عائض الغامدي
9 - 1 - 2006, 09:57 AM
بعد أبوعدس: حكاية المروحية
علي سعد الموسى
قالت قناة الجزيرة القطرية خلال الساعات الأولى لانهيار مبنى لؤلؤة الخير إن مصادر تحدثت عن ارتطام طائرة هيلوكبتر مروحية بالمبنى، ما كان سبباً لوقوع هذه الكارثة. القناة أعادت نشر ذات الخبر مرات متكررة، وهنا ندخل إلى معامل المهنية والموضوعية في الإعلام العربي وعلى رأسه قناة الجزيرة. من الجانب المهني البحت، تنفرد هذه القناة بقصب السبق ولكنها على النقيض تماماً فيما يتعلق بالموضوعية. من الممكن جداً تسخير الجانب المهني بالمال وهنا لا مشكلة مع الجزيرة التي تصرف من شيك حكومي مفتوح، ومع هذا فالقارئ والمشاهد لا يهمهما من الإعلام بالدرجة الأولى إلا - المخرج - بفتح الراء، لتبقى المهنية آلية داخل الوسيلة الإعلامية.
ارتطام الطائرة المروحية بمبنى من أربعة طوابق في شارع الغزة بمكة المكرمة فضيحة إعلامية تذكرنا بالدسائس والقصص الملفقة التي اعتاد الإعلام العربي أن يلوكها في الستينات والسبعينات معتمداً على غياب البراهين وعلى الأقفال الاجتماعية التي جعلت من مجتمعاتنا دوائر مغلقة في زمن كان استيراد الكاميرا به حكراً على وزارات الإعلام العربية. اليوم يدرك الملايين من المسلمين الذين مروا على تاريخ - شارع الغزة - أنه - أرضاً وجواً - أصغر من أن يستوعب سيارة نقل كبيرة فكيف بطائرة مروحية تحلق في وسطه: إنه شارع الغزة لا قلب منهاتن. اليوم أيضاً، نقلت آلاف المحطات التلفزيونية قصة المبنى الكارثة فلم تتسرع محطة واحدة في طول الكون وعرضه بسرد رواية لأسباب الانهيار غير القصة الحقيقية.
للمرة الثانية خلال عام تسقط قناة الجزيرة أمام جمهورها العالمي العريض بسبب الأخبار السعودية. استعجلت في سرد رواية - أبوعدس - ليلة مقتل الحريري لأن صاحب العدس برر فعلته بالانتقام لما يحدث في السجون السعودية. حين كشفت الدنيا مصير أبوعدس بقي للقناة - الاسم - حين أصبحت أضحوكة داخل ملعوب لعصابات القتل التي تستغل القناة باسمها وبإمكاناتها كواجهة لتبرير وتمرير الأخبار الكاذبة تغطية للعبة الأساسية. استعجلت ذات القناة بالأمس في حكاية الطائرة المروحية وهي التي كان لها أن تسلك تلفيقات أكثر إقناعاً مثل الأعمال الإرهابية قبل أن يسكتها آلاف الحجاج من عشرات الجنسيات على قنوات بلدانهم الفضائية وهم يسردون رواياتهم كشهود عيان من الموقع.
المصدر / جريدة الوطن الاثنين 9/12/1426
علي سعد الموسى
قالت قناة الجزيرة القطرية خلال الساعات الأولى لانهيار مبنى لؤلؤة الخير إن مصادر تحدثت عن ارتطام طائرة هيلوكبتر مروحية بالمبنى، ما كان سبباً لوقوع هذه الكارثة. القناة أعادت نشر ذات الخبر مرات متكررة، وهنا ندخل إلى معامل المهنية والموضوعية في الإعلام العربي وعلى رأسه قناة الجزيرة. من الجانب المهني البحت، تنفرد هذه القناة بقصب السبق ولكنها على النقيض تماماً فيما يتعلق بالموضوعية. من الممكن جداً تسخير الجانب المهني بالمال وهنا لا مشكلة مع الجزيرة التي تصرف من شيك حكومي مفتوح، ومع هذا فالقارئ والمشاهد لا يهمهما من الإعلام بالدرجة الأولى إلا - المخرج - بفتح الراء، لتبقى المهنية آلية داخل الوسيلة الإعلامية.
ارتطام الطائرة المروحية بمبنى من أربعة طوابق في شارع الغزة بمكة المكرمة فضيحة إعلامية تذكرنا بالدسائس والقصص الملفقة التي اعتاد الإعلام العربي أن يلوكها في الستينات والسبعينات معتمداً على غياب البراهين وعلى الأقفال الاجتماعية التي جعلت من مجتمعاتنا دوائر مغلقة في زمن كان استيراد الكاميرا به حكراً على وزارات الإعلام العربية. اليوم يدرك الملايين من المسلمين الذين مروا على تاريخ - شارع الغزة - أنه - أرضاً وجواً - أصغر من أن يستوعب سيارة نقل كبيرة فكيف بطائرة مروحية تحلق في وسطه: إنه شارع الغزة لا قلب منهاتن. اليوم أيضاً، نقلت آلاف المحطات التلفزيونية قصة المبنى الكارثة فلم تتسرع محطة واحدة في طول الكون وعرضه بسرد رواية لأسباب الانهيار غير القصة الحقيقية.
للمرة الثانية خلال عام تسقط قناة الجزيرة أمام جمهورها العالمي العريض بسبب الأخبار السعودية. استعجلت في سرد رواية - أبوعدس - ليلة مقتل الحريري لأن صاحب العدس برر فعلته بالانتقام لما يحدث في السجون السعودية. حين كشفت الدنيا مصير أبوعدس بقي للقناة - الاسم - حين أصبحت أضحوكة داخل ملعوب لعصابات القتل التي تستغل القناة باسمها وبإمكاناتها كواجهة لتبرير وتمرير الأخبار الكاذبة تغطية للعبة الأساسية. استعجلت ذات القناة بالأمس في حكاية الطائرة المروحية وهي التي كان لها أن تسلك تلفيقات أكثر إقناعاً مثل الأعمال الإرهابية قبل أن يسكتها آلاف الحجاج من عشرات الجنسيات على قنوات بلدانهم الفضائية وهم يسردون رواياتهم كشهود عيان من الموقع.
المصدر / جريدة الوطن الاثنين 9/12/1426