أبن القريات
3 - 12 - 2005, 10:29 PM
استقرار الروح . . الخطوة الاولى في سلم التفاؤل
إن الله عز وجل أوحى إلى داوود (عليه السلام): (تريد وأريد، وإنما يكون ما أريد، فإن سلمت لما أريد، كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد).
لا شك بفرادة طريقة الإسلام في بناء الفرد والإنسان وتلك بحرصه الشديد على توحيد القوتين الكبيرتين في الإنسان: قوة الروح، وقوة الجسد، ليعملا معاً لصالح الفرد، ولصالح الجماعة تفادياً للإزدواجية التي تعمل في أغلب الأحيان على تقوية أحد الجانبين على حساب الجانب الآخر، الأمر الذي يعود بأسوأ النتائج على الفرد، وعلى المجتمع، وتصيب إحدى هاتين القوتين بالشلل، أو توجهها لغير الوجهة السليمة التي كان يجب أن تتجه إليها.
ومن استقرار الروح ينتج الصحة النفسية التي ترتبط غاية الارتباط بقدرة الفرد على التوافق مع نفسه، المجتمع الذي يعيش فيه، وهذا يؤدي - بالضرورة - إلى التمتع بحياة هادئة سوية، مليئة بالتحمس، وخالية من التأسي والاضطراب.
وهذا يعني أن يرضى عن نفسه، وأن يتقبل ذلك، كما يتقبل الآخرين فلا يظهر منه ما يدل على عدم التوافق الاجتماعي أو السلوك الشاذ، بل يسلك السلوك الاجتاعي المعقول، المتسم بالاتزان، والمتصف بالإيجابية، والقدرة على مواجهة المواقف، ومجابهة المشاكل التي تقابل الفرد في مختلف نواحي حياته وبناءً على هذا فالصحة النفسية لا تعطى للفرد، ولكنه يكتسبها بجده واجتهاده، فكل فرد مسؤول عن صحته النفسية وعن نموها.
ومما يساعد في الاستقرار النفسي هو التفاؤل ومعناه: توقع النجاح والفوز في المستقبل القريب، والاستبشار به في المستقبل البعيد.. ولا يكون ذلك إلا بالاعتماد على المولى سبحانه وتعالى، الثقة فيه.
وأعلى مراتب التفاؤل توقع الشفاء عند المرض، والنجاح عند الفشل، والنصر عند الهزيمة وتوقع تفريج الكروب، ودفع المصائب والنوازل عند وقوعها.
فالتفاؤل في هذه المواقف عملية نفسية إرادية تولد أفكار ومشاعر الرضا والتحمل والأمل والثقة وتبعد أفكار ومشاعر اليأس والإنهزامية والعجز.
والمتفائل يفسر الأزمات تفسيراً إيجابياً، ويبعث في نفسه الأمن والطمأنينة، وينشط أجهزة المناعة النفسية والجسدية، وهذا يجعل التفاؤل طريق الصحة والسلامة والوقاية.
ويتفق علماء النفس على ضرورة أن يعيش الفرد يومه متفائلاً، حتى في الظروف الصعبة، ولا يقلق على المستقبل، فلكل مشكلة احتمالات لحلها، وعلى الفرد أن يجهز نفسه لأسوأ الاحتمالات، ثم يحاول تحسين هذا الأسوأ بهدوء وتعقل.
ومن ناحية أخرى لا إفراط ولا تفريط، صحيح أن المتفاؤل بالخير يجده، ولكن الأحوط أن لا يفرط أو يغالي في التفاؤل، لأنها تدفع بالفرد إلى المغامرة، وعدم أخذ الحيطة والحذر في حياته.
وكذلك يعتبر التشاؤم في نفس الوقت مظهراً من مظاهر انخفاض الصحة النفسية لدى الفرد، لأن التشاؤم يستنزف طاقة الفرد، ويقلل من نشاطه، ويضعف من دوافعه، ولذلك فإن التفاؤل من مظاهر الصحة النفسية، ولا يكتمل التفاؤل إلا بالإيمان بالله عز وجل، والقدرة العظيمة التي تسير كل شيء، وهو الذي له ملك السموات والأرض.
إذ من لا يستند إلى تلك القوة الجبارة التي بيدها مسار ومستقبل كل شيء وهو ولي الإعطاء والمنع، كيف له أن يتفائل في هذا الزمن العصيب الذي لا يبشر بخير حيث ضاقت الأرض ومنعت السماء،
فيا من إذا سأله عبد أعطاه، وإذا أمل ما عنده بلغه مناه، وإذا أقبل عليه قرّبه وأدناه، وإذا جاهره بالعصيان ستر على ذنبه وغطاه.
وإذا توكل عليه أحسبه وكفاه.
اسألك بكرمك أن تمن علي من عطائك بما تقر به عيني، ومن رجائك بما تطمئن به نفسي ومن اليقين بما تهون علي مصيبات الدنيا وتجلو عن بصيرتي غشوات العمى، برحمتك يا أرحم الراحمين.
(منقول أعجبني )
إن الله عز وجل أوحى إلى داوود (عليه السلام): (تريد وأريد، وإنما يكون ما أريد، فإن سلمت لما أريد، كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد).
لا شك بفرادة طريقة الإسلام في بناء الفرد والإنسان وتلك بحرصه الشديد على توحيد القوتين الكبيرتين في الإنسان: قوة الروح، وقوة الجسد، ليعملا معاً لصالح الفرد، ولصالح الجماعة تفادياً للإزدواجية التي تعمل في أغلب الأحيان على تقوية أحد الجانبين على حساب الجانب الآخر، الأمر الذي يعود بأسوأ النتائج على الفرد، وعلى المجتمع، وتصيب إحدى هاتين القوتين بالشلل، أو توجهها لغير الوجهة السليمة التي كان يجب أن تتجه إليها.
ومن استقرار الروح ينتج الصحة النفسية التي ترتبط غاية الارتباط بقدرة الفرد على التوافق مع نفسه، المجتمع الذي يعيش فيه، وهذا يؤدي - بالضرورة - إلى التمتع بحياة هادئة سوية، مليئة بالتحمس، وخالية من التأسي والاضطراب.
وهذا يعني أن يرضى عن نفسه، وأن يتقبل ذلك، كما يتقبل الآخرين فلا يظهر منه ما يدل على عدم التوافق الاجتماعي أو السلوك الشاذ، بل يسلك السلوك الاجتاعي المعقول، المتسم بالاتزان، والمتصف بالإيجابية، والقدرة على مواجهة المواقف، ومجابهة المشاكل التي تقابل الفرد في مختلف نواحي حياته وبناءً على هذا فالصحة النفسية لا تعطى للفرد، ولكنه يكتسبها بجده واجتهاده، فكل فرد مسؤول عن صحته النفسية وعن نموها.
ومما يساعد في الاستقرار النفسي هو التفاؤل ومعناه: توقع النجاح والفوز في المستقبل القريب، والاستبشار به في المستقبل البعيد.. ولا يكون ذلك إلا بالاعتماد على المولى سبحانه وتعالى، الثقة فيه.
وأعلى مراتب التفاؤل توقع الشفاء عند المرض، والنجاح عند الفشل، والنصر عند الهزيمة وتوقع تفريج الكروب، ودفع المصائب والنوازل عند وقوعها.
فالتفاؤل في هذه المواقف عملية نفسية إرادية تولد أفكار ومشاعر الرضا والتحمل والأمل والثقة وتبعد أفكار ومشاعر اليأس والإنهزامية والعجز.
والمتفائل يفسر الأزمات تفسيراً إيجابياً، ويبعث في نفسه الأمن والطمأنينة، وينشط أجهزة المناعة النفسية والجسدية، وهذا يجعل التفاؤل طريق الصحة والسلامة والوقاية.
ويتفق علماء النفس على ضرورة أن يعيش الفرد يومه متفائلاً، حتى في الظروف الصعبة، ولا يقلق على المستقبل، فلكل مشكلة احتمالات لحلها، وعلى الفرد أن يجهز نفسه لأسوأ الاحتمالات، ثم يحاول تحسين هذا الأسوأ بهدوء وتعقل.
ومن ناحية أخرى لا إفراط ولا تفريط، صحيح أن المتفاؤل بالخير يجده، ولكن الأحوط أن لا يفرط أو يغالي في التفاؤل، لأنها تدفع بالفرد إلى المغامرة، وعدم أخذ الحيطة والحذر في حياته.
وكذلك يعتبر التشاؤم في نفس الوقت مظهراً من مظاهر انخفاض الصحة النفسية لدى الفرد، لأن التشاؤم يستنزف طاقة الفرد، ويقلل من نشاطه، ويضعف من دوافعه، ولذلك فإن التفاؤل من مظاهر الصحة النفسية، ولا يكتمل التفاؤل إلا بالإيمان بالله عز وجل، والقدرة العظيمة التي تسير كل شيء، وهو الذي له ملك السموات والأرض.
إذ من لا يستند إلى تلك القوة الجبارة التي بيدها مسار ومستقبل كل شيء وهو ولي الإعطاء والمنع، كيف له أن يتفائل في هذا الزمن العصيب الذي لا يبشر بخير حيث ضاقت الأرض ومنعت السماء،
فيا من إذا سأله عبد أعطاه، وإذا أمل ما عنده بلغه مناه، وإذا أقبل عليه قرّبه وأدناه، وإذا جاهره بالعصيان ستر على ذنبه وغطاه.
وإذا توكل عليه أحسبه وكفاه.
اسألك بكرمك أن تمن علي من عطائك بما تقر به عيني، ومن رجائك بما تطمئن به نفسي ومن اليقين بما تهون علي مصيبات الدنيا وتجلو عن بصيرتي غشوات العمى، برحمتك يا أرحم الراحمين.
(منقول أعجبني )