الكاتب الرياضي في صحيفة الجزيرة بزاوية " سامحونا " أحمد العلولا أن فريق الشباب كبير، وأثبت حضوره الدائم دون جماهير، وأشار إلى أن الفريق أصبح في الصفوف الأولى محلياً خلال الـ15 سنة الماضية.
ويرى العلولا شكلاً خاصاً لتأثير جمهور الهلال مقارنة بجمهور الشباب، فهو يقول: "لم يكن لمسألة الجماهير أي تأثير على الشباب، لأنه تبنى عددا من اللاعبين صغار السن والخبرة، وأثبت نفسه في الميدان ككيان كبير، وأعتقد أن من يعزف على نغمة الجماهير لا يمكن أن ينتصر دوماً، فالشباب متميز من الناحية الفنية بكل ما تعنيه الكلمة".
ويضيف: "الفريق الذي ليس له جماهير ويلعب أمام فريق يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة يقدم عادة مباراة كبيرة، حيث إن الجماهير وقود مميز إذا تم استثمارها، ونحن نسمع كثيراً من اللاعبين يقولون: إنهم لا يدخلون أجواء المباريات ويقدمون أفضل المستويات إلا أمام الفرق الجماهيرية لأنهم يرون فر جمهور الخصم وسيلة إيجابية".
ويشير العلولا إلى أن الجهازين الفني والإداري هما من يقود اللاعبين إلى الطريق الذي يتطلعون إليه، من خلال إعدادهم الإعداد السليم وتهيئتهم نفسياً بشكل يتلاءم وحجم المناسبة.
وعن مساهمة البطولتين اللتين حققهما الهلال هذا الموسم (كأس الأمير فيصل بن فهد، كأس ولي العهد) وتأثيرهما على لاعبيه في المباراة، يقول العلولا: "أعجبني تصريح أحد الهلاليين، الذي قال: بأنهم كسبوا ثلاث بطولات، لكنها ليس لها علاقة بالنهائي المقبل أمام الشباب، وهذا يختصر وجهة نظري حول هذا الجانب، لأنني أؤيد ما ذكره الهلالي وأشدد عليه".
لا مكان للخبرة
أما الكاتب الصحفي، مدير مكتب صحيفة الرياضي في الرياض مساعد العبدلي فيشدد على أنه لا يؤمن بكلمة "الخبرة"، ويوضح مقصده من ذلك: " تأهل الفريقين إلى النهائي إنجاز، وهو انعكاس للدور التمهيدي، الشباب لعب المباراة النهائية أمام الاتحاد على أرض هذا الأخير وبين جماهيره، وأعتقد أن سيناريو العام الماضي قد يتكرر هذا الموسم، ويمكن أن يتحقق أمام جماهير الهلال الكثيفة".
ويذكر العبدلي أن الانضباط التكتيكي والاستقرار الفني يميزان الشباب رغم تغيير المدرب، ويقول: "وما يميز هذا النهائي بعده عن الشحن الإعلامي، الهلال في النهائيات وضعه مختلف، وهو خارج من مباراة هامة، لكن مثل هذه المباريات لا تخضع لأي مقاييس، بالتأكيد إنها مباراة جيدة من الناحية الفنية، وأعتقد أنه نهائي يليق بمسابقة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين".
وحدد العبدلي أن ربع الساعة الأول سيكون بوصلة المباراة، وزاد :" أول ربع ساعة هو الحاسم، فإذا استطاع أي فريق امتصاص المباراة بهدوء، فسيتجاوزها بإيجابية، وخصوصاًَ الفريق الشبابي الذي عليه أن يواجه كثافة جماهير الهلال".
الاتجاه المختلف
ويسير نائب رئيس القسم الرياضي في صحيفة الرياض فياض الشمري في اتجاه مختلف نوعاً ما، ويرى أن الحضور في لغة كرة القدم مؤثر، موضحاً أن الهلال معروف بحجم جماهيره الكبيرة التي ساهمت في حصوله على البطولات، ولكنه يقول: "في نفس الوقت اعتاد الشباب خوض النهائيات في مرات عدة، ولديه نجوم يملكون مناعة ضد التأثير الجماهيري".
ويتراجع الشمري قليلاً حول التأثير الجماهيري: " أحياناً يكون الجمهور سلاحا ذا حدين، يمكن أن يرفع معنويات فريقه، والعكس إذا كثرت الأخطاء وضاعت الفرص لفريقه حيث يميل لتأنيب اللاعبين بشكل يحوله لمصلحة الطرف الآخر".
واستبعد الشمري تأثير الثقة الكبيرة لدى لاعبي الهلال وزيادة الجرعة النفسية بشكل أكثر من الحد المقبول من ناحية علاقتهم الوثيقة هذا الموسم مع البطولات والمباريات النهائية، ويقول: "الحصول على البطولات الثلاث حافز قوي للحصول على البطولة الرابعة بالنسبة للاعبين، وكل هذا يرجع للإعداد المناسب والجيد للمباراة، وهذه نقطة مهمة في عمل الشباب والهلال".