أسير الصمت
9 - 2 - 2006, 10:56 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن من عاجل بشرى المؤمن: أن يعمل للإسلام بفأل حسنٍ مؤمِّلاً لعمله قدراً من النجاح فيكتب له من ذلك فوق ما كان يؤمل، وإنه لمن أعظم ما يملأ القلب بالفأل ويطهِّره من اليأس والتشاؤم.
هذا عينُه ما تحقق في حملة الدفاع عن ****** صلى الله عليه وسلم ، فقد انطلقت في دائرة صغيرة بحجم الجهود الفردية، ثم أخذت دائرتها في الاتساع في كل اتجاه، فجاوزت المستوى الشعبي إلى الرسمي، والإقليميَ إلى الدولي.
من كَوَّة صغيرة شقَّت الحملة طريقها، ثم صار لها في كل بلد إسلامي حَمَلَةٌ يبتعثونها فيه ويحرِّضون الناس للتشرف بالإسهام فيها؛ حتى لقد كانت في ثِقَلها وقوةِ أثرها مفاجأةً أذهلت المتفائلين، فكيف بالمتشائمين.
من كان يظن أن هذه الأمة التي انهكها التنازع انهاكاً ستصبح في قضية من أهم قضاياها كلُحمةٍ واحدةٍ؛ كأنْ لم يكن بينها تنازع وشقاق بالأمس؟!
لقد غارت قلوب المسلمين اليوم على عرض نبيهم صلى الله عليه وسلم في حادثة الرسوم الساخرة كما غارت عليه قلوب أصحابه في حادثة الإفك، لكن لا ينبغي أن يحسَبوه شراً لهم، كما حسِب الصحابةُ حادثة الإفك شراً لهم؛ فإن الله يقول: (لا تحسبوه شراً لكم، بل هو خير لكم)، ولا نقول هذا تفاؤلاً، بل نقوله بياناً وإخباراً لواقع محسوس، فقد بدأت شراً فآلت خيراً. وليس مما يعنيه هذا أن نتمنّى وقوع الشر طمعاً أن يتولد منه الخير، ولكن إن وقع فتفاؤلنا يغرينا أن نتحسس في طوايا المحن منحاً، فالفأل الحسن منعةٌ لنا بإذن الله من أن يغلبنا التشاؤم فنستسلم للشر ونستنيم لغوائله؛ على أنه ينبغي ألا نُفرطَ في التفاؤل فيؤول بنا إلى أن نهوِّن من غوائل الشر ونهمل مواجهته، فيصبح التفاؤل نفسُه شراً لنا لأننا أفرطنا فيه.
لقد علمتنا هذه الحادثة أن التفاؤل من خير ما يحدو النفوس ويحرِّك همتَها للعمل ما لم تبالغ هي في إعماله، وفي حملة النصرة لنبينا صلى الله عليه وسلم شاهدٌ على بركة التفاؤل وعلى ثمرته الطيبة؛ فإنها بثِقلِها المؤثر المحسوب له كلُ حساب لم تأتِ اتفاقاً بمحض الصدفة، بل آتت أُكُلَها بعد أن عملت لها أيدٍ مباركةٌ، حَمَلَتْها فنظّمتها ونسّقت لها، وفي غالب الظن أن اليد التي ابتعثت هذه الحملة أول مرة ونفخت في روحها فأحيتها بعد موتها لهي يدٌ مباركةٌ، ما كان لها أن تعمل لنتيجة فوق طاقتها، ولا لثمرة ليست في مُتناولها، لولا أن وراء هذه اليد المباركة قلبٌ مُلِئ تفاؤلاً كما مُلئ غيرةً ومحبةً للحبيب صلى الله عليه وسلم ، فهو يُغذِّي تلك اليدَ المباركةَ من تفاؤله.
ونتساءل: هل كان لصاحب هذا القلب المتفائل أن يَبعثَ هذه الحملةَ من مرقدها لو كان قلبه على ما كانت عليه قلوب أكثرنا من تشاؤمٍ وهزيمة نفسية واستسلام لواقعنا المؤلم.
إن هذا الذي ابتعث الحملة وهيَّجها وحرك دافتها يرى ما نراه في الأمة من تفرق واختلاف وهزيمة، غير أن في قلبه من التفاؤل والايجابية وعلو الهمة ما يحصِّنه مما أصاب أكثرَنا من تشاؤم وهزيمة نفسية أورثت استسلاماً وقعوداً.
إنه لقلب كبير حقيقٌ بالأجر العظيم، وإنه لمغبوطٌ أشدَ الغبطةِ على أجورٍ ينالها من غير عمل، أليس هو بالذي بدأ الحملةَ أول مرة؟ أليس هو بالذي سبق الناس إلى ابتعاثها من مرقدها؟ إذن فله أجر عمله وأجرُ مَن عمل بعمله إلى يوم القيامة (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء).
وكل درس نتعلمه من هذه الحادثة فهو من الخير الذي ينبثق من خلال شرِّها، وإن من الدروس التي تعلمناها من هذه الحادثة أن الخير لا يزال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، وأن الأمة قد تصاب بالمرض، وقد ينهكها طويلاً لكنها لا تموت، وإن إجلاء هذه الحقيقة الغائبة لحقيق أن يطرد عن قلوبنا ما ران عليها من تشاؤم وهزيمة نفسية.
ولقد علمتنا الحادثة أن الأمة لا يمكن أن تُوحَّد كلمتُها ولا أن تتفقَ جهودُها على عمل إلا في قضاياها الكبرى المتفق عليها، ومن رام بعثَ الأمة من رقدتها وإخراجَها مما هي فيه من احتراب وتنازع فليَدعُها إلى قضاياها الكبرى، وليجعلها الرابطةَ الوثقى التي تقطع عن كل أحد معاذيرَه أن يتقاعس عن العمل لهذا الدين.
إن الأمة إذا لم تُشغل بقضاياها الكبرى التي هي أصول دينها، فإنها ستنشغل في خلافات يأكل فيها بعضُها بعضاً، وسيدب فيها الوهن وتظهر فيها الغُثائية... تلك الكثرة التي لا تزيد الأمةَ قوةً.
وعلّمتنا الحادثة أن مصارف الوقف ينبغي ألا تنحصر في مصارفها التقليدية المشهورة؛ كبناء مسجد، أو أضحيةٍ عن ميت، ونحو ذلك مما تزاحمت عليه أوقاف المحسنين، فقد أُهمِلتْ مصارفُ كشفتْ عن أهميتها هذه الحملةُ المباركة، فينبغي أن تنصرفَ إليها بعضُ الأوقاف.
ومن أهمها: تمويل برامج إعلاميةٍ للتعريف بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم في عرض مشوِّق مؤثِّر، منه ما يكون موجّهً للمسلمين، ومنه ما يُخاطب به غير المسلمين.
وكذلك تمويل مؤسسات خيرية دعوية تُعنى بالسيرة النبوية من خلال إقامة المسابقات والدورات العملية والتربوية في سيرته صلى الله عليه وسلم، ومن خلال الإشراف على تأليفِ كتب في السيرة تنتهج أسلوباً فيه جِدةٌ وتشويقٌ، بعيداً عن السرد القصصي التقليدي، منها ما يُخاطَب به الأطفال، ومنها ما يُخاطبُ به التربويون، ومنها ما يخاطب به عامة الناس.
وكذلك صرفُ بعضِ الأوقاف في تمويل قنواتٍ فضائية مختصة بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، تستجلي فوائدها، وتكشف حقيقتها، وتفنِّد ما أثير عليها من شُبَهٍ. فيا ليت أثرياءنا صرفوا بعض أوقافِهم في هذه المصارف المهمة، فهي لا جرم من أنجح الطرق في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن أبلغِها أثرها.
ولذا ينبغي ألا تنحصر الجهود في تثبيت الناس على المقاطعة الاقتصادية، فهي وإن كانت مهمةً ووسيلةَ ضغطٍ سلمية ورسالةَ استنكارٍ معبِّرةً عما في نفوس المسلمين من التسخط على تلك الرسوم الساخرة؛ لكنها مجرد ردة فعل متعلقة بتلك الحادثة. والواجب علينا أن ننتهز هذه اللحمة الرائعة للأمة في موقفها الساخط على تلك الرسوم، وأن نستثمر هذه العاطفة المتأججة في مشروعات خيرية دائمة غير مؤقتة بحادثة ولا مربوطةٍ بمناسبة، تُعنى بنصرة النبي صلى الله عليه وسلم والتعريف بسيرته .
إن هذه العاطفة المباركة والتي أسرعت في تفاعلها مع الحدث لإثبات محبتها لنبيها صلى الله عليه وسلم لهي خير ذُخرٍ ندّخره للدفاع عن الأمة ومقدَّساتِها، ولذا فمن المتعين على أهل العلم والفكر ترشيدُها وتوجيهُها الوجهةَ المشروعةَ النافعة، وإن ما نخشاه أن تجمحَ بأحدنا عاطفته فتهيجه إلى عمل يُحسب على الأمة جميعِها مما يفسد ولا يصلح، ويكون حاله كحال من أراد إحساناً فأضر.
وإن من سوء الظن أن يُحسب ترشيدُ العقلاء للعاطفة إجهاضاً منهم لأعمالها، أو استخفافاً منهم بقدْرها، أو كُرهاً منهم لانجازاتها، وليعلم من استبطنت نفسه سوء ظن بالناقدين لبعض أعمال العاطفة في هذه الحملة أن الناقد الذي يقصد ترشيد العاطفة لم يقصد ذلك إلا لغيرته على المنهج النبوي ولخوفه على العاطفة أن تفشل أو تنحرف عن وجهتها المشروعة.
والله المسؤول أن يبارك للأمة في جهودها، وأن يجمع كلمتها على الحق، و صلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم.
سامي بن عبدالعزيز الماجد 5/1/1427 هـ الموافق 04/02/2**6 م
منقول : جزى الله كاتبه كل خير
فإن من عاجل بشرى المؤمن: أن يعمل للإسلام بفأل حسنٍ مؤمِّلاً لعمله قدراً من النجاح فيكتب له من ذلك فوق ما كان يؤمل، وإنه لمن أعظم ما يملأ القلب بالفأل ويطهِّره من اليأس والتشاؤم.
هذا عينُه ما تحقق في حملة الدفاع عن ****** صلى الله عليه وسلم ، فقد انطلقت في دائرة صغيرة بحجم الجهود الفردية، ثم أخذت دائرتها في الاتساع في كل اتجاه، فجاوزت المستوى الشعبي إلى الرسمي، والإقليميَ إلى الدولي.
من كَوَّة صغيرة شقَّت الحملة طريقها، ثم صار لها في كل بلد إسلامي حَمَلَةٌ يبتعثونها فيه ويحرِّضون الناس للتشرف بالإسهام فيها؛ حتى لقد كانت في ثِقَلها وقوةِ أثرها مفاجأةً أذهلت المتفائلين، فكيف بالمتشائمين.
من كان يظن أن هذه الأمة التي انهكها التنازع انهاكاً ستصبح في قضية من أهم قضاياها كلُحمةٍ واحدةٍ؛ كأنْ لم يكن بينها تنازع وشقاق بالأمس؟!
لقد غارت قلوب المسلمين اليوم على عرض نبيهم صلى الله عليه وسلم في حادثة الرسوم الساخرة كما غارت عليه قلوب أصحابه في حادثة الإفك، لكن لا ينبغي أن يحسَبوه شراً لهم، كما حسِب الصحابةُ حادثة الإفك شراً لهم؛ فإن الله يقول: (لا تحسبوه شراً لكم، بل هو خير لكم)، ولا نقول هذا تفاؤلاً، بل نقوله بياناً وإخباراً لواقع محسوس، فقد بدأت شراً فآلت خيراً. وليس مما يعنيه هذا أن نتمنّى وقوع الشر طمعاً أن يتولد منه الخير، ولكن إن وقع فتفاؤلنا يغرينا أن نتحسس في طوايا المحن منحاً، فالفأل الحسن منعةٌ لنا بإذن الله من أن يغلبنا التشاؤم فنستسلم للشر ونستنيم لغوائله؛ على أنه ينبغي ألا نُفرطَ في التفاؤل فيؤول بنا إلى أن نهوِّن من غوائل الشر ونهمل مواجهته، فيصبح التفاؤل نفسُه شراً لنا لأننا أفرطنا فيه.
لقد علمتنا هذه الحادثة أن التفاؤل من خير ما يحدو النفوس ويحرِّك همتَها للعمل ما لم تبالغ هي في إعماله، وفي حملة النصرة لنبينا صلى الله عليه وسلم شاهدٌ على بركة التفاؤل وعلى ثمرته الطيبة؛ فإنها بثِقلِها المؤثر المحسوب له كلُ حساب لم تأتِ اتفاقاً بمحض الصدفة، بل آتت أُكُلَها بعد أن عملت لها أيدٍ مباركةٌ، حَمَلَتْها فنظّمتها ونسّقت لها، وفي غالب الظن أن اليد التي ابتعثت هذه الحملة أول مرة ونفخت في روحها فأحيتها بعد موتها لهي يدٌ مباركةٌ، ما كان لها أن تعمل لنتيجة فوق طاقتها، ولا لثمرة ليست في مُتناولها، لولا أن وراء هذه اليد المباركة قلبٌ مُلِئ تفاؤلاً كما مُلئ غيرةً ومحبةً للحبيب صلى الله عليه وسلم ، فهو يُغذِّي تلك اليدَ المباركةَ من تفاؤله.
ونتساءل: هل كان لصاحب هذا القلب المتفائل أن يَبعثَ هذه الحملةَ من مرقدها لو كان قلبه على ما كانت عليه قلوب أكثرنا من تشاؤمٍ وهزيمة نفسية واستسلام لواقعنا المؤلم.
إن هذا الذي ابتعث الحملة وهيَّجها وحرك دافتها يرى ما نراه في الأمة من تفرق واختلاف وهزيمة، غير أن في قلبه من التفاؤل والايجابية وعلو الهمة ما يحصِّنه مما أصاب أكثرَنا من تشاؤم وهزيمة نفسية أورثت استسلاماً وقعوداً.
إنه لقلب كبير حقيقٌ بالأجر العظيم، وإنه لمغبوطٌ أشدَ الغبطةِ على أجورٍ ينالها من غير عمل، أليس هو بالذي بدأ الحملةَ أول مرة؟ أليس هو بالذي سبق الناس إلى ابتعاثها من مرقدها؟ إذن فله أجر عمله وأجرُ مَن عمل بعمله إلى يوم القيامة (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء).
وكل درس نتعلمه من هذه الحادثة فهو من الخير الذي ينبثق من خلال شرِّها، وإن من الدروس التي تعلمناها من هذه الحادثة أن الخير لا يزال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، وأن الأمة قد تصاب بالمرض، وقد ينهكها طويلاً لكنها لا تموت، وإن إجلاء هذه الحقيقة الغائبة لحقيق أن يطرد عن قلوبنا ما ران عليها من تشاؤم وهزيمة نفسية.
ولقد علمتنا الحادثة أن الأمة لا يمكن أن تُوحَّد كلمتُها ولا أن تتفقَ جهودُها على عمل إلا في قضاياها الكبرى المتفق عليها، ومن رام بعثَ الأمة من رقدتها وإخراجَها مما هي فيه من احتراب وتنازع فليَدعُها إلى قضاياها الكبرى، وليجعلها الرابطةَ الوثقى التي تقطع عن كل أحد معاذيرَه أن يتقاعس عن العمل لهذا الدين.
إن الأمة إذا لم تُشغل بقضاياها الكبرى التي هي أصول دينها، فإنها ستنشغل في خلافات يأكل فيها بعضُها بعضاً، وسيدب فيها الوهن وتظهر فيها الغُثائية... تلك الكثرة التي لا تزيد الأمةَ قوةً.
وعلّمتنا الحادثة أن مصارف الوقف ينبغي ألا تنحصر في مصارفها التقليدية المشهورة؛ كبناء مسجد، أو أضحيةٍ عن ميت، ونحو ذلك مما تزاحمت عليه أوقاف المحسنين، فقد أُهمِلتْ مصارفُ كشفتْ عن أهميتها هذه الحملةُ المباركة، فينبغي أن تنصرفَ إليها بعضُ الأوقاف.
ومن أهمها: تمويل برامج إعلاميةٍ للتعريف بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم في عرض مشوِّق مؤثِّر، منه ما يكون موجّهً للمسلمين، ومنه ما يُخاطب به غير المسلمين.
وكذلك تمويل مؤسسات خيرية دعوية تُعنى بالسيرة النبوية من خلال إقامة المسابقات والدورات العملية والتربوية في سيرته صلى الله عليه وسلم، ومن خلال الإشراف على تأليفِ كتب في السيرة تنتهج أسلوباً فيه جِدةٌ وتشويقٌ، بعيداً عن السرد القصصي التقليدي، منها ما يُخاطَب به الأطفال، ومنها ما يُخاطبُ به التربويون، ومنها ما يخاطب به عامة الناس.
وكذلك صرفُ بعضِ الأوقاف في تمويل قنواتٍ فضائية مختصة بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، تستجلي فوائدها، وتكشف حقيقتها، وتفنِّد ما أثير عليها من شُبَهٍ. فيا ليت أثرياءنا صرفوا بعض أوقافِهم في هذه المصارف المهمة، فهي لا جرم من أنجح الطرق في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن أبلغِها أثرها.
ولذا ينبغي ألا تنحصر الجهود في تثبيت الناس على المقاطعة الاقتصادية، فهي وإن كانت مهمةً ووسيلةَ ضغطٍ سلمية ورسالةَ استنكارٍ معبِّرةً عما في نفوس المسلمين من التسخط على تلك الرسوم الساخرة؛ لكنها مجرد ردة فعل متعلقة بتلك الحادثة. والواجب علينا أن ننتهز هذه اللحمة الرائعة للأمة في موقفها الساخط على تلك الرسوم، وأن نستثمر هذه العاطفة المتأججة في مشروعات خيرية دائمة غير مؤقتة بحادثة ولا مربوطةٍ بمناسبة، تُعنى بنصرة النبي صلى الله عليه وسلم والتعريف بسيرته .
إن هذه العاطفة المباركة والتي أسرعت في تفاعلها مع الحدث لإثبات محبتها لنبيها صلى الله عليه وسلم لهي خير ذُخرٍ ندّخره للدفاع عن الأمة ومقدَّساتِها، ولذا فمن المتعين على أهل العلم والفكر ترشيدُها وتوجيهُها الوجهةَ المشروعةَ النافعة، وإن ما نخشاه أن تجمحَ بأحدنا عاطفته فتهيجه إلى عمل يُحسب على الأمة جميعِها مما يفسد ولا يصلح، ويكون حاله كحال من أراد إحساناً فأضر.
وإن من سوء الظن أن يُحسب ترشيدُ العقلاء للعاطفة إجهاضاً منهم لأعمالها، أو استخفافاً منهم بقدْرها، أو كُرهاً منهم لانجازاتها، وليعلم من استبطنت نفسه سوء ظن بالناقدين لبعض أعمال العاطفة في هذه الحملة أن الناقد الذي يقصد ترشيد العاطفة لم يقصد ذلك إلا لغيرته على المنهج النبوي ولخوفه على العاطفة أن تفشل أو تنحرف عن وجهتها المشروعة.
والله المسؤول أن يبارك للأمة في جهودها، وأن يجمع كلمتها على الحق، و صلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم.
سامي بن عبدالعزيز الماجد 5/1/1427 هـ الموافق 04/02/2**6 م
منقول : جزى الله كاتبه كل خير