النمر الذهبي
23 - 8 - 2006, 09:34 PM
ما دام الأجل باقياً
كان الرزق آتياً
يقول ابن القيم في كتابه (( الفوائد))
لا تشغل خاطرك بما ضمن لك ، فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان . فما دام الأجل باقياً كان الرزق آتيناً. وإذا سد عليك بحكمته طريقاً من طرقه فتح لك برحمته طريقاً انفع منه فتأمل حال الجنين يأتيه غذاؤه ، وهو الدم ، من طريق واحد وهو السرة ، فما خرج من بطن الأم وانقطعت تلك الطريق فتح الله له طريقين اثنين وأجرى له فيهما رزقاً أطيب وألذ من الأول لبناً خالصاً سائغاً .فإذا تمت مدة الرضاعة وانقطع الطريقان بالفطام له طرقاً اربعة أكمل منهما : طعامان وشرابان ، فالطعامان من الحيوان والنبات والشرابان من المياه والألبان وما يضيف إليهما من المنافع والملاذ . فإذا مات انقطعت عنه هذه الطرق الاربعة.
لكنه سبحانه فتح له – إن كان سعيداً – طرقاً ثمانية ، وهي أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء .فهكذا الرب لا يمنع عبده المؤمن شيئاً من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له . وليس ذلك لغير المؤمن فإن يمنعه الخط الأدنى الخسيس ولا يرضى له به ليعطى الحظ الأعلى النفيس . والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له ،بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئاً ، وبقلة الرغبة في الأجل وإن كان علياً ، ولو أنصف العبد ربه ، واني له بذلك لعلم أن فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها أعظم من فضله عليه فيما اتاه من ذلك .فما صنعه إلا ليعطيه ولا ابتلاه إلا ليعافيه ولا امتحنه إلا ليصافيه ، ولا أماته إلا ليحيه ، ولا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه وليسلك الطريف الموصلة إليه فـــ(جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً) (أبى الظالمون إلا كفوراً) والله المستعان
كان الرزق آتياً
يقول ابن القيم في كتابه (( الفوائد))
لا تشغل خاطرك بما ضمن لك ، فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان . فما دام الأجل باقياً كان الرزق آتيناً. وإذا سد عليك بحكمته طريقاً من طرقه فتح لك برحمته طريقاً انفع منه فتأمل حال الجنين يأتيه غذاؤه ، وهو الدم ، من طريق واحد وهو السرة ، فما خرج من بطن الأم وانقطعت تلك الطريق فتح الله له طريقين اثنين وأجرى له فيهما رزقاً أطيب وألذ من الأول لبناً خالصاً سائغاً .فإذا تمت مدة الرضاعة وانقطع الطريقان بالفطام له طرقاً اربعة أكمل منهما : طعامان وشرابان ، فالطعامان من الحيوان والنبات والشرابان من المياه والألبان وما يضيف إليهما من المنافع والملاذ . فإذا مات انقطعت عنه هذه الطرق الاربعة.
لكنه سبحانه فتح له – إن كان سعيداً – طرقاً ثمانية ، وهي أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء .فهكذا الرب لا يمنع عبده المؤمن شيئاً من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له . وليس ذلك لغير المؤمن فإن يمنعه الخط الأدنى الخسيس ولا يرضى له به ليعطى الحظ الأعلى النفيس . والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له ،بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئاً ، وبقلة الرغبة في الأجل وإن كان علياً ، ولو أنصف العبد ربه ، واني له بذلك لعلم أن فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها أعظم من فضله عليه فيما اتاه من ذلك .فما صنعه إلا ليعطيه ولا ابتلاه إلا ليعافيه ولا امتحنه إلا ليصافيه ، ولا أماته إلا ليحيه ، ولا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه وليسلك الطريف الموصلة إليه فـــ(جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً) (أبى الظالمون إلا كفوراً) والله المستعان