ابولمى
10 - 4 - 2003, 11:20 AM
الدراسة أكدت أن نسبتهم وصلت 9%المتخلفون يعذبون أطفالهم
ظاهرة العنف ضد الأطفال أو إساءة معاملتهم ليست مرتبطة بمكان أو زمن معين وهي تتخذ أشكالاً عدة ومظاهر مختلفة والمجتمع العربي مثل غيره لا يخلو من أحداث العنف ضد الأطفال من قبل ذويهم ولكن الإعلان عنها ليس بنفس الكيفية في المجتمعات الغربية، ونظراً لحساسية هذا الموضوع وكذلك لعدم وجود دراسات ميدانية دقيقة قد تكون مرتبطة بعوامل كثيرة، سؤالنا المطروح ماذا عن حالات إساءة معاملة الأطفال لدينا؟ وهل هناك مؤشرات تؤكد هذا الافتراض وما نسبتها؟ وهل نستطيع الحكم بأنها ظاهرة تستحق العلاج أم أنها بداية تستحق بذل الجهد والوقاية وما التأثيرات النفسية التي تصيب الطفل المتضرر، عن جميع هذه التساؤلات يجيبنا ضيوف هذا التحقيق.
تشير دراسة ميدانية رصدت حالات ايذاء الأطفال في المملكة إلى أن أكثر من 90% ممن يؤذون أطفالهم من الوالدين كانت مستويات تعليمهم ما بين أمي وتعليم المرحلة المتوسطة كما أن أكثر من نصف العينة يسكنون في أحياء شعبية. ووجدت الدراسة التي قام بها الباحث الدكتور سلطان بن عبدالعزيز العنقري وألقاها في ندوة عن العنف ضد الأطفال ضمت العديد من المختصين وجد بأن أكثر أنواع الايذاء شيوعاً هي الايذاء اللفظي (النفسي)، الايذاء البدني، الايذاء الجنسي، حيث يأتي الايذاء البدني في المرتبة الأولى يليه الايذاء البدني والنفسي في المرتبة الثانية، ثم بعد ذلك في المرتبة الثالثة الايذاء الجنسي.
كما وجد الباحث العنقري في دراسته أن غالبية الايذاء للأطفال يأتي من داخل الأسر التي يوجد بها الأطفال، بمعنى أن الايذاء الذي يقع على الأطفال يأتي من (الآباء، الأخوان، والأخوات، الخادمات في تلك الأسر) بنسبة بلغت (88%) بينما النسبة المتبقية (12%) تأتي من خارج الأسرة. ووفقاً للباحث ان الايذاء الذي يقع على الأطفال يأتي من أسر بها حالات لتعدد الزوجات، أو أسر مطلقة أو منفصلة، كما يذكر الدكتور عمر المديفر استشاري الطب النفسي بمستشفى الحرس الوطني بالرياض بأن الأطفال الذين تم تنويمهم بالمستشفى نتيجة تعرضهم لإساءات جسدية ونفسية من قبل والديهم لا يتجاوز عشر حالات في عام 90م بينما يرتفع العدد في عام 2**0م ليصل إلى ستين حالة. ويشير إلى أن الزيادة في هذه الأرقام تعكس زيادة الوعي بتشخيص حالات الإساءة والتبليغ عنها، أكثر من إعطائها دليلاً عن زيادة حقيقية في هذه الظاهرة، آخذين بعين الاعتبار أن الحالات التي تشاهد من قبل الأطباء، المعلمين، والعاملين الاجتماعيين، لا زالت ضمن الرقم المظلم، ولا تحول في أغلبها إلى جهات الاختصاص.
معظم الحالات تأتي من الطوارئ
"لا أعتقد أن هناك مجتمعاً يخلو من حالات ايذاء الأطفال، ومجتمعنا ليس بدعاً فحالات ايذاء الأطفال بكل أنواعها موجودة لدينا" بهذه الكلمات تشاركنا الدكتورة فاطمة الحيدر استشارية طب الأطفال النفسي في هذا التحقيق مبينة أن الحالات لا ترتقي لدرجة الظاهرة بل لا تعدو كونها مشكلة ولكن آخذة في الزيادة ورجحت هذه الزيادة الفعلية إلى تحسن الوعي العام للمهتمين بالأمر من أطباء وموجهين اجتماعيين.
دور وزارة العمل
وعن أغلب الحالات التي ترد إلى المستشفى تقول الدكتورة الحيدر إن الحالات التي ترد أغلبها اعتداء متعمد أما حالات الإهمال فلا تصل إلى المستشفى وإذا وصلت فهي حالات شديدة أو مسماة بغير اسمها، ومعظم هؤلاء الأطفال يصلون إلى المستشفى عن طريق أقسام الطوارئ نتيجة تعرضهم إلى معاناة جسدية وعدد قليل جداً يتم تحويله من الوحدات المدرسية أو بواسطة أقارب آخرين. وفي أغلب الحالات يحتاج الطفل للتنويم داخل المستشفى، أما في حالة كان المنزل غير آمن واحتمال وارد للإساءة مرة ثانية فلا يسمح للأسرة بأخذه حيث يتم التنسيق مع أقارب الأسرة الآخرين برعاية الطفل لحين تقييم الوضع الأسري ومساعدة الأسرة وتحسين مهارتها في رعاية الطفل وإذا لم يتوفر البديل من داخل الأسرة في هذه الحالة تحول إلى إحدى الدور التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية أما لرعاية الطفل مؤقتاً أو بشكل دائم فإذا ثبت بالمتابعة تحسن مهارات الأسرة وأصبح الجو الأسري آمناً ففي هذه الحالة يمكن إعادة الطفل، أما إذا كان الأمر متعلقاً بإهمال الطفل جهلاً، فتوجه الأسرة للطرق السليمة في رعاية الأطفال وحسن التعامل معهم وتتم متابعة الحالة والطفل ما يزال في رعاية أسرته.
وأضافت أنه لا بد من اتخاذ بعض الإجراءات قبل تسليم الطفل لذويه كتقييم للحالة الجسدية والحالة النفسية للطفل وتقييم الوضع الأسري. وتهدف هذه الإجراءات إلى حماية الطفل أولاً وتقليل الآثار السلبية المستقبلية ما أمكن ومساعدة الأسرة.
معظم الحالات دون السادسة
وعن مدى الإساءة التي يتعرض إليها الأطفال فتوضح الحيدر أن معظم الإساءات الجسدية تكون لأطفال أعمارهم بين 7- 12سنة، أما حالات الإهمال فيشمل كل الأعمار وتتفاوت أساليب الايذاء المتعمدة للأطفال بين الكي في أكثر من مكان في الجسد، أو الكسور المتعددة، الكدمات والضرب بالسياط أو الحبال وقد يكون حالات تأخر في النمو الجسدي والعقلي ناتجاً عن إهمال وجهل. كما قد يكون الايذاء جنسياً من قبل أحد أفراد الأسرة أو الأقارب.
شخصيات مريضة
وعن الآثار السيئة التي يتركها الايذاء على الطفل فهي نوعان آثار مؤقتة كاضطراب النوم، القلق، الاكتئاب والسلوك العدواني والتدهور الدراسي والتقهقر لمراحل عمرية سابقة مثل التبول اللاإرادي ومص الأصابع وانخفاض مستوى الاستجابات العاطفية والسلبية وكذلك الخوف الشديد من مخالطة الآخرين.
أما على المدى الطويل فمما لا شك فيه أن الايذاء قد يترك بصمات واضحة في شخصية الطفل حينما يكبر فتجده قلقاً متوتراً متعكر المزاج، فاقداً الثقة بنفسه يعاني أنواعاً من اضطرابات الشخصية، مواجهاً صعوبة في التكيف الاجتماعي وتكوين العلاقات الحميمة مع الأهل والأقران وربما مال إلى العدوانية والسخط على المجتمع ويكثر بين بعض هؤلاء الأفراد مستقبلاً الانغماس في الخمور والمخدرات وكذلك محاولات الانتحار لاتفه الأسباب كما أن عدداً من هؤلاء يكرر نفس التجربة السابقة مع أطفاله.
الحب والحنان أساسي
وحول البيئة الصحية الضرورية لرعاية الطفل تقول الحيدر إن الحديث قد يطول في هذه النقطة ولكن لعل من أهم مواصفات البيئة الصحية هو الاستقرار الأسري ووجود المودة والتفاهم بين الوالدين والذي ينعكس أثره إيجاباً على الأطفال ولا شك أن تأمين الحاجات الأساسية من مأكل ومشرب ومأوى وتعليم ضرورة ولكنها لا تكفي لوحدها. الأطفال بحاجة للحب والحنان والعطف وبحاجة لأن نعبر لهم عن محبتنا قولاً وفعلاً واحتراماً لذاتهم واعطائهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وحسن تأديبهم دون تدليل مفرط ولا تشديد ممقوت.
تدخل وزارة الداخلية
ودعت في نهاية حديثها إلى زيادة وعي الأطباء والمشرفين الاجتماعيين في المدارس وأفراد الأسرة الآخرين باحتمال وجود هذه الحالات فكلما تم اكتشافها مبكراً قلت آثارها السلبية. والانتباه والحكمة لهذا الأمر قبل أن يصبح ظاهرة وذلك بإيجاد تعاون بين القطاعات المختلفة كالتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية لاكتشاف هذه الحالات والتدخل المبكر وتدعمها قوة نظامية من قبل وزارة الداخلية لضمان سلامة هؤلاء الأطفال من الايذاء حتى ممن يقوم على رعايتهم.
الأطفال أكثر في المملكة
من جانبه يرجع الدكتور إبراهيم الشدي وكيل وزارة المعارف للشؤون الثقافية وعضو لجنة رعاية الطفولة كثرة الحديث بمشكلة العنف ضد الأطفال في الآونة الأخيرة إلى ارتفاع نسبة الحالات عن ذي قبل ونمو الوعي بالمشكلة في المجتمع فنسبة الأطفال ارتفعت بين عدد أفراد المجتمع، بسبب ارتفاع النمو السكاني في المملكة بما يزيد عن (3%) وانخفاض معدلات وفيات الأطفال، مما جعل معدل الأطفال في الأسرة الواحدة بين 5إلى 7أطفال كما أن لوعي الفئات المهتمة بقضايا الطفولة ومحاولات معالجتها والحد منها دور في متابعة مشكلة العنف ضد الأطفال. ويضيف د. الشدي حالات العنف ضد الأطفال بقوله إن التعريف بهذه الأنواع أو الأشكال من العنف ضد الأطفال يزيد من وعي بعض أفراد المجتمع الذي قد يتصرف بعنف مع أطفاله وهو لا يدري أن ذلك عنفاً ويبين هذه الحالات بقوله الإساءة البدنية للطفل، ولها أشكال عديدة أهمها ضرب الطفل ولا سيما ضربه في مناطق حساسة من جسمه كالضرب على الرأس أو العينين. وغيرهما. الإساءة اللفظية التي تتمثل في الصراخ والشتم واطلاق الأوصاف التي تحطم شخصية الطفل، وتترك لديه الكثير من الآثار النفسية الضارة، أيضاً هناك العنف الجنسي الذي يتعرض له بعض الأطفال في
بعض المجتمعات سواء ما يكون منظماً من خلال الاتجار الجنسي بالأطفال، أو العنف الجنسي الذي قد يواجهه بعض الأطفال من بعض الشاذين. إضافة إلى العنف الذي يعيشه الأطفال في المجتمعات التي تعيش حالات حرب أو اضطراب يكون فيها الأطفال ضحية لبعض الأطراف من خلال الاعتداء عليهم أو اشراكهم.
حالات شاذة
ويرى د. الشدي أن ظاهرة العنف ضد الأطفال انما هي حالات شاذة قد تزيد وقد تقل بين بيئة وأخرى ولكنها تبقى شاذة. ويبدو أن هناك بعض التلازم بين حالات العنف ضد الأطفال، وبعض الظواهر في بعض الأسر والمجتمعات، فتدني الحالة الاقتصادية لبعض الأسر مع كثرة أطفالها يولد ضغطاً نفسياً على بعض أولياء الأمور يجعله يتصرف تصرفاً عنيفاً مع أطفاله، وكذلك تدني مستوى التعليم، وقلة الوعي التربوي بنفسية الأطفال، وحاجاتهم السلوكية تؤدي إلى تصرف بعض المسؤولين عن الطفل بعنف لا يناسب طبيعة الطفولة، كما أن من أسباب العنف ضد الأطفال ضعف الوازع الديني وعدم مراقبة الله سبحانه وتعالى في حسن الولاية والرعاية للأطفال الذين كلفنا الله برعايتهم وحسن معاملتهم.
http://www.alriyadh.com.sa/Contents/10-04-2**3/Mainpage/COV_857.php
ظاهرة العنف ضد الأطفال أو إساءة معاملتهم ليست مرتبطة بمكان أو زمن معين وهي تتخذ أشكالاً عدة ومظاهر مختلفة والمجتمع العربي مثل غيره لا يخلو من أحداث العنف ضد الأطفال من قبل ذويهم ولكن الإعلان عنها ليس بنفس الكيفية في المجتمعات الغربية، ونظراً لحساسية هذا الموضوع وكذلك لعدم وجود دراسات ميدانية دقيقة قد تكون مرتبطة بعوامل كثيرة، سؤالنا المطروح ماذا عن حالات إساءة معاملة الأطفال لدينا؟ وهل هناك مؤشرات تؤكد هذا الافتراض وما نسبتها؟ وهل نستطيع الحكم بأنها ظاهرة تستحق العلاج أم أنها بداية تستحق بذل الجهد والوقاية وما التأثيرات النفسية التي تصيب الطفل المتضرر، عن جميع هذه التساؤلات يجيبنا ضيوف هذا التحقيق.
تشير دراسة ميدانية رصدت حالات ايذاء الأطفال في المملكة إلى أن أكثر من 90% ممن يؤذون أطفالهم من الوالدين كانت مستويات تعليمهم ما بين أمي وتعليم المرحلة المتوسطة كما أن أكثر من نصف العينة يسكنون في أحياء شعبية. ووجدت الدراسة التي قام بها الباحث الدكتور سلطان بن عبدالعزيز العنقري وألقاها في ندوة عن العنف ضد الأطفال ضمت العديد من المختصين وجد بأن أكثر أنواع الايذاء شيوعاً هي الايذاء اللفظي (النفسي)، الايذاء البدني، الايذاء الجنسي، حيث يأتي الايذاء البدني في المرتبة الأولى يليه الايذاء البدني والنفسي في المرتبة الثانية، ثم بعد ذلك في المرتبة الثالثة الايذاء الجنسي.
كما وجد الباحث العنقري في دراسته أن غالبية الايذاء للأطفال يأتي من داخل الأسر التي يوجد بها الأطفال، بمعنى أن الايذاء الذي يقع على الأطفال يأتي من (الآباء، الأخوان، والأخوات، الخادمات في تلك الأسر) بنسبة بلغت (88%) بينما النسبة المتبقية (12%) تأتي من خارج الأسرة. ووفقاً للباحث ان الايذاء الذي يقع على الأطفال يأتي من أسر بها حالات لتعدد الزوجات، أو أسر مطلقة أو منفصلة، كما يذكر الدكتور عمر المديفر استشاري الطب النفسي بمستشفى الحرس الوطني بالرياض بأن الأطفال الذين تم تنويمهم بالمستشفى نتيجة تعرضهم لإساءات جسدية ونفسية من قبل والديهم لا يتجاوز عشر حالات في عام 90م بينما يرتفع العدد في عام 2**0م ليصل إلى ستين حالة. ويشير إلى أن الزيادة في هذه الأرقام تعكس زيادة الوعي بتشخيص حالات الإساءة والتبليغ عنها، أكثر من إعطائها دليلاً عن زيادة حقيقية في هذه الظاهرة، آخذين بعين الاعتبار أن الحالات التي تشاهد من قبل الأطباء، المعلمين، والعاملين الاجتماعيين، لا زالت ضمن الرقم المظلم، ولا تحول في أغلبها إلى جهات الاختصاص.
معظم الحالات تأتي من الطوارئ
"لا أعتقد أن هناك مجتمعاً يخلو من حالات ايذاء الأطفال، ومجتمعنا ليس بدعاً فحالات ايذاء الأطفال بكل أنواعها موجودة لدينا" بهذه الكلمات تشاركنا الدكتورة فاطمة الحيدر استشارية طب الأطفال النفسي في هذا التحقيق مبينة أن الحالات لا ترتقي لدرجة الظاهرة بل لا تعدو كونها مشكلة ولكن آخذة في الزيادة ورجحت هذه الزيادة الفعلية إلى تحسن الوعي العام للمهتمين بالأمر من أطباء وموجهين اجتماعيين.
دور وزارة العمل
وعن أغلب الحالات التي ترد إلى المستشفى تقول الدكتورة الحيدر إن الحالات التي ترد أغلبها اعتداء متعمد أما حالات الإهمال فلا تصل إلى المستشفى وإذا وصلت فهي حالات شديدة أو مسماة بغير اسمها، ومعظم هؤلاء الأطفال يصلون إلى المستشفى عن طريق أقسام الطوارئ نتيجة تعرضهم إلى معاناة جسدية وعدد قليل جداً يتم تحويله من الوحدات المدرسية أو بواسطة أقارب آخرين. وفي أغلب الحالات يحتاج الطفل للتنويم داخل المستشفى، أما في حالة كان المنزل غير آمن واحتمال وارد للإساءة مرة ثانية فلا يسمح للأسرة بأخذه حيث يتم التنسيق مع أقارب الأسرة الآخرين برعاية الطفل لحين تقييم الوضع الأسري ومساعدة الأسرة وتحسين مهارتها في رعاية الطفل وإذا لم يتوفر البديل من داخل الأسرة في هذه الحالة تحول إلى إحدى الدور التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية أما لرعاية الطفل مؤقتاً أو بشكل دائم فإذا ثبت بالمتابعة تحسن مهارات الأسرة وأصبح الجو الأسري آمناً ففي هذه الحالة يمكن إعادة الطفل، أما إذا كان الأمر متعلقاً بإهمال الطفل جهلاً، فتوجه الأسرة للطرق السليمة في رعاية الأطفال وحسن التعامل معهم وتتم متابعة الحالة والطفل ما يزال في رعاية أسرته.
وأضافت أنه لا بد من اتخاذ بعض الإجراءات قبل تسليم الطفل لذويه كتقييم للحالة الجسدية والحالة النفسية للطفل وتقييم الوضع الأسري. وتهدف هذه الإجراءات إلى حماية الطفل أولاً وتقليل الآثار السلبية المستقبلية ما أمكن ومساعدة الأسرة.
معظم الحالات دون السادسة
وعن مدى الإساءة التي يتعرض إليها الأطفال فتوضح الحيدر أن معظم الإساءات الجسدية تكون لأطفال أعمارهم بين 7- 12سنة، أما حالات الإهمال فيشمل كل الأعمار وتتفاوت أساليب الايذاء المتعمدة للأطفال بين الكي في أكثر من مكان في الجسد، أو الكسور المتعددة، الكدمات والضرب بالسياط أو الحبال وقد يكون حالات تأخر في النمو الجسدي والعقلي ناتجاً عن إهمال وجهل. كما قد يكون الايذاء جنسياً من قبل أحد أفراد الأسرة أو الأقارب.
شخصيات مريضة
وعن الآثار السيئة التي يتركها الايذاء على الطفل فهي نوعان آثار مؤقتة كاضطراب النوم، القلق، الاكتئاب والسلوك العدواني والتدهور الدراسي والتقهقر لمراحل عمرية سابقة مثل التبول اللاإرادي ومص الأصابع وانخفاض مستوى الاستجابات العاطفية والسلبية وكذلك الخوف الشديد من مخالطة الآخرين.
أما على المدى الطويل فمما لا شك فيه أن الايذاء قد يترك بصمات واضحة في شخصية الطفل حينما يكبر فتجده قلقاً متوتراً متعكر المزاج، فاقداً الثقة بنفسه يعاني أنواعاً من اضطرابات الشخصية، مواجهاً صعوبة في التكيف الاجتماعي وتكوين العلاقات الحميمة مع الأهل والأقران وربما مال إلى العدوانية والسخط على المجتمع ويكثر بين بعض هؤلاء الأفراد مستقبلاً الانغماس في الخمور والمخدرات وكذلك محاولات الانتحار لاتفه الأسباب كما أن عدداً من هؤلاء يكرر نفس التجربة السابقة مع أطفاله.
الحب والحنان أساسي
وحول البيئة الصحية الضرورية لرعاية الطفل تقول الحيدر إن الحديث قد يطول في هذه النقطة ولكن لعل من أهم مواصفات البيئة الصحية هو الاستقرار الأسري ووجود المودة والتفاهم بين الوالدين والذي ينعكس أثره إيجاباً على الأطفال ولا شك أن تأمين الحاجات الأساسية من مأكل ومشرب ومأوى وتعليم ضرورة ولكنها لا تكفي لوحدها. الأطفال بحاجة للحب والحنان والعطف وبحاجة لأن نعبر لهم عن محبتنا قولاً وفعلاً واحتراماً لذاتهم واعطائهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وحسن تأديبهم دون تدليل مفرط ولا تشديد ممقوت.
تدخل وزارة الداخلية
ودعت في نهاية حديثها إلى زيادة وعي الأطباء والمشرفين الاجتماعيين في المدارس وأفراد الأسرة الآخرين باحتمال وجود هذه الحالات فكلما تم اكتشافها مبكراً قلت آثارها السلبية. والانتباه والحكمة لهذا الأمر قبل أن يصبح ظاهرة وذلك بإيجاد تعاون بين القطاعات المختلفة كالتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية لاكتشاف هذه الحالات والتدخل المبكر وتدعمها قوة نظامية من قبل وزارة الداخلية لضمان سلامة هؤلاء الأطفال من الايذاء حتى ممن يقوم على رعايتهم.
الأطفال أكثر في المملكة
من جانبه يرجع الدكتور إبراهيم الشدي وكيل وزارة المعارف للشؤون الثقافية وعضو لجنة رعاية الطفولة كثرة الحديث بمشكلة العنف ضد الأطفال في الآونة الأخيرة إلى ارتفاع نسبة الحالات عن ذي قبل ونمو الوعي بالمشكلة في المجتمع فنسبة الأطفال ارتفعت بين عدد أفراد المجتمع، بسبب ارتفاع النمو السكاني في المملكة بما يزيد عن (3%) وانخفاض معدلات وفيات الأطفال، مما جعل معدل الأطفال في الأسرة الواحدة بين 5إلى 7أطفال كما أن لوعي الفئات المهتمة بقضايا الطفولة ومحاولات معالجتها والحد منها دور في متابعة مشكلة العنف ضد الأطفال. ويضيف د. الشدي حالات العنف ضد الأطفال بقوله إن التعريف بهذه الأنواع أو الأشكال من العنف ضد الأطفال يزيد من وعي بعض أفراد المجتمع الذي قد يتصرف بعنف مع أطفاله وهو لا يدري أن ذلك عنفاً ويبين هذه الحالات بقوله الإساءة البدنية للطفل، ولها أشكال عديدة أهمها ضرب الطفل ولا سيما ضربه في مناطق حساسة من جسمه كالضرب على الرأس أو العينين. وغيرهما. الإساءة اللفظية التي تتمثل في الصراخ والشتم واطلاق الأوصاف التي تحطم شخصية الطفل، وتترك لديه الكثير من الآثار النفسية الضارة، أيضاً هناك العنف الجنسي الذي يتعرض له بعض الأطفال في
بعض المجتمعات سواء ما يكون منظماً من خلال الاتجار الجنسي بالأطفال، أو العنف الجنسي الذي قد يواجهه بعض الأطفال من بعض الشاذين. إضافة إلى العنف الذي يعيشه الأطفال في المجتمعات التي تعيش حالات حرب أو اضطراب يكون فيها الأطفال ضحية لبعض الأطراف من خلال الاعتداء عليهم أو اشراكهم.
حالات شاذة
ويرى د. الشدي أن ظاهرة العنف ضد الأطفال انما هي حالات شاذة قد تزيد وقد تقل بين بيئة وأخرى ولكنها تبقى شاذة. ويبدو أن هناك بعض التلازم بين حالات العنف ضد الأطفال، وبعض الظواهر في بعض الأسر والمجتمعات، فتدني الحالة الاقتصادية لبعض الأسر مع كثرة أطفالها يولد ضغطاً نفسياً على بعض أولياء الأمور يجعله يتصرف تصرفاً عنيفاً مع أطفاله، وكذلك تدني مستوى التعليم، وقلة الوعي التربوي بنفسية الأطفال، وحاجاتهم السلوكية تؤدي إلى تصرف بعض المسؤولين عن الطفل بعنف لا يناسب طبيعة الطفولة، كما أن من أسباب العنف ضد الأطفال ضعف الوازع الديني وعدم مراقبة الله سبحانه وتعالى في حسن الولاية والرعاية للأطفال الذين كلفنا الله برعايتهم وحسن معاملتهم.
http://www.alriyadh.com.sa/Contents/10-04-2**3/Mainpage/COV_857.php