نبع الوفاء
21 - 7 - 2005, 07:08 PM
للشاعر نزار القبانى
يضع إبنى علبة ألوانه أمامى .
ويطلب منى أن أرسم له عصفورا" ..
أغط الفرشاة باللون الرمادى
وأرسم له مربعا" علية قفل .. وقضبان
يقول لى إبنى ، والدهشة تملأ عينية :
" ... ولكن هذا سجن ...
ألا تعرف ، يا أبى ، كيف ترسم عصفورا" ؟؟ "
أقول له : يا ولدى ... لا تؤاخذنى
فقد نسيت شكل العصافير ...
يضع إبنى علبة أقلامة أمامى
ويطلب منى أن أرسم له بحرا"...
أخذ قلم الرصاص ، وأرسم له دائرة سوداء ...
يقول لى إبنى :
" ولكن هذة دائرة سوداء، يا أبى ..
ألا تعرف أن ترسم بحرا" ؟
ثم ألا تعرف أن لون البحر أزرق ؟...."
أقول له : يا ولدى ...
كنت فى زمانى شاطرا" فى رسم البحار
أما اليوم ... فقد أخذوا منى الصنارة وقارب الصيد ..
ومنعونى من الحوار مع اللون الأزرق ...
وأصطياد سمك الحرية .
يضع إبنى كراسة الرسم أمامى ...
ويطلب منى أن أرسم له سنبلة قمح .
أمسك القلم ...
وأرسم له مسدسا" ...
يسخر أبنى من جهلى فى فن الرسم
ويقول مستغربا" :
ألا تعرف يا أبى الفرق بين السنبلة ... *****دس ؟
أقول له يا ولدى ...
كنت أعرف فى الماضى شكل السنبلة
وشكل الرغيف ... وشكل الوردة ...
أما فى هذا الزمن المعدنى
أصبحت فية الوردة تلبس الملابس المرقطة
فى زمن السنابل المسلحة .. والعصافير المسلحة ...
والثقافة المسلحة ... والديانة المسلحة ...
فلا رغيف أشترية ....
إلا وأجد فى داخلة مسدسا"
ولا وردة أقطفها من الحقل
إلا وترفع سلاحها فى وجهى
ولا كتاب أشترية من المكتبة ... إلا وينفجر بين أصابعى ....
يجلس إبنى على طرف سريرى
ويطلب منى أن أسمعة قصيدة
تسقط منى دمعة على الوسادة
فيلتقطها مذهولا" .... ويقول :
" ولكن هذة دمعة ، يا أبى ، وليست قصيدة "
أقول له :
عندما تكبر يا ولدى ...
وتقرأ ديوان الشعر العربى
سوف تعرف أن الكلمة والدمعه شقيقتان
وأن القصيدة العربية ...
ليست سوى دمعة تخرج من بين الأصابع
يضع إبنى أقلامة ، وعلبة ألوانة أمامى
ويطلب منى أن أرسم له وطنا ...
تهتز الفرشاة فى يدى ....
وأسقط باكيا" .....
يضع إبنى علبة ألوانه أمامى .
ويطلب منى أن أرسم له عصفورا" ..
أغط الفرشاة باللون الرمادى
وأرسم له مربعا" علية قفل .. وقضبان
يقول لى إبنى ، والدهشة تملأ عينية :
" ... ولكن هذا سجن ...
ألا تعرف ، يا أبى ، كيف ترسم عصفورا" ؟؟ "
أقول له : يا ولدى ... لا تؤاخذنى
فقد نسيت شكل العصافير ...
يضع إبنى علبة أقلامة أمامى
ويطلب منى أن أرسم له بحرا"...
أخذ قلم الرصاص ، وأرسم له دائرة سوداء ...
يقول لى إبنى :
" ولكن هذة دائرة سوداء، يا أبى ..
ألا تعرف أن ترسم بحرا" ؟
ثم ألا تعرف أن لون البحر أزرق ؟...."
أقول له : يا ولدى ...
كنت فى زمانى شاطرا" فى رسم البحار
أما اليوم ... فقد أخذوا منى الصنارة وقارب الصيد ..
ومنعونى من الحوار مع اللون الأزرق ...
وأصطياد سمك الحرية .
يضع إبنى كراسة الرسم أمامى ...
ويطلب منى أن أرسم له سنبلة قمح .
أمسك القلم ...
وأرسم له مسدسا" ...
يسخر أبنى من جهلى فى فن الرسم
ويقول مستغربا" :
ألا تعرف يا أبى الفرق بين السنبلة ... *****دس ؟
أقول له يا ولدى ...
كنت أعرف فى الماضى شكل السنبلة
وشكل الرغيف ... وشكل الوردة ...
أما فى هذا الزمن المعدنى
أصبحت فية الوردة تلبس الملابس المرقطة
فى زمن السنابل المسلحة .. والعصافير المسلحة ...
والثقافة المسلحة ... والديانة المسلحة ...
فلا رغيف أشترية ....
إلا وأجد فى داخلة مسدسا"
ولا وردة أقطفها من الحقل
إلا وترفع سلاحها فى وجهى
ولا كتاب أشترية من المكتبة ... إلا وينفجر بين أصابعى ....
يجلس إبنى على طرف سريرى
ويطلب منى أن أسمعة قصيدة
تسقط منى دمعة على الوسادة
فيلتقطها مذهولا" .... ويقول :
" ولكن هذة دمعة ، يا أبى ، وليست قصيدة "
أقول له :
عندما تكبر يا ولدى ...
وتقرأ ديوان الشعر العربى
سوف تعرف أن الكلمة والدمعه شقيقتان
وأن القصيدة العربية ...
ليست سوى دمعة تخرج من بين الأصابع
يضع إبنى أقلامة ، وعلبة ألوانة أمامى
ويطلب منى أن أرسم له وطنا ...
تهتز الفرشاة فى يدى ....
وأسقط باكيا" .....