ريما
19 - 8 - 2006, 10:39 PM
الألعاب الإلكترونية وسائط تغزو البيوت وتبدل المفاهيم
سعاد العابد - الدمام
في ظل عصر تتلاشى فيه الحدود الثقافية بين الدول في ظل ثورة علمية تكنولوجية واسعة تلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في بناء الطفل المسلم ثقافيا ودينيا واجتماعيا. حيث اصبح الإعلام أداة التوجيه الأولى التي تراجع أمامها دور الأسرة وتقلص دونها دور المدرسة فأصبحت الاسرة والمدرسة في قبضة الإعلام يتحكم فيها ويرسم طريقها في ظل هذا كله يجب تحديد ما يقدم للطفل من ثقافات عبر الوسائط الإعلامية مثل التلفزيون والفيديو والألعاب الالكترونية والاعلام المقروء ايضا.
(المدينة) ناقشت موضوع الإعلام والطفل مع مجموعة من المواطنين فكانت البداية مع فايز عيضة المالكي فقال ان اهم وسائل الإعلام هو التلفزيون فهو يقدم المدة المرئية *****موعة والمقروء معا وهو أكثر وسائل الإعلام نفيرا وأعظمها تأثيرا وان الطفولة ناشدة للهو والترفيه وقابلة للانقياد والتوجيه ووجد الطفل في التلفزيون بديلا مؤنسا عن أم تخلت أو أب مشغول فأصبحت مشاهدة التلفزيون ثاني اهم النشاطات في حياة الطفل بعد النوم.
ويشاركه سلطان فهد العبدلي وقال ان مما لاشك فيه ان مشاهدة التلفزيون ممارسة يومية تشغل فراغ الصغار والكبار ووسيلة يكتسبون عبرها المعلومات والثقافات وان الإنسان يميل بشكل واضح إلى الاشياء التي تتفق مع آرائه واتجاهاته لذا فإن أداء الطفل وأفكاره وتربيته التي تكون قبل مشاهدة التلفزيون تتغير بعد المشاهدة لما يبثه التلفزيون من أفكار تؤثر على الطفل ففي التلفزيون آثار ايجابية لكن السلبية أكثر من إيجابياته.
صنعت للترفيه
اما هدى نصر فتقول ان البعض قد يرى ان وسائل الاعلام صنعت للترفيه فقط وفي مصلحة الطفل دائما فهذا خطأ فهناك وسائل تنشر الفساد وتؤدي إلى الانحراف الفكري والاخلاقي ايضا.
فيجب على وسائل الإعلام المختصة بالطفل ان تكون هادفة وفي مصلحة الطفل ولا تقدم ترفيهاً رخيصاً لا يحترم عقلية الطفل وان اعلامنا العربي في هذا الوقت يحتاج إلى مراجعة مرات ومرات والنظر فيما يقدم بشرط ان يواكب العولمة وما يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا.
اما سامر عبدالله النمري فيقول ان التلفزيون هو الجهاز الموجود في كل بيت فهو الذي يحدد مواعيد النوم والخروج والعودة والأكل والمذاكرة وغيرها من المواعيد الروتينية فتقريبا اصبح التلفزيون بالنسبة لطفل هو رب المنزل والأهالي هم الذين أعطوا التلفزيون اهمية أكبر من حجمها فأصبح الأب يعاقب ابناءه بمنعهم من مشاهدة التلفزيون او مكافأتهم بشراء جهاز تلفزيون لطفل في غرفته الخاصة.
إعلامنا العربي
اما الدكتور عبدالرحمن العصيل استاذ العلوم السياسية بجامعة الملك فهد للبترول بالظهران يقول في هذا الموضوع: ينتقد التلفزيون العربي بقلة برامجه المخصصة للاطفال وشيوع جانب الخيال المدمر والعنف على حساب القيم والمثل الاجتماعية في برامجه بالثقافة الاجنبية وربما تناقض القيم التي تقدمها تلك البرامج مع القيم الاسلامية والعادات العربية والى جانب ذلك قلة الاهتمام بربط الطفل ببيئته المحلية والعربية وتراثه الإسلامي وهذا ما اثبتته الدراسات للآثار التربوية لأفلام الكرتون التي يتربى عليها في غفلة من الأهالي.
فإن إعلامنا العربي ضعيف جدا ولا يستطيع ان يميز بين العولمة ومبادئ الدين التي تربينا عليها ونريد أن نربي أولادنا عليها أيضا فلو نظرنا إلى التلفزيون فأغلب قنواته أفلام كرتون لا تناسب الطفل المسلم لانها لا تهدف إلا إلى الانحراف العقلي للطفل المسلم فإنا نطالب بإعلام تربوي لا إعلام ترفيهي لأن أطفال اليوم هم شباب الغد ويجب ان تكون افكارهم صحيحة منذ الصغر.
خطر كبير
أما الاخصائية حنان فهد فتقول ان التلفزيون برأيي لا يمثل خطرا كبير بالنسبة للألعاب الالكترونية التي انتشرت مؤخرا بالاسواق فالالعاب تعتمد على سرعة الانتباه والتفكير والتركيز وهي تلعب في أي وقت ولا تحتاج لأكثر من شخص فقد اكتسبت هذه الالعاب شهرة واسعة فائقة على جذب اللاعبين واغرائهم وكان اول ضحايا هذه الالعاب الاطفال وقد نشرت هذه الالعاب مجموعة من الآثار السلبية الناشئة على الافراط فيها فتعلمهم الوحشية والعنف والقتل لأن اغلبها تعتمد على الجريمة وايضا اشاعة صور عارية وتعويد الأعين عليها بدعوى انها لعبة وايضا ادمان اللعب واهمال الواجبات وزيادة عدد الجرائم والعادات السيئة وفي دراسة تقول ان نسبة جرائم الاطفال ارتفعت إلى 44% بعد اغراقهم بهذه الالعاب الالكترونية ومن هذه الجرائم اطفال يحرقون بعضاً وطفل يقتل والديه.
وحسان الغريب مخرج مسرحي لأطفال يقول ان الإعلام المقروء كالكتب والمجلات مازالت لها الفاعلية والدور الفعال والهام في تنمية ثقافة الطفل هو بالنسبة للأطفال بما يتضمنه من قصص واشعار ومجلات وكتب وبرامج مسموعة له تأثيراته الكبيرة على الطفل حيث انه يعمل على تشجيع القدرات الابتكارية والابداع لدى الطفل ويشعره بالمتعة ويشغل فراغه وينمي هوايته.
النفسانيون
وتقول هند محمد استاذة علم نفس في احد المعاهد ان وسائل الإعلام سلاح ذو حدين فعندما نلقي نظرة خاطفة على أكثر برامج الاطفال نشاهد انها تقوم على فكرة الصراع والعنف فالاسرة اذا ارادت ان تبعد طفلها عن هذه المشاهدات تسلك واحداً من المنهجين:
1- منهج المنع وهو ان تقوم الاسرة بمنع الطفل من جميع وسائل الإعلام مثل المجلات والكتب والتلفزيون والانترنت وتشكل حصناً منيعاً يحول دون وصول الطفل لهما.
2- بينما المنهج الآخر هو المناعة وهو ان تتكلم الأم مع الطفل وتفهمه مدى خطر تلك المشاهدات عليه وتقنعه حتى لا يرجع لها ولأن كل ممنوع مرغوب بالمجتمع فاذا كان مقتنعاً بأنه خطر لن يرجع له مرة اخرى.
الاخصائية النفسية الدكتور نجوى عمر تقول ان لوسائل الإعلام آثاراً ايجابية اذا كانت تحت الرقابة لكن في عصرنا الحالي الآثار السلبية فاقت الآثار الايجابية وهي كثيرة منها:
1- الجانب البدني والعقلي: فهي تسبب تأخير الطفل في النوم والجلوس أمام التلفزيون لساعات طويلة مما يؤدي إلى اعتلال صحة الجسم وتتسبب أيضاً في الخمول الذهني وتعطيل ذكاء الطفل.
2- الجانب النفسي: للتلفزيون دور في زرع الخوف والقلق في نفوس أطفالنا من خلال أفلام مرعبة تخيف الكبير قبل الصغير وكلها توقع الفزع والخوف في نفوسهم إلى جانب أنها لا تحمل قيما أو فائدة علمية وينعكس أثر ذلك على أمن الطفل وثقته بنفسه مما يشاهده من مناظر مفزعة تجعله يعيش في خوف وقلق وأحلام مزعجة.
3- الجانب الاجتماعي: يقضي الطفل حول التلفزيون ساعات طويلة تؤثر على حياته الاجتماعية وعلاقاته بالأسرة وبهذه يقل اكتساب الطفل لمعارف والخبرات من الأهل والاصدقاء كما يصرفه عن اللعب والجلوس مع أقرانه.
4- الجانب التربوي: قد يجلس الطفل أمام التلفزيون أوقاتاً طويلة دون مراقبة ودون توجيه وهذا له أثر سلبي على تحصيله الدراسي ومتابعة الدروس ولا يخفى الأثر السلبي لأقلام العنف والجريمة على شخصية الطفل وتهيئته للانحراف مع وجود مع نعرفه من أن بعض الأفلام تصور الذب والخداع على انها خفة ومهارة ومعها ينتزع الحياء من قلوب الأطفال والآداب السامية أيضاً.
حماية الطفل
تقول تهاني محمد استاذة شؤون الأطفال برياض الأطفال إن للأسرة دور فعال في حماية الطفل من وسائل الإعلام فدورهم لا ينتهي عند وضع الطفل أمام الجهاز الإعلام ولا تنتظر من وسائل الإعلام أن تقوم بدور المربي بالنيابة عنها عن الاهتمام بالطفل قبل السادسة والحفاظ عليه من كل ما يمكن ان يكون له اثر سلبي على شخصيته يندرج تحت دور الأسرة الكبيرة الذي يتمثل في تفعيل الدور التربوي للأبوين وتقليل استخدام وسائل الإعلام المختلفة داخل البيت فلا يسمح للطفل بالبقاء لمدة طويلة أمام هذه الوسائل دون رقيب وتقليص الزمن بالتدريج وأن يترك الأجهزة في مكان اجتماع الأسرة بحيث لا يخلو بها الطفل في غرفته.
ويشاركها حسان الغريب مخرج مسرحي لأطفال على كلامها ويقول أيضاً لا ننكر في هذا المقام الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في إعداد البرامج المحلية بواسطة تربوية استشارية ومتخصصين في أقسام برامج الأطفال واعداد المواد الإعلامية التي تتناسب مع المراحل العلمية المختلفة وتطوير الإنتاج المحلي على اساس عقائدي وبيئي وتربوي يناسب الأطفال وحاجاتهم ويكون ذلك عبر إبراز التاريخ الإسلامي وأبطاله الذين تحفل الصفحات بأعمالهم وخبراتهم وليكن القصص القرآنية النبع الأول التي تستقى منه هذه البطولات مثل قصة فرعون وموسى ويمكن أن أنتحل شخصيات إسلامية مثل عمر بن عبدالعزيز والأئمة الأربعة وكبار العلماء *****لمين محل (بات مان وسوبر مان) في نفوس وعقول أبنائنا فإن الأبناء عندما يعيشون في أجواء الصالحين سيكبرون وهم يحملون همهم وطموحهم وأحلامهم.
وأيضاً حجم الدعوة لإطلاق الحريات بكبير فإن على الدولة أن تتحرى الأمانة في اختيار الأنظمة التقنية المناسبة التي تحمي المجتمع قبل فوات الأوان وأن توضع مسؤوليتها كاملة في تقدير حدود الانفتاح والتوجيه والرقابة لتحقيق التوازن كما أن مراقبة البرامج المستوردة تمنع ما يتعارض مع المثل والقيم الدينية والاجتماعية والحقائق التاريخية والاتجاهات الفكرية الطبيعية المتعارف عليها.
وهكذا تكون وسائل الإعلام مطوعة للحفاظ على الموروث الحضاري ومؤثرة إيجابياً في تكوين اتجاهات الطفل وميوله وقيمه ونمط شخصيته بما يعكس التميز والتنوع الثقافي العربي والإسلامي حتى لا نكون أمة متدرجة في الصفوف الأخيرة وأمة قد تضحك من جهلها الأمم.
وتقول الدكتورة نجوى عمر انه يجب تقليل مدة مشاهدة الأطفال للتلفزيون بحيث لا تتجاوز متوسطها 3 ساعات أسبوعياً فهذه هي الفترة المتوسطة يتعلم الطفل كيف يميز بين البدائل الموجودة ويعلمه الاتزان والتخطيط وكيفية الاستفادة من الوقت.
وأيضاً يجب إيجاد بدائل عن وسائل الإعلام لتعميق الثقافة الإعلامية وذلك بدعم شركات إنتاج برامج الأطفال التي تخدم الثقافة الإسلامية وتراعي مقومات تربيتها ولا تتصادم مع غرائز الطفل بل توجهه بوجه صحيح.
إيجابيات وسلبيات
يقول حسان الغريب إن تأثير الإعلام على الطفل كبير وخطير وله إيجابيات وسلبيات تعمل كل واحدة منها عملها في الطفل غير أن المسجد والأسرة والمدرسة ان أحسن استغلالهم واكتملت أدوارهم يمكن أن يلعبوا دوراً فعالاً في التقليل من خطرها والتبصير بأوجه ترشيد استخدامها لتكون عنصر نماء وسلاح بناء وسلم ارتقاء إلى كل ما يحبه ويرضاه من ريادة وإدارة وقيادة وسيادة أيضاً.
دراسات
1- أثبتت دراسة حصلت عليها المدينة أن 30% من الأطفال السعوديين يقضون أمام التلفزيون وقتاً أطول مما يقضونه في مدارسهم فعندما يكمل الطفل دراسته الثانوية يكون قد قضى 22 ألف ساعة من وقته أمام شاشة التلفزيون و11 ألف ساعة فقط في غرف الدراسة.
2- دراسة عالمية أجريت على دول العالم أثبتت من خلالها أن نسبة جرائم الأطفال ارتفعت إلى 44% بعد إغراقهم بالألعاب الإلكترونية.
3- كشفت دراسة من منظمة اليونسكو تبين أن الأطفال في البلاد العربية يقضون ما بين 12 إلى 24 ساعة أسبوعياً أمام التلفزيون.
4- دراسة أخرى من منظمة اليونسكو أثبتت أن التلاميذ في البلاد العربية عندما يتخرجون من الثانوية العامة يكونوا قد أمضوا أكثر من 108** ساعة أمام التلفزيون بينما في السعودية 22 ألف ساعة.
5- في الجامعات السعودية يقضي الطالب 60 ساعة في السنة أمام التلفزيون في حين يقضي الشخص العادي أمام التلفزيون ما يعادل 1** ساعة سنوياً.
سعاد العابد - الدمام
في ظل عصر تتلاشى فيه الحدود الثقافية بين الدول في ظل ثورة علمية تكنولوجية واسعة تلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في بناء الطفل المسلم ثقافيا ودينيا واجتماعيا. حيث اصبح الإعلام أداة التوجيه الأولى التي تراجع أمامها دور الأسرة وتقلص دونها دور المدرسة فأصبحت الاسرة والمدرسة في قبضة الإعلام يتحكم فيها ويرسم طريقها في ظل هذا كله يجب تحديد ما يقدم للطفل من ثقافات عبر الوسائط الإعلامية مثل التلفزيون والفيديو والألعاب الالكترونية والاعلام المقروء ايضا.
(المدينة) ناقشت موضوع الإعلام والطفل مع مجموعة من المواطنين فكانت البداية مع فايز عيضة المالكي فقال ان اهم وسائل الإعلام هو التلفزيون فهو يقدم المدة المرئية *****موعة والمقروء معا وهو أكثر وسائل الإعلام نفيرا وأعظمها تأثيرا وان الطفولة ناشدة للهو والترفيه وقابلة للانقياد والتوجيه ووجد الطفل في التلفزيون بديلا مؤنسا عن أم تخلت أو أب مشغول فأصبحت مشاهدة التلفزيون ثاني اهم النشاطات في حياة الطفل بعد النوم.
ويشاركه سلطان فهد العبدلي وقال ان مما لاشك فيه ان مشاهدة التلفزيون ممارسة يومية تشغل فراغ الصغار والكبار ووسيلة يكتسبون عبرها المعلومات والثقافات وان الإنسان يميل بشكل واضح إلى الاشياء التي تتفق مع آرائه واتجاهاته لذا فإن أداء الطفل وأفكاره وتربيته التي تكون قبل مشاهدة التلفزيون تتغير بعد المشاهدة لما يبثه التلفزيون من أفكار تؤثر على الطفل ففي التلفزيون آثار ايجابية لكن السلبية أكثر من إيجابياته.
صنعت للترفيه
اما هدى نصر فتقول ان البعض قد يرى ان وسائل الاعلام صنعت للترفيه فقط وفي مصلحة الطفل دائما فهذا خطأ فهناك وسائل تنشر الفساد وتؤدي إلى الانحراف الفكري والاخلاقي ايضا.
فيجب على وسائل الإعلام المختصة بالطفل ان تكون هادفة وفي مصلحة الطفل ولا تقدم ترفيهاً رخيصاً لا يحترم عقلية الطفل وان اعلامنا العربي في هذا الوقت يحتاج إلى مراجعة مرات ومرات والنظر فيما يقدم بشرط ان يواكب العولمة وما يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا.
اما سامر عبدالله النمري فيقول ان التلفزيون هو الجهاز الموجود في كل بيت فهو الذي يحدد مواعيد النوم والخروج والعودة والأكل والمذاكرة وغيرها من المواعيد الروتينية فتقريبا اصبح التلفزيون بالنسبة لطفل هو رب المنزل والأهالي هم الذين أعطوا التلفزيون اهمية أكبر من حجمها فأصبح الأب يعاقب ابناءه بمنعهم من مشاهدة التلفزيون او مكافأتهم بشراء جهاز تلفزيون لطفل في غرفته الخاصة.
إعلامنا العربي
اما الدكتور عبدالرحمن العصيل استاذ العلوم السياسية بجامعة الملك فهد للبترول بالظهران يقول في هذا الموضوع: ينتقد التلفزيون العربي بقلة برامجه المخصصة للاطفال وشيوع جانب الخيال المدمر والعنف على حساب القيم والمثل الاجتماعية في برامجه بالثقافة الاجنبية وربما تناقض القيم التي تقدمها تلك البرامج مع القيم الاسلامية والعادات العربية والى جانب ذلك قلة الاهتمام بربط الطفل ببيئته المحلية والعربية وتراثه الإسلامي وهذا ما اثبتته الدراسات للآثار التربوية لأفلام الكرتون التي يتربى عليها في غفلة من الأهالي.
فإن إعلامنا العربي ضعيف جدا ولا يستطيع ان يميز بين العولمة ومبادئ الدين التي تربينا عليها ونريد أن نربي أولادنا عليها أيضا فلو نظرنا إلى التلفزيون فأغلب قنواته أفلام كرتون لا تناسب الطفل المسلم لانها لا تهدف إلا إلى الانحراف العقلي للطفل المسلم فإنا نطالب بإعلام تربوي لا إعلام ترفيهي لأن أطفال اليوم هم شباب الغد ويجب ان تكون افكارهم صحيحة منذ الصغر.
خطر كبير
أما الاخصائية حنان فهد فتقول ان التلفزيون برأيي لا يمثل خطرا كبير بالنسبة للألعاب الالكترونية التي انتشرت مؤخرا بالاسواق فالالعاب تعتمد على سرعة الانتباه والتفكير والتركيز وهي تلعب في أي وقت ولا تحتاج لأكثر من شخص فقد اكتسبت هذه الالعاب شهرة واسعة فائقة على جذب اللاعبين واغرائهم وكان اول ضحايا هذه الالعاب الاطفال وقد نشرت هذه الالعاب مجموعة من الآثار السلبية الناشئة على الافراط فيها فتعلمهم الوحشية والعنف والقتل لأن اغلبها تعتمد على الجريمة وايضا اشاعة صور عارية وتعويد الأعين عليها بدعوى انها لعبة وايضا ادمان اللعب واهمال الواجبات وزيادة عدد الجرائم والعادات السيئة وفي دراسة تقول ان نسبة جرائم الاطفال ارتفعت إلى 44% بعد اغراقهم بهذه الالعاب الالكترونية ومن هذه الجرائم اطفال يحرقون بعضاً وطفل يقتل والديه.
وحسان الغريب مخرج مسرحي لأطفال يقول ان الإعلام المقروء كالكتب والمجلات مازالت لها الفاعلية والدور الفعال والهام في تنمية ثقافة الطفل هو بالنسبة للأطفال بما يتضمنه من قصص واشعار ومجلات وكتب وبرامج مسموعة له تأثيراته الكبيرة على الطفل حيث انه يعمل على تشجيع القدرات الابتكارية والابداع لدى الطفل ويشعره بالمتعة ويشغل فراغه وينمي هوايته.
النفسانيون
وتقول هند محمد استاذة علم نفس في احد المعاهد ان وسائل الإعلام سلاح ذو حدين فعندما نلقي نظرة خاطفة على أكثر برامج الاطفال نشاهد انها تقوم على فكرة الصراع والعنف فالاسرة اذا ارادت ان تبعد طفلها عن هذه المشاهدات تسلك واحداً من المنهجين:
1- منهج المنع وهو ان تقوم الاسرة بمنع الطفل من جميع وسائل الإعلام مثل المجلات والكتب والتلفزيون والانترنت وتشكل حصناً منيعاً يحول دون وصول الطفل لهما.
2- بينما المنهج الآخر هو المناعة وهو ان تتكلم الأم مع الطفل وتفهمه مدى خطر تلك المشاهدات عليه وتقنعه حتى لا يرجع لها ولأن كل ممنوع مرغوب بالمجتمع فاذا كان مقتنعاً بأنه خطر لن يرجع له مرة اخرى.
الاخصائية النفسية الدكتور نجوى عمر تقول ان لوسائل الإعلام آثاراً ايجابية اذا كانت تحت الرقابة لكن في عصرنا الحالي الآثار السلبية فاقت الآثار الايجابية وهي كثيرة منها:
1- الجانب البدني والعقلي: فهي تسبب تأخير الطفل في النوم والجلوس أمام التلفزيون لساعات طويلة مما يؤدي إلى اعتلال صحة الجسم وتتسبب أيضاً في الخمول الذهني وتعطيل ذكاء الطفل.
2- الجانب النفسي: للتلفزيون دور في زرع الخوف والقلق في نفوس أطفالنا من خلال أفلام مرعبة تخيف الكبير قبل الصغير وكلها توقع الفزع والخوف في نفوسهم إلى جانب أنها لا تحمل قيما أو فائدة علمية وينعكس أثر ذلك على أمن الطفل وثقته بنفسه مما يشاهده من مناظر مفزعة تجعله يعيش في خوف وقلق وأحلام مزعجة.
3- الجانب الاجتماعي: يقضي الطفل حول التلفزيون ساعات طويلة تؤثر على حياته الاجتماعية وعلاقاته بالأسرة وبهذه يقل اكتساب الطفل لمعارف والخبرات من الأهل والاصدقاء كما يصرفه عن اللعب والجلوس مع أقرانه.
4- الجانب التربوي: قد يجلس الطفل أمام التلفزيون أوقاتاً طويلة دون مراقبة ودون توجيه وهذا له أثر سلبي على تحصيله الدراسي ومتابعة الدروس ولا يخفى الأثر السلبي لأقلام العنف والجريمة على شخصية الطفل وتهيئته للانحراف مع وجود مع نعرفه من أن بعض الأفلام تصور الذب والخداع على انها خفة ومهارة ومعها ينتزع الحياء من قلوب الأطفال والآداب السامية أيضاً.
حماية الطفل
تقول تهاني محمد استاذة شؤون الأطفال برياض الأطفال إن للأسرة دور فعال في حماية الطفل من وسائل الإعلام فدورهم لا ينتهي عند وضع الطفل أمام الجهاز الإعلام ولا تنتظر من وسائل الإعلام أن تقوم بدور المربي بالنيابة عنها عن الاهتمام بالطفل قبل السادسة والحفاظ عليه من كل ما يمكن ان يكون له اثر سلبي على شخصيته يندرج تحت دور الأسرة الكبيرة الذي يتمثل في تفعيل الدور التربوي للأبوين وتقليل استخدام وسائل الإعلام المختلفة داخل البيت فلا يسمح للطفل بالبقاء لمدة طويلة أمام هذه الوسائل دون رقيب وتقليص الزمن بالتدريج وأن يترك الأجهزة في مكان اجتماع الأسرة بحيث لا يخلو بها الطفل في غرفته.
ويشاركها حسان الغريب مخرج مسرحي لأطفال على كلامها ويقول أيضاً لا ننكر في هذا المقام الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في إعداد البرامج المحلية بواسطة تربوية استشارية ومتخصصين في أقسام برامج الأطفال واعداد المواد الإعلامية التي تتناسب مع المراحل العلمية المختلفة وتطوير الإنتاج المحلي على اساس عقائدي وبيئي وتربوي يناسب الأطفال وحاجاتهم ويكون ذلك عبر إبراز التاريخ الإسلامي وأبطاله الذين تحفل الصفحات بأعمالهم وخبراتهم وليكن القصص القرآنية النبع الأول التي تستقى منه هذه البطولات مثل قصة فرعون وموسى ويمكن أن أنتحل شخصيات إسلامية مثل عمر بن عبدالعزيز والأئمة الأربعة وكبار العلماء *****لمين محل (بات مان وسوبر مان) في نفوس وعقول أبنائنا فإن الأبناء عندما يعيشون في أجواء الصالحين سيكبرون وهم يحملون همهم وطموحهم وأحلامهم.
وأيضاً حجم الدعوة لإطلاق الحريات بكبير فإن على الدولة أن تتحرى الأمانة في اختيار الأنظمة التقنية المناسبة التي تحمي المجتمع قبل فوات الأوان وأن توضع مسؤوليتها كاملة في تقدير حدود الانفتاح والتوجيه والرقابة لتحقيق التوازن كما أن مراقبة البرامج المستوردة تمنع ما يتعارض مع المثل والقيم الدينية والاجتماعية والحقائق التاريخية والاتجاهات الفكرية الطبيعية المتعارف عليها.
وهكذا تكون وسائل الإعلام مطوعة للحفاظ على الموروث الحضاري ومؤثرة إيجابياً في تكوين اتجاهات الطفل وميوله وقيمه ونمط شخصيته بما يعكس التميز والتنوع الثقافي العربي والإسلامي حتى لا نكون أمة متدرجة في الصفوف الأخيرة وأمة قد تضحك من جهلها الأمم.
وتقول الدكتورة نجوى عمر انه يجب تقليل مدة مشاهدة الأطفال للتلفزيون بحيث لا تتجاوز متوسطها 3 ساعات أسبوعياً فهذه هي الفترة المتوسطة يتعلم الطفل كيف يميز بين البدائل الموجودة ويعلمه الاتزان والتخطيط وكيفية الاستفادة من الوقت.
وأيضاً يجب إيجاد بدائل عن وسائل الإعلام لتعميق الثقافة الإعلامية وذلك بدعم شركات إنتاج برامج الأطفال التي تخدم الثقافة الإسلامية وتراعي مقومات تربيتها ولا تتصادم مع غرائز الطفل بل توجهه بوجه صحيح.
إيجابيات وسلبيات
يقول حسان الغريب إن تأثير الإعلام على الطفل كبير وخطير وله إيجابيات وسلبيات تعمل كل واحدة منها عملها في الطفل غير أن المسجد والأسرة والمدرسة ان أحسن استغلالهم واكتملت أدوارهم يمكن أن يلعبوا دوراً فعالاً في التقليل من خطرها والتبصير بأوجه ترشيد استخدامها لتكون عنصر نماء وسلاح بناء وسلم ارتقاء إلى كل ما يحبه ويرضاه من ريادة وإدارة وقيادة وسيادة أيضاً.
دراسات
1- أثبتت دراسة حصلت عليها المدينة أن 30% من الأطفال السعوديين يقضون أمام التلفزيون وقتاً أطول مما يقضونه في مدارسهم فعندما يكمل الطفل دراسته الثانوية يكون قد قضى 22 ألف ساعة من وقته أمام شاشة التلفزيون و11 ألف ساعة فقط في غرف الدراسة.
2- دراسة عالمية أجريت على دول العالم أثبتت من خلالها أن نسبة جرائم الأطفال ارتفعت إلى 44% بعد إغراقهم بالألعاب الإلكترونية.
3- كشفت دراسة من منظمة اليونسكو تبين أن الأطفال في البلاد العربية يقضون ما بين 12 إلى 24 ساعة أسبوعياً أمام التلفزيون.
4- دراسة أخرى من منظمة اليونسكو أثبتت أن التلاميذ في البلاد العربية عندما يتخرجون من الثانوية العامة يكونوا قد أمضوا أكثر من 108** ساعة أمام التلفزيون بينما في السعودية 22 ألف ساعة.
5- في الجامعات السعودية يقضي الطالب 60 ساعة في السنة أمام التلفزيون في حين يقضي الشخص العادي أمام التلفزيون ما يعادل 1** ساعة سنوياً.