باغية الفردوس
31 - 12 - 2005, 02:09 PM
تبرع بأخلاقك الحميدة في أسوأ الظروف
المؤشر النفسي في سوق العمل يتذبذب بين التفاؤل والتشاؤم
إعداد – فايز البيشي
تدخل المسألة النفسية عاملاً مشتركاً في جميع الممارسات الحيوية ابتداءً من الاستيقاظ من النوم وانتهاءً باللجوء إليه. وتلعب المتغيرات اليومية التي يشهدها العقل البشري دوراً مؤثراً في ميزان تلك المسألة، فبمقياسها – أي المتغيرات - أن تحافظ على معيار ذلك الميزان وتعادل به المزاج العالي أو أن ترجح بكفة التشاؤم على أرضٍ مليئة بأشواك التوتر. وهنا يأتي دور الفرد وشؤونه في زيادة معيار إحدى الكفتين، فبشأنه أن يكون متفائلاً وكذلك أن يكون متشائماً. ولعل المؤثرات النفسية في سوق العمل تفرض على الفرد متطلبات هي في تصنيفها فسيولوجية أو اجتماعية أو نفسية; تتطاير في جميع الأجواء العملية، فقد يكون المؤثر مهنياً أو أسرياً أو عدوانياً أو تنظيمياً أو حتى مؤثراً غامضاً قد يكون للقلق علاقة به، وموضوع القلق متشعبٌ بأنواعه ومتشبعٌ بطرقه العلاجية. ولو عدنا إلى النجاحات التي سجلها الرواد من القادة والتجارب التي أثرت حياة الكثيرين وهيأتهم لدخول بوابة العمل اليومي وهم متفائلون، فإنها جميعها في متناول اليد، بل قد تكون قريبة جداً منّا دون أن نلقي لها بالاً أو أن نتوقع تأثيرها الإيجابي.
استثمر قهوة الصباح
هو مشروع تفاؤلٍ تبدأ به الدورة العملية بأن تدعو رئيسك وزملاءك لتناول كوباً من القهوة، وتتبادلون الأحاديث الودية وذات العلاقة البينية، فهذا بدوره يعزز من فاعلية الأداء بين أفراد فريق العمل. وفي الجانب الآخر، فإن زملاء العمل يحبذون تناول القهوة في الصباح الباكر، ويتلذذون بمذاق أولى المهمات الموكلة إليهم، والسبب في هذا يكمن في تشبع روح الفريق بالمعنوية المرتفعة والهمّة العالية. ولا علاقة لنوع القهوة أو لنسبة الكافيين بارتكاز المزاج على نقطة التوازن كما يدّعي البعض، مع أنه لم يوصِ أحد العلماء بذلك. وإنما باستخدام المفاعل الودّي لتقوية أواصر العلاقة بين زملاء العمل; هو ما يملأ البيئة المحيطة بمحفزات الأداء ومواصلة العمل بنشاط وهمّة.
هندسة الوقت والمهام
وإذا كان البريطانيون متشددين في مسائل الوقت والمواعيد، فإن اليابانيين يعتبرونه أحد أهم الأصول التي يجب استثمارها. فهم يربطون ثلاث قيمٍ ليحصلوا على قيمة أكبر. فتجدهم يربطون قيمة الوقت بقيمة العمل بقيمة العميل، والنتيجة كما كانت، تقديم أسلوب الإنتاج في الوقت المحدد وتحت راية (Just in Time). ولذلك فإن تنظيم الوقت وجدولة المهام تعطي نهاية واسعة التصور لهندسة العمل اليومي. ولن يكلفك ذلك سوى ورقة مجدولة تحدد فيها عناصر العمل مبتدئاً بالأولويات ثم المهام. ويمكنك أيضاً تقسيم وقتك وتنظيم المهام العملية طيلة الأسبوع، وقد نجح من خلال هذه الخطوة الكثير من الأفراد، وشعروا بتغيير متحسن في الأداء والإنتاج مقارنة عما كانوا عليه قبل تطبيق هذه الخطوة.
حدد نقاط القوة
في أحد اللقاءات الصحفية الأكثر إثارة، قال هنري فورد، وهو المسؤول الأول عن إمبراطورية فورد العظيمة: "إنني لا أظل واقفاً حيث يمكنني الجلوس، ولا أظل جالساً حيث يمكنني الاستلقاء". لقد أراد هنري أن يقول لنا بأن العمل في جميع المنظمات أصبح مليئاً بالضغوط والمشكلات، وأن ساعات العمل في ارتفاع مستمر بعد أن اتسعت أنشطة المنظمات وازدادت احتياجات ومتطلبات العاملين فيها. وإذا كان أداء الأجهزة يتغير بازدياد عبء العمل عليها، فإن الشعور بالإرهاق حالة لا غبار عليها لدى جميع العاملين في المنظمات سواءً الرؤساء أو المرؤوسين.
ولذا فإن تلك المقولة تشير إلى استغلال نقاط الراحة حتى في فترات العمل، فهي محطات لإعادة شحن الطاقة البدنية وتزويدها بشوطٍ مستمر من الأداء والإنتاج. وإذا ما اعتبرنا أن تقويم الطاقة وضرب مخازنها في البدن تمتص الضغوط المحيطة، فإنها وبلا شك قوة ذاتية لالتقاط الأنفاس يُعتمد في إظهارها على عزيمة الفرد وإصراره في أداء واجباته العملية.
بادر ولا تغادر
إن العمل ذا المتطلبات القليلة يؤدي بدوره إلى حالة الملل، حيث أن الزيادة في المتطلبات العملية، تعتبر نوعاً من الحوافز والمنشطات، وهو ما يؤكده عالم النفس ( Hebb ) الذي يعود ويقول بأن زيادة تلك المتطلبات عن قدرة استجابة الفرد تتسبب في تدني مستوى التركيز لديه ومن ثم الأداء بوجهٍ عام. ولعل هذا يصل بالفرد إلى مرحلة الإنهاك النفسي وما يتبعه من أعراض تبدأ من الإثارة لأتفه الأسباب وتنتهي بالتوقف عن الأداء.
وهنا تأتي المبادرة بنوعٍ من التوافق مع متطلبات العمل حيث أنها تصنع الاستقرار وتهيئ الفرد لتأسيس القرار، الأمر الذي يخفف من وطأة الضغوط العملية، بل ويسهم في إثمار مبادرات أخرى في نطاق اختيار المهام وتنفيذها بروحٍ مفعمة بالإصرار وهمّة عالية. فعليك بالمبادرة في استلام المهام وإدارة المبادرة في تسليم المهام في الوقت المحدد. فالمبادرات ينبغي أن تكون نهايتها مرضية كونها تمثل تحديات في بيئة العمل.
إن الفرد عندما يشعر بالضغط، فإنه يصاب بحالة من التوتر والإجهاد تدفعه لاستخدام بعض الوسائل الدفاعية – ذكرنا بعضاً منها – لتخفيف هذه الضغوط. وإذا فشل في دفع تلك الضغوط خارج محيطه، فإنه يبدأ بالاستسلام لبعض الأعراض الانفعالية التي منها القلق والتوتر والإحباط وسرعة الإثارة. وكذلك الأعراض الجسمية المتمثلة في الصداع وفقدان الشهية وارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب وانخفاض أداء الفرد وصعوبة اتخاذ القرارات والعدوانية والتأخير والتغيب المستمر عن العمل.
فهلا منحنا أنفسنا قسطاً من التحلي بمضادات الضغوط والتخلي عن الاستسلام لها
المؤشر النفسي في سوق العمل يتذبذب بين التفاؤل والتشاؤم
إعداد – فايز البيشي
تدخل المسألة النفسية عاملاً مشتركاً في جميع الممارسات الحيوية ابتداءً من الاستيقاظ من النوم وانتهاءً باللجوء إليه. وتلعب المتغيرات اليومية التي يشهدها العقل البشري دوراً مؤثراً في ميزان تلك المسألة، فبمقياسها – أي المتغيرات - أن تحافظ على معيار ذلك الميزان وتعادل به المزاج العالي أو أن ترجح بكفة التشاؤم على أرضٍ مليئة بأشواك التوتر. وهنا يأتي دور الفرد وشؤونه في زيادة معيار إحدى الكفتين، فبشأنه أن يكون متفائلاً وكذلك أن يكون متشائماً. ولعل المؤثرات النفسية في سوق العمل تفرض على الفرد متطلبات هي في تصنيفها فسيولوجية أو اجتماعية أو نفسية; تتطاير في جميع الأجواء العملية، فقد يكون المؤثر مهنياً أو أسرياً أو عدوانياً أو تنظيمياً أو حتى مؤثراً غامضاً قد يكون للقلق علاقة به، وموضوع القلق متشعبٌ بأنواعه ومتشبعٌ بطرقه العلاجية. ولو عدنا إلى النجاحات التي سجلها الرواد من القادة والتجارب التي أثرت حياة الكثيرين وهيأتهم لدخول بوابة العمل اليومي وهم متفائلون، فإنها جميعها في متناول اليد، بل قد تكون قريبة جداً منّا دون أن نلقي لها بالاً أو أن نتوقع تأثيرها الإيجابي.
استثمر قهوة الصباح
هو مشروع تفاؤلٍ تبدأ به الدورة العملية بأن تدعو رئيسك وزملاءك لتناول كوباً من القهوة، وتتبادلون الأحاديث الودية وذات العلاقة البينية، فهذا بدوره يعزز من فاعلية الأداء بين أفراد فريق العمل. وفي الجانب الآخر، فإن زملاء العمل يحبذون تناول القهوة في الصباح الباكر، ويتلذذون بمذاق أولى المهمات الموكلة إليهم، والسبب في هذا يكمن في تشبع روح الفريق بالمعنوية المرتفعة والهمّة العالية. ولا علاقة لنوع القهوة أو لنسبة الكافيين بارتكاز المزاج على نقطة التوازن كما يدّعي البعض، مع أنه لم يوصِ أحد العلماء بذلك. وإنما باستخدام المفاعل الودّي لتقوية أواصر العلاقة بين زملاء العمل; هو ما يملأ البيئة المحيطة بمحفزات الأداء ومواصلة العمل بنشاط وهمّة.
هندسة الوقت والمهام
وإذا كان البريطانيون متشددين في مسائل الوقت والمواعيد، فإن اليابانيين يعتبرونه أحد أهم الأصول التي يجب استثمارها. فهم يربطون ثلاث قيمٍ ليحصلوا على قيمة أكبر. فتجدهم يربطون قيمة الوقت بقيمة العمل بقيمة العميل، والنتيجة كما كانت، تقديم أسلوب الإنتاج في الوقت المحدد وتحت راية (Just in Time). ولذلك فإن تنظيم الوقت وجدولة المهام تعطي نهاية واسعة التصور لهندسة العمل اليومي. ولن يكلفك ذلك سوى ورقة مجدولة تحدد فيها عناصر العمل مبتدئاً بالأولويات ثم المهام. ويمكنك أيضاً تقسيم وقتك وتنظيم المهام العملية طيلة الأسبوع، وقد نجح من خلال هذه الخطوة الكثير من الأفراد، وشعروا بتغيير متحسن في الأداء والإنتاج مقارنة عما كانوا عليه قبل تطبيق هذه الخطوة.
حدد نقاط القوة
في أحد اللقاءات الصحفية الأكثر إثارة، قال هنري فورد، وهو المسؤول الأول عن إمبراطورية فورد العظيمة: "إنني لا أظل واقفاً حيث يمكنني الجلوس، ولا أظل جالساً حيث يمكنني الاستلقاء". لقد أراد هنري أن يقول لنا بأن العمل في جميع المنظمات أصبح مليئاً بالضغوط والمشكلات، وأن ساعات العمل في ارتفاع مستمر بعد أن اتسعت أنشطة المنظمات وازدادت احتياجات ومتطلبات العاملين فيها. وإذا كان أداء الأجهزة يتغير بازدياد عبء العمل عليها، فإن الشعور بالإرهاق حالة لا غبار عليها لدى جميع العاملين في المنظمات سواءً الرؤساء أو المرؤوسين.
ولذا فإن تلك المقولة تشير إلى استغلال نقاط الراحة حتى في فترات العمل، فهي محطات لإعادة شحن الطاقة البدنية وتزويدها بشوطٍ مستمر من الأداء والإنتاج. وإذا ما اعتبرنا أن تقويم الطاقة وضرب مخازنها في البدن تمتص الضغوط المحيطة، فإنها وبلا شك قوة ذاتية لالتقاط الأنفاس يُعتمد في إظهارها على عزيمة الفرد وإصراره في أداء واجباته العملية.
بادر ولا تغادر
إن العمل ذا المتطلبات القليلة يؤدي بدوره إلى حالة الملل، حيث أن الزيادة في المتطلبات العملية، تعتبر نوعاً من الحوافز والمنشطات، وهو ما يؤكده عالم النفس ( Hebb ) الذي يعود ويقول بأن زيادة تلك المتطلبات عن قدرة استجابة الفرد تتسبب في تدني مستوى التركيز لديه ومن ثم الأداء بوجهٍ عام. ولعل هذا يصل بالفرد إلى مرحلة الإنهاك النفسي وما يتبعه من أعراض تبدأ من الإثارة لأتفه الأسباب وتنتهي بالتوقف عن الأداء.
وهنا تأتي المبادرة بنوعٍ من التوافق مع متطلبات العمل حيث أنها تصنع الاستقرار وتهيئ الفرد لتأسيس القرار، الأمر الذي يخفف من وطأة الضغوط العملية، بل ويسهم في إثمار مبادرات أخرى في نطاق اختيار المهام وتنفيذها بروحٍ مفعمة بالإصرار وهمّة عالية. فعليك بالمبادرة في استلام المهام وإدارة المبادرة في تسليم المهام في الوقت المحدد. فالمبادرات ينبغي أن تكون نهايتها مرضية كونها تمثل تحديات في بيئة العمل.
إن الفرد عندما يشعر بالضغط، فإنه يصاب بحالة من التوتر والإجهاد تدفعه لاستخدام بعض الوسائل الدفاعية – ذكرنا بعضاً منها – لتخفيف هذه الضغوط. وإذا فشل في دفع تلك الضغوط خارج محيطه، فإنه يبدأ بالاستسلام لبعض الأعراض الانفعالية التي منها القلق والتوتر والإحباط وسرعة الإثارة. وكذلك الأعراض الجسمية المتمثلة في الصداع وفقدان الشهية وارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب وانخفاض أداء الفرد وصعوبة اتخاذ القرارات والعدوانية والتأخير والتغيب المستمر عن العمل.
فهلا منحنا أنفسنا قسطاً من التحلي بمضادات الضغوط والتخلي عن الاستسلام لها