احمدال بجاد
27 - 5 - 2006, 12:25 AM
كيف تكتب سيرتك الذاتية
كثيراً ما يتردد الحديث عن ضرورة كتابة السيرة الذاتية وذلك لأسباب متعددة، منها الرغبة في إكمال الدراسة الجامعية أو الحصول على منحة دراسية أو التقدم للحصول على العمل في أي من مؤسسات القطاع العام أو الخاص.
وتكمن أهمية السيرة الذاتية فيما تحتويه من معلومات موجزة تسوق صاحبها، إذ أنها تقوم بتزويد القاريء بموجز لأهم المرافق العلمية التي مر بها صاحب السيرة الذاتية، والتي إما أن تؤهله للحصول على ما هو بصدد التقدم إليه أو تكون عائقاً أمام تحقيق الحلم الذي يصبو إليه.
وتعتمد معظم المؤسسات في العالم على السيرة الذاتية من اجل حصولها على ما تحتاج إليه من معلومات مفهرسة عن صاحب الشأن، وقد تحتل هذه الورقة الأهمية الأكبر من بين الشهادات الأخرى، إذ أنها تجمع كل ما قام به هذا الطالب من نشاطات وخبرات ومؤهلات أكاديمية.
ومن أجل التعرف على آلية كتابة السيرة الذاتية لا بد لنا أنندرك المبدأ الذي تقوم عليه هذه المسألة، ألا وهو التسويق، إذ يقوم هذا المبدأ على ضرورة قيام الطالب بعمل كل ما من شأنه ***** مهمته في تسويق نفسه، How to Market Yourself? وفي حال أدرك الطالب هذه الحقيقة، تصبح باقي الأمور أكثر سهولةً، ولكن مهمة التسويق هذه قد تحتاج إلى سنوات طويلة من أجل بناء سيرة ذاتية قوية، فالسيرة الذاتية ليست مجرد الشهادات الأكاديمية والعلمية، بل تضم أيضا مجمل الخبرات العملية والنشاطات الميدانية التي تؤثر في تكوين شخصية الفرد وسلوكه وتساهم كثيراً في صياغة شخصيته.
قد يتمكن الطالب من الحصول على شهادة البكالوريوس أو الماجستير وحتى الدكتوراه، لكنه قد يفتقر إلى الخبرات العملية التي تؤهله للحصول على وظيفة لائقة، من هنا تأتي مهمة الطالب التي سبق واشرنا إليها، ألا وهي بناء السيرة الذاتية أثناء الدراسة الجامعية، أي أن يقوم الطالب وخلال مسيرته الأكاديمية بمتابعة كل التطورات المرافقة لمجال تخصصه، وأن يواظب على الالتحاق بالدورات والندوات وورش العمل والمؤتمرات ذات الصلة، إذ تشكل هذه النشاطات اللامنهجية أهمية كبرى في تعريف الطالب على المناخ الذي سيصبح جزءاً منه فور تخرجه، كما تساهم في تأهيله بشكل مسبق للانسجام في الحياة العملية والوظيفية.
وأثناء قيام الطالب بهذه المهام المرافقة للدراسة الأكاديمية، يكون قد ساهم في بناء سيرة ذاتية غنية بالمشاركات العلمية التي ستؤثر حتماً في حصوله على المنحة أو الوظيفة أو الرتبة العلمية التي يطمح إليها.
كثيرا ما يفاجأ الطالب فور تخرجه بعدم قبول أي مؤسسة له طالما انه لا يمتلك الخبرة الكافية، ومن الطبيعي أن لا يمتلك الطالب الخبرة الكافية طالما كان اهتمامه منصباً على النجاح في الساعات المعتمدة التي يدرسها كل فصل دراسي، ولكن التوزيع الامثل للساعات الدراسية والتوفيق بين الدراسة الأكاديمية والتدرب في إحدى المؤسسات المجتمعية له الأثر الأكبر في امتلاك الطالب لهذه الخبرة التي سيكون عدم الحصول عليها عائقاً كبيراً أمام الحصول على الوظيفة أو المنحة الدراسة.
كما تجدر الإشارة إلى أهمية التطوع في المؤسسات المختلفة في المجتمع أثناء الدراسة الأكاديمية، إذ ُتسهّل هذه المسألة من عملية كتابة السيرة الذاتية، حيث سيجد الطالب ما سيكتبه عن نفسه فور تخرجه من الجامعة، ولن يكتفي بكتابة حقل درجة البكالوريوس الذي حصل عليه، إذ طالما اهتمت المؤسسات والشركات بالنظر مليا في زاوية الخبرات والمهارات أكثر من اهتمامها بالمسمى الخاص بالبكالوريوس أو حتى الماجستير.
قد تكون المشاركة في دورة ما أو مؤتمر معين أو ورشة عمل ذات أهمية كبيرة للمؤسسة التي يتقدم إليها الطالب، لذلك لا يجوز للطالب أن يغفل عن ذكر أي نشاط أو فعالية كان قد شارك فيها، ولكن لا بد من الانتباه إلى ضرورة صياغتها بالشكل اللائق والأكثر جاذبية.
يلعب الشكل دوراً مهماإلى جانب المضمون في صياغة السيرة الذاتية، وقد طوّر العديد من الطلاب نماذجاً جميلة في صياغتهم لسيرهم الذاتية، فبعد أن كانت كتابة السيرة الذاتية مسألة جامدة تعتمد على تعبئة الفراغات في الورقة المذكورة، قام العديد من الطلاب بالاستفادة من تقنية الانترنت في تسويق أنفسهم، إذ يقوم هؤلاء الطلاب بتسويق أنفسهم من خلال تصميم موقع الكتروني يتضمن المواضيع التي تحدثنا عنها سابقاً، حيث يضع الطالب المعلومات الشخصية في أيقونة، ثم المؤهلات العلمية في أيقونة ثانية ترافقها وصلة الكترونية للجامعة أو الجامعات التي تلقى فيها علومه، ثم وصلة أخرى يتحدث فيها عن النشاطات والخبرات التي يمتلكها مرفقة بالصور والوصلات الالكترونية، ويمكن للطالب أن ُيسهب في الحديث عن رحلاته وهواياته واهتماماته في أيقونة أخرى. وهكذا يتمكن الطالب من إيصال العديد من الرسائل غير المباشرة عن نفسه من خلال عرضه لسيرته الذاتية بواسطة هذا الموقع أو الصفحة الالكترونية، إذ لا بد من أن يدرك المشاهد أن هذا الطالب يتمتع بثقافة الكترونية واسعة وأن هذه الاهتمامات الالكترونية ستعود بالنفع والتحديث على المؤسسة أو الشركة، كما تشير إلى قدرة هذا الطالب على الإبداع وبعده عن النمطية والكلاسيكية في التفكير وهي أهم الصفات التي ترغب فيها أي مؤسسة تطمح إلى تطوير ذاتها.
تحتل الخبرات الالكترونية دوراً متميزاً في تأهيل الطالب للحصول على المزيد من الانتباه إلى طلبه، إذ لا يمكن الحديث عن أي وظيفة مستقبلية لأي موظف دون أن يمتلك هذا الموظف مؤهلات الكترونية ليست بالمتواضعة، فالثورة الالكترونية في تسارع مستمر، ولا بد لمن يرغب في البقاء أن يتمكن من الحصول على المزيد والمزيد من الخبرات الالكترونية بشكل متواصل، أي أن يبقى على تواصل مع التطورات والتحديثات المستمرة بالإضافة إلى المتابعة الدائمة لكل ما يتعلق بمجال اهتمامه وتخصصه، وخاصة في مجال الالتحاق بالدورات المختصة التي قد تكون أكثر أهمية من المواد التي يتلقاها الطالب أثناء دراسته الأكاديمية، فالدراسة الأكاديمية تزود الطالب بمفاتيح العلم، في حين تزود الدورات المختصة الطالب بالمعلومات المتجددة والمحدثة باستمرار.
من هنا يتبين لنا أن عملية كتابة السيرة الذاتية مسألة طويلة المدى، قد تستغرق أعواما طويلة، مع العلم أن الكثير من المثقفين والأكاديميين يستمرون في كتابة سيرتهم الذاتية حتى وفاتهم، وهنا ُينصح الطالب بالاهتمام في تحديث سيرته الذاتية كلما أنجز مهمة علمية أو ثقافية تستحق الذكر في سيرته الذاتية، شريطة أن لا يتحول ملف سيرته الذاتية إلى ملف غامض يعجز القارئ عن فهمه أو استيعابه.
كثيراً ما يأتي طلاب جامعيون للبحث عن منح دراسية للدراسة في الجامعات الغربية، وتكمن المأساة هنا في عدم إدراك الطالب لأهمية المبدأ المذكور أعلاه How to Market Yourself? ، حيث يمتلك الطالب شيئا وحيداً غالباً ما يظن أنه كل ما يحتاج إليه للتقدم بطلب للحصول على المنحة، ألا وهو شهادة البكالوريوس، ولكنه يفاجأ أن التمكن من اللغة الإنجليزية يحتل المرتبة الأولى في سلم الشروط، بالإضافة إلى المهارات الالكترونية، إذ عادة ما يهتم الطالب بالدراسة في كندا أو أوروبا، دون أن يمتلك من المعلومات ما يكفي عن الكلية أو الجامعة التي يرغب بالالتحاق بها، فالجامعات كثيرة ومتنوعة الاهتمامات ومختلفة الظروف، ولا بد من قيام الطالب بزيارة للمواقع الالكترونية الخاصة بهذه الجامعات من أجل التعرف عليها عن كثب، فكيف لنا أن نصدق أن هذا الطالب سيكون مؤهلاً للدراسة الجامعية في الغرب مثلاً في الوقت الذي لا يستطيع فيه استعمال شبكة المعلومات الدولية (الانترنت)، فالعالم في تغير وتطور دائم ولا بد من محاكاة هذا التطور من أجل ان نتمكن من إيجاد مكان لنا تحت الشمس.
والآن، لا بد لنا من الإشارة إلى أهم المرافق في كتابة السيرة الذاتية المبسطة نسبياً، فبعد كتابة المعلومات الشخصية المتعلقة بالاسم والعنوان والهاتف وتاريخ الميلاد والبريد الالكتروني وغيرها من المعلومات الشخصية، ننتقل للحديث عن المؤهلات الأكاديمية والتي إما أن تكون شهادة الدبلوم أو البكالوريوس أو الماجستير، وهنا يجب علينا أن نضع اسم الشهادة واسم الجامعة وتاريخ التخرج ولا يغيب عنا أن نضع الموقع الالكتروني للجامعة التي تخرجنا منها، مع ضرورة ذكر التخصص الفرعي.
ثم ننتقل بعد ذلك للحديث عن الخبرات والنشاطات، وهنا لا بد من توثيق كل ما قمنا بالمشاركة فيه بشكل دقيق، فمثلاً يجب علينا أن نذكر اسم المؤتمر أو الورشة أو الدورات التدريبية التي شاركنا فيها متسلسلة حسب التسلسل التاريخي، مع وضع اسم المؤسسة المنظمة للمؤتمر أو الدورة مع مراعاة وضع وصلة الكترونية لهذه المؤسسة المنظمة، ونستمر في ذلك حتى ننتهي عند آخر نشاط لنا حسب التسلسل الزمني، ويمكن للطالب البدء بآخر نشاط شارك فيه أو العكس.
وتأتي المشاركات الخارجية على درجة كبيرة من الأهمية، لذلك يتوجب ذكر اسم المؤسسة المنظمة للنشاط الدولي الذي شارك فيه الطالب والمكان والزمان، مع ضرورة عدم الخوض في التفاصيل، إذ عادة ما يتم الحديث عن هذه التفاصيل أثناء المقابلة الشخصية.
وتعتبر النشرات والمقالات من الأعمال الأدبية الغنية، لذلك لا يجوز إغفالها عند كتابة السيرة الذاتية، مع ضرورة الإشارة إلى مكان نشر هذه المقالة سواء كان في مجلة تقليدية أو مجلة الكترونية أو على صفحة الكترونية، ويجب وضع وصلة الكترونية تذكر مكان نشر هذه المقالة وتاريخ النشر.
وآخر ما يكتب في السيرة الذاتية عادة هو أسماء المعرفين، والذين يفضل أن يكونوا من الشخصيات الاعتبارية أو الشخصيات ذات الصلة بموضوع التخصص، وهمم أولئك الأشخاص الذين يتم الاتصال بهم من أجل التأكد من صحة المعلومات أو مصداقية صاحب الطلب، ويجب وضع طريقة الاتصال بهؤلاء المعرفين الثلاثة إما من خلال الهاتف أو البريد الالكتروني.
وآخر النصائح في كتابة السيرة الذاتية هي تلك النصيحة التي تقول " كن مستعدا"، أي انه يتوجب على الطالب المثابر النشيط أن يكون في حالة استعداد دائمة، فلا يستطيع احد أن يتنبأ بلحظة وصول الدعوة للتقدم للحصول على منح دراسية أو بعثات علمية للخارج أو التقدم لوظيفة ما، إذ عادةً ما يتم الإعلان عن هذه الفرص في وقت قصير وغير كاف للقيام بإعداد كل شيء، الأمر الذي يترك للطالب فرصة فقيرة لتسويق نفسه بشكل لا يؤهله للتقدم إلاّ ضمن الحد الأدنى، الأمر الذي يحرمه من الحصول على تلك الفرصة لا لعدم تأهله لها، بل لعدم جاهزيته، لذلك ننصح الطالب أن يقوم بإعداد أوراق التوصية من مدرسيه فور تخرجه وباللغتين العربية والإنجليزية، وان يقوم بترجمة شهاداته أيضا وأن يكون قد أنهى كتابة سيرته الذاتية بالشكل اللائق وباللغتين، وبذلك يكون الطالب قد أنجز ما عليه ولا صحة لما يقال عادة عن الحظ ودوره، إذ أن معظم الحظ جهد مستمر قام الطالب بإنجازه خلال السنين الماضية.
- هذا الموضوع نقلته من احد المنتديات (دون زيادة او نقصان ) والفائدة للجميع 0
كثيراً ما يتردد الحديث عن ضرورة كتابة السيرة الذاتية وذلك لأسباب متعددة، منها الرغبة في إكمال الدراسة الجامعية أو الحصول على منحة دراسية أو التقدم للحصول على العمل في أي من مؤسسات القطاع العام أو الخاص.
وتكمن أهمية السيرة الذاتية فيما تحتويه من معلومات موجزة تسوق صاحبها، إذ أنها تقوم بتزويد القاريء بموجز لأهم المرافق العلمية التي مر بها صاحب السيرة الذاتية، والتي إما أن تؤهله للحصول على ما هو بصدد التقدم إليه أو تكون عائقاً أمام تحقيق الحلم الذي يصبو إليه.
وتعتمد معظم المؤسسات في العالم على السيرة الذاتية من اجل حصولها على ما تحتاج إليه من معلومات مفهرسة عن صاحب الشأن، وقد تحتل هذه الورقة الأهمية الأكبر من بين الشهادات الأخرى، إذ أنها تجمع كل ما قام به هذا الطالب من نشاطات وخبرات ومؤهلات أكاديمية.
ومن أجل التعرف على آلية كتابة السيرة الذاتية لا بد لنا أنندرك المبدأ الذي تقوم عليه هذه المسألة، ألا وهو التسويق، إذ يقوم هذا المبدأ على ضرورة قيام الطالب بعمل كل ما من شأنه ***** مهمته في تسويق نفسه، How to Market Yourself? وفي حال أدرك الطالب هذه الحقيقة، تصبح باقي الأمور أكثر سهولةً، ولكن مهمة التسويق هذه قد تحتاج إلى سنوات طويلة من أجل بناء سيرة ذاتية قوية، فالسيرة الذاتية ليست مجرد الشهادات الأكاديمية والعلمية، بل تضم أيضا مجمل الخبرات العملية والنشاطات الميدانية التي تؤثر في تكوين شخصية الفرد وسلوكه وتساهم كثيراً في صياغة شخصيته.
قد يتمكن الطالب من الحصول على شهادة البكالوريوس أو الماجستير وحتى الدكتوراه، لكنه قد يفتقر إلى الخبرات العملية التي تؤهله للحصول على وظيفة لائقة، من هنا تأتي مهمة الطالب التي سبق واشرنا إليها، ألا وهي بناء السيرة الذاتية أثناء الدراسة الجامعية، أي أن يقوم الطالب وخلال مسيرته الأكاديمية بمتابعة كل التطورات المرافقة لمجال تخصصه، وأن يواظب على الالتحاق بالدورات والندوات وورش العمل والمؤتمرات ذات الصلة، إذ تشكل هذه النشاطات اللامنهجية أهمية كبرى في تعريف الطالب على المناخ الذي سيصبح جزءاً منه فور تخرجه، كما تساهم في تأهيله بشكل مسبق للانسجام في الحياة العملية والوظيفية.
وأثناء قيام الطالب بهذه المهام المرافقة للدراسة الأكاديمية، يكون قد ساهم في بناء سيرة ذاتية غنية بالمشاركات العلمية التي ستؤثر حتماً في حصوله على المنحة أو الوظيفة أو الرتبة العلمية التي يطمح إليها.
كثيرا ما يفاجأ الطالب فور تخرجه بعدم قبول أي مؤسسة له طالما انه لا يمتلك الخبرة الكافية، ومن الطبيعي أن لا يمتلك الطالب الخبرة الكافية طالما كان اهتمامه منصباً على النجاح في الساعات المعتمدة التي يدرسها كل فصل دراسي، ولكن التوزيع الامثل للساعات الدراسية والتوفيق بين الدراسة الأكاديمية والتدرب في إحدى المؤسسات المجتمعية له الأثر الأكبر في امتلاك الطالب لهذه الخبرة التي سيكون عدم الحصول عليها عائقاً كبيراً أمام الحصول على الوظيفة أو المنحة الدراسة.
كما تجدر الإشارة إلى أهمية التطوع في المؤسسات المختلفة في المجتمع أثناء الدراسة الأكاديمية، إذ ُتسهّل هذه المسألة من عملية كتابة السيرة الذاتية، حيث سيجد الطالب ما سيكتبه عن نفسه فور تخرجه من الجامعة، ولن يكتفي بكتابة حقل درجة البكالوريوس الذي حصل عليه، إذ طالما اهتمت المؤسسات والشركات بالنظر مليا في زاوية الخبرات والمهارات أكثر من اهتمامها بالمسمى الخاص بالبكالوريوس أو حتى الماجستير.
قد تكون المشاركة في دورة ما أو مؤتمر معين أو ورشة عمل ذات أهمية كبيرة للمؤسسة التي يتقدم إليها الطالب، لذلك لا يجوز للطالب أن يغفل عن ذكر أي نشاط أو فعالية كان قد شارك فيها، ولكن لا بد من الانتباه إلى ضرورة صياغتها بالشكل اللائق والأكثر جاذبية.
يلعب الشكل دوراً مهماإلى جانب المضمون في صياغة السيرة الذاتية، وقد طوّر العديد من الطلاب نماذجاً جميلة في صياغتهم لسيرهم الذاتية، فبعد أن كانت كتابة السيرة الذاتية مسألة جامدة تعتمد على تعبئة الفراغات في الورقة المذكورة، قام العديد من الطلاب بالاستفادة من تقنية الانترنت في تسويق أنفسهم، إذ يقوم هؤلاء الطلاب بتسويق أنفسهم من خلال تصميم موقع الكتروني يتضمن المواضيع التي تحدثنا عنها سابقاً، حيث يضع الطالب المعلومات الشخصية في أيقونة، ثم المؤهلات العلمية في أيقونة ثانية ترافقها وصلة الكترونية للجامعة أو الجامعات التي تلقى فيها علومه، ثم وصلة أخرى يتحدث فيها عن النشاطات والخبرات التي يمتلكها مرفقة بالصور والوصلات الالكترونية، ويمكن للطالب أن ُيسهب في الحديث عن رحلاته وهواياته واهتماماته في أيقونة أخرى. وهكذا يتمكن الطالب من إيصال العديد من الرسائل غير المباشرة عن نفسه من خلال عرضه لسيرته الذاتية بواسطة هذا الموقع أو الصفحة الالكترونية، إذ لا بد من أن يدرك المشاهد أن هذا الطالب يتمتع بثقافة الكترونية واسعة وأن هذه الاهتمامات الالكترونية ستعود بالنفع والتحديث على المؤسسة أو الشركة، كما تشير إلى قدرة هذا الطالب على الإبداع وبعده عن النمطية والكلاسيكية في التفكير وهي أهم الصفات التي ترغب فيها أي مؤسسة تطمح إلى تطوير ذاتها.
تحتل الخبرات الالكترونية دوراً متميزاً في تأهيل الطالب للحصول على المزيد من الانتباه إلى طلبه، إذ لا يمكن الحديث عن أي وظيفة مستقبلية لأي موظف دون أن يمتلك هذا الموظف مؤهلات الكترونية ليست بالمتواضعة، فالثورة الالكترونية في تسارع مستمر، ولا بد لمن يرغب في البقاء أن يتمكن من الحصول على المزيد والمزيد من الخبرات الالكترونية بشكل متواصل، أي أن يبقى على تواصل مع التطورات والتحديثات المستمرة بالإضافة إلى المتابعة الدائمة لكل ما يتعلق بمجال اهتمامه وتخصصه، وخاصة في مجال الالتحاق بالدورات المختصة التي قد تكون أكثر أهمية من المواد التي يتلقاها الطالب أثناء دراسته الأكاديمية، فالدراسة الأكاديمية تزود الطالب بمفاتيح العلم، في حين تزود الدورات المختصة الطالب بالمعلومات المتجددة والمحدثة باستمرار.
من هنا يتبين لنا أن عملية كتابة السيرة الذاتية مسألة طويلة المدى، قد تستغرق أعواما طويلة، مع العلم أن الكثير من المثقفين والأكاديميين يستمرون في كتابة سيرتهم الذاتية حتى وفاتهم، وهنا ُينصح الطالب بالاهتمام في تحديث سيرته الذاتية كلما أنجز مهمة علمية أو ثقافية تستحق الذكر في سيرته الذاتية، شريطة أن لا يتحول ملف سيرته الذاتية إلى ملف غامض يعجز القارئ عن فهمه أو استيعابه.
كثيراً ما يأتي طلاب جامعيون للبحث عن منح دراسية للدراسة في الجامعات الغربية، وتكمن المأساة هنا في عدم إدراك الطالب لأهمية المبدأ المذكور أعلاه How to Market Yourself? ، حيث يمتلك الطالب شيئا وحيداً غالباً ما يظن أنه كل ما يحتاج إليه للتقدم بطلب للحصول على المنحة، ألا وهو شهادة البكالوريوس، ولكنه يفاجأ أن التمكن من اللغة الإنجليزية يحتل المرتبة الأولى في سلم الشروط، بالإضافة إلى المهارات الالكترونية، إذ عادة ما يهتم الطالب بالدراسة في كندا أو أوروبا، دون أن يمتلك من المعلومات ما يكفي عن الكلية أو الجامعة التي يرغب بالالتحاق بها، فالجامعات كثيرة ومتنوعة الاهتمامات ومختلفة الظروف، ولا بد من قيام الطالب بزيارة للمواقع الالكترونية الخاصة بهذه الجامعات من أجل التعرف عليها عن كثب، فكيف لنا أن نصدق أن هذا الطالب سيكون مؤهلاً للدراسة الجامعية في الغرب مثلاً في الوقت الذي لا يستطيع فيه استعمال شبكة المعلومات الدولية (الانترنت)، فالعالم في تغير وتطور دائم ولا بد من محاكاة هذا التطور من أجل ان نتمكن من إيجاد مكان لنا تحت الشمس.
والآن، لا بد لنا من الإشارة إلى أهم المرافق في كتابة السيرة الذاتية المبسطة نسبياً، فبعد كتابة المعلومات الشخصية المتعلقة بالاسم والعنوان والهاتف وتاريخ الميلاد والبريد الالكتروني وغيرها من المعلومات الشخصية، ننتقل للحديث عن المؤهلات الأكاديمية والتي إما أن تكون شهادة الدبلوم أو البكالوريوس أو الماجستير، وهنا يجب علينا أن نضع اسم الشهادة واسم الجامعة وتاريخ التخرج ولا يغيب عنا أن نضع الموقع الالكتروني للجامعة التي تخرجنا منها، مع ضرورة ذكر التخصص الفرعي.
ثم ننتقل بعد ذلك للحديث عن الخبرات والنشاطات، وهنا لا بد من توثيق كل ما قمنا بالمشاركة فيه بشكل دقيق، فمثلاً يجب علينا أن نذكر اسم المؤتمر أو الورشة أو الدورات التدريبية التي شاركنا فيها متسلسلة حسب التسلسل التاريخي، مع وضع اسم المؤسسة المنظمة للمؤتمر أو الدورة مع مراعاة وضع وصلة الكترونية لهذه المؤسسة المنظمة، ونستمر في ذلك حتى ننتهي عند آخر نشاط لنا حسب التسلسل الزمني، ويمكن للطالب البدء بآخر نشاط شارك فيه أو العكس.
وتأتي المشاركات الخارجية على درجة كبيرة من الأهمية، لذلك يتوجب ذكر اسم المؤسسة المنظمة للنشاط الدولي الذي شارك فيه الطالب والمكان والزمان، مع ضرورة عدم الخوض في التفاصيل، إذ عادة ما يتم الحديث عن هذه التفاصيل أثناء المقابلة الشخصية.
وتعتبر النشرات والمقالات من الأعمال الأدبية الغنية، لذلك لا يجوز إغفالها عند كتابة السيرة الذاتية، مع ضرورة الإشارة إلى مكان نشر هذه المقالة سواء كان في مجلة تقليدية أو مجلة الكترونية أو على صفحة الكترونية، ويجب وضع وصلة الكترونية تذكر مكان نشر هذه المقالة وتاريخ النشر.
وآخر ما يكتب في السيرة الذاتية عادة هو أسماء المعرفين، والذين يفضل أن يكونوا من الشخصيات الاعتبارية أو الشخصيات ذات الصلة بموضوع التخصص، وهمم أولئك الأشخاص الذين يتم الاتصال بهم من أجل التأكد من صحة المعلومات أو مصداقية صاحب الطلب، ويجب وضع طريقة الاتصال بهؤلاء المعرفين الثلاثة إما من خلال الهاتف أو البريد الالكتروني.
وآخر النصائح في كتابة السيرة الذاتية هي تلك النصيحة التي تقول " كن مستعدا"، أي انه يتوجب على الطالب المثابر النشيط أن يكون في حالة استعداد دائمة، فلا يستطيع احد أن يتنبأ بلحظة وصول الدعوة للتقدم للحصول على منح دراسية أو بعثات علمية للخارج أو التقدم لوظيفة ما، إذ عادةً ما يتم الإعلان عن هذه الفرص في وقت قصير وغير كاف للقيام بإعداد كل شيء، الأمر الذي يترك للطالب فرصة فقيرة لتسويق نفسه بشكل لا يؤهله للتقدم إلاّ ضمن الحد الأدنى، الأمر الذي يحرمه من الحصول على تلك الفرصة لا لعدم تأهله لها، بل لعدم جاهزيته، لذلك ننصح الطالب أن يقوم بإعداد أوراق التوصية من مدرسيه فور تخرجه وباللغتين العربية والإنجليزية، وان يقوم بترجمة شهاداته أيضا وأن يكون قد أنهى كتابة سيرته الذاتية بالشكل اللائق وباللغتين، وبذلك يكون الطالب قد أنجز ما عليه ولا صحة لما يقال عادة عن الحظ ودوره، إذ أن معظم الحظ جهد مستمر قام الطالب بإنجازه خلال السنين الماضية.
- هذا الموضوع نقلته من احد المنتديات (دون زيادة او نقصان ) والفائدة للجميع 0