احمدال بجاد
14 - 6 - 2006, 12:53 AM
القراءة أولا
القراءة ليست غايةً في حد ذاتها وإنما هي السبيل الأنجع لتنمية الوعي والتفاعل الإيجابي على مستوى الفرد والمجتمع ومن ثم التطور نحو الأفضل .
رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي القائل :
أنا من بدل بالكتب الصحابا لم أجد لي وافيا إلا الكتابا
وقال قبله أبو الطيب المتنبي :
أعز مكان في ألدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
كلما فتحت معارض الكتاب أبوابها في القاهرة أو بيروت أو في غيرهما من العواصم العربية ، سألت نفسي هل فعلاً نحن أمة تقرأ أم أن مدلول هذه الكلمة ، القراءة ، لا يعدو أن يكون فكاً للحروف وتمييزها عن غيرها من الأشكال والرموز أوهي جسر يعبر من خلاله لنيل الشهائد والمناصب ونيل المكانة الاجتماعية .وهل تنال هذه المعارض التي تقام هنا وهناك ، هل تنال الاهتمام الكافي بها من حيث الدعاية والحملة التوعوية المرافقة .
يا تُرى ما معدل القراءة عندنا ، في اليوم ، في الشهر ، في السنة ، أم ترانا سبقنا أسلافنا الذين كانت لهم حكايات عجيبة مع القراءة ومع الكتاب ، فمنهم من لا يفارقه الكتاب إلا عند نومه ، ومنهم من كان يقرأ وهو يسير في الطريق فلا يكف عن ذلك حتى يكفه حائط يرتطم به أو حفرة يقع فيها ومنهم من كان يكتري المكتبات ليقرأ ما فيها كما فعل الجاحظ .وأشنف أسماعكم ببعض ما قاله عن الكتاب في كتابه الحيوان : ( نعم الجليس والعدة ... ونعم الأنيس لساعة الوحدة ، ونعم المعرفة ببلاد الغربة ، ونعم القرين والدخيل ، ونعم الوزير والنزيل .
والكتاب وعاءُ مليء علماً ، وظرف حشي ظرفاً ، وإناءُ شحن مزاحاً وجدا ،إن شئت ضحكت من نوادره ، وإن شئت عجبت من غرائب فرائده ، وإن شئت ألهتك طرائفه ، وإن شئت أشجتك مواعظه ..
تخيلو ست دقائق في السنة مقابل ست وثلاثين ساعة مقابل الإنسان الغربي أما الناشرون العرب مجتمعون فإنهم يصدرون سنويا كتاباً واحداً لكل ربع مليون شخص في العالم العربي مقابل كتاب يصدر لكل خمسة آلاف شخص في الغرب ، أي مقابل كل كتابين يصدران في العالم العربي هناك مائة كتاب تصدر في الغرب ، أما الطفل العربي فإنه يكتب له أسبوعياً كلمة واحدة وصورة واحدة .أما الطفل الأمريكي فنصيبه الأسبوعي اثنتا عشرة مجلة .
فما بالك بأقوام نصفهم لا يقرأ ولا يكتب ، والنصف الآخر صرفته صوارف كثيرة عن القراءة .
من أسباب العزوف :
* غياب ثقافة القراءة : فحب القراءة والتعلق بها ثقافة مجتمعية يغرسها المجتمع في نفوس أبنائه منذ الصغر وهم يتدرجون فيها من رياض الأطفال وحتى المراحل المتقدمة من التعليم . وكان مما يتضمنه منهاج المدارس الابتدائية في بلادنا حصة مخصصة للمكتبة ، يتعود فيها التلميذ على عادة القراءة ويكتسب الشجاعة الأدبية حينما يلخص ما قرأ أمام زملائه .
* تعدد الوسائل الإعلامية الجذابة: فالإنترنت والتلفاز والأشرطة المرئية *****موعة ، والقنوات الفضائية التي تقدم مواد متنوعة والتي يمضي المواطن العربي أكثر من ثلاث ساعات يومياً حسب دراسات منظمة اليونسكو .
* تقلص دور المكتبات العامة والمراكز الثقافية : حيث غدا دورها دوراً روتينياً ديكورياً ، ينقصها المدد المتواصل بما جد من الكتب والمجلات والدوريات المهمة ، كذلك المستوى المتواضع للقائمين عليها وعدم معرفتهم واهتمامهم في أغلب الأحوال بمسائل الثقافة والكتب 0 ومن أنواع المكتبات الموجودة في الغرب mobile libraries ، المكتبات المتنقلة ،التي تطوف الأحياء والقرى ، وما أحوج بلادنا لمثل هذه المكتبات وخاصة في الأرياف والمناطق النائية .
*عدم تنظيم الوقت : ووضع مسألة القراءة ضمن البرامج الحياتية ، اليومية أو الشهرية أو السنوية وعدم وجودها ضمن الميزانية المنزلية باستثناء أيام المعارض المخصصة للكتاب والتي غالباً ما تكون على سبيل المجاراة وتزيين المكتبات المنزلية .
* صعوبة الظروف المعيشية : مما نجم عنه السعي المتواصل من أجل لقمة العيش وعدم إمكانية إعطاء بعض الوقت للقراءة بسبب أولويات اجتماعية أخرى .
وأخيراً فإن القراءة ليست غايةً في حد ذاتها وإنما هي السبيل الأنجع لتنمية الوعي والتفاعل الإيجابي على مستوى الفرد والمجتمع ومن ثم التطور نحو الأفضل .
إن ما أطرحة هو همسة في أذن كل من يهمه الأمر من أباء وأمهات ومربين ومربيات ومسئولين وباحثين لعل الموضوع يلقى مزيداً من البحث والاهتمام 0
منقول .
_________________
*1 الطرق الجامعة للقراءة النافعة د. محمد موسى الشريف
*2 ذكريات علي الطنطاوي ، الجزء الرابع
*3 الأمة التي لا تقرأ .مقال بجريدة الأسبوع لأحمد منصور
القراءة ليست غايةً في حد ذاتها وإنما هي السبيل الأنجع لتنمية الوعي والتفاعل الإيجابي على مستوى الفرد والمجتمع ومن ثم التطور نحو الأفضل .
رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي القائل :
أنا من بدل بالكتب الصحابا لم أجد لي وافيا إلا الكتابا
وقال قبله أبو الطيب المتنبي :
أعز مكان في ألدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
كلما فتحت معارض الكتاب أبوابها في القاهرة أو بيروت أو في غيرهما من العواصم العربية ، سألت نفسي هل فعلاً نحن أمة تقرأ أم أن مدلول هذه الكلمة ، القراءة ، لا يعدو أن يكون فكاً للحروف وتمييزها عن غيرها من الأشكال والرموز أوهي جسر يعبر من خلاله لنيل الشهائد والمناصب ونيل المكانة الاجتماعية .وهل تنال هذه المعارض التي تقام هنا وهناك ، هل تنال الاهتمام الكافي بها من حيث الدعاية والحملة التوعوية المرافقة .
يا تُرى ما معدل القراءة عندنا ، في اليوم ، في الشهر ، في السنة ، أم ترانا سبقنا أسلافنا الذين كانت لهم حكايات عجيبة مع القراءة ومع الكتاب ، فمنهم من لا يفارقه الكتاب إلا عند نومه ، ومنهم من كان يقرأ وهو يسير في الطريق فلا يكف عن ذلك حتى يكفه حائط يرتطم به أو حفرة يقع فيها ومنهم من كان يكتري المكتبات ليقرأ ما فيها كما فعل الجاحظ .وأشنف أسماعكم ببعض ما قاله عن الكتاب في كتابه الحيوان : ( نعم الجليس والعدة ... ونعم الأنيس لساعة الوحدة ، ونعم المعرفة ببلاد الغربة ، ونعم القرين والدخيل ، ونعم الوزير والنزيل .
والكتاب وعاءُ مليء علماً ، وظرف حشي ظرفاً ، وإناءُ شحن مزاحاً وجدا ،إن شئت ضحكت من نوادره ، وإن شئت عجبت من غرائب فرائده ، وإن شئت ألهتك طرائفه ، وإن شئت أشجتك مواعظه ..
تخيلو ست دقائق في السنة مقابل ست وثلاثين ساعة مقابل الإنسان الغربي أما الناشرون العرب مجتمعون فإنهم يصدرون سنويا كتاباً واحداً لكل ربع مليون شخص في العالم العربي مقابل كتاب يصدر لكل خمسة آلاف شخص في الغرب ، أي مقابل كل كتابين يصدران في العالم العربي هناك مائة كتاب تصدر في الغرب ، أما الطفل العربي فإنه يكتب له أسبوعياً كلمة واحدة وصورة واحدة .أما الطفل الأمريكي فنصيبه الأسبوعي اثنتا عشرة مجلة .
فما بالك بأقوام نصفهم لا يقرأ ولا يكتب ، والنصف الآخر صرفته صوارف كثيرة عن القراءة .
من أسباب العزوف :
* غياب ثقافة القراءة : فحب القراءة والتعلق بها ثقافة مجتمعية يغرسها المجتمع في نفوس أبنائه منذ الصغر وهم يتدرجون فيها من رياض الأطفال وحتى المراحل المتقدمة من التعليم . وكان مما يتضمنه منهاج المدارس الابتدائية في بلادنا حصة مخصصة للمكتبة ، يتعود فيها التلميذ على عادة القراءة ويكتسب الشجاعة الأدبية حينما يلخص ما قرأ أمام زملائه .
* تعدد الوسائل الإعلامية الجذابة: فالإنترنت والتلفاز والأشرطة المرئية *****موعة ، والقنوات الفضائية التي تقدم مواد متنوعة والتي يمضي المواطن العربي أكثر من ثلاث ساعات يومياً حسب دراسات منظمة اليونسكو .
* تقلص دور المكتبات العامة والمراكز الثقافية : حيث غدا دورها دوراً روتينياً ديكورياً ، ينقصها المدد المتواصل بما جد من الكتب والمجلات والدوريات المهمة ، كذلك المستوى المتواضع للقائمين عليها وعدم معرفتهم واهتمامهم في أغلب الأحوال بمسائل الثقافة والكتب 0 ومن أنواع المكتبات الموجودة في الغرب mobile libraries ، المكتبات المتنقلة ،التي تطوف الأحياء والقرى ، وما أحوج بلادنا لمثل هذه المكتبات وخاصة في الأرياف والمناطق النائية .
*عدم تنظيم الوقت : ووضع مسألة القراءة ضمن البرامج الحياتية ، اليومية أو الشهرية أو السنوية وعدم وجودها ضمن الميزانية المنزلية باستثناء أيام المعارض المخصصة للكتاب والتي غالباً ما تكون على سبيل المجاراة وتزيين المكتبات المنزلية .
* صعوبة الظروف المعيشية : مما نجم عنه السعي المتواصل من أجل لقمة العيش وعدم إمكانية إعطاء بعض الوقت للقراءة بسبب أولويات اجتماعية أخرى .
وأخيراً فإن القراءة ليست غايةً في حد ذاتها وإنما هي السبيل الأنجع لتنمية الوعي والتفاعل الإيجابي على مستوى الفرد والمجتمع ومن ثم التطور نحو الأفضل .
إن ما أطرحة هو همسة في أذن كل من يهمه الأمر من أباء وأمهات ومربين ومربيات ومسئولين وباحثين لعل الموضوع يلقى مزيداً من البحث والاهتمام 0
منقول .
_________________
*1 الطرق الجامعة للقراءة النافعة د. محمد موسى الشريف
*2 ذكريات علي الطنطاوي ، الجزء الرابع
*3 الأمة التي لا تقرأ .مقال بجريدة الأسبوع لأحمد منصور