ابولمى
11 - 9 - 2003, 04:23 AM
حتى لو رقص الإنسان رقصات الطرب، أمام أعين الخلائق، فإنها قد تكون تلك الرقصة. رقصة المذبوح من ألم. وليست حتماً رقصة فرح، لعل هذا الاستهلال، فيه شيء من الغموض لكنه يعبر عن حال واضحة نعيشها كواقع مؤلم، تدحرجت إلينا تلك الحالة البائسة من هوة سحيقة من الأنانية وحب الذات وموت الضمير. حتى وصلت إلى كل القلوب. حتى العقلاء في مجتمعنا الكل يرقص... لمن... ولماذا... وكيف؟ فهذه أسئلة قد تكون مرت على كل إنسان.
يريد أن تنقضي (حاجته أو معاملته أو طلبه)، بالنظام والعدل والإجراءات النظامية، فإذا به ينهار مذهولاً أمام الذات المقيدة وأحجار العثرات التي وضعت في سبيله، لأنه نسي لغة هذا العصر، وماهية هذه اللغة؟ تبدو معروفة للكل. لكنها مفقودة عند كثير من الناس. وهؤلاء هم من يرقصون من الألم، فحوائجنا... ومصالحنا المشروعة... ومتطلباتنا الصغيرة والكبيرة... هربت من متناول الأيدي بكل سهولة وراحة بال! والسبب... ظهور داء الواسطة، والذي طغى وبغى على مؤسساتنا وأفرادنا. وعلى قلوبنا أيضاً. على حد سواء، وامتقعت الوجوه بالحرج أمام الطمع في تحقيق الرغبات، أشياء للإنسان مشروعة نظاماً وشرعاً، لا يستطيع الحصول عليها إلا بواسطة فلان من الناس، فهو (خدوم) أو (يخدم) أو (سنافي)، وقد يخدم هذا السنافي فيما فيه ظلم للأبرياء وهضم لحقوقهم، فلم تعد طلب الخير للغير، وإنما أصبحت (تأخير ما حقه التقديم، وتقديم ما حقه التأخير) تلك القاعدة الجائرة. أصبحت هي السائدة الآن بقوة، في عالم الواسطات، التسجيل في الجامعات والكليات مثلاً - أقول مثلاً - فقد يأتي الشاب أو الشابة بنسبة تكاد تقفز فوق المئة.
وإذا بموظف، يقف في طريقهما على (كونتر) التسجيل، يقدم في القبول من يحمل أو تحمل نسبة منخفضة تقترب من 70% أو أكثر أو أقل، فأي ضمير حي يقبل هذا التصرف وكم من فؤاد بريء تحطم. بسبب تجاوزات الواسطة الخفية، وأصبح يهيم متسكعاً على أرصفة البطالة! حُجمت المصلحة ولم تغلب لصالح الشخص، وكما هو الحال في حركة نقل المعلمين والمعلمات، فقد انتظرت بعض القلوب لم الشمل بلهفة الظمآن. لكنها بقيت مشتتة لعام آخر، وليست هذه إلا أمثلة بسيطة تعيش بيننا من أمثلة كثيرة متشابهة، تدخلت الواسطة في ذرات شؤوننا الحياتية وبصمت، نامت بين مفارشنا، أكلت معنا وشربت، ظلمت وتجبرت، جارت وبالغت في الظلم، حتى إن الإنسان أصبح على مضض يطلب حقه إما بالواسطة، أو بالرشوة، نسينا مبدأنا الإسلامي القويم أن (يعطى كل ذي حق حقه بالإنصاف)، صعد الواحد من منخفض إلى مرتفع بالواسطة... أو أختها، يخطئ الواحد منا في عمل ما، فتحميه الواسطة أو أختها من العقاب، الأمثلة كثيرة ومحزنة تحتاج إلى صفحات أخرى، لا تعد ولا تحصى... عن ما سببته لعنة الواسطة لنا، ولا أستبعد شيئا في هذا الزمان... فقد استشرى داء الواسطة حتى عُديّ منها العمالة الأجنبية في كل قطاع... فالعامل المسكين أصبح يساعد (الرفيق) أو (الصديق) السعودي في الأولوية إذا كان يعرفه بالطيب أو لمجرد مصلحة لديه يرومها... وهكذا نجد أن الواسطة أصبحت جزءا من حياتنا، وقد تكون منهجاً سائداً من مناهجنا التعليمية.
ممقول
يريد أن تنقضي (حاجته أو معاملته أو طلبه)، بالنظام والعدل والإجراءات النظامية، فإذا به ينهار مذهولاً أمام الذات المقيدة وأحجار العثرات التي وضعت في سبيله، لأنه نسي لغة هذا العصر، وماهية هذه اللغة؟ تبدو معروفة للكل. لكنها مفقودة عند كثير من الناس. وهؤلاء هم من يرقصون من الألم، فحوائجنا... ومصالحنا المشروعة... ومتطلباتنا الصغيرة والكبيرة... هربت من متناول الأيدي بكل سهولة وراحة بال! والسبب... ظهور داء الواسطة، والذي طغى وبغى على مؤسساتنا وأفرادنا. وعلى قلوبنا أيضاً. على حد سواء، وامتقعت الوجوه بالحرج أمام الطمع في تحقيق الرغبات، أشياء للإنسان مشروعة نظاماً وشرعاً، لا يستطيع الحصول عليها إلا بواسطة فلان من الناس، فهو (خدوم) أو (يخدم) أو (سنافي)، وقد يخدم هذا السنافي فيما فيه ظلم للأبرياء وهضم لحقوقهم، فلم تعد طلب الخير للغير، وإنما أصبحت (تأخير ما حقه التقديم، وتقديم ما حقه التأخير) تلك القاعدة الجائرة. أصبحت هي السائدة الآن بقوة، في عالم الواسطات، التسجيل في الجامعات والكليات مثلاً - أقول مثلاً - فقد يأتي الشاب أو الشابة بنسبة تكاد تقفز فوق المئة.
وإذا بموظف، يقف في طريقهما على (كونتر) التسجيل، يقدم في القبول من يحمل أو تحمل نسبة منخفضة تقترب من 70% أو أكثر أو أقل، فأي ضمير حي يقبل هذا التصرف وكم من فؤاد بريء تحطم. بسبب تجاوزات الواسطة الخفية، وأصبح يهيم متسكعاً على أرصفة البطالة! حُجمت المصلحة ولم تغلب لصالح الشخص، وكما هو الحال في حركة نقل المعلمين والمعلمات، فقد انتظرت بعض القلوب لم الشمل بلهفة الظمآن. لكنها بقيت مشتتة لعام آخر، وليست هذه إلا أمثلة بسيطة تعيش بيننا من أمثلة كثيرة متشابهة، تدخلت الواسطة في ذرات شؤوننا الحياتية وبصمت، نامت بين مفارشنا، أكلت معنا وشربت، ظلمت وتجبرت، جارت وبالغت في الظلم، حتى إن الإنسان أصبح على مضض يطلب حقه إما بالواسطة، أو بالرشوة، نسينا مبدأنا الإسلامي القويم أن (يعطى كل ذي حق حقه بالإنصاف)، صعد الواحد من منخفض إلى مرتفع بالواسطة... أو أختها، يخطئ الواحد منا في عمل ما، فتحميه الواسطة أو أختها من العقاب، الأمثلة كثيرة ومحزنة تحتاج إلى صفحات أخرى، لا تعد ولا تحصى... عن ما سببته لعنة الواسطة لنا، ولا أستبعد شيئا في هذا الزمان... فقد استشرى داء الواسطة حتى عُديّ منها العمالة الأجنبية في كل قطاع... فالعامل المسكين أصبح يساعد (الرفيق) أو (الصديق) السعودي في الأولوية إذا كان يعرفه بالطيب أو لمجرد مصلحة لديه يرومها... وهكذا نجد أن الواسطة أصبحت جزءا من حياتنا، وقد تكون منهجاً سائداً من مناهجنا التعليمية.
ممقول