سديم11
10 - 12 - 2005, 08:28 PM
http://www.islamonline.net/Arabic/mawahb/2**2/arts/03/images/pic1.jpg
http://www.islamonline.net/Arabic/mawahb/2**2/arts/03/images/cov2.jpg
http://www.islamonline.net/Arabic/mawahb/2**2/arts/03/images/cov3.jpg
http://www.islamonline.net/Arabic/mawahb/2**2/arts/03/images/cov4.jpg
ربا جعفر - 5 أعوام - مصر
النقد والتعليق:
التشكيلية نهى علي: صغيرتي ربا هل تحبين أن أقول لك شيئا؟ أنت رائعة جدا في رسمك.. وصراحة توقفت كثيرا أمام هذه الرسومات؛ فهي تدلنا على عين تحاول وزن الأشياء بشكل أو بآخر، بل تنجح كثيرا في هذا الأمر إذا وضعنا في الاعتبار سنها الصغيرة، فقد حاولت ربا توزيع العناصر في عملها بشكل يؤدي إلى ارتياح العين واستمتاعها بالعمل.
وتحاول فنانتنا الصغيرة إبداع أشياء جديدة من خيالها، ولا أدري هل تقصد ذلك فعلا أم أنه مجرد الارتباط غير المدرك وهو الأجمل دوما؛ لأنه ينبع من الخيال لا القصد والنية المسبقة بما يجعله أكثر طزاجة وقدرة على إثارة الدهشة. فهي مثلا في لوحة الثعلب أخذت خطوطها تقريبا من شكل حرف الثاء ورسمت معتمدة على شكل الحرف، وهو ما يدل على عين لاقطة وحس إبداعي، فهي تحاول استخراج شيء جديد من شيء تقليدي ومعتاد، وهذه محاولة رائعة لواحدة في مثل سنها، ونفس الأمر في لوحة الأم حيث نجد حرف الميم مبثوثا في اللوحة ومتضمنا في عناصر العمل.
وما أجمل الأطفال وعالمهم الذي يصنعونه؛ ففي لوحة الخراف ترسم خرافا جميلة ودودة، وتسيطر عليها فكرة الأسرة؛ فهناك خروف كبير في الحجم لعله الأم أو الأب وخراف أصغر هي الأولاد.. والجزار الذي يعلق اللحوم يكتب ببساطة على محله "خروف" وليس جزارا.. فلا مشكلة لدى الأطفال في أي شيء العالم حولهم منساب ومنطلق ويتشكل حسبهم هم لا حسب وجوده الحقيقي.. وهكذا تمضي عوالم الطفل لتضم إلى عالم الخراف البالونات والطائرات المحلقة؛ فالعيد هنا هو المستمر الدائم وليس كعالم الكبار الذي لا يكاد يستمتع بساعات من العيد..
ثم تأتي لوحة أخرى تنبئ بإدراك عقلي جيد وهي اللوحات المعلقة على الحائط فيما يقترب من عمل فني كبير وجيد .. أقول ذلك لعدة أمور:
أولا : أنه ليس من طبيعة هذه السن الانشغال بأمور دقيقة إلى هذه الدرجة، وهو المشهد الذي اختارته– لوحتان معلقتان على حائط-.
ثانيا : لأن فيها منظورا حيث حاولت التفريق بين الحائط والأرضية عن طريق الألوان.
وثالثا : لأن فيها تناغما في الألوان؛ فالبنى هي البطل إلى جانب بعض الدفقات الساخنة القليلة التي تكسر برودة اللون الأساسي.
رابعا : لأن فيها اهتماما بالتفاصيل الدقيقة حتى داخل اللوحات المعلقة كانت هناك رسومات لشجر وعناصر أخرى.
أما بالنسبة للألوان في أعمالها بصفة عامة فهي في الأغلب هادئة وجميلة ومتناسقة، ولكنها تحتاج لجرأة وانطلاق أكثر في التعامل مع الألوان، وهذا ما سيفعله توفير الخامات ومشاهدة ومراقبة الأشياء من حولها وكذلك المعارض.
هذا بجانب مساعدتها على التأمل فممكن للأم أن تمسك أشياء وتجلس لتأملها مثلاً الورد بألوانها المختلفة ورائحتها المختلفة وأشكالها، وهكذا حتى تساعد عينيها على تذوق الأشياء والإحساس بها، وتفاعلها مع الحواس المختلفة.
وحديثي إلى أبويها بنصيحة ملحة حول تنمية هذه الموهبة بعدة أشكال منها توفير مواد خام وأدوات (ألوان مختلفة) أوراق وحتى الصلصال… إلخ.
لتدريب يدها وزرع إحساسها بالخامات.. كما لا بد من تدريب عينيها بالخروج للطبيعة ورؤية الأشياء حولها.. وغرس قدرتها على التفكر في الأشياء ورؤيتها بطريقة مخالفة.. كما أنه من المفيد في هذا الصدد التردد على المعارض التي تقام سواء للأطفال أو لغيرهم، وقد يكون من المفيد كذلك الاشتراك في المسابقات المختلفة سواء في المدرسة أو المؤسسات الثقافية والفنية المختلفة..
ونصيحتي أنها لا بد أن تنتقل إلى التعلم المنظم، لكن على يد من يحسن هذا الأمر ويفجر الطاقات لا يكبتها ولا يحدها بل يفتح آفاق العالم أمامها.. والله الموفق.
http://www.islamonline.net/Arabic/mawahb/2**2/arts/03/images/cov2.jpg
http://www.islamonline.net/Arabic/mawahb/2**2/arts/03/images/cov3.jpg
http://www.islamonline.net/Arabic/mawahb/2**2/arts/03/images/cov4.jpg
ربا جعفر - 5 أعوام - مصر
النقد والتعليق:
التشكيلية نهى علي: صغيرتي ربا هل تحبين أن أقول لك شيئا؟ أنت رائعة جدا في رسمك.. وصراحة توقفت كثيرا أمام هذه الرسومات؛ فهي تدلنا على عين تحاول وزن الأشياء بشكل أو بآخر، بل تنجح كثيرا في هذا الأمر إذا وضعنا في الاعتبار سنها الصغيرة، فقد حاولت ربا توزيع العناصر في عملها بشكل يؤدي إلى ارتياح العين واستمتاعها بالعمل.
وتحاول فنانتنا الصغيرة إبداع أشياء جديدة من خيالها، ولا أدري هل تقصد ذلك فعلا أم أنه مجرد الارتباط غير المدرك وهو الأجمل دوما؛ لأنه ينبع من الخيال لا القصد والنية المسبقة بما يجعله أكثر طزاجة وقدرة على إثارة الدهشة. فهي مثلا في لوحة الثعلب أخذت خطوطها تقريبا من شكل حرف الثاء ورسمت معتمدة على شكل الحرف، وهو ما يدل على عين لاقطة وحس إبداعي، فهي تحاول استخراج شيء جديد من شيء تقليدي ومعتاد، وهذه محاولة رائعة لواحدة في مثل سنها، ونفس الأمر في لوحة الأم حيث نجد حرف الميم مبثوثا في اللوحة ومتضمنا في عناصر العمل.
وما أجمل الأطفال وعالمهم الذي يصنعونه؛ ففي لوحة الخراف ترسم خرافا جميلة ودودة، وتسيطر عليها فكرة الأسرة؛ فهناك خروف كبير في الحجم لعله الأم أو الأب وخراف أصغر هي الأولاد.. والجزار الذي يعلق اللحوم يكتب ببساطة على محله "خروف" وليس جزارا.. فلا مشكلة لدى الأطفال في أي شيء العالم حولهم منساب ومنطلق ويتشكل حسبهم هم لا حسب وجوده الحقيقي.. وهكذا تمضي عوالم الطفل لتضم إلى عالم الخراف البالونات والطائرات المحلقة؛ فالعيد هنا هو المستمر الدائم وليس كعالم الكبار الذي لا يكاد يستمتع بساعات من العيد..
ثم تأتي لوحة أخرى تنبئ بإدراك عقلي جيد وهي اللوحات المعلقة على الحائط فيما يقترب من عمل فني كبير وجيد .. أقول ذلك لعدة أمور:
أولا : أنه ليس من طبيعة هذه السن الانشغال بأمور دقيقة إلى هذه الدرجة، وهو المشهد الذي اختارته– لوحتان معلقتان على حائط-.
ثانيا : لأن فيها منظورا حيث حاولت التفريق بين الحائط والأرضية عن طريق الألوان.
وثالثا : لأن فيها تناغما في الألوان؛ فالبنى هي البطل إلى جانب بعض الدفقات الساخنة القليلة التي تكسر برودة اللون الأساسي.
رابعا : لأن فيها اهتماما بالتفاصيل الدقيقة حتى داخل اللوحات المعلقة كانت هناك رسومات لشجر وعناصر أخرى.
أما بالنسبة للألوان في أعمالها بصفة عامة فهي في الأغلب هادئة وجميلة ومتناسقة، ولكنها تحتاج لجرأة وانطلاق أكثر في التعامل مع الألوان، وهذا ما سيفعله توفير الخامات ومشاهدة ومراقبة الأشياء من حولها وكذلك المعارض.
هذا بجانب مساعدتها على التأمل فممكن للأم أن تمسك أشياء وتجلس لتأملها مثلاً الورد بألوانها المختلفة ورائحتها المختلفة وأشكالها، وهكذا حتى تساعد عينيها على تذوق الأشياء والإحساس بها، وتفاعلها مع الحواس المختلفة.
وحديثي إلى أبويها بنصيحة ملحة حول تنمية هذه الموهبة بعدة أشكال منها توفير مواد خام وأدوات (ألوان مختلفة) أوراق وحتى الصلصال… إلخ.
لتدريب يدها وزرع إحساسها بالخامات.. كما لا بد من تدريب عينيها بالخروج للطبيعة ورؤية الأشياء حولها.. وغرس قدرتها على التفكر في الأشياء ورؤيتها بطريقة مخالفة.. كما أنه من المفيد في هذا الصدد التردد على المعارض التي تقام سواء للأطفال أو لغيرهم، وقد يكون من المفيد كذلك الاشتراك في المسابقات المختلفة سواء في المدرسة أو المؤسسات الثقافية والفنية المختلفة..
ونصيحتي أنها لا بد أن تنتقل إلى التعلم المنظم، لكن على يد من يحسن هذا الأمر ويفجر الطاقات لا يكبتها ولا يحدها بل يفتح آفاق العالم أمامها.. والله الموفق.