أبو مازن الغامدي
13 - 2 - 2006, 09:35 PM
عندما ذهب سيدنا موسى إلى فرعون ليدعوه إلى الإيمان بالله قال له فرعون: ومن هو الله؟ فقال موسى عليه السلام: (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50].
لقد كانت هذه الكلمات تكفي لإثبات صدق موسى عليه السلام ولكن فرعون لم يفقه كلام الله عز وجل. هذه الكلمات تحوي معجزة عظيمة. ففي كل يوم تصدر الأبحاث العلمية وتكشف أشياء جديدة تثبت أن المخلوقات لا يمكنها أن تطور أجهزتها للتأقلم مع البيئة، بل هنالك برنامج دقيق في داخلها يتحكم بكل حركة من حركاتها.
ومن الأشياء العجيبة التي رأيتها تلك المخلوقات التي تعيش على عمق آلاف الأمتار تحت مياه المحيطات والبحار، وقد زوّدها الله تعالى بأجهزة تستطيع من خلالها أن تصدر الأشعة الضوئية! على عمق 3**0 متر تعيش سمكة لم يعرف عنها الإنسان شيئاً إلا منذ سنوات قليلة.
هذه السمكة خلقها الله بشكل عجيب. فهي تختلف عن باقي الكائنات بأن في جسمها تجري تفاعلات كيميائية تؤدي لإطلاق كميات من النور. وبالرغم من أن ضغط الماء على هذا العمق يكون بحدود 3** ضعفاً للضغط الجوي على سطح البحر!
وهذا يعني بأن كل سنتمتر مربع من جسم السمكة يوجد عليه ضغط مقداره 3** كيلو غرام!!! كيف تتحمل هذه السمكة الضعيفة كل تلك الضغوط؟ ومن الذي هيّأها لتعيش على هذا العمق وبالرغم من الظلمات التي تحيط بها، فإن الله لم ينسها أبداً بل سخر لها رزقها وطعامها وحتى هداها إلى طريقها!
فهي لا تستخدم أجهزة الإنارة ولا ترتدي اللباس الواقي من الضغط العالي، ولا يوجد لديها مكيفات لتجنبها برودة الماء، كل ما لديها دماغ بسيط، قد أودع الله فيه البرامج التي لا تتعطل ولا تختل وليس هنالك فيروسات تهددها، إنها هداية الله تعالى الذي قدّر فهدى!
وتحدث هذه الإنارة الحيوية نتيجة تفاعلات داخل خلايا السمكة، عندما تتحد ذرات من مواد معينة بمشاركة ذرات من الأكسجين والكالسيوم، وتتحرك بنتيجتها الإلكترونات من مدار داخلي إلى مدار خارجي في الذرة وبالتالي تطلق الفوتونات الضوئية.
قد تعجب عزيزي القارئ عندما تعلم بأن القرآن قد أشار إشارة خفيفة ولطيفة إلى هذه المخلوقات التي جعل الله لها نوراً بتقديره وكرمه ورحمته. فقد تحدث القرآن عن الظلمات في البحر اللجي فقال: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا) [النور: 40].
وبالرغم من هذه الظلمات والتي تشبه أعمال الكافر الذي يحارب الله ورسوله، إلا أن الله قد أنار الطريق للمخلوقات التي تعيش تحت الماء وفي ظلام البحار، بل وقال: (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)[النور: 40].
وكأن الله تعالى يريد أن ينبهنا إلى أنه قد جعل لبعض مخلوقاته نوراً، ولكن هل هنالك أجمل من نور القرآن ومن نور كلام الله تبارك وتعالى؟ وهل نتدبر كلام الله تعالى ونتأمل ما فيه من معجزات؟ إذا كان فرعون قد رفض نداء الحق، فهل نقبله نحن؟ ولكن الكلام لا يكفي، بل يجب أن نستجيب لنداء الله في تدبر القرآن وأن نعطيه أفضل أوقاتنا ولا نجعله على هامش أعمالنا.
وتأمل عزيزي القارئ كيف أن الحديث عن أعماق البحر ارتبط بالحديث عن ظلمات البحر، وكذلك ارتبط بالحديث عن النور الذي يجعله الله لمن يشاء من خلقه، وعطاء الله تعالى لا يقتصر على البشر بل رحمته وسعت كل شيء من خلقه.
وصدق الله تعالى عندما قال على لسان نبيه موسى عليه السلام: (قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50]. فتبارك الله خالق كل شيء، ونرجو من الله تعالى أن يهدينا ويجعل لنا نوراً نمشي به في ظلمات هذا الزمن.
يقول الشاعر:
لله في الآفاق آيات لعــلّ أقلها هو ما إليه هداكا
ولعل ما في النفس من آياته عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا
والكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيراً لها أعياكا
قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطبه أرداكا
قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاكا
قل للصحيح يموت لا من علة من بالمنايا يا صحيح دهاكا
قل للبصير وكان يحذر حفرةً فهوى بها من ذا الذي أهواكا
بل سائل الأعمى خطا بين الزحـ ام بلا اصطدام من يقود خطاكا
قل للجنين يعيش معزولاً بلا راعٍ ومرعى ما الذي يرعاكا
قل للوليد بكى وأجهش بالبكا لدى الولادة ما الذي أبكاكا
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه فاسأله من ذا با لسموم حشاكا
واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا وهذا السم يملأُ فاكا
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهداً وقل للشهد من حلاّكا
بل سائل اللبن المصفى كان بين دمٍ وفرثٍ من الذي صفّاكا
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا ميت فاسأله من يا حي قد أحياكا
قل للنبات يجف بعد تعهدٍ ورعايةٍ من بالجفافِ رماكا
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو وحد فاسأله من أرباكا
وإذا رأيت البدر يسري ناشراً أنواره فاسأله من أسراكا
واسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد كل شيء ما الذي أدناكا
قل للمرير من الثمار من الذي بالمر من دون الثمار غذاكا
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى فاسأله من يا نخل شق نواكا
وإذا رأيت النار شب لهيبها فاسأل لهيب النار من أوراكا
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً قمم السحاب فسله من أرساكا
وإذا ترى صخراً تفجر بالمياه فسله من بالماء شق صفاكا
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال سرى فسله من الذي أجراكا
وإذا رأيت البحر بالماء الأجاج طغى فسله من الذي أطغاكا
وإذا رأيت الليل يغشي داجياً فاسأله من يا ليل حاك دجاكا
وإذا رأي الصبح يسفر ضاحكاً فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا
ستجيب ما في الكون من آياته عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً وليس لواحدٍ إلاّ كا
يا مدرك الأبصار والأبصار لا تدري له ولكنهه إدراكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني في كل شيء أستبين علاكا
يا منبت الأزهار عاطرة الشذى ما خاب يوماً من دعا ورجاكا
يا مجري الأنهار عاذبة الندى ما خاب يوماً من دعا ورجاكا
يا أيها الإنسان مهلاً ما الذي با لله جل جلاله أغراكا
اللهم نوّر قلوبنا بنور القرآن الكريم
لقد كانت هذه الكلمات تكفي لإثبات صدق موسى عليه السلام ولكن فرعون لم يفقه كلام الله عز وجل. هذه الكلمات تحوي معجزة عظيمة. ففي كل يوم تصدر الأبحاث العلمية وتكشف أشياء جديدة تثبت أن المخلوقات لا يمكنها أن تطور أجهزتها للتأقلم مع البيئة، بل هنالك برنامج دقيق في داخلها يتحكم بكل حركة من حركاتها.
ومن الأشياء العجيبة التي رأيتها تلك المخلوقات التي تعيش على عمق آلاف الأمتار تحت مياه المحيطات والبحار، وقد زوّدها الله تعالى بأجهزة تستطيع من خلالها أن تصدر الأشعة الضوئية! على عمق 3**0 متر تعيش سمكة لم يعرف عنها الإنسان شيئاً إلا منذ سنوات قليلة.
هذه السمكة خلقها الله بشكل عجيب. فهي تختلف عن باقي الكائنات بأن في جسمها تجري تفاعلات كيميائية تؤدي لإطلاق كميات من النور. وبالرغم من أن ضغط الماء على هذا العمق يكون بحدود 3** ضعفاً للضغط الجوي على سطح البحر!
وهذا يعني بأن كل سنتمتر مربع من جسم السمكة يوجد عليه ضغط مقداره 3** كيلو غرام!!! كيف تتحمل هذه السمكة الضعيفة كل تلك الضغوط؟ ومن الذي هيّأها لتعيش على هذا العمق وبالرغم من الظلمات التي تحيط بها، فإن الله لم ينسها أبداً بل سخر لها رزقها وطعامها وحتى هداها إلى طريقها!
فهي لا تستخدم أجهزة الإنارة ولا ترتدي اللباس الواقي من الضغط العالي، ولا يوجد لديها مكيفات لتجنبها برودة الماء، كل ما لديها دماغ بسيط، قد أودع الله فيه البرامج التي لا تتعطل ولا تختل وليس هنالك فيروسات تهددها، إنها هداية الله تعالى الذي قدّر فهدى!
وتحدث هذه الإنارة الحيوية نتيجة تفاعلات داخل خلايا السمكة، عندما تتحد ذرات من مواد معينة بمشاركة ذرات من الأكسجين والكالسيوم، وتتحرك بنتيجتها الإلكترونات من مدار داخلي إلى مدار خارجي في الذرة وبالتالي تطلق الفوتونات الضوئية.
قد تعجب عزيزي القارئ عندما تعلم بأن القرآن قد أشار إشارة خفيفة ولطيفة إلى هذه المخلوقات التي جعل الله لها نوراً بتقديره وكرمه ورحمته. فقد تحدث القرآن عن الظلمات في البحر اللجي فقال: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا) [النور: 40].
وبالرغم من هذه الظلمات والتي تشبه أعمال الكافر الذي يحارب الله ورسوله، إلا أن الله قد أنار الطريق للمخلوقات التي تعيش تحت الماء وفي ظلام البحار، بل وقال: (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)[النور: 40].
وكأن الله تعالى يريد أن ينبهنا إلى أنه قد جعل لبعض مخلوقاته نوراً، ولكن هل هنالك أجمل من نور القرآن ومن نور كلام الله تبارك وتعالى؟ وهل نتدبر كلام الله تعالى ونتأمل ما فيه من معجزات؟ إذا كان فرعون قد رفض نداء الحق، فهل نقبله نحن؟ ولكن الكلام لا يكفي، بل يجب أن نستجيب لنداء الله في تدبر القرآن وأن نعطيه أفضل أوقاتنا ولا نجعله على هامش أعمالنا.
وتأمل عزيزي القارئ كيف أن الحديث عن أعماق البحر ارتبط بالحديث عن ظلمات البحر، وكذلك ارتبط بالحديث عن النور الذي يجعله الله لمن يشاء من خلقه، وعطاء الله تعالى لا يقتصر على البشر بل رحمته وسعت كل شيء من خلقه.
وصدق الله تعالى عندما قال على لسان نبيه موسى عليه السلام: (قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50]. فتبارك الله خالق كل شيء، ونرجو من الله تعالى أن يهدينا ويجعل لنا نوراً نمشي به في ظلمات هذا الزمن.
يقول الشاعر:
لله في الآفاق آيات لعــلّ أقلها هو ما إليه هداكا
ولعل ما في النفس من آياته عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا
والكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيراً لها أعياكا
قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطبه أرداكا
قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاكا
قل للصحيح يموت لا من علة من بالمنايا يا صحيح دهاكا
قل للبصير وكان يحذر حفرةً فهوى بها من ذا الذي أهواكا
بل سائل الأعمى خطا بين الزحـ ام بلا اصطدام من يقود خطاكا
قل للجنين يعيش معزولاً بلا راعٍ ومرعى ما الذي يرعاكا
قل للوليد بكى وأجهش بالبكا لدى الولادة ما الذي أبكاكا
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه فاسأله من ذا با لسموم حشاكا
واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا وهذا السم يملأُ فاكا
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهداً وقل للشهد من حلاّكا
بل سائل اللبن المصفى كان بين دمٍ وفرثٍ من الذي صفّاكا
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا ميت فاسأله من يا حي قد أحياكا
قل للنبات يجف بعد تعهدٍ ورعايةٍ من بالجفافِ رماكا
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو وحد فاسأله من أرباكا
وإذا رأيت البدر يسري ناشراً أنواره فاسأله من أسراكا
واسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد كل شيء ما الذي أدناكا
قل للمرير من الثمار من الذي بالمر من دون الثمار غذاكا
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى فاسأله من يا نخل شق نواكا
وإذا رأيت النار شب لهيبها فاسأل لهيب النار من أوراكا
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً قمم السحاب فسله من أرساكا
وإذا ترى صخراً تفجر بالمياه فسله من بالماء شق صفاكا
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال سرى فسله من الذي أجراكا
وإذا رأيت البحر بالماء الأجاج طغى فسله من الذي أطغاكا
وإذا رأيت الليل يغشي داجياً فاسأله من يا ليل حاك دجاكا
وإذا رأي الصبح يسفر ضاحكاً فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا
ستجيب ما في الكون من آياته عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً وليس لواحدٍ إلاّ كا
يا مدرك الأبصار والأبصار لا تدري له ولكنهه إدراكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني في كل شيء أستبين علاكا
يا منبت الأزهار عاطرة الشذى ما خاب يوماً من دعا ورجاكا
يا مجري الأنهار عاذبة الندى ما خاب يوماً من دعا ورجاكا
يا أيها الإنسان مهلاً ما الذي با لله جل جلاله أغراكا
اللهم نوّر قلوبنا بنور القرآن الكريم