ابولمى
11 - 9 - 2003, 04:26 AM
أرواح رخيصة
موضي الزهراني
عاد العام الدراسي الجديد ولا أعتقد أن المسؤولين في وزارة التربية والتعليم خلال الإجازة الصيفية أقلقهم التفكير في إيجاد حل سريع وعادل لمعاناة نقل الطالبات لمدارسهن، فتجاهل استمرارية حوادث نقل المعلمات والمعلمين على الطرق البرية السريعة لا يبشر بالخير، ولا يوحي أن هناك تحركاً عاجلاً لاستحداث إدارة تختص بنقل منسوبي هذا القطاع الهام من معلمين وطلبة تقوم بتحقيق أبسط متطلبات النقل الآمن في داخل المدن أو خارجها, وأن تسعى وتجاهد من أجل اختيار العاملين المؤهلين صحياً ونفسياً لهذه المهمة الخطيرة والحسّاسة لأنهم القائمون والمكلفون بسلامة أرواح الطالبات والمعلمات التي لا تعلم ما هو مصيرها مع إشراقة كل صباح!!، أو من حيث كيفية اختيار المركبات الآمنة للنقل، أو في كيفية إيجاد قنوات من التعاون والتواصل مع إدارات المرور للقيام بشكل دوري بتوعية السائقين في هذا القطاع التربوي الكبير على مستوى المملكة، ولابد أيضا أن تقوم بإعداد الإحصائيات التي تؤكد أن هناك خسارة بشرية ومادية بسبب النقل المتهالك والذي قد يحرك بداخل أصحاب القرار شيئا لحل هذه المأساة بحق مصير تعليمنا!! ولكن يكفينا تشاؤما عندما نرى طالباتنا الصغيرات وهن يتزاحمن بين كراسي تلك الباصات البرتقالية المتهالكة والتي عفا عليها الزمن، و لم تعد مؤهلة لتكون باصات مدارس حكومية تنقل فيها أرواح بريئة تصحو من منامها متأملة يوماً تربوياً خالياً من الحوادث والنكبات!! واقتراحي البسيط هو تقديم هذه الباصات هدية دون مقابل "إذا هي صالحة للاستعمال البشري" للشركات الخاصة والتي لم تفكر حتى في استخدام هذه الباصات العنيفة في سرعتها لعمالتها، فكيف بوزارتنا الموقرة وهي تنام في سباتها العميق وتسّد آذانها عن حوادث المعلمين والمعلمات على الطرق البرية السريعة، وعن حوادث طالباتنا داخل المدن، وعن تلك القصص المرعبة الناتجة من بطولات سائقيها المتهورين!! هذه الأرواح البريئة من المسؤول عن رخصها وتفاهة قيمتها البشرية؟! ومن المسؤول عن تعرض مثيلاتها لأخطار لابد منها من أجل لقمة عيشهم الوحيدة، أو من أجل ضرورة طلبها للعلم والذي قد تدفع مقابله روحها الآمنة!! إن الوعي المروري لدينا للأسف مازال في أدنى درجاته ونحتاج لتحرك أقوى من إدارات المرور في مختلف المناطق لتوعية هؤلاء السائقين من مواطنين أو عمالة أو مقيمين، وللأسف الشديد أن العمالة التي تستقدم لهذه المهنة لا يمر عليها عام واحد فقط حتى تتمرد على أنظمة المرور وعلى توجيهات الكفيل بتوخي السلامة، وحجتهم أن جميع من حولهم من شوارع وسيارات تدفعهم لمجاراة الوضع العام من حيث السرعة الجنونية والتمرد على كل نظام يحقق سلامة البشر!!!
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**...s/writers02.htm
موضي الزهراني
عاد العام الدراسي الجديد ولا أعتقد أن المسؤولين في وزارة التربية والتعليم خلال الإجازة الصيفية أقلقهم التفكير في إيجاد حل سريع وعادل لمعاناة نقل الطالبات لمدارسهن، فتجاهل استمرارية حوادث نقل المعلمات والمعلمين على الطرق البرية السريعة لا يبشر بالخير، ولا يوحي أن هناك تحركاً عاجلاً لاستحداث إدارة تختص بنقل منسوبي هذا القطاع الهام من معلمين وطلبة تقوم بتحقيق أبسط متطلبات النقل الآمن في داخل المدن أو خارجها, وأن تسعى وتجاهد من أجل اختيار العاملين المؤهلين صحياً ونفسياً لهذه المهمة الخطيرة والحسّاسة لأنهم القائمون والمكلفون بسلامة أرواح الطالبات والمعلمات التي لا تعلم ما هو مصيرها مع إشراقة كل صباح!!، أو من حيث كيفية اختيار المركبات الآمنة للنقل، أو في كيفية إيجاد قنوات من التعاون والتواصل مع إدارات المرور للقيام بشكل دوري بتوعية السائقين في هذا القطاع التربوي الكبير على مستوى المملكة، ولابد أيضا أن تقوم بإعداد الإحصائيات التي تؤكد أن هناك خسارة بشرية ومادية بسبب النقل المتهالك والذي قد يحرك بداخل أصحاب القرار شيئا لحل هذه المأساة بحق مصير تعليمنا!! ولكن يكفينا تشاؤما عندما نرى طالباتنا الصغيرات وهن يتزاحمن بين كراسي تلك الباصات البرتقالية المتهالكة والتي عفا عليها الزمن، و لم تعد مؤهلة لتكون باصات مدارس حكومية تنقل فيها أرواح بريئة تصحو من منامها متأملة يوماً تربوياً خالياً من الحوادث والنكبات!! واقتراحي البسيط هو تقديم هذه الباصات هدية دون مقابل "إذا هي صالحة للاستعمال البشري" للشركات الخاصة والتي لم تفكر حتى في استخدام هذه الباصات العنيفة في سرعتها لعمالتها، فكيف بوزارتنا الموقرة وهي تنام في سباتها العميق وتسّد آذانها عن حوادث المعلمين والمعلمات على الطرق البرية السريعة، وعن حوادث طالباتنا داخل المدن، وعن تلك القصص المرعبة الناتجة من بطولات سائقيها المتهورين!! هذه الأرواح البريئة من المسؤول عن رخصها وتفاهة قيمتها البشرية؟! ومن المسؤول عن تعرض مثيلاتها لأخطار لابد منها من أجل لقمة عيشهم الوحيدة، أو من أجل ضرورة طلبها للعلم والذي قد تدفع مقابله روحها الآمنة!! إن الوعي المروري لدينا للأسف مازال في أدنى درجاته ونحتاج لتحرك أقوى من إدارات المرور في مختلف المناطق لتوعية هؤلاء السائقين من مواطنين أو عمالة أو مقيمين، وللأسف الشديد أن العمالة التي تستقدم لهذه المهنة لا يمر عليها عام واحد فقط حتى تتمرد على أنظمة المرور وعلى توجيهات الكفيل بتوخي السلامة، وحجتهم أن جميع من حولهم من شوارع وسيارات تدفعهم لمجاراة الوضع العام من حيث السرعة الجنونية والتمرد على كل نظام يحقق سلامة البشر!!!
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**...s/writers02.htm