المشتاق
19 - 8 - 2005, 08:26 AM
حديث قدسي - 261
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:
"إنَّ الشَيطانَ قال: وَعِزَّتِكَ يا رَب لا أبرَحُ أُغْوِي عِبَادَك مَا دَامَت أروَاحُهُم فِي أجسَادِهِم، فَقَالَ الرَبُ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لا أزَالُ أغْفِرُ لَهُم مَا استَغْفَرُونِي."
رواه أحمد والحاكم وعبد الرازق وقَالَ الألباني: حسن ( صحيح الجامع ).( صحيح الجامع: 1650 ).
شرح الحديث
قَالَ الإمَامُ المناوي في فيض القدير:
( قَالَ وعزتك ) أي وقوتك وشدتك ( يا رب لا أبرح أغوي ) أي لا أزال أضل ( عبادك ) الآدميين المكلفين يعني لأجتهدن في إغوائهم بأَي طريق ممكن ( مَا دامت أرواحهم في أجسادهم ) أي مدة دوامها فيهم ( فقَالَ الرب وَعِزَّتِي وجلالي لا أزال أغفر لهم مَا استني ) أي طلبوا مني الغفران أي الستر لذنبهم مع الندم على مَا كان منهم والإقلاع والخروج من المظالم والعزم على عدم العود إلى الاسترسال مع اللعن، وظاهر الخبر أن غير المخلصين ناجون من الشيطان وليس في آية لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين مَا يدل على اخصاص النجاة بهم كما وُهِم، لأن قيد قوله تعالى: ممن اتبعك أخرج العاصين المستغفرين إذ معناه ممن اتبعك واستمر على المتابعة ولم يرجع إلى الله ولم يستغفر، ثم في إشعار الخبر توهينٌ لكيد الشيطان ووعدٌ كريم من الرَّحْمَن بالغفران.
قَالَ حجة الإسلام: لكن إياك أن تقول إن الله يغفر الذنوب للعصاة فأعصى وهو غني عن عملي فإِنَّ هذه كلمة حقٍ أُرِيدَ بها باطلٌ، وصاحبها مُلَقَبٌ بالحماقة بنص خبر: ( الأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) وقولك هذا يضاهي من يريد أن يكون فقيهاً في علوم الدين فاشتغل عنها بالبطالة وقَالَ إنه تعالى قادرٌ على أن يفيض على قلبي من العلوم مَا أفاضه على قلوب أنبيائه وأصفيائه بغير جهد وتعلُم، فمَن قَالَ ذلك ضحك عليه أرباب البصائر، وكيف تطلب المعرفة من غير سعيٍ لها، والله يقول وأن ليس للإنسان إلا مَا سعى ، وإنما تجزون مَا كنتم تعملون .تغفرو
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:
"إنَّ الشَيطانَ قال: وَعِزَّتِكَ يا رَب لا أبرَحُ أُغْوِي عِبَادَك مَا دَامَت أروَاحُهُم فِي أجسَادِهِم، فَقَالَ الرَبُ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لا أزَالُ أغْفِرُ لَهُم مَا استَغْفَرُونِي."
رواه أحمد والحاكم وعبد الرازق وقَالَ الألباني: حسن ( صحيح الجامع ).( صحيح الجامع: 1650 ).
شرح الحديث
قَالَ الإمَامُ المناوي في فيض القدير:
( قَالَ وعزتك ) أي وقوتك وشدتك ( يا رب لا أبرح أغوي ) أي لا أزال أضل ( عبادك ) الآدميين المكلفين يعني لأجتهدن في إغوائهم بأَي طريق ممكن ( مَا دامت أرواحهم في أجسادهم ) أي مدة دوامها فيهم ( فقَالَ الرب وَعِزَّتِي وجلالي لا أزال أغفر لهم مَا استني ) أي طلبوا مني الغفران أي الستر لذنبهم مع الندم على مَا كان منهم والإقلاع والخروج من المظالم والعزم على عدم العود إلى الاسترسال مع اللعن، وظاهر الخبر أن غير المخلصين ناجون من الشيطان وليس في آية لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين مَا يدل على اخصاص النجاة بهم كما وُهِم، لأن قيد قوله تعالى: ممن اتبعك أخرج العاصين المستغفرين إذ معناه ممن اتبعك واستمر على المتابعة ولم يرجع إلى الله ولم يستغفر، ثم في إشعار الخبر توهينٌ لكيد الشيطان ووعدٌ كريم من الرَّحْمَن بالغفران.
قَالَ حجة الإسلام: لكن إياك أن تقول إن الله يغفر الذنوب للعصاة فأعصى وهو غني عن عملي فإِنَّ هذه كلمة حقٍ أُرِيدَ بها باطلٌ، وصاحبها مُلَقَبٌ بالحماقة بنص خبر: ( الأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) وقولك هذا يضاهي من يريد أن يكون فقيهاً في علوم الدين فاشتغل عنها بالبطالة وقَالَ إنه تعالى قادرٌ على أن يفيض على قلبي من العلوم مَا أفاضه على قلوب أنبيائه وأصفيائه بغير جهد وتعلُم، فمَن قَالَ ذلك ضحك عليه أرباب البصائر، وكيف تطلب المعرفة من غير سعيٍ لها، والله يقول وأن ليس للإنسان إلا مَا سعى ، وإنما تجزون مَا كنتم تعملون .تغفرو