معلم واعد
19 - 9 - 2005, 11:18 AM
مشاعر أب
في بداية العام الدراسي الجديد
وتيرة الحياة تتسارع من حولي، والناس يتزاحمون في كل مكان، وكل قد أخذ أبناءه معه ليقضي لهم حاجياتهم ولوازم العام الدراسي الجديد.
وقد كنت أحد هؤلاء الساعين في موكب الحياة هذا، وأثرت فيّ مشاهده وأنا أنقل بصري ما بين أبنائي والناس .
وعادت بي الذكرى لأيامٍ خوالٍ كنت فيها اشتري تلك اللوازم المدرسية لنفسي أو يشتريها لي أخي الأكبر، ثم ننشغل وأخواتي بتجليد تلك الدفاتر والتهيؤ لخوض غمار الدراسة وما تحتاجه من جهد.
يالها من أيام جميلة في بيتنا الشعبي القديم حيث كنا نجتمع في غرفة كانت على مقربة من المطبخ، ونضع لوحا من الخشب كبير نغطيه ببطانية وتسند ذلك اللوح مجموعة من المساند، ثم نلتف حول ذلك اللوح ونضع عليه كتبنا وكل قد انشغل بدروسه ، حياة بسيطة تلك التي كنا نحياها.
خمسة وعشرون عاماً بل يزيد، عمر تلك الذكرى ، ما أسرع الأيام وما أسرع انقضائها.
وها أنا ذا يا أبنائي أعيد معكم قصة الحياة ، وأبدأ معكم مشوارها، الفصول من حولي تتكرر ولكن مع اختلاف الأشخاص ، وتطور الحاجيات المدرسية، وتبدل الطلاب ومدى حرصهم على الدراسة.
وأنا أيضاً أمارس دور الأب في هذا المشهد ، لا دور ذلك الطالب الذي يتنقل بين المكتبات، أرأيتم مدى الاختلاف ؟!
قلبي يحمل لكم الكثير من الآمال والصور والمشاعر ، ولو تعلمون يا أبنائي ما يحمله قلب كل أب لأبنائه لعجبتم، كيف ينطوي ذلك القلب الصغير على كل تلك المشاعر والآمال إنني الآن أدركت ذلك أكثر من ذي قبل.
ولو تركت لقلمي العنان كي أبدي لكم أسرار قلوب الآباء لما وسعني الوقت ، حيث لا بد أن أنام الآن لأدرك الدوام . ولعلي أن أطلعكم عليها في رسالة أخرى مني إليكم .
أملي في الله كبير أن أراكم عما قريب قرة عين لي ولأمكم ولأمتكم . وأن أراكم وأنتم تمارسون دور الأب مثلي ، حتى تعلمون حقيقة ما ضاق وقتي عن إبدائه لكم.
فلا تنسوني حينذاك ــ وقد عرفتم الحقيقة ــ أن تذكروني ، وتعقبوا ذلك بالدعاء.
اللهم جاز كل أب وأم على ما يبذلونه لأبنائهم من وقت ومال وجهد وصبر خيراً، وأخلفهم به صلاحاً في أبنائهم ، وبلغهم في أبنائهم فوق ما يرجون لهم من الخير ، وأصرف عن أبنائهم فوق ما يحذرونه لهم من الشر.
وجاز أبي وأمي مثل ذلك وأكثر، كما ربياني صغيراً.
الموقع
والدكم
9 / 8 / 1426هـ
في بداية العام الدراسي الجديد
وتيرة الحياة تتسارع من حولي، والناس يتزاحمون في كل مكان، وكل قد أخذ أبناءه معه ليقضي لهم حاجياتهم ولوازم العام الدراسي الجديد.
وقد كنت أحد هؤلاء الساعين في موكب الحياة هذا، وأثرت فيّ مشاهده وأنا أنقل بصري ما بين أبنائي والناس .
وعادت بي الذكرى لأيامٍ خوالٍ كنت فيها اشتري تلك اللوازم المدرسية لنفسي أو يشتريها لي أخي الأكبر، ثم ننشغل وأخواتي بتجليد تلك الدفاتر والتهيؤ لخوض غمار الدراسة وما تحتاجه من جهد.
يالها من أيام جميلة في بيتنا الشعبي القديم حيث كنا نجتمع في غرفة كانت على مقربة من المطبخ، ونضع لوحا من الخشب كبير نغطيه ببطانية وتسند ذلك اللوح مجموعة من المساند، ثم نلتف حول ذلك اللوح ونضع عليه كتبنا وكل قد انشغل بدروسه ، حياة بسيطة تلك التي كنا نحياها.
خمسة وعشرون عاماً بل يزيد، عمر تلك الذكرى ، ما أسرع الأيام وما أسرع انقضائها.
وها أنا ذا يا أبنائي أعيد معكم قصة الحياة ، وأبدأ معكم مشوارها، الفصول من حولي تتكرر ولكن مع اختلاف الأشخاص ، وتطور الحاجيات المدرسية، وتبدل الطلاب ومدى حرصهم على الدراسة.
وأنا أيضاً أمارس دور الأب في هذا المشهد ، لا دور ذلك الطالب الذي يتنقل بين المكتبات، أرأيتم مدى الاختلاف ؟!
قلبي يحمل لكم الكثير من الآمال والصور والمشاعر ، ولو تعلمون يا أبنائي ما يحمله قلب كل أب لأبنائه لعجبتم، كيف ينطوي ذلك القلب الصغير على كل تلك المشاعر والآمال إنني الآن أدركت ذلك أكثر من ذي قبل.
ولو تركت لقلمي العنان كي أبدي لكم أسرار قلوب الآباء لما وسعني الوقت ، حيث لا بد أن أنام الآن لأدرك الدوام . ولعلي أن أطلعكم عليها في رسالة أخرى مني إليكم .
أملي في الله كبير أن أراكم عما قريب قرة عين لي ولأمكم ولأمتكم . وأن أراكم وأنتم تمارسون دور الأب مثلي ، حتى تعلمون حقيقة ما ضاق وقتي عن إبدائه لكم.
فلا تنسوني حينذاك ــ وقد عرفتم الحقيقة ــ أن تذكروني ، وتعقبوا ذلك بالدعاء.
اللهم جاز كل أب وأم على ما يبذلونه لأبنائهم من وقت ومال وجهد وصبر خيراً، وأخلفهم به صلاحاً في أبنائهم ، وبلغهم في أبنائهم فوق ما يرجون لهم من الخير ، وأصرف عن أبنائهم فوق ما يحذرونه لهم من الشر.
وجاز أبي وأمي مثل ذلك وأكثر، كما ربياني صغيراً.
الموقع
والدكم
9 / 8 / 1426هـ