عائض الغامدي
21 - 4 - 2006, 10:02 AM
المذيع لم يستوعب خطورة اللقاء: سؤال لاختبار شفافية "السحيمي"
قينان الغامدي
"الهيئة مطالبة بالحقيقة، الهيئة مطالبة بالشفافية، ونحن لا نريد الإخلال بقواعد الشفافية" هذا الكلام قاله الأستاذ جماز السحيمي رئيس هيئة سوق المال السعودية في اللقاء التلفزيوني الذي بثته القناة الأولى في التلفزيون السعودي مساء الأربعاء الماضي، وابتداء لا بد أن نشكر السحيمي على ظهوره إعلامياً، فهذا الظهور في حد ذاته يعتبر حدثاً مهماً، ونأمل ألا يكون الأخير، نرجو أن يكون ظهوراً أسبوعياً أو شهرياً على الأقل. لقد شعرت بعد نهاية اللقاء أن هناك كلاماً مهماً قاله السحيمي بشفافية ووضوح. وهناك كلام أهم وأخطر لم يقله السحيمي فلا المذيع سأله عنه، ولا هو عرج عليه إلا بطريقة لا تنسجم مع ما هو مطلوب من الهيئة من حقيقة وشفافية. الكلام المهم الذي قاله السحيمي بشفافية ووضوح هو اعترافه بالاختلالات الهيكلية الثلاثة الموجودة في السوق، وأن هيئة سوق المال الوليدة ما زالت تحاول معالجة هذه الاختلالات التي تتطلب وقتاً وجهداً، إضافة إلى اعترافه بخلل النظام الذي يمنع التشهير بالمخالفين وضرورة إعادة النظر فيه إلى غير ذلك مما قاله عن مهام الهيئة، والثقافة الاستثمارية، والتظلم للمتضررين. أما الكلام الأهم والأخطر الذي لم يقله السحيمي فهو عدم توضيحه للسبب الذي حال دون تدخل الهيئة وهي ترى وتلاحظ منذ رمضان الماضي التسارع المذهل في أسعار أسهم بعض الشركات حتى وصلت مكررات الأرباح إلى 49 مرة دون سبب اقتصادي مقنع، لماذا لم تتدخل الهيئة قبل أن تصل مكررات الأرباح إلى هذا المستوى المذهل، وتوقف تداولها، وتلزم هذه الشركات بالإفصاح، هذا الإفصاح الذي وضعه السحيمي من ضمن المهام الرئيسية لهيئة سوق المال، والهيئة نفسها فعلت هذا مع شركة الكهرباء قبل أكثر من عام عندما صعد سهمها وبصورة مفاجئة تدخلت الهيئة وأوقفت تداول سهم الكهرباء نصف ساعة وأجبرت الشركة على الإفصاح، وحينها عاد سهم الكهرباء إلى قواعده سالماً، فلماذا الهيئة لم تتخذ نفس الموقف مع هذه الشركات "الخشاش" التي قال عنها السحيمي إنها غير منتجة اقتصادياً بعضها لم يربح منذ إنشائها ومعظمها ليس لديه أي ربح في آخر خمس سنوات، فلماذا الهيئة سمحت لأسهم هذه الشركات أن تصل إلى نقطة "غير المعقول"، وهي تتفرج؟ السحيمي أطال الكلام - أثناء اللقاء - حول هذه النقطة ليبرر قرار الهيئة بخفض نسبة التذبذب من 10% إلى 5%، لكن المذيع - هداه الله - لم يسأل السؤال المهم والخطير المتعلق بالسبب الذي حال دون تدخل الهيئة منذ وقت مبكر، والجماز حام حول حمى الحقيقة ولم يقلها. لقد كان السؤال الطبيعي الذي ينتظره الناس هو التالي: قلتم يا أستاذ جماز إن من مهام الهيئة، تنظيم السوق والعاملين فيه، والإشراف والرقابة على السوق، والتأكد من أن الشركات ملتزمة بقواعد الإفصاح المستمر، وحماية المستثمرين من الممارسات غير العادلة. وقلتم الليلة إن الهيئة لاحظت منذ رمضان الماضي التسارع المذهل لأسهم شركات المضاربة التي لا إنتاج لها ولا أرباح، حتى وصلت مكررات أرباحها إلى 49 مرة، وهذا كما قال سعادتكم غير معقول، فلماذا لم تتدخل هيئة سوق المال وتطبق مهامها التي ذكرتموها في بداية اللقاء على هذا الوضع "غير المعقول" الذي لاحظته الهيئة منذ رمضان الماضي؟ لماذا يا أستاذ جماز لم تفعلوا مع هذه الشركات ما فعلتموه مع الكهرباء منذ أكثر من عام؟ دعك من تخفيض نسبة التذبذب التي جاءت متأخرة، لكن أجبني الآن، لماذا الهيئة لم تتدخل في شوال أو ذي القعدة مع أن هذا التدخل من صلب مهامها كما ذكر سعادتكم؟. هذا هو السؤال الهام الذي كان يجب أن يوجهه المذيع للسحيمي، هذا لو كان المذيع يريد خدمة الناس وتنويرهم، ولو كان يدرك أن ظهور السحيمي معه على الشاشة حدث غير عادي، لكن المذيع للأسف لم يفعل، مع أن السحيمي كرر أن واجبه الشفافية وقول الحقيقة، ولهذا فالسؤال مطروح وما زلنا ننتظر إجابة السحيمي على أحر من الجمر.
قينان الغامدي
"الهيئة مطالبة بالحقيقة، الهيئة مطالبة بالشفافية، ونحن لا نريد الإخلال بقواعد الشفافية" هذا الكلام قاله الأستاذ جماز السحيمي رئيس هيئة سوق المال السعودية في اللقاء التلفزيوني الذي بثته القناة الأولى في التلفزيون السعودي مساء الأربعاء الماضي، وابتداء لا بد أن نشكر السحيمي على ظهوره إعلامياً، فهذا الظهور في حد ذاته يعتبر حدثاً مهماً، ونأمل ألا يكون الأخير، نرجو أن يكون ظهوراً أسبوعياً أو شهرياً على الأقل. لقد شعرت بعد نهاية اللقاء أن هناك كلاماً مهماً قاله السحيمي بشفافية ووضوح. وهناك كلام أهم وأخطر لم يقله السحيمي فلا المذيع سأله عنه، ولا هو عرج عليه إلا بطريقة لا تنسجم مع ما هو مطلوب من الهيئة من حقيقة وشفافية. الكلام المهم الذي قاله السحيمي بشفافية ووضوح هو اعترافه بالاختلالات الهيكلية الثلاثة الموجودة في السوق، وأن هيئة سوق المال الوليدة ما زالت تحاول معالجة هذه الاختلالات التي تتطلب وقتاً وجهداً، إضافة إلى اعترافه بخلل النظام الذي يمنع التشهير بالمخالفين وضرورة إعادة النظر فيه إلى غير ذلك مما قاله عن مهام الهيئة، والثقافة الاستثمارية، والتظلم للمتضررين. أما الكلام الأهم والأخطر الذي لم يقله السحيمي فهو عدم توضيحه للسبب الذي حال دون تدخل الهيئة وهي ترى وتلاحظ منذ رمضان الماضي التسارع المذهل في أسعار أسهم بعض الشركات حتى وصلت مكررات الأرباح إلى 49 مرة دون سبب اقتصادي مقنع، لماذا لم تتدخل الهيئة قبل أن تصل مكررات الأرباح إلى هذا المستوى المذهل، وتوقف تداولها، وتلزم هذه الشركات بالإفصاح، هذا الإفصاح الذي وضعه السحيمي من ضمن المهام الرئيسية لهيئة سوق المال، والهيئة نفسها فعلت هذا مع شركة الكهرباء قبل أكثر من عام عندما صعد سهمها وبصورة مفاجئة تدخلت الهيئة وأوقفت تداول سهم الكهرباء نصف ساعة وأجبرت الشركة على الإفصاح، وحينها عاد سهم الكهرباء إلى قواعده سالماً، فلماذا الهيئة لم تتخذ نفس الموقف مع هذه الشركات "الخشاش" التي قال عنها السحيمي إنها غير منتجة اقتصادياً بعضها لم يربح منذ إنشائها ومعظمها ليس لديه أي ربح في آخر خمس سنوات، فلماذا الهيئة سمحت لأسهم هذه الشركات أن تصل إلى نقطة "غير المعقول"، وهي تتفرج؟ السحيمي أطال الكلام - أثناء اللقاء - حول هذه النقطة ليبرر قرار الهيئة بخفض نسبة التذبذب من 10% إلى 5%، لكن المذيع - هداه الله - لم يسأل السؤال المهم والخطير المتعلق بالسبب الذي حال دون تدخل الهيئة منذ وقت مبكر، والجماز حام حول حمى الحقيقة ولم يقلها. لقد كان السؤال الطبيعي الذي ينتظره الناس هو التالي: قلتم يا أستاذ جماز إن من مهام الهيئة، تنظيم السوق والعاملين فيه، والإشراف والرقابة على السوق، والتأكد من أن الشركات ملتزمة بقواعد الإفصاح المستمر، وحماية المستثمرين من الممارسات غير العادلة. وقلتم الليلة إن الهيئة لاحظت منذ رمضان الماضي التسارع المذهل لأسهم شركات المضاربة التي لا إنتاج لها ولا أرباح، حتى وصلت مكررات أرباحها إلى 49 مرة، وهذا كما قال سعادتكم غير معقول، فلماذا لم تتدخل هيئة سوق المال وتطبق مهامها التي ذكرتموها في بداية اللقاء على هذا الوضع "غير المعقول" الذي لاحظته الهيئة منذ رمضان الماضي؟ لماذا يا أستاذ جماز لم تفعلوا مع هذه الشركات ما فعلتموه مع الكهرباء منذ أكثر من عام؟ دعك من تخفيض نسبة التذبذب التي جاءت متأخرة، لكن أجبني الآن، لماذا الهيئة لم تتدخل في شوال أو ذي القعدة مع أن هذا التدخل من صلب مهامها كما ذكر سعادتكم؟. هذا هو السؤال الهام الذي كان يجب أن يوجهه المذيع للسحيمي، هذا لو كان المذيع يريد خدمة الناس وتنويرهم، ولو كان يدرك أن ظهور السحيمي معه على الشاشة حدث غير عادي، لكن المذيع للأسف لم يفعل، مع أن السحيمي كرر أن واجبه الشفافية وقول الحقيقة، ولهذا فالسؤال مطروح وما زلنا ننتظر إجابة السحيمي على أحر من الجمر.