ابو ضيف الله
14 - 4 - 2006, 06:37 PM
الهيئةُ والنفخ في الزبادي
نجيب الزامل - 16/03/1427هـ
Najeeb@sahara.com.sa
* ومازال سوقُ الأسهم ملبدا بالغيوم، وهذه الغيومُ الكثيفة التي تحجب الانسيابَ المنطقي هو فوق عناصر تعرفونها، والبعض ما زال مصرّا على الاستمرار والمغامرة رغم هذه المعرفة، فالعنصر الأكبر المتحكم الآن هو الخوف، أو ما يسميه النفسانيون استعادة تجربة الخوف، أو كما يقول المصريون بشكل أوضح بلا تعقيدات المصطلح العلمي: "من لسعته الشوربة ينفخ في الزبادي". إن الناس يقفون على أطراف أصابعهم، ويتدافعون على أول لامحة يحسبونها مطرا، والكل متوثب، والكل يتآكل خوفا لأنه لا يرى ما وراء الأكمة، ولأنه لا يراها فإنه يتوقع عفريتا وراءها سينقض على دراهمه. والمصريون يصرون أيضا على أن: "من يخاف من العفريت، فإن العفريتَ سيطلع له".. ومازال النفخُ بالزبادي مستمرا.
***
* أصواتٌ تصرخ لأن الهيئة عاقبت عابثـَيْن بالسوق، وأصواتٌ تصرخ لدخول الأجانب السوق، وأصواتٌ تصرخ لأن الهيئة تتدخل بالسوق ولا تترك يد آدم سميث الخفية تأخذ مداها في السوق. وقرأنا في الماضي القريب أصواتا تصرخ لأن الهيئة لا تعاقب المتلاعبين، وأصواتا تصرخ لتضييق عدد مستثمري السوق بعدم إشراك الأجانب، وأصواتا تصرخ لأنها لا تتدخل بالسوق.. أوه، نسيت: كانت أصواتا تصرخ بزيادة الاكتتابات، ثم سمعت أصواتا تحذر من زيادة عدد الاكتتابات!
إن هيئة سوق المال رحمة للجميع.. حتى يقوم برجمها الجميع. ولو كانت في ديار الشام لسموها بحق "هيئة فش الخِلـِق"!
***
* سؤال من قارئ: هل خسرت في سوق الأسهم؟ أجيبه: بل ربحت.. لم أشتغل به أصلا!
***
* وقرأت في "الرياض" في عدد الأربعاء 12 نيسان (أبريل) الجاري مقالين يقطران إنسانية، وإدراكاً عاطفياً، أحدهما بعنوان "التفتوا للمعصومات" للكاتب الممتاز سعد عبد الله الدوسري، وتبدو شهامتـُهُ الأخلاقية من روعة العنوان، ويقصد السيدُ الدوسري بناتنا اليتيمات المجهولات النسب، حين يخرجن من دور الرعاية وتقف أمامهن كمائن الواقع.. ويضرب مثلا على المساعدة المالية التي تصرف ل**** الواحدة منهن وإمكانية أن يستغلها صاحبُ نفسٍ وضيعة ثم يتنصل من ال**** فتعود للضياع.. لأنه لا يمكنها العودة، ولا في النظام آلية تتيح متابعة ظروف ****ها.. ثم تصير كما كتب: "عودة الفتيات إلى يتمٍ جديدٍ أقسى، وستجد الفتاةُ نفسَها في الشارع الجائر الذي لن ينظر إليها إلا كصيد لغرائزه الشيطانية".. كتب، وصدق. وأقول لهذا الكاتب الإنسان إني أعتقد أن مسؤولي هذه الدور لن يقلـّوا إنسانية عنك، وسيؤرقهم مقالك حتى يجدوا حلا.. تفاءل معي!
***
* والمقالة الأخرى بعنوان "ملك الإنسانية.. لن ينسى التوحديين" للكاتبة المهمومة جدا بموضوعها "نورة الحويتي" تتحدث بإسهاب عن حالات أولادنا وبناتنا المصابين بمرض "التوحد"، وأنهم لا يلقون العناية التي يجب أن تكون متاحة لجميع المرضى بدون عبء مالي، فالعناية الحالية تكلف ثروة للمتوسطين من الناس ناهيك عن الأقل.. وهي تناشد الملك عبد الله لكي يضع حلا لمآسيهم، وبالطبع من المفروض ألا نهرع في كل مُلمّةٍ لملك البلاد، في بلدٍ فيه أنظمة مؤسسات.. ولكن عندما لا تفي هذه الأنظمة ولا المؤسسات بحاجات المحتاجين، فإلى أين الملجأ؟ إني أتوقع يا أستاذة نورة أن تهتز ضمائرُ المسئولين المعنيين كما اهتز ضميرُ من قرأ مقالتك، وأتوقع أن يفاتحوك شخصيا في الموضوع، لاهتمامك الواضح ولمتابعتك لهذا المرض في مجتمعنا.. تفاءلي معي! وهناك ملاحظة على الأستاذة نورة، فرغم صدقها وإخلاصها الشديدين، إلا أن جملتها أول المقالة ينقصها بعض الحقيقة حين كتبت: (صحيح أن"من يده في النار، ليس كمن يده في الماء") فالذي شعرنا به يقينا: أن يدَ الكاتبة لم تكن في الماء.. أبدا!
***
* ".. وفعلتها إيران"- العنوان الوحيد في أعلى الصفحة الأولى في جريدة "الشرق الأوسط" ـ الأربعاء 12 نيسان (أبريل).
***
* ولم تكن "الشرق الأوسط" وحيدة في تخصيص تلك الأهمية لتصريح الرئيس أحمدي نجاد عن تكريس إيران كعضو في النادي الذري الكوني.. تتفق أكبر جريدتين في العالم الأنجلوسكسوني "التايمز" اللندنية و"الواشنطن بوست الأمريكية" (الأربعاء 12 أبريل) على تخصيص عناوين لافتة في الصفحة الأولى لكل منهما عن الحدث.. ولم يخلُ المقالان من رأيين، رأيٌ يؤكد تصريحَ الرئيس الإيراني، ورأيٌ يشكك في قدرة إيران في تخصيب اليورانيوم، ويعتبر أن التصريحَ تهويش نفسي. والذي يبدو أن جارتنا الكبيرة فعلا تملك السلاح النووي.. قطعا. وأرى أن تجاوبنا في الخليج يجب أن يكون من خلال آليتين، الأولى: تعزيزُ العلاقة التفاهمية مع إيران للحفاظ على جيرةٍ مريحة في أكبر منطقة قابلة للاشتعال ( يا سلام، انظر المعادلة = وقود البترول+ الوقود النووي= ؟).. أما الآلية الثانية : لم لا ندخل هذا النادي أيضا، فهو نادٍ لا يدخله إلا المقتحمون.. ولنعلق التزامنا في اتفاقية انتشار السلاح النووي في مستودع الذكريات!
***
* عنوان الجمعة: "لا توجد بطالة.. كلهم يضاربون في الأسهم" ـ عنوان مقال الأستاذ علي بوخمسين، "الرياض" 12 نيسان (أبريل).
***
* مسكُ الجمعة:
ولا تـٌظهرنَّ الرأيَ من لا يريدُهُ فلا أنتَ محمودٌ، ولا الرأيُ نافِعُهْ" ـ الشافعي..
مع السلامة..
اتمنى لكم وقتا ممتعا :(
نجيب الزامل - 16/03/1427هـ
Najeeb@sahara.com.sa
* ومازال سوقُ الأسهم ملبدا بالغيوم، وهذه الغيومُ الكثيفة التي تحجب الانسيابَ المنطقي هو فوق عناصر تعرفونها، والبعض ما زال مصرّا على الاستمرار والمغامرة رغم هذه المعرفة، فالعنصر الأكبر المتحكم الآن هو الخوف، أو ما يسميه النفسانيون استعادة تجربة الخوف، أو كما يقول المصريون بشكل أوضح بلا تعقيدات المصطلح العلمي: "من لسعته الشوربة ينفخ في الزبادي". إن الناس يقفون على أطراف أصابعهم، ويتدافعون على أول لامحة يحسبونها مطرا، والكل متوثب، والكل يتآكل خوفا لأنه لا يرى ما وراء الأكمة، ولأنه لا يراها فإنه يتوقع عفريتا وراءها سينقض على دراهمه. والمصريون يصرون أيضا على أن: "من يخاف من العفريت، فإن العفريتَ سيطلع له".. ومازال النفخُ بالزبادي مستمرا.
***
* أصواتٌ تصرخ لأن الهيئة عاقبت عابثـَيْن بالسوق، وأصواتٌ تصرخ لدخول الأجانب السوق، وأصواتٌ تصرخ لأن الهيئة تتدخل بالسوق ولا تترك يد آدم سميث الخفية تأخذ مداها في السوق. وقرأنا في الماضي القريب أصواتا تصرخ لأن الهيئة لا تعاقب المتلاعبين، وأصواتا تصرخ لتضييق عدد مستثمري السوق بعدم إشراك الأجانب، وأصواتا تصرخ لأنها لا تتدخل بالسوق.. أوه، نسيت: كانت أصواتا تصرخ بزيادة الاكتتابات، ثم سمعت أصواتا تحذر من زيادة عدد الاكتتابات!
إن هيئة سوق المال رحمة للجميع.. حتى يقوم برجمها الجميع. ولو كانت في ديار الشام لسموها بحق "هيئة فش الخِلـِق"!
***
* سؤال من قارئ: هل خسرت في سوق الأسهم؟ أجيبه: بل ربحت.. لم أشتغل به أصلا!
***
* وقرأت في "الرياض" في عدد الأربعاء 12 نيسان (أبريل) الجاري مقالين يقطران إنسانية، وإدراكاً عاطفياً، أحدهما بعنوان "التفتوا للمعصومات" للكاتب الممتاز سعد عبد الله الدوسري، وتبدو شهامتـُهُ الأخلاقية من روعة العنوان، ويقصد السيدُ الدوسري بناتنا اليتيمات المجهولات النسب، حين يخرجن من دور الرعاية وتقف أمامهن كمائن الواقع.. ويضرب مثلا على المساعدة المالية التي تصرف ل**** الواحدة منهن وإمكانية أن يستغلها صاحبُ نفسٍ وضيعة ثم يتنصل من ال**** فتعود للضياع.. لأنه لا يمكنها العودة، ولا في النظام آلية تتيح متابعة ظروف ****ها.. ثم تصير كما كتب: "عودة الفتيات إلى يتمٍ جديدٍ أقسى، وستجد الفتاةُ نفسَها في الشارع الجائر الذي لن ينظر إليها إلا كصيد لغرائزه الشيطانية".. كتب، وصدق. وأقول لهذا الكاتب الإنسان إني أعتقد أن مسؤولي هذه الدور لن يقلـّوا إنسانية عنك، وسيؤرقهم مقالك حتى يجدوا حلا.. تفاءل معي!
***
* والمقالة الأخرى بعنوان "ملك الإنسانية.. لن ينسى التوحديين" للكاتبة المهمومة جدا بموضوعها "نورة الحويتي" تتحدث بإسهاب عن حالات أولادنا وبناتنا المصابين بمرض "التوحد"، وأنهم لا يلقون العناية التي يجب أن تكون متاحة لجميع المرضى بدون عبء مالي، فالعناية الحالية تكلف ثروة للمتوسطين من الناس ناهيك عن الأقل.. وهي تناشد الملك عبد الله لكي يضع حلا لمآسيهم، وبالطبع من المفروض ألا نهرع في كل مُلمّةٍ لملك البلاد، في بلدٍ فيه أنظمة مؤسسات.. ولكن عندما لا تفي هذه الأنظمة ولا المؤسسات بحاجات المحتاجين، فإلى أين الملجأ؟ إني أتوقع يا أستاذة نورة أن تهتز ضمائرُ المسئولين المعنيين كما اهتز ضميرُ من قرأ مقالتك، وأتوقع أن يفاتحوك شخصيا في الموضوع، لاهتمامك الواضح ولمتابعتك لهذا المرض في مجتمعنا.. تفاءلي معي! وهناك ملاحظة على الأستاذة نورة، فرغم صدقها وإخلاصها الشديدين، إلا أن جملتها أول المقالة ينقصها بعض الحقيقة حين كتبت: (صحيح أن"من يده في النار، ليس كمن يده في الماء") فالذي شعرنا به يقينا: أن يدَ الكاتبة لم تكن في الماء.. أبدا!
***
* ".. وفعلتها إيران"- العنوان الوحيد في أعلى الصفحة الأولى في جريدة "الشرق الأوسط" ـ الأربعاء 12 نيسان (أبريل).
***
* ولم تكن "الشرق الأوسط" وحيدة في تخصيص تلك الأهمية لتصريح الرئيس أحمدي نجاد عن تكريس إيران كعضو في النادي الذري الكوني.. تتفق أكبر جريدتين في العالم الأنجلوسكسوني "التايمز" اللندنية و"الواشنطن بوست الأمريكية" (الأربعاء 12 أبريل) على تخصيص عناوين لافتة في الصفحة الأولى لكل منهما عن الحدث.. ولم يخلُ المقالان من رأيين، رأيٌ يؤكد تصريحَ الرئيس الإيراني، ورأيٌ يشكك في قدرة إيران في تخصيب اليورانيوم، ويعتبر أن التصريحَ تهويش نفسي. والذي يبدو أن جارتنا الكبيرة فعلا تملك السلاح النووي.. قطعا. وأرى أن تجاوبنا في الخليج يجب أن يكون من خلال آليتين، الأولى: تعزيزُ العلاقة التفاهمية مع إيران للحفاظ على جيرةٍ مريحة في أكبر منطقة قابلة للاشتعال ( يا سلام، انظر المعادلة = وقود البترول+ الوقود النووي= ؟).. أما الآلية الثانية : لم لا ندخل هذا النادي أيضا، فهو نادٍ لا يدخله إلا المقتحمون.. ولنعلق التزامنا في اتفاقية انتشار السلاح النووي في مستودع الذكريات!
***
* عنوان الجمعة: "لا توجد بطالة.. كلهم يضاربون في الأسهم" ـ عنوان مقال الأستاذ علي بوخمسين، "الرياض" 12 نيسان (أبريل).
***
* مسكُ الجمعة:
ولا تـٌظهرنَّ الرأيَ من لا يريدُهُ فلا أنتَ محمودٌ، ولا الرأيُ نافِعُهْ" ـ الشافعي..
مع السلامة..
اتمنى لكم وقتا ممتعا :(