راجي رحمة ربه
9 - 2 - 2006, 03:31 AM
في مَدحِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والدِّفاع ِعَنْهُ
يَا أَيُّهَا المُخْتَارُ جِئْتُ أُدافِعُ=
وَأَرُدُّ كَيْدَ المُعْتَدِيْ وَأُقَرِّعُ
والنَّاسُ مِنْ حَوْلِيْ هُنَا قَدْ قَاطَعُوا=
تِلْكَ الشَّرَاذِمَ ، كُلُّهُم قَدْ أَجْمَعُوْا
يَا خَيْرَ خَلْقِ اللهِ يَا عَلَمَ الهُدَى=
الكَوْنُ أَشْرَقَ مِنْ بَهَائِكَ يَسْطَعُ
وَالجِذْعُ حَنَّ كَذَا المِيَاهُ تَفَجَّرَتْ=
مِنْ بَيْنِ كَفِّكَ عَنْبَرَاً يَتَضَوَّعُ
حَتَّى الحَصَى للهِ سَبَّحَ عِنْدَمَا=
لَمَسَتْهُ مِنْكَ أَنَامِلٌ وَأَصَابِعُ
الذِّئْبُ بَايَعَ وَالبَعِيْرُ لَكَ اشْتَكَى=
أَمَّا البُرَاقُ فَجَاءَ عِنْدَكَ يَخْضَعُ
وَالمُعْجِزَاتُ عَلَى النُّبُوَّةِ شَاهِدٌ=
نَصْرٌ مِنِ اللهِ العَزِيْزِ يُشَاْيِعُ
وَالبُشْرَيَاتُ بِهَا أَتَيْتَ مُبَشِّرَاً=
وَالنَّاسُ حَوْلَكَ صَدَّقُوْكَ فَبَايَعُوْا
كُلُّ الخَلاَئِقِ بَايَعَتْكَ إِمَامَهَا=
فَلأَنْتَ بِالدِّيْنِ الحَنِيْفِ مُبَايَعُ
جِبْرِيْلُ ضَمَّكَ والسَّمَاءُ اسْتَبْشَرَتْ=
لَمَّا عَرَجْتَ لَهَا فَأَنْتَ مُرَفَّعُ
وَكَذَا المَلاَئِكَةُ الكِرَامُ اسْتَبْشَرُوا=
وَتَهَلَّلُوْا لَمَّا رَأَوْكَ وَسَارَعوْا
هَذِي ْالمَدِيْنَةُ أَشْرَقَتْ أَرْجَاؤُهَا=
مِنْ نُوْرِ وَجْهِكَ فَهِيَ نُوْرٌ سَاطِعُ
طَلَعَتْ شُمُوْسُكَ بالبَهَاءِ فَأَشْرَقَتْ=
أَنْحَاءُ هَذَا الكَوْنِ حَوْلَكَ أَجْمَعُ
اللهُ خَصَّكَ بِالرِّسَالَةِ سَيِّدَاً=
لِلْخَلْقِ طُرَّاً ثُمَّ أَنْتَ تَوَاضَعُ
وَاللهُ قَدْ أَعْطَاكَ أَعْظَمَ حُجَّةٍ=
قُرْآَنَهُ وَهُوَ الشِّفَاءُ النَّافِعُ
وَاللهُ قّدْ أَعْطَاكَ مِنْ أَفْضَالِهِ=
مَا لَيْسَ يُحْصِيْهِ المُحِبُّ فَيَجْمَعُ
وَاللهُ خَصَّكَ بالشَّفَاعَةِ عِنْدَمَا=
تَقِفُ الخَلاَئِقُ لِلْحِسَابِ فَتُوزَعُ
وَلأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ سَتَدْخُلُ دَارَهُ=
دَارَ السَّلاَمِ مُخَلَّدَاً تَتَمَتَّعُ
جِيْلُ الصَّحَابَةِ خَيْرُ جِيْلٍ عَاصَرُوْا=
أَنْوَارَ حُسْنِكَ فَارْتَوُوْا وِتَشَبَّعُوْا
هُمْ خَيْرُ قَرْنٍ فَضْلُهُمْ مُتَوَاتِرٌ=
بَذَلُوْا لأَجْلِكَ ، عَنْ حِيَاضِكَ دَافَعُوْا
هُمْ أُسْوَةٌ ، فَلْنَقْتَدِيْ بِفِعَالِهِم=
تَرَكُوْا الزَّخَارِفَ فِيْ الدُّنَا وَتَطَوَّعُوْا
رَحَلُوْا إِلَى الأُخْرَى بِبَيْعٍ رَابِحٍ=
حَيْثُ الجِنَانُ نَعِيْمُهَا لاَ يُنْزَعُ
وَذَكَرْتَ يَوْمَاً أَنَّ ثَمَّةَ إِخْوَةً=
لَكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ تَأْتِيْ تَتْبَعُ
فَإِذَا الصَّحَابَةُ يَسْأَلُوْنَكَ : مَنْ هُمُوْ؟=
فَأَجَبْتَهُمْ هُمْ مَنْ لِهَدْيِيْ تَابَعُوْا
وَيَوَدُّ وَاحِدُهُمْ لِقَائِيْ بَاذِلاً=
أَهْلاً وَمَالاً كَيْ يَرَانِيْ ، يَطْمَعُ!
وَاللهِ لَوْ بالنَّفْسِ نَبْذُلُهَا لِكَيْ=
نَلْقَاكَ مَا وَفَّاكَ حَقَّكَ طَامِعُ
السِّيْرَةُ الغَرَّاءُ سِيْرَتُكَ الَّتِيْ=
فِيْهَا دُرُوْسٌ نَفْعُهَا مُتَنَوِّعُ
كَمْ فِيْ حَيَاتِكَ مِنْ عِظِاتٍ هَدْيُهَا=
بِالْعَالَمِيْنَ إِلَى النَّجَاةِ مُسَارِعُ
أَخْلاَقُكَ القُرْآَنُ آَيَاتُ الهُدَى=
خُلُقٌ عَظِيْمٌ مِنْ مَقَامِكَ يَرْفَعُ
أُرْسِلْتَ بِالرَّحَمَاتِ يَا خَيْرَ الوَرَى=
لِلْكَائِنَاتِ ، فَأَنْتَ أَمْنٌ شَائِعُ
فَإِذَا ظَفِرْتَ فَأَنْتَ خَيْرُ مَسَامِحٍ=
يَعْفُوْ ، وَأِرْحَمُ فَاتِحٍ يَتَوَاضَعُ
حَتَّى بِيَوْمِ الفَتْحِ حِيْنَ تَحَرَّرَتْ=
أَرْجَاءُ مَكَّةَ والسُّيُوْفُ لَوَامِعُ
أَظْهَرْتَ عَفْوَاً قَدْ تَضَاءَلَ عِنْدَهُ=
مَعْنَى التَّسَامُحِ . إِنَّ عَفْوَكَ وَاسِعُ
هَا أَنْتَ أَتْقَى النَّاسِ لِلرَّحْمَنِ . إِنْ=
صَلَّيْتَ قَامَ الكَوْنُ خَلْفَكَ يَخْشَعُ
أَوْ صُمْتَ أَوْ أَنْفَقْتَ أَوْ قَدَّمْتَ مِنْ=
أَعْمَالِ خَيْرٍ يَا بَشِيْرُ تَشَّرِّعُ
تَبِعَ الجَمِيْعُ خُطَاكَ إِنَّكَ قُدْوَةٌ=
لِلْمُتَّقِيْنَ وَمَنْ أَتَى يَتَوَرَّعُ
تِلْكَ الوَسِيْلَةُ خَيْرُ مَنْزِلَةٍ بِهَا=
أَزْكَى الفُيُوْضَاتِ الَّتِيْ تَتَوَزَّعُ
مِنْ مَالِكِ الرَّحَمَاتِ أَحْكَمُ وَاهِبٍ=
يُعْطِيْ لِمَنْ شَاءَ الهِبَاتِ وَيُوْسِعُ
فَمَقَامُكَ المَحْمُوْدُ أَعْلَى رُتْبَةٍ=
لَكَ دُوْنَهَا فَضْلٌ وَصِيْتٌ ذَائِعُ
اقْرَأْ ( أَلَمْ نَشْرَحْ ) فَفِيْهَا رِفْعَةٌ=
وَبِسُوْرَةِ ( القَلَمِ ) الثَّنَاءُ مُضَارِعُ
وَفِدَاكَ رُوْحِيْ ، مَا مَلَكْتُ ، وَأُسْرَتِيْ=
أُمِّيْ ، أَبِيْ ، عِرْضِيْ ، فِدَاءَكَ أَدْفَعُ
مَهْمَا مَدَحْتُكَ فَالمَدِيْحُ مُقَصِّرٌ=
عَنْ بَعْضِ فَضْلِكَ . إِذْ مَقَامُكَ أَرْفَعُ
لَكِنْ مَدِيْحِيْ لِلْمَحَبَّةِ شَاهِدٌ=
وَلَعَلَّ ذَلِكَ يَوْمَ حَشْرِيْ يَنْفَعُ
صَلَّى الإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ=
فَهُوَ الحَبِيْبُ المُصْطَفَى والشَّافِعُ
هُوَ صَاحِبُ الحَوْضِ المُخَصَّصِ ماؤُهُ=
لِلْمُقْتَدِيْنَ بِهِ فَمَنْ سَيُسَارِعُ؟
أَمَّا الجِنَانُ فَزُيِّنَتْ أَبْوَابُهَا=
بَعْدَ اسْمِ رَبِّيْ باسْمِهِ إِذْ يَلْمَعُ
صَلَّى جَمِيْعُ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُوْ=
أَزْكَى السَّلاَمِ وَرَاءَهُ وَتَرَكَّعُوْا
فِيْ المَسْجِدِ الأَقْصَى عَشِيَّةَ رِحْلَةِ الـ=
إِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ ثَمَّ تَجَمَّعُوْا
فَاللهُ أَرْسَلَهُ لِيَرْحَمَ خَلْقَهُ=
وَهِدَايَةً لِلْعَالَمِيْنَ إِذَا دُعُوْا
فَهُوَ السِّرَاجُ يُنِيْرُ أَحْلَكَ ظُلْمَةٍ=
أَمَّا الشَّمَائِلُ : خَيْرُ وَصْفٍ يَجْمَعُ
هُوَ مَدْحُ مَنْ قَصَدَ المَدِيْحَ لِشَخْصِهِ=
صَلُّوا عَلَيْهِ وآَلِهِ وَتَضَرَّعُوْا...
لِلهِ أَنْ يَشْلُلْ يَدَاً مَغْلُوْلَةً=
مُدَّتْ تُسِيْءُ إِلَى اسْمِهِ فَتُقَطَّعُ
نَسَبُوْا لَهُ الإِرْهَابَ . حَاشَاهُ الَّذِيْ=
نَسَبُوْا إِلَيْهِ فَذَاكَ فِيْهِمْ وَاقِعُ
هُمْ أَهْلُ إِرْهَابٍ وَأَهْلُ جَهَالَةٍ=
جَهْلاَءَ تَنْبُتُ بالسُّمُوْمِ وَتَنْبُعُ
حَقَدُوْا عَلَى الإِسْلاَمِ حِقْدَاً وَاضِحَاً=
فَقُلُوْبُهُمْ فِيْهَا السَّوَادُ سَيُنْقَعُ
لَمْ يَعْرِفِ الإِرْهَابُ غَيْرَ قُلُوْبِهِمْ=
لِيُقِيْمَ فِيْ أَحْضَانِهِم يَتَرَبَّعُ
واللهِ مَا الإِسْلاَمُ إِرْهَاباً كَمَا =
زَعَمُوْا ، وَلَكِنْ خَيْرُ دِيْنٍ يُشْرَعُ
نَسَبُوْا لَنَا الإِِرْهَابَ وَهُمُوْ أَهْلَهُ=
وَالكَوْنُ يَعْرِفُ مَا أَقُوْلُ وَيُجْمِعُ
وَلَقَدْ أَرادُوْا بالرُّسُوْمِ مَكِيْدَةً=
وَأَرادَ رَبِّيْ كَيْدَهُمْ إِذْ قُوْطِعُوْا
فَالنَّاسُ عَادَتْ نَحْوَ هَدْيِ نَبِيِّنا=
كَيْ يَدْرُسُوْا أَخْلاَقَهْ وَيُتَابِعُوْا
وَلِخَادِمِ الحَرَمَيْنِ مَوْقِفُ عِزَّةٍ=
نَصَرَ الرَّسُوْلَ وَصَارَ عَنْهُ يُدَافِعُ
سَحَبَ السَّفِيْرَ جَزَاءَ مَا قَامُوْا بِهِ=
وَكَذَا الحُكُوْمَةُ قَاطَعُوْا وَتَمَنَّعُوْا
وَلَقَدْ سَعِدْتُ لِمَوْقِفٍ : تُجَّارُنَا=
قَدْ قَاطَعُوْا إِنْتَاجَهُمْ كَيْ يَرْعَوُوْا
وَلِيَعْلَمُوْا أَنَّ الجَهَالَةَ فِيْ غَدٍ=
سَتُصِيْبُهُمْ بِالذُّعْرِ حَتَّى يَفْزَعُوْا
فَلْيَحْصُدُوْا مَا قَدَّمُوْهُ مَذَلَّةً=
وَلِكَأْسِ ذَاكَ المُرِّ فَلْيَتَجَرَّعُوْا
هَذَا كَبِيْرُ رِجَالِهِمْ مُتَبَرِّئٌ=
مِمَّا أَقَرَّ بِهِ وَكَانَ يُشَجِّعُ
مِنْ بَعْدِ أَنْ ذَاقَ الخَسَارَةَ مُرَّةً=
فالمَالُ عِنْدَهُمُوْ أعَزُّ وَأَوْقَعُ
يَا أَيُّهَا الكُفَّارُ يُرْفَضُ عُذْرُكُمْ=
فَلْتُبْشِرُوْا بِكَرَاهَةٍ لاَ تُقْطَعُ
وَلْتُبْشِرُوْا بِخَرَابِكُمْ وَشَتَاتِكُمْ=
فَاللهُ أَوْعَدَكُمْ عَذَابَاً يَصْرَعُ
إِنَّا كَفَيْنَاكَ الَّذِيْنَ اسْتَهْزَؤوُا =
وَعْدٌ مِنَ الجَبَّارِ حَقٌّ قَاطِعُ
هَلْ بَعْدَ هَذَا الوَعْدِ ثَمَّةَ عَابِثٌ=
أَوْ حَاقِدٌ بِصَحَافَةٍ يَتَقَنَّعُ؟!
أَصْغَى إِلَى الشَّيْطَانِ فَهُوَ لَهُ أَخٌ=
عَشِقَ الغِوَايَةَ فَهُوَ لاَ يَتَوَرَّعُ
سَخِرُوْا مِنَ الدّيِْنِ الحَنِيْفِ بِرَسْمِهِمْ =
فَعَلَيْهِمُ الَّلعَنَاتُ لَيْسَتْ تُقْطَعُ
يَا أَيُّهَا الرَّسَّامُ جُرْمُكَ صَارِخٌ=
يَدْعُوْ عَلَيْكَ فَلاَ يَزَالُ يُلَعْلِعُ
أَحْضَرْتَ عَارَاً لاَ يَزُوْلُ سَوَادُهُ=
وَكَذَاكَ فَقْرَاً فِيْ بِلاَدِكَ يُدْقِعُ
لَوْ أَنَّنِيْ شِئْتُ الهِجَاءَ هَجَوْتُكُمْ=
بِقَصِيْدَةٍ فِيْهَا كَلاَمٌ مُقْذِعُ
لَكِنْ مَقَامُ رَسُوْلِنَا وَمَدِيْحِهِ=
أَعْلَى وَأَشْرَفُ مَا يُقَالُ وَيُسْمَعُ
يَا إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ كُوْنُوْا قُوَّةً=
وَتَوَحَّدُوْا صَفَّاً وَهَيَّا قَاطِعُوْا...
كُلَّ الصِّلاْتِ بِهِمْ وَمَا قَدْ أَنْتَجُوْا=
فِيْ ذَلِكَ الإِنْتَاجِ سُمٌّ نَاقِعُ
يَا رَبِّ زَلْزِلْ أَرْضَهُمْ بِزَلاَزِلٍ=
فِيْهَا الدَّمَارُ وَكُلُّ أَمرٍ يُفْزِعُ
يَا رَبِّ سَلِّطْ كَلَّ جُنْدِكَ فَوْقَهُمْ=
واصْبُبْ عَلَيْهِمْ كُلَّ سَوْطٍ يُوْجِعُ
واشْلُلْ أَيَادِيْ العَابِثِيْنَ وَرُدَّهُمْ=
فِيْ خَيْبَةٍ وَنَدَامَةٍ تَتَلَوَّعُ
واقْذِفْهُمُوْ بِعُضَالِ دَاءٍ فَاتِكٍ=
حِتَّى يَحَارُوْا فِيْ الدَّوَاءِ ويُمْنَعُوْا
واسْفِكْ دِمَاءَهُمُوْ وَشَتِّتْ شَمْلَهُمْ=
جُوْعَاً وَخَوْفَاً دَائِمَاً يَتَصَدَّعُ
يَارَبِّ وَاحْفَظْنَا عَلَى إِسْلاِمِنَا=
وَأَدِمْ عَلَيْنَا الأَمْنَ فِيْهِ نُمَتَّعُ
يَارَبِّ وَارْزُقْنَا لِقَاءَ نَبِيِّنَا=
فِيْ الحَوْضِ نَشْرَبُ مِنْ يَدَيْهِ وَنَشْبَعُ
يَارَبِّ أَسْعِدْنا غَدَاةَ لِقاَئِهِ=
فَلَقَدْ تَبِعْنَاهُ وَأَنْتَ الرَّافِعُ
يَارَبِّ وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَاً صَادِقَاً=
لِخُطَاهُ وَاجْمَعْنَا بِهِ يَا جَامِعُ
يَارَبِّ وَاجْعَلْنَا لَهُ رُفَقَاءَ فِيْ =
جَنَّاتِ عَدْنٍ إِذِْ نَرَاهُ وَنَسْمَعُ
فِيْ جَنَّةٍ رِضْوَانُ خَازِنُ أَرْضِهَا=
وَالجَارُ أَنْتَ اللهُ أَنْتَ الوَاسِعُ
تامر إسماعيل محمد حميدي / المدينة المنورة /
غرة شهر الله محرم 1/1/1427هـ
يَا أَيُّهَا المُخْتَارُ جِئْتُ أُدافِعُ=
وَأَرُدُّ كَيْدَ المُعْتَدِيْ وَأُقَرِّعُ
والنَّاسُ مِنْ حَوْلِيْ هُنَا قَدْ قَاطَعُوا=
تِلْكَ الشَّرَاذِمَ ، كُلُّهُم قَدْ أَجْمَعُوْا
يَا خَيْرَ خَلْقِ اللهِ يَا عَلَمَ الهُدَى=
الكَوْنُ أَشْرَقَ مِنْ بَهَائِكَ يَسْطَعُ
وَالجِذْعُ حَنَّ كَذَا المِيَاهُ تَفَجَّرَتْ=
مِنْ بَيْنِ كَفِّكَ عَنْبَرَاً يَتَضَوَّعُ
حَتَّى الحَصَى للهِ سَبَّحَ عِنْدَمَا=
لَمَسَتْهُ مِنْكَ أَنَامِلٌ وَأَصَابِعُ
الذِّئْبُ بَايَعَ وَالبَعِيْرُ لَكَ اشْتَكَى=
أَمَّا البُرَاقُ فَجَاءَ عِنْدَكَ يَخْضَعُ
وَالمُعْجِزَاتُ عَلَى النُّبُوَّةِ شَاهِدٌ=
نَصْرٌ مِنِ اللهِ العَزِيْزِ يُشَاْيِعُ
وَالبُشْرَيَاتُ بِهَا أَتَيْتَ مُبَشِّرَاً=
وَالنَّاسُ حَوْلَكَ صَدَّقُوْكَ فَبَايَعُوْا
كُلُّ الخَلاَئِقِ بَايَعَتْكَ إِمَامَهَا=
فَلأَنْتَ بِالدِّيْنِ الحَنِيْفِ مُبَايَعُ
جِبْرِيْلُ ضَمَّكَ والسَّمَاءُ اسْتَبْشَرَتْ=
لَمَّا عَرَجْتَ لَهَا فَأَنْتَ مُرَفَّعُ
وَكَذَا المَلاَئِكَةُ الكِرَامُ اسْتَبْشَرُوا=
وَتَهَلَّلُوْا لَمَّا رَأَوْكَ وَسَارَعوْا
هَذِي ْالمَدِيْنَةُ أَشْرَقَتْ أَرْجَاؤُهَا=
مِنْ نُوْرِ وَجْهِكَ فَهِيَ نُوْرٌ سَاطِعُ
طَلَعَتْ شُمُوْسُكَ بالبَهَاءِ فَأَشْرَقَتْ=
أَنْحَاءُ هَذَا الكَوْنِ حَوْلَكَ أَجْمَعُ
اللهُ خَصَّكَ بِالرِّسَالَةِ سَيِّدَاً=
لِلْخَلْقِ طُرَّاً ثُمَّ أَنْتَ تَوَاضَعُ
وَاللهُ قَدْ أَعْطَاكَ أَعْظَمَ حُجَّةٍ=
قُرْآَنَهُ وَهُوَ الشِّفَاءُ النَّافِعُ
وَاللهُ قّدْ أَعْطَاكَ مِنْ أَفْضَالِهِ=
مَا لَيْسَ يُحْصِيْهِ المُحِبُّ فَيَجْمَعُ
وَاللهُ خَصَّكَ بالشَّفَاعَةِ عِنْدَمَا=
تَقِفُ الخَلاَئِقُ لِلْحِسَابِ فَتُوزَعُ
وَلأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ سَتَدْخُلُ دَارَهُ=
دَارَ السَّلاَمِ مُخَلَّدَاً تَتَمَتَّعُ
جِيْلُ الصَّحَابَةِ خَيْرُ جِيْلٍ عَاصَرُوْا=
أَنْوَارَ حُسْنِكَ فَارْتَوُوْا وِتَشَبَّعُوْا
هُمْ خَيْرُ قَرْنٍ فَضْلُهُمْ مُتَوَاتِرٌ=
بَذَلُوْا لأَجْلِكَ ، عَنْ حِيَاضِكَ دَافَعُوْا
هُمْ أُسْوَةٌ ، فَلْنَقْتَدِيْ بِفِعَالِهِم=
تَرَكُوْا الزَّخَارِفَ فِيْ الدُّنَا وَتَطَوَّعُوْا
رَحَلُوْا إِلَى الأُخْرَى بِبَيْعٍ رَابِحٍ=
حَيْثُ الجِنَانُ نَعِيْمُهَا لاَ يُنْزَعُ
وَذَكَرْتَ يَوْمَاً أَنَّ ثَمَّةَ إِخْوَةً=
لَكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ تَأْتِيْ تَتْبَعُ
فَإِذَا الصَّحَابَةُ يَسْأَلُوْنَكَ : مَنْ هُمُوْ؟=
فَأَجَبْتَهُمْ هُمْ مَنْ لِهَدْيِيْ تَابَعُوْا
وَيَوَدُّ وَاحِدُهُمْ لِقَائِيْ بَاذِلاً=
أَهْلاً وَمَالاً كَيْ يَرَانِيْ ، يَطْمَعُ!
وَاللهِ لَوْ بالنَّفْسِ نَبْذُلُهَا لِكَيْ=
نَلْقَاكَ مَا وَفَّاكَ حَقَّكَ طَامِعُ
السِّيْرَةُ الغَرَّاءُ سِيْرَتُكَ الَّتِيْ=
فِيْهَا دُرُوْسٌ نَفْعُهَا مُتَنَوِّعُ
كَمْ فِيْ حَيَاتِكَ مِنْ عِظِاتٍ هَدْيُهَا=
بِالْعَالَمِيْنَ إِلَى النَّجَاةِ مُسَارِعُ
أَخْلاَقُكَ القُرْآَنُ آَيَاتُ الهُدَى=
خُلُقٌ عَظِيْمٌ مِنْ مَقَامِكَ يَرْفَعُ
أُرْسِلْتَ بِالرَّحَمَاتِ يَا خَيْرَ الوَرَى=
لِلْكَائِنَاتِ ، فَأَنْتَ أَمْنٌ شَائِعُ
فَإِذَا ظَفِرْتَ فَأَنْتَ خَيْرُ مَسَامِحٍ=
يَعْفُوْ ، وَأِرْحَمُ فَاتِحٍ يَتَوَاضَعُ
حَتَّى بِيَوْمِ الفَتْحِ حِيْنَ تَحَرَّرَتْ=
أَرْجَاءُ مَكَّةَ والسُّيُوْفُ لَوَامِعُ
أَظْهَرْتَ عَفْوَاً قَدْ تَضَاءَلَ عِنْدَهُ=
مَعْنَى التَّسَامُحِ . إِنَّ عَفْوَكَ وَاسِعُ
هَا أَنْتَ أَتْقَى النَّاسِ لِلرَّحْمَنِ . إِنْ=
صَلَّيْتَ قَامَ الكَوْنُ خَلْفَكَ يَخْشَعُ
أَوْ صُمْتَ أَوْ أَنْفَقْتَ أَوْ قَدَّمْتَ مِنْ=
أَعْمَالِ خَيْرٍ يَا بَشِيْرُ تَشَّرِّعُ
تَبِعَ الجَمِيْعُ خُطَاكَ إِنَّكَ قُدْوَةٌ=
لِلْمُتَّقِيْنَ وَمَنْ أَتَى يَتَوَرَّعُ
تِلْكَ الوَسِيْلَةُ خَيْرُ مَنْزِلَةٍ بِهَا=
أَزْكَى الفُيُوْضَاتِ الَّتِيْ تَتَوَزَّعُ
مِنْ مَالِكِ الرَّحَمَاتِ أَحْكَمُ وَاهِبٍ=
يُعْطِيْ لِمَنْ شَاءَ الهِبَاتِ وَيُوْسِعُ
فَمَقَامُكَ المَحْمُوْدُ أَعْلَى رُتْبَةٍ=
لَكَ دُوْنَهَا فَضْلٌ وَصِيْتٌ ذَائِعُ
اقْرَأْ ( أَلَمْ نَشْرَحْ ) فَفِيْهَا رِفْعَةٌ=
وَبِسُوْرَةِ ( القَلَمِ ) الثَّنَاءُ مُضَارِعُ
وَفِدَاكَ رُوْحِيْ ، مَا مَلَكْتُ ، وَأُسْرَتِيْ=
أُمِّيْ ، أَبِيْ ، عِرْضِيْ ، فِدَاءَكَ أَدْفَعُ
مَهْمَا مَدَحْتُكَ فَالمَدِيْحُ مُقَصِّرٌ=
عَنْ بَعْضِ فَضْلِكَ . إِذْ مَقَامُكَ أَرْفَعُ
لَكِنْ مَدِيْحِيْ لِلْمَحَبَّةِ شَاهِدٌ=
وَلَعَلَّ ذَلِكَ يَوْمَ حَشْرِيْ يَنْفَعُ
صَلَّى الإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ=
فَهُوَ الحَبِيْبُ المُصْطَفَى والشَّافِعُ
هُوَ صَاحِبُ الحَوْضِ المُخَصَّصِ ماؤُهُ=
لِلْمُقْتَدِيْنَ بِهِ فَمَنْ سَيُسَارِعُ؟
أَمَّا الجِنَانُ فَزُيِّنَتْ أَبْوَابُهَا=
بَعْدَ اسْمِ رَبِّيْ باسْمِهِ إِذْ يَلْمَعُ
صَلَّى جَمِيْعُ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُوْ=
أَزْكَى السَّلاَمِ وَرَاءَهُ وَتَرَكَّعُوْا
فِيْ المَسْجِدِ الأَقْصَى عَشِيَّةَ رِحْلَةِ الـ=
إِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ ثَمَّ تَجَمَّعُوْا
فَاللهُ أَرْسَلَهُ لِيَرْحَمَ خَلْقَهُ=
وَهِدَايَةً لِلْعَالَمِيْنَ إِذَا دُعُوْا
فَهُوَ السِّرَاجُ يُنِيْرُ أَحْلَكَ ظُلْمَةٍ=
أَمَّا الشَّمَائِلُ : خَيْرُ وَصْفٍ يَجْمَعُ
هُوَ مَدْحُ مَنْ قَصَدَ المَدِيْحَ لِشَخْصِهِ=
صَلُّوا عَلَيْهِ وآَلِهِ وَتَضَرَّعُوْا...
لِلهِ أَنْ يَشْلُلْ يَدَاً مَغْلُوْلَةً=
مُدَّتْ تُسِيْءُ إِلَى اسْمِهِ فَتُقَطَّعُ
نَسَبُوْا لَهُ الإِرْهَابَ . حَاشَاهُ الَّذِيْ=
نَسَبُوْا إِلَيْهِ فَذَاكَ فِيْهِمْ وَاقِعُ
هُمْ أَهْلُ إِرْهَابٍ وَأَهْلُ جَهَالَةٍ=
جَهْلاَءَ تَنْبُتُ بالسُّمُوْمِ وَتَنْبُعُ
حَقَدُوْا عَلَى الإِسْلاَمِ حِقْدَاً وَاضِحَاً=
فَقُلُوْبُهُمْ فِيْهَا السَّوَادُ سَيُنْقَعُ
لَمْ يَعْرِفِ الإِرْهَابُ غَيْرَ قُلُوْبِهِمْ=
لِيُقِيْمَ فِيْ أَحْضَانِهِم يَتَرَبَّعُ
واللهِ مَا الإِسْلاَمُ إِرْهَاباً كَمَا =
زَعَمُوْا ، وَلَكِنْ خَيْرُ دِيْنٍ يُشْرَعُ
نَسَبُوْا لَنَا الإِِرْهَابَ وَهُمُوْ أَهْلَهُ=
وَالكَوْنُ يَعْرِفُ مَا أَقُوْلُ وَيُجْمِعُ
وَلَقَدْ أَرادُوْا بالرُّسُوْمِ مَكِيْدَةً=
وَأَرادَ رَبِّيْ كَيْدَهُمْ إِذْ قُوْطِعُوْا
فَالنَّاسُ عَادَتْ نَحْوَ هَدْيِ نَبِيِّنا=
كَيْ يَدْرُسُوْا أَخْلاَقَهْ وَيُتَابِعُوْا
وَلِخَادِمِ الحَرَمَيْنِ مَوْقِفُ عِزَّةٍ=
نَصَرَ الرَّسُوْلَ وَصَارَ عَنْهُ يُدَافِعُ
سَحَبَ السَّفِيْرَ جَزَاءَ مَا قَامُوْا بِهِ=
وَكَذَا الحُكُوْمَةُ قَاطَعُوْا وَتَمَنَّعُوْا
وَلَقَدْ سَعِدْتُ لِمَوْقِفٍ : تُجَّارُنَا=
قَدْ قَاطَعُوْا إِنْتَاجَهُمْ كَيْ يَرْعَوُوْا
وَلِيَعْلَمُوْا أَنَّ الجَهَالَةَ فِيْ غَدٍ=
سَتُصِيْبُهُمْ بِالذُّعْرِ حَتَّى يَفْزَعُوْا
فَلْيَحْصُدُوْا مَا قَدَّمُوْهُ مَذَلَّةً=
وَلِكَأْسِ ذَاكَ المُرِّ فَلْيَتَجَرَّعُوْا
هَذَا كَبِيْرُ رِجَالِهِمْ مُتَبَرِّئٌ=
مِمَّا أَقَرَّ بِهِ وَكَانَ يُشَجِّعُ
مِنْ بَعْدِ أَنْ ذَاقَ الخَسَارَةَ مُرَّةً=
فالمَالُ عِنْدَهُمُوْ أعَزُّ وَأَوْقَعُ
يَا أَيُّهَا الكُفَّارُ يُرْفَضُ عُذْرُكُمْ=
فَلْتُبْشِرُوْا بِكَرَاهَةٍ لاَ تُقْطَعُ
وَلْتُبْشِرُوْا بِخَرَابِكُمْ وَشَتَاتِكُمْ=
فَاللهُ أَوْعَدَكُمْ عَذَابَاً يَصْرَعُ
إِنَّا كَفَيْنَاكَ الَّذِيْنَ اسْتَهْزَؤوُا =
وَعْدٌ مِنَ الجَبَّارِ حَقٌّ قَاطِعُ
هَلْ بَعْدَ هَذَا الوَعْدِ ثَمَّةَ عَابِثٌ=
أَوْ حَاقِدٌ بِصَحَافَةٍ يَتَقَنَّعُ؟!
أَصْغَى إِلَى الشَّيْطَانِ فَهُوَ لَهُ أَخٌ=
عَشِقَ الغِوَايَةَ فَهُوَ لاَ يَتَوَرَّعُ
سَخِرُوْا مِنَ الدّيِْنِ الحَنِيْفِ بِرَسْمِهِمْ =
فَعَلَيْهِمُ الَّلعَنَاتُ لَيْسَتْ تُقْطَعُ
يَا أَيُّهَا الرَّسَّامُ جُرْمُكَ صَارِخٌ=
يَدْعُوْ عَلَيْكَ فَلاَ يَزَالُ يُلَعْلِعُ
أَحْضَرْتَ عَارَاً لاَ يَزُوْلُ سَوَادُهُ=
وَكَذَاكَ فَقْرَاً فِيْ بِلاَدِكَ يُدْقِعُ
لَوْ أَنَّنِيْ شِئْتُ الهِجَاءَ هَجَوْتُكُمْ=
بِقَصِيْدَةٍ فِيْهَا كَلاَمٌ مُقْذِعُ
لَكِنْ مَقَامُ رَسُوْلِنَا وَمَدِيْحِهِ=
أَعْلَى وَأَشْرَفُ مَا يُقَالُ وَيُسْمَعُ
يَا إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ كُوْنُوْا قُوَّةً=
وَتَوَحَّدُوْا صَفَّاً وَهَيَّا قَاطِعُوْا...
كُلَّ الصِّلاْتِ بِهِمْ وَمَا قَدْ أَنْتَجُوْا=
فِيْ ذَلِكَ الإِنْتَاجِ سُمٌّ نَاقِعُ
يَا رَبِّ زَلْزِلْ أَرْضَهُمْ بِزَلاَزِلٍ=
فِيْهَا الدَّمَارُ وَكُلُّ أَمرٍ يُفْزِعُ
يَا رَبِّ سَلِّطْ كَلَّ جُنْدِكَ فَوْقَهُمْ=
واصْبُبْ عَلَيْهِمْ كُلَّ سَوْطٍ يُوْجِعُ
واشْلُلْ أَيَادِيْ العَابِثِيْنَ وَرُدَّهُمْ=
فِيْ خَيْبَةٍ وَنَدَامَةٍ تَتَلَوَّعُ
واقْذِفْهُمُوْ بِعُضَالِ دَاءٍ فَاتِكٍ=
حِتَّى يَحَارُوْا فِيْ الدَّوَاءِ ويُمْنَعُوْا
واسْفِكْ دِمَاءَهُمُوْ وَشَتِّتْ شَمْلَهُمْ=
جُوْعَاً وَخَوْفَاً دَائِمَاً يَتَصَدَّعُ
يَارَبِّ وَاحْفَظْنَا عَلَى إِسْلاِمِنَا=
وَأَدِمْ عَلَيْنَا الأَمْنَ فِيْهِ نُمَتَّعُ
يَارَبِّ وَارْزُقْنَا لِقَاءَ نَبِيِّنَا=
فِيْ الحَوْضِ نَشْرَبُ مِنْ يَدَيْهِ وَنَشْبَعُ
يَارَبِّ أَسْعِدْنا غَدَاةَ لِقاَئِهِ=
فَلَقَدْ تَبِعْنَاهُ وَأَنْتَ الرَّافِعُ
يَارَبِّ وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَاً صَادِقَاً=
لِخُطَاهُ وَاجْمَعْنَا بِهِ يَا جَامِعُ
يَارَبِّ وَاجْعَلْنَا لَهُ رُفَقَاءَ فِيْ =
جَنَّاتِ عَدْنٍ إِذِْ نَرَاهُ وَنَسْمَعُ
فِيْ جَنَّةٍ رِضْوَانُ خَازِنُ أَرْضِهَا=
وَالجَارُ أَنْتَ اللهُ أَنْتَ الوَاسِعُ
تامر إسماعيل محمد حميدي / المدينة المنورة /
غرة شهر الله محرم 1/1/1427هـ