ابولمى
22 - 8 - 2003, 05:12 AM
هلال شهر رجب يوم الاربعاء وشهر شعبان يوم الجمعة ورمضان يوم السبت
ال*** الدكتور عبد الله سليمان المنيع *
الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فنظرا إلى ان الجهة المختصة بإثبات دخول شهر رمضان وخروجه في بلادنا تعتمد على ثبوت دخول شهر رجب وثبوت دخول شهر شعبان حتى يتيسر لها أمر معرفة أيام شهر شعبان ويوم دخوله ليتيسر بذلك تنفيذ قوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاكملوا شعبان ثلاثين يوماً".
حيث يتم من تلك الجهة المختصة - مشكورة - اصدار بيان إلى المواطنين بالترغيب في ترائي هلال رجب وهلال شعبان وهلال رمضان وهلال شوال ليكون ثبوت ذلك مستند إثبات دخول شهر رمضان وخروجه.
وبناء على ذلك ومساهمة في تحديد يوم ترائي الهلال للأشهر الأربعة المذكورة من حيث النظر الفلكي المبني على ولادة الهلال قبل غروب الشمس أو بعد غروبها من مكة المكرمة بناء على ذلك وبصفتي أحد أعضاء لجنة تقويم أم القرى وعضوا في ندوات تحديد أوائل الشهور القمرية فلكيا فإني أفيد بما يلي:
أولاً: ولادة هلال شهر رجب:
في يوم الاربعاء الموافق 1424/6/29ه يولد الهلال الساعة العشرين وسبع وعشرين دقيقة أي بعد غروب شمس يوم الاربعاء بتوقيت مكة المكرمة بما لا يقل عن ساعة ونصف بعد غروب الشمس من مكة المكرمة ويكون يوم الخميس تمام شهر جمادى الآخرة ويكون يوم الجمعة 29اغسطس سنة 2**3م هو أول يوم من شهر رجب 1424ه ويمكث هلاله مساء الخميس بعد غروب الشمس ثمان وأربعين دقيقة - 48- دقيقة. حسب توقيت مكة المكرمة وعليه فيكون الترائي الصحيح لهلال شهر رجب هو مساء الخميس بعد غروب الشمس.
ولا يصح فلكيا ترائي الهلال مساء الاربعاء الموافق 1424/6/29ه حيث انه لم يولد إلا بعد غروب الشمس بما يزيد على الساعة والنصف ومن ادعى رؤيته مساء الاربعاء بعد غروب الشمس فهو واهم أو كاذب ويجب رد شهادته حيث انها لم تنفك عما يكذبها.
ثانياً: ولادة هلال شهر شعبان:
في يوم الجمعة الموافق 1424/7/29ه يولد الهلال الساعة السادسة وعشر دقائق صباحا بتوقيت مكة المكرمة أي قبل غروب شمس يوم الجمعة بما يزيد على اثنتي عشرة ساعة ويكون يوم الجمعة 1424/7/29ه آخر يوم من شهر رجب كما يكون يوم السبت الموافق 27سبتمبر سنة 2**3هو أول يوم من شهر شعبان ويمكث الهلال مساء يوم الجمعة بعد غروب الشمس سبعا وعشرين دقيقة - 27- دقيقة وذلك حسب توقيت غروب الشمس من مكة المكرمة.
وعليه فيكون الترائي الصحيح لهلال شعبان هو يوم الجمعة بعد غروب شمسها.
ولا يصح فلكيا ترائي الهلال مساء الخميس الموافق 1424/7/28ه حسب تقويم أم القرى حيث انه لم يولد إلا صباح يوم الجمعة الساعة السادسة وعشر دقائق.
ثالثا: ولادة هلال شهر رمضان:
في يوم السبت الموافق 1424/8/29ه يولد الهلال - هلال شهر رمضان - الساعة الخامسة عشرة وواحدة وخمسين دقيقة - أي الساعة الثالثة وواحدة وخمسين دقيقة بعد ظهر يوم السبت - أي قبل غروب شمس يوم السبت من مكة المكرمة بما يزيد على الساعتين ويمكث الهلال بعد غروب الشمس أربع دقائق ويكون يوم الأحد الموافق 26اكتوبر سنة 2**3أول يوم من شهر رمضان وذلك باعتبار الحساب الفلكي.
وعليه فيكون ترائي هلال شهر رمضان هو يوم السبت بعد غروب الشمس ولا يصح ترائيه مساء يوم الجمعة بعد غروب الشمس حيث انه لم يولد. فإن شمس يوم الجمعة غربت قبل ولادته بما يزيد على واحدة وعشرين ساعة.
رابعاً: ولادة هلال شهر شوال سنة 1424ه:
يولد هلال شهر شوال عام 1424ه يوم الاثنين الموافق 1424/9/30ه الساعة الثانية صباحا اي بعد غروب شمس يوم الاحد الموافق 1424/9/29بما يزيد على سبع ساعات ويمكث الهلال بعد غروب شمس يوم الاثنين ثمان وعشرين دقيقة - 28- دقيقة وذلك بتوقيت مكة المكرمة وعليه فيكون يوم عيدالفطر يوم الثلاثاء الموافق 25نوفمبر سنة 2**3م وهو أول يوم من شهر شوال سنة 1424ه.
وعليه فإذا ثبت دخول شهر رمضان بيوم الأحد حسب الرؤية الشرعية المتفقة مع الحساب الفلكي فإن يوم الاثنين 24نوفمبر الموافق 1424/9/30ه هو آخر يوم من أيام رمضان ولا حاجة لترائي هلال شهر شوال مساء الاثنين لكونه تمام الثلاثين يوما لشهر رمضان.
ونظرا إلى ان ولادة هلال شهر شوال هو الساعة الثانية من صباح يوم الاثنين 1424/9/30ه فلا يصح فلكيا ترائي الهلال مساء الاحد 1424/9/29ه بعد غروب شمس ذلك اليوم لكون الهلال ولد بعد غروب شمس يوم الأحد بما يزيد على سبع ساعات.
وأي دعوى رؤية للهلال مساء هذا اليوم - يوم الأحد 1424/9/29ه - فهي شهادة غير صحيحة لعدم انفكاكها عما يكذبها ويجب ردها مهما كانت عدالة أو عدداً. وتكميلا للفائدة فقد وردتني مجموعة أسئلة تتعلق بالهلال من حيث الاستفسار عن معنى الاقتران والولادة وامكان الرؤية والمصطلح الفلكي في بدء الشهر بعد الولادة وحكم العمل بالحساب الفلكي نفياً واثباتاً. وهل خبر الحساب بالولادة قطعي أو ظني؟ وهل خبر الحساب بالولادة قطعي أو ظني؟ وهل تتعدد الولادة باختلاف المواقيت لاختلاف البلدان كالاختلاف في أوقات الصلوات؟ أجيب على هذه الأسئلة بما يلي:
الاقتران: هو اجتماع الشمس والقمر في خط طولي واحد بحيث لا ينعكس ضوء الشمس على القمر ولا على أي جزء من القمر.
والولادة: هي تخلف القمر عن الشمس بحيث تكون الشمس امامه من جهة الغرب والقمر خلفها من جهة الشرق فيظهر بها نور الشمس على جزء من القمر. وامكان الرؤية يحصل بالقدرة الطبيعية على رؤية الهلال بعد الولادة.
وقد تم اجماع علماء الفلك قاطبة على ان الولادة تتم في لحظة واحدة وان خبر الولادة قطعي لا يتردد في قبوله واعتباره أحد من علماء الفلك مهما تعددت مشاربهم وأفكارهم وعقائدهم. وان قول من يقول بأن خبر الولادة ظني قول من لا علم عنده ولا نظر.
وقد سبق للعلامة ال*** أحمد شاكر - رحمه الله - وهو أحد علماء الأزهر ان كتب رسالة أكد فيها ان خبر ولادة الهلال خبر قطعي كقطعية صحة القول بأن الخمسة المضروبة في أربعة عشرون. وسخر من نفسه أول ما عرضت عليه مسألة ولادة الهلال فقال بأن الخبر بالولادة ظني. وألقى باللائمة الشائنة على من قال في مسألة من مسائل العلم بقول عار عن التصور وإمعان النظر.
اما امكان الرؤية بعد الولادة فهو محل اختلاف بين أهل العلم لاسيما علماء الفلك فبعضهم يقول بامكان الرؤية إذا كان الهلال على زاوية محددة المقدار وبدرجة معينة على اختلاف بينهم في مقدار الزاوية وتحديد الدرجة.
وبعضهم يقول بامكان الرؤية مطلقا بعد الولادة حيث لا يجوز قصر قدرة الله تعالى على انعامه على بعض عباده بالقوة المطلقة في الإبصار فقد تواترت الأخبار بأن بعض حديدي البصر يرون القمر مقارنا للشمس في النهار.
وبعض علماء الشرع حينما يقولون بأن الولادة ظنية وان علماء الفلك مختلفون فيما بينهم هل هي قطعية أم هي ظنية؟.
هؤلاء البعض من علماء الشرع يخلطون بين الولادة وامكان الرؤية ويظنون ان الخلاف في امكان الرؤية هو خلاف في خبر الولادة. والصحيح ان علماء الفلك مجمعون على ان خبر الولادة قطعي لا يقبل الشك ولا التردد، وان امكان الرؤية محل خلاف في تقديره بعد الولادة.
اما المصطلح الفلكي في تحديد بدء الشهر أو نهايته بعد الولادة فهو محل خلاف بين أهل العلم فجمهور الفلكيين يعتبرون ساعة جرينتش هي التوقيت العالمي فإذا كانت الولادة قبل نهاية الساعة الثانية عشرة مساء بتوقيت جرينتش كانت الساعة الواحدة صباحا من مبدأ أول يوم من الشهر وإذا كانت الولادة بعد نهاية الساعة الثانية عشرة مساء كان بقية الليل والنهار بعده آخر يوم من الشهر.
وهذا المصطلح مخالف للنظر الشرعي فقد صدر قرار من مجلس الوزراء السعودي باعتبار الولادة وباعتبار التوقيت الغروبي لمكة المكرمة وباعتبار الليل أول اليوم فإن تمت ولادة الهلال قبل غروب الشمس فإن الليلة التالية للولادة هي ونهارها أول الشهر. وإن كانت الولادة بعد غروب الشمس فإن الليلة التي ولد فيها الهلال هي ونهارها آخر الشهر ولا اعتبار لتوقيت جرينتش وهذا يفسر معنى اختلاف علماء الفلك في مبدأ دخول الشهر وخروجه ومن ذلك شهر رمضان.
اما حكم العمل بالحساب الفلكي في إثبات دخول شهر رمضان وخروجه فقد صدرت مجموعة من القرارات الفقهية من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ومن غيرها من المجامع الفقهية بأن ذلك لا يجوز وانه مخالف لقول الله تعالى: {فمن شهد منك الشهر فليصمه} ولقوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته".. فلو ثبت فلكيا دخول الشهر بحيث تمت ولادة الهلال قبل غروب الشمس ولم يتقدم أحد بشهادة رؤيته بعد غروبها فلا يجوز إثبات دخول الشهر بذلك حتى يثبت دخوله برؤية معتبرة.
واما حكم العمل بالحساب الفلكي من حيث النفي فيجب الأخذ بذلك. فإذا كانت ولادة الهلال بعد غروب الشمس من أي مكان في أرض الله ثم جاء شاهد أو أكثر يشهدون برؤيته بعد غروب الشمس فيجب رد هذه الرؤية لأن الرؤية شهادة ومن أسباب رد الشهادة ان تكون مرتبطة بما يكذبها إذ كيف يرى الهلال بعد غروب الشمس والحال ان الشمس غربت قبل ان يولد.
فتحصل من ذلك ان الحساب الفلكي يجب العمل به في النفي دون الإثبات ويندرج تحت هذا الحكم الأحوال الآتية:
الحال الأولى:
ما إذا كانت ولادة الهلال قبل غروب الشمس وجاء من يشهد برؤيته بعد غروب الشمس فإذا كانت الشهادة من عدل برؤية هلال رمضان فيجب العمل بها ويثبت بها دخول شهر رمضان لانفكاك الرؤية عما يكذبها.
الحال الثانية:
ما إذا كانت ولادة الهلال بعد غروب الشمس وجاء من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس فيجب رد هذه الرؤية مهما كانت ومهما كان عدد الشهود بها. حيث انها شهادة لم تنفك عما يكذبها إذ كيف يرى الهلال بعد غروب الشمس والحال ان الشمس غربت ولم يولد؟.
الحال الثالثة:
ما إذا كانت ولادة الهلال قبل غروب الشمس ولم يتقدم شاهد برؤيته فلا يثبت بذلك دخول الشهر وان كان ثابتا فلكيا بحكم ولادته قبل غروب الشمس لأن الاعتبار في الاثبات بالرؤية المعتبرة شرعا لقوله صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته".
الحال الرابعة:
ماذا إذا كانت الولادة بعد غروب الشمس ولم يتقدم أحد بالشهادة برؤيته فتكون تلك الليلة ونهارها بعدها آخر الشهر بلا خلاف.
واما السؤال هل تتعدد الولادة باختلاف أوقات البلدان كاختلاف أوقات الصلوات فيما بين تلك البلدان؟.
فالجواب على ذلك بأن الولادة تتم في لحظة واحدة بالنسبة للأرض ولا تتعدد وإنما الاختلاف في تحديد وقت الولادة بالنسبة لكل منطقة من مناطق الأرض فإذا كانت ولادة الهلال في المملكة العربية السعودية الساعة العاشرة مساء فتكون ولادته في جمهورية مصر العربية الساعة التاسعة مساء وفي انكلترا الساعة السابعة مساء وهكذا فالاختلاف في التوقيت لا في الولادة.
هذا ما تيسر ذكره وبالله التوفيق والله المستعان والأعلم والأحكم.
* عضو هيئة كبار العلماء عضو لجنة تقويم ام القرى
ال*** الدكتور عبد الله سليمان المنيع *
الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فنظرا إلى ان الجهة المختصة بإثبات دخول شهر رمضان وخروجه في بلادنا تعتمد على ثبوت دخول شهر رجب وثبوت دخول شهر شعبان حتى يتيسر لها أمر معرفة أيام شهر شعبان ويوم دخوله ليتيسر بذلك تنفيذ قوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاكملوا شعبان ثلاثين يوماً".
حيث يتم من تلك الجهة المختصة - مشكورة - اصدار بيان إلى المواطنين بالترغيب في ترائي هلال رجب وهلال شعبان وهلال رمضان وهلال شوال ليكون ثبوت ذلك مستند إثبات دخول شهر رمضان وخروجه.
وبناء على ذلك ومساهمة في تحديد يوم ترائي الهلال للأشهر الأربعة المذكورة من حيث النظر الفلكي المبني على ولادة الهلال قبل غروب الشمس أو بعد غروبها من مكة المكرمة بناء على ذلك وبصفتي أحد أعضاء لجنة تقويم أم القرى وعضوا في ندوات تحديد أوائل الشهور القمرية فلكيا فإني أفيد بما يلي:
أولاً: ولادة هلال شهر رجب:
في يوم الاربعاء الموافق 1424/6/29ه يولد الهلال الساعة العشرين وسبع وعشرين دقيقة أي بعد غروب شمس يوم الاربعاء بتوقيت مكة المكرمة بما لا يقل عن ساعة ونصف بعد غروب الشمس من مكة المكرمة ويكون يوم الخميس تمام شهر جمادى الآخرة ويكون يوم الجمعة 29اغسطس سنة 2**3م هو أول يوم من شهر رجب 1424ه ويمكث هلاله مساء الخميس بعد غروب الشمس ثمان وأربعين دقيقة - 48- دقيقة. حسب توقيت مكة المكرمة وعليه فيكون الترائي الصحيح لهلال شهر رجب هو مساء الخميس بعد غروب الشمس.
ولا يصح فلكيا ترائي الهلال مساء الاربعاء الموافق 1424/6/29ه حيث انه لم يولد إلا بعد غروب الشمس بما يزيد على الساعة والنصف ومن ادعى رؤيته مساء الاربعاء بعد غروب الشمس فهو واهم أو كاذب ويجب رد شهادته حيث انها لم تنفك عما يكذبها.
ثانياً: ولادة هلال شهر شعبان:
في يوم الجمعة الموافق 1424/7/29ه يولد الهلال الساعة السادسة وعشر دقائق صباحا بتوقيت مكة المكرمة أي قبل غروب شمس يوم الجمعة بما يزيد على اثنتي عشرة ساعة ويكون يوم الجمعة 1424/7/29ه آخر يوم من شهر رجب كما يكون يوم السبت الموافق 27سبتمبر سنة 2**3هو أول يوم من شهر شعبان ويمكث الهلال مساء يوم الجمعة بعد غروب الشمس سبعا وعشرين دقيقة - 27- دقيقة وذلك حسب توقيت غروب الشمس من مكة المكرمة.
وعليه فيكون الترائي الصحيح لهلال شعبان هو يوم الجمعة بعد غروب شمسها.
ولا يصح فلكيا ترائي الهلال مساء الخميس الموافق 1424/7/28ه حسب تقويم أم القرى حيث انه لم يولد إلا صباح يوم الجمعة الساعة السادسة وعشر دقائق.
ثالثا: ولادة هلال شهر رمضان:
في يوم السبت الموافق 1424/8/29ه يولد الهلال - هلال شهر رمضان - الساعة الخامسة عشرة وواحدة وخمسين دقيقة - أي الساعة الثالثة وواحدة وخمسين دقيقة بعد ظهر يوم السبت - أي قبل غروب شمس يوم السبت من مكة المكرمة بما يزيد على الساعتين ويمكث الهلال بعد غروب الشمس أربع دقائق ويكون يوم الأحد الموافق 26اكتوبر سنة 2**3أول يوم من شهر رمضان وذلك باعتبار الحساب الفلكي.
وعليه فيكون ترائي هلال شهر رمضان هو يوم السبت بعد غروب الشمس ولا يصح ترائيه مساء يوم الجمعة بعد غروب الشمس حيث انه لم يولد. فإن شمس يوم الجمعة غربت قبل ولادته بما يزيد على واحدة وعشرين ساعة.
رابعاً: ولادة هلال شهر شوال سنة 1424ه:
يولد هلال شهر شوال عام 1424ه يوم الاثنين الموافق 1424/9/30ه الساعة الثانية صباحا اي بعد غروب شمس يوم الاحد الموافق 1424/9/29بما يزيد على سبع ساعات ويمكث الهلال بعد غروب شمس يوم الاثنين ثمان وعشرين دقيقة - 28- دقيقة وذلك بتوقيت مكة المكرمة وعليه فيكون يوم عيدالفطر يوم الثلاثاء الموافق 25نوفمبر سنة 2**3م وهو أول يوم من شهر شوال سنة 1424ه.
وعليه فإذا ثبت دخول شهر رمضان بيوم الأحد حسب الرؤية الشرعية المتفقة مع الحساب الفلكي فإن يوم الاثنين 24نوفمبر الموافق 1424/9/30ه هو آخر يوم من أيام رمضان ولا حاجة لترائي هلال شهر شوال مساء الاثنين لكونه تمام الثلاثين يوما لشهر رمضان.
ونظرا إلى ان ولادة هلال شهر شوال هو الساعة الثانية من صباح يوم الاثنين 1424/9/30ه فلا يصح فلكيا ترائي الهلال مساء الاحد 1424/9/29ه بعد غروب شمس ذلك اليوم لكون الهلال ولد بعد غروب شمس يوم الأحد بما يزيد على سبع ساعات.
وأي دعوى رؤية للهلال مساء هذا اليوم - يوم الأحد 1424/9/29ه - فهي شهادة غير صحيحة لعدم انفكاكها عما يكذبها ويجب ردها مهما كانت عدالة أو عدداً. وتكميلا للفائدة فقد وردتني مجموعة أسئلة تتعلق بالهلال من حيث الاستفسار عن معنى الاقتران والولادة وامكان الرؤية والمصطلح الفلكي في بدء الشهر بعد الولادة وحكم العمل بالحساب الفلكي نفياً واثباتاً. وهل خبر الحساب بالولادة قطعي أو ظني؟ وهل خبر الحساب بالولادة قطعي أو ظني؟ وهل تتعدد الولادة باختلاف المواقيت لاختلاف البلدان كالاختلاف في أوقات الصلوات؟ أجيب على هذه الأسئلة بما يلي:
الاقتران: هو اجتماع الشمس والقمر في خط طولي واحد بحيث لا ينعكس ضوء الشمس على القمر ولا على أي جزء من القمر.
والولادة: هي تخلف القمر عن الشمس بحيث تكون الشمس امامه من جهة الغرب والقمر خلفها من جهة الشرق فيظهر بها نور الشمس على جزء من القمر. وامكان الرؤية يحصل بالقدرة الطبيعية على رؤية الهلال بعد الولادة.
وقد تم اجماع علماء الفلك قاطبة على ان الولادة تتم في لحظة واحدة وان خبر الولادة قطعي لا يتردد في قبوله واعتباره أحد من علماء الفلك مهما تعددت مشاربهم وأفكارهم وعقائدهم. وان قول من يقول بأن خبر الولادة ظني قول من لا علم عنده ولا نظر.
وقد سبق للعلامة ال*** أحمد شاكر - رحمه الله - وهو أحد علماء الأزهر ان كتب رسالة أكد فيها ان خبر ولادة الهلال خبر قطعي كقطعية صحة القول بأن الخمسة المضروبة في أربعة عشرون. وسخر من نفسه أول ما عرضت عليه مسألة ولادة الهلال فقال بأن الخبر بالولادة ظني. وألقى باللائمة الشائنة على من قال في مسألة من مسائل العلم بقول عار عن التصور وإمعان النظر.
اما امكان الرؤية بعد الولادة فهو محل اختلاف بين أهل العلم لاسيما علماء الفلك فبعضهم يقول بامكان الرؤية إذا كان الهلال على زاوية محددة المقدار وبدرجة معينة على اختلاف بينهم في مقدار الزاوية وتحديد الدرجة.
وبعضهم يقول بامكان الرؤية مطلقا بعد الولادة حيث لا يجوز قصر قدرة الله تعالى على انعامه على بعض عباده بالقوة المطلقة في الإبصار فقد تواترت الأخبار بأن بعض حديدي البصر يرون القمر مقارنا للشمس في النهار.
وبعض علماء الشرع حينما يقولون بأن الولادة ظنية وان علماء الفلك مختلفون فيما بينهم هل هي قطعية أم هي ظنية؟.
هؤلاء البعض من علماء الشرع يخلطون بين الولادة وامكان الرؤية ويظنون ان الخلاف في امكان الرؤية هو خلاف في خبر الولادة. والصحيح ان علماء الفلك مجمعون على ان خبر الولادة قطعي لا يقبل الشك ولا التردد، وان امكان الرؤية محل خلاف في تقديره بعد الولادة.
اما المصطلح الفلكي في تحديد بدء الشهر أو نهايته بعد الولادة فهو محل خلاف بين أهل العلم فجمهور الفلكيين يعتبرون ساعة جرينتش هي التوقيت العالمي فإذا كانت الولادة قبل نهاية الساعة الثانية عشرة مساء بتوقيت جرينتش كانت الساعة الواحدة صباحا من مبدأ أول يوم من الشهر وإذا كانت الولادة بعد نهاية الساعة الثانية عشرة مساء كان بقية الليل والنهار بعده آخر يوم من الشهر.
وهذا المصطلح مخالف للنظر الشرعي فقد صدر قرار من مجلس الوزراء السعودي باعتبار الولادة وباعتبار التوقيت الغروبي لمكة المكرمة وباعتبار الليل أول اليوم فإن تمت ولادة الهلال قبل غروب الشمس فإن الليلة التالية للولادة هي ونهارها أول الشهر. وإن كانت الولادة بعد غروب الشمس فإن الليلة التي ولد فيها الهلال هي ونهارها آخر الشهر ولا اعتبار لتوقيت جرينتش وهذا يفسر معنى اختلاف علماء الفلك في مبدأ دخول الشهر وخروجه ومن ذلك شهر رمضان.
اما حكم العمل بالحساب الفلكي في إثبات دخول شهر رمضان وخروجه فقد صدرت مجموعة من القرارات الفقهية من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ومن غيرها من المجامع الفقهية بأن ذلك لا يجوز وانه مخالف لقول الله تعالى: {فمن شهد منك الشهر فليصمه} ولقوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته".. فلو ثبت فلكيا دخول الشهر بحيث تمت ولادة الهلال قبل غروب الشمس ولم يتقدم أحد بشهادة رؤيته بعد غروبها فلا يجوز إثبات دخول الشهر بذلك حتى يثبت دخوله برؤية معتبرة.
واما حكم العمل بالحساب الفلكي من حيث النفي فيجب الأخذ بذلك. فإذا كانت ولادة الهلال بعد غروب الشمس من أي مكان في أرض الله ثم جاء شاهد أو أكثر يشهدون برؤيته بعد غروب الشمس فيجب رد هذه الرؤية لأن الرؤية شهادة ومن أسباب رد الشهادة ان تكون مرتبطة بما يكذبها إذ كيف يرى الهلال بعد غروب الشمس والحال ان الشمس غربت قبل ان يولد.
فتحصل من ذلك ان الحساب الفلكي يجب العمل به في النفي دون الإثبات ويندرج تحت هذا الحكم الأحوال الآتية:
الحال الأولى:
ما إذا كانت ولادة الهلال قبل غروب الشمس وجاء من يشهد برؤيته بعد غروب الشمس فإذا كانت الشهادة من عدل برؤية هلال رمضان فيجب العمل بها ويثبت بها دخول شهر رمضان لانفكاك الرؤية عما يكذبها.
الحال الثانية:
ما إذا كانت ولادة الهلال بعد غروب الشمس وجاء من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس فيجب رد هذه الرؤية مهما كانت ومهما كان عدد الشهود بها. حيث انها شهادة لم تنفك عما يكذبها إذ كيف يرى الهلال بعد غروب الشمس والحال ان الشمس غربت ولم يولد؟.
الحال الثالثة:
ما إذا كانت ولادة الهلال قبل غروب الشمس ولم يتقدم شاهد برؤيته فلا يثبت بذلك دخول الشهر وان كان ثابتا فلكيا بحكم ولادته قبل غروب الشمس لأن الاعتبار في الاثبات بالرؤية المعتبرة شرعا لقوله صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته".
الحال الرابعة:
ماذا إذا كانت الولادة بعد غروب الشمس ولم يتقدم أحد بالشهادة برؤيته فتكون تلك الليلة ونهارها بعدها آخر الشهر بلا خلاف.
واما السؤال هل تتعدد الولادة باختلاف أوقات البلدان كاختلاف أوقات الصلوات فيما بين تلك البلدان؟.
فالجواب على ذلك بأن الولادة تتم في لحظة واحدة بالنسبة للأرض ولا تتعدد وإنما الاختلاف في تحديد وقت الولادة بالنسبة لكل منطقة من مناطق الأرض فإذا كانت ولادة الهلال في المملكة العربية السعودية الساعة العاشرة مساء فتكون ولادته في جمهورية مصر العربية الساعة التاسعة مساء وفي انكلترا الساعة السابعة مساء وهكذا فالاختلاف في التوقيت لا في الولادة.
هذا ما تيسر ذكره وبالله التوفيق والله المستعان والأعلم والأحكم.
* عضو هيئة كبار العلماء عضو لجنة تقويم ام القرى