عائض الغامدي
8 - 8 - 2005, 07:06 PM
وزارة التربية و"التجريب"
قينان الغامدي
بالتأكيد هي صدفة، ففي نفس العدد الذي نشرت فيه صحيفة "الرياض" يوم الخميس قبل الماضي تصريح الدكتور عبدالله العبيد وزير التربية والتعليم عن نية الوزارة تطبيق نظام الثانوية المطورة على 40 مدرسة ثانوية للبنين والبنات مناصفة كخطوة تجريبية، في نفس العدد نشرت الصحيفة مقالاً جميلاً تحت عنوان "أزمة وزارة التربية بين التنظير والتطبيق" بقلم الأستاذ فهد بن عبدالعزيز أبا نمي، والمقال الذي تضمن ثماني وقفات وبدأه كاتبه قائلاً:" هناك أزمة تعيشها الوزارة وتتمثل في الانفصام بين التنظير والتطبيق. فمما يلاحظ وبكثرة أن مسؤولي الوزارة يتفننون في إصدار التوجيهات والقرارات غير المدروسة اعتقاداً منهم بأنها الأصلح، وأنها الأولى بالتطبيق من غير أن يدركوا العواقب الوخيمة والخسائر العظيمة التي منيت بها هذه الأمة من جراء تلك القرارات ويمكن الرجوع للمشاريع التي أعلنتها الوزارة ولم تستطع أن تنفذها على أرض الواقع بسبب أو بآخر.. إلخ" والحقيقة إن كاتب المقال لو بحث عن دليل على ما قال لما وجد أفضل من موضوع "الثانوية المطورة" المنشور مع مقاله في نفس العدد. فهذه "الثانوية المطورة" سبق تطبيقها قبل نحو ربع قرن واستمرت بضع سنوات وفجأة اختفت، لتبدأ تجربة الثانوية الشاملة التي اختفت هي الأخرى فجأة، وعادت الوزارة إلى الثانوية العادية "علمي وأدبي" ولكن بحجة التطوير جاءت تحت مسمى "شرعي، وطبيعي" ولأن الوزارة بلا ذاكرة ـ فيما يبدو ـ ها هي تعود الآن إلى الثانوية المطورة مرة أخرى، وقد علمت أنه من باب التطوير ـ أيضاً ـ ستأتي هذه الثانوية تحت عنوان "التعليم المرن"، وواضح أن الوزارة مرنة في التجريب على الطلاب والمعلمين كيفما اتفق، وإلا فما هو تفسير ما يحدث؟ هل "المطورة" قبل ربع قرن نجحت أم فشلت؟ فإن كان النجاح فلماذا لم تستمر؟ وإن كان الفشل فلماذا العودة الآن؟ أم إن تلك في زمن وزير وهذه في زمن آخر، مثلها مثل الدمج الذي حصل في زمن وزير ثم تم الفصل في عهد آخر بكل بساطة؟ المسألة كلها تجريب في تجريب، ويا قلب لا تحزن.
قينان الغامدي
بالتأكيد هي صدفة، ففي نفس العدد الذي نشرت فيه صحيفة "الرياض" يوم الخميس قبل الماضي تصريح الدكتور عبدالله العبيد وزير التربية والتعليم عن نية الوزارة تطبيق نظام الثانوية المطورة على 40 مدرسة ثانوية للبنين والبنات مناصفة كخطوة تجريبية، في نفس العدد نشرت الصحيفة مقالاً جميلاً تحت عنوان "أزمة وزارة التربية بين التنظير والتطبيق" بقلم الأستاذ فهد بن عبدالعزيز أبا نمي، والمقال الذي تضمن ثماني وقفات وبدأه كاتبه قائلاً:" هناك أزمة تعيشها الوزارة وتتمثل في الانفصام بين التنظير والتطبيق. فمما يلاحظ وبكثرة أن مسؤولي الوزارة يتفننون في إصدار التوجيهات والقرارات غير المدروسة اعتقاداً منهم بأنها الأصلح، وأنها الأولى بالتطبيق من غير أن يدركوا العواقب الوخيمة والخسائر العظيمة التي منيت بها هذه الأمة من جراء تلك القرارات ويمكن الرجوع للمشاريع التي أعلنتها الوزارة ولم تستطع أن تنفذها على أرض الواقع بسبب أو بآخر.. إلخ" والحقيقة إن كاتب المقال لو بحث عن دليل على ما قال لما وجد أفضل من موضوع "الثانوية المطورة" المنشور مع مقاله في نفس العدد. فهذه "الثانوية المطورة" سبق تطبيقها قبل نحو ربع قرن واستمرت بضع سنوات وفجأة اختفت، لتبدأ تجربة الثانوية الشاملة التي اختفت هي الأخرى فجأة، وعادت الوزارة إلى الثانوية العادية "علمي وأدبي" ولكن بحجة التطوير جاءت تحت مسمى "شرعي، وطبيعي" ولأن الوزارة بلا ذاكرة ـ فيما يبدو ـ ها هي تعود الآن إلى الثانوية المطورة مرة أخرى، وقد علمت أنه من باب التطوير ـ أيضاً ـ ستأتي هذه الثانوية تحت عنوان "التعليم المرن"، وواضح أن الوزارة مرنة في التجريب على الطلاب والمعلمين كيفما اتفق، وإلا فما هو تفسير ما يحدث؟ هل "المطورة" قبل ربع قرن نجحت أم فشلت؟ فإن كان النجاح فلماذا لم تستمر؟ وإن كان الفشل فلماذا العودة الآن؟ أم إن تلك في زمن وزير وهذه في زمن آخر، مثلها مثل الدمج الذي حصل في زمن وزير ثم تم الفصل في عهد آخر بكل بساطة؟ المسألة كلها تجريب في تجريب، ويا قلب لا تحزن.