لماذا تدرس ؟؟؟

[راعي الشيوخ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

هل سألت نفسك يوما لماذا أنا أدرس ...

لماذا أذهب من الصباح مجاهدا نفسي على القيام مبكرا ... وحاملا معي رزمة كتب كأنها جبال من الهموم ...

ولماذا أتجه الى المدرسة يوميا بخطى ثقيلة وكأنني أخطو بقدمي الى حتفي ...

ولماذا أنظر الى الشباك حينما يتحدث معلمي حتى تجف شفتاه ...

ولماذا أنطلق كالشهاب عندما يدق جرس الفسحة ...

ولماذا آخذ أطنانا من الواجبات ...

ولماذا أفر من مكاني وكأني كنت مأسورا وفك أسري ...

ولماذا أهب الى البيت لأرمي بكتبي بأقوى قوتي بعيدا ... وأرمي نفسي على سريري وأتنفس بعمق ... لكي أنسى يومي الدراسي ...

ولماذا تتكرر مأساتي كل يوم وبالأسلوب ذاته ...

بالطبع هذا فضلا عن قدوم هادم لذات الطلاب ... الاختبارات ...

فأرتعب منه كما ترتعب الشاة من الذئاب ...

وأهلك نفسي بالمذاكرة قبله بدقائق ... وكأنني علبة فارغه وأعبئها بكمية هائلة من المعلومات ... ولكنني أنسا أن أغطي العلبة فتقع كل معلوماتي وأنا أسير الى القاعة ...

وتضيع مني حروفي ... ويقتلني خوفي ... ولا أكاد أفهم سؤالا واحدا ... أو أتذكر جوابا مفرحا ...

لماذا ؟؟؟

لماذا ...؟؟؟...

هل سألت نفسك هذا السؤال يا طالب العلم ...

هل تريد الجواب عنه ...

با ختصار : سبب هذا هو هذا ...

أي سبب كرهك للدراسة هو كرهك لها ...

وسبب خوفك من الاختبار هو خوفك منه ...

لأنك تدرس لكي تنجح ... وتنجح لكي تأخذ شهادة ... وتأخذ شهادته لكي ... إما أن تبروزها وتنام بجانبها ... أو تتوظف وظيفة حكومية ...

ولم تتعلم درسا في يوم من الأيام لأجل العلم ... لكي تنير عقلك ... لكي تزيد من ثقافتك ... لكي لا تعيش جاهلا وسط مجتمع ينمو ويتطور من حولك ...

أفلا تستحق منك تلك الدراسه أن تدرسها لأجلها ...

وعندما تتعلم شيئا تفهمه بعقلك وتحفظه بقلبك ...

لكي تكون انسانا ... قد تعلم واستفاد ...

ولكي تأتي لاختبارك وأنت واثق وثوق الملوك في نفسك ...

فلا زحام المذاكرات ولا دسائس الوريقات ...

أخي بعد هذا الكلام كله ...

أرجوك فكر ثم قرر ... قرر أن تتعلم من أجل ذاتك وليس من أجل تخطي اختباراتك ...

فالاختبارات وضعت لتقييم الدراسه ... ولم توضع الدراسة من أجل اختبارها ...

تمنياتي لكل طالب علم بالتوفيق في الدنيا والآخرة ...

ونصيحتي لهم بترك الغش ... فوالله لا شيء يستحق ... وعندما تكبر وتتوظف ستجد تأثيرها على رزقك ... وستندم ...

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ... أخوكم /راعي الشيوخ...