ابولمى
6 - 4 - 2003, 01:24 PM
أظهرت دراسة متخصصة للمجلس العربي للطفولة والتنمية أن الأسرة هي العامل الأشد تأثيراً في تشكيل شخصية الطفل وتحديد معالم السلوك الاجتماعي لديه، من غير أن تنفي وجود عوامل أخرى مؤثرة. وبينت الدراسة أن العلاقة الانفعالية والاجتماعية بين الطفل وأسرته لها دلالة خاصة في حياته النفسية. فقد أوضحت الدراسة، التي أعدتها الباحثة النفسية رضوى فرغلي للمجلس أن "الأسرة تقوم بدورها من خلال التنشئة الاجتماعية للطفل والتي يكتسب من خلالها العادات والتقاليد والتعاليم الدينية والمعايير القيمية، مثل الثواب والعقاب والتوحد مع الآخرين وغيرها". وذكرت الدراسة أن تفسير السلوك العدواني لدى الأطفال يرجع إلى عوامل بيولوجية وتعليمية، مؤكدة أن السلوك العدواني "يظهر كرد فعل لحالات الغضب أو تعبير عنها وهو ما يرجع إلى التنشئة الاجتماعية"، مشيرة إلى أن الأطفال العدوانيين ينشأون في أسر يزداد السلوك العدواني لدى أفرادها بدرجة كبيرة. ونبهت الدراسة إلى أن "الطفل يقلد الآباء والأنداد والنماذج التلفزيونية ليصبحوا نماذج يحتذى بها"، مبينة أن الآباء والأمهات الذين يستجيبون لأطفالهم ويرضخون لهم عندما تنتابهم نوبات غضب فيحطمون لعبهم فإنهم بذلك يدعمون بشكل ضمني هذا السلوك العدواني. وأوردت الدراسة عوامل أخرى تساعد على السلوك العدواني لدى الأطفال من بينها التدليل الزائد أو الانتقاد الشديد، لافتة إلى أن السلوك العدواني يمكن توجيهه إيجابياً من خلال القدوة الحسنة التي يمكن أن يجدها الطفل من والده بحيث يجعله نموذجا يحتذى به من خلال التحكم في الانفعالات خاصة في سنوات التكوين الأولى. وشددت الباحثة من خلال هذه الدراسة على ضرورة التحكم في البرامج التلفزيونية وفي أفلام العنف التي يشاهدها الأطفال، وخلق اتجاه نقدي بداخلهم تجاه هذه الأفلام وتوضيح الواقعي والخيالي فيها وتحليلها بشكل يكون لديهم اتجاهاً سلبياً نحوها. وخلصت الدراسة إلى ضرورة تدعيم السلوك الإيجابي لدى الطفل مثل التعاون والتسامح والمشاركة الاجتماعية وذلك من خلال المكافأة المادية والمعنوية، إضافة إلى غمر الطفل بالحب والحنان والرعاية التي تتطلبها هذه المرحلة ومحاولة شغل وقت فراغه بأنشطة إيجابية تحتوى طاقاته ومهاراته