معتزغباشي
7 - 9 - 2006, 11:51 AM
حكاية من حكايات من كتاب المنتدى التربوي
تأليف معتز غباشي
والكتاب يحتوي على خمسين حكاية تربوية في مجال التوجيه والإرشاد لأطراف العملية التربوية
إصدارعام2**4م
ومن الإهمال ما قتل..
الإهمال عادة ما يؤدي إلى ارتكاب الأخطاء وربما يصل بصاحبه إلى خطأ جسيم تكون فيه نهاية مأساوية له أو لأحد
المحيطين به وربما يكون لأقرب الناس إليه، فمنذ
سنوات طويلة وكنت وقتها اعمل في مدرسة إعدادية حدث موقف طالما تذكرته تألمت كثيراً لحدوثه وعلى الرغم من أن عمل الخدمة الاجتماعية
يتصف بمبدأ السرية إلا أن هناك بعض المواقف من
الواجب طرحها على سبيل المعالجة لظاهرة اجتماعية موجودة بالفعل.. ففي أحد الأيام وأثناء مروري اليومي في ممرات
المدرسة لملاحظة الطلاب خلال الفسحة.. لمحت عن بعد
أحد الطلاب وهو يشعل سيجارة في زاوية بعيدة عن
أنظار المناوبين والمشرفين بالمدرسة.. اقتربت منه في هدوء فارتبك حين شاهدني وألقى بالسيجارة على الأرض.. نظرت إليه ودعوته لزيارة مكتبي بعد الحصة الخامسة أثناء حصة التربية الرياضية بإذن من
المدرس.. بالفعل حضر في موعده.. تحدثت إليه عما شاهدته.. ووضحت له مساوئ هذه العادة السيئة
وأضرارها، وما يسببه التدخين من أمراض تؤدي في
النهاية إلى الوفاة وأوضحت له أن هذا التصرف يعرضه للجزاء لأنه يخالف تعليمات الوزارة ونظم ولوائح المدرسة نظر في خجل واضح وطلب العفو على أن لا يعود للتدخين مرة أخرى.. سواء بالمدرسة أو خارجها فأخرجت تعهداً مطبوعاً ووقع عليه بالالتزام لكل اللوائح والقوانين
والنظم المدرسية حفاظاً على صحته وحياته وسلوكياته بالمدرسة ،،اعتذر الطالب وانصرف في خجل واضح ولأنني توقعت أسوأ الأمور قمت بمتابعة الطالب على مدار أسبوع كامل استعنت خلاله ببعض المعلمين
الموثوق بهم والمتعاونين مع الخدمة الاجتماعية
بالمدرسة. وبالفعل تحقق ما توقعته وهو أن الطالب ما زال
يدخن وبشراهة، وعلى الفور قمت باستدعاء ولي الأمر، ولكنه تهرب كثيراً.. وبعد إلحاح حضر إلى المدرسة كتأدية واجب.. وانتهى الأمر معه بعد مقابلته وتوضيح جوانب الموقف
كاملة له على قوله لهذا السبب استدعيتموني.. الولد أصبح رجل ومن حقه أن يدخن فكانت هذه العبارة كمردود
العاصفة علي.. لأنني لم أتوقع سلبية ولي الأمر إلى هذا الحد.. حاولت إقناعه بأن هذا مخالف لقوانين
ولوائح المدرسة.. نظر إلي في سخرية قائلاً انتم ليس عندكم عمل. طلبت منه مقابلة مدير المدرسة وبعد أن وضحت
للمدير الموقف أيد كل ما قلته.. وهاج الرجل
وثار وطلب ملف ابنه لنقله من هذه المدرسة معلنا رفضه لكل هذه السخافات .. وانصرف وهو ما زال غاضباً. في اليوم التالي حضر إلى المدرسة ومعه موافقة على نقل ابنه لمدرسة أخرى.. فوافق عليها المدير
وأعطاه الأوراق وانصرف. بعد أيام قليلة وكنت أتحدث إلى زميلي بالمدرسة الأخرى التي انتقل إليها الطالب.. وللأمانة المهنية.. وضحت له سلوك الطالب لمتابعته ولعدم
تأثر غيره من الطلاب بسلوكياته حفاظاً على باقي الطلاب. وبالفعل بعد أسابيع قليلة اخبرني زميلي أن
الطالب تم فصله من المدرسة لتكرار تدخينه وهروبه وعدم تلبية ولي الأمر للاستدعاءات المتكررة له
لمتابعة سلوكيات أبنه بالفصل ومع زملائه والتي
انقلبت إلى سلوكيات عدوانية.. آجرها ضرب احد المعلمين الذين قاموا بتوجيهه في احد المواقف السلبية التي
ارتكبها. انتهى الأمر وتعجبت لتصرف ولي الأمر الذي أهمل متابعة
ابنه، ومرت سنوات قليلة، وفي أحد الأيام كنت
أتصفح الجرائد اليومية وإذا بصورة الطالب نفسه تتصدر موضوع الكشف عن عصابة لترويج وتعاطي
المخدرات تذكرت عندها البداية وضربت كفا بكف
وأنا أقول حسبي الله ونعم الوكيل.
معتز غباشي
تأليف معتز غباشي
والكتاب يحتوي على خمسين حكاية تربوية في مجال التوجيه والإرشاد لأطراف العملية التربوية
إصدارعام2**4م
ومن الإهمال ما قتل..
الإهمال عادة ما يؤدي إلى ارتكاب الأخطاء وربما يصل بصاحبه إلى خطأ جسيم تكون فيه نهاية مأساوية له أو لأحد
المحيطين به وربما يكون لأقرب الناس إليه، فمنذ
سنوات طويلة وكنت وقتها اعمل في مدرسة إعدادية حدث موقف طالما تذكرته تألمت كثيراً لحدوثه وعلى الرغم من أن عمل الخدمة الاجتماعية
يتصف بمبدأ السرية إلا أن هناك بعض المواقف من
الواجب طرحها على سبيل المعالجة لظاهرة اجتماعية موجودة بالفعل.. ففي أحد الأيام وأثناء مروري اليومي في ممرات
المدرسة لملاحظة الطلاب خلال الفسحة.. لمحت عن بعد
أحد الطلاب وهو يشعل سيجارة في زاوية بعيدة عن
أنظار المناوبين والمشرفين بالمدرسة.. اقتربت منه في هدوء فارتبك حين شاهدني وألقى بالسيجارة على الأرض.. نظرت إليه ودعوته لزيارة مكتبي بعد الحصة الخامسة أثناء حصة التربية الرياضية بإذن من
المدرس.. بالفعل حضر في موعده.. تحدثت إليه عما شاهدته.. ووضحت له مساوئ هذه العادة السيئة
وأضرارها، وما يسببه التدخين من أمراض تؤدي في
النهاية إلى الوفاة وأوضحت له أن هذا التصرف يعرضه للجزاء لأنه يخالف تعليمات الوزارة ونظم ولوائح المدرسة نظر في خجل واضح وطلب العفو على أن لا يعود للتدخين مرة أخرى.. سواء بالمدرسة أو خارجها فأخرجت تعهداً مطبوعاً ووقع عليه بالالتزام لكل اللوائح والقوانين
والنظم المدرسية حفاظاً على صحته وحياته وسلوكياته بالمدرسة ،،اعتذر الطالب وانصرف في خجل واضح ولأنني توقعت أسوأ الأمور قمت بمتابعة الطالب على مدار أسبوع كامل استعنت خلاله ببعض المعلمين
الموثوق بهم والمتعاونين مع الخدمة الاجتماعية
بالمدرسة. وبالفعل تحقق ما توقعته وهو أن الطالب ما زال
يدخن وبشراهة، وعلى الفور قمت باستدعاء ولي الأمر، ولكنه تهرب كثيراً.. وبعد إلحاح حضر إلى المدرسة كتأدية واجب.. وانتهى الأمر معه بعد مقابلته وتوضيح جوانب الموقف
كاملة له على قوله لهذا السبب استدعيتموني.. الولد أصبح رجل ومن حقه أن يدخن فكانت هذه العبارة كمردود
العاصفة علي.. لأنني لم أتوقع سلبية ولي الأمر إلى هذا الحد.. حاولت إقناعه بأن هذا مخالف لقوانين
ولوائح المدرسة.. نظر إلي في سخرية قائلاً انتم ليس عندكم عمل. طلبت منه مقابلة مدير المدرسة وبعد أن وضحت
للمدير الموقف أيد كل ما قلته.. وهاج الرجل
وثار وطلب ملف ابنه لنقله من هذه المدرسة معلنا رفضه لكل هذه السخافات .. وانصرف وهو ما زال غاضباً. في اليوم التالي حضر إلى المدرسة ومعه موافقة على نقل ابنه لمدرسة أخرى.. فوافق عليها المدير
وأعطاه الأوراق وانصرف. بعد أيام قليلة وكنت أتحدث إلى زميلي بالمدرسة الأخرى التي انتقل إليها الطالب.. وللأمانة المهنية.. وضحت له سلوك الطالب لمتابعته ولعدم
تأثر غيره من الطلاب بسلوكياته حفاظاً على باقي الطلاب. وبالفعل بعد أسابيع قليلة اخبرني زميلي أن
الطالب تم فصله من المدرسة لتكرار تدخينه وهروبه وعدم تلبية ولي الأمر للاستدعاءات المتكررة له
لمتابعة سلوكيات أبنه بالفصل ومع زملائه والتي
انقلبت إلى سلوكيات عدوانية.. آجرها ضرب احد المعلمين الذين قاموا بتوجيهه في احد المواقف السلبية التي
ارتكبها. انتهى الأمر وتعجبت لتصرف ولي الأمر الذي أهمل متابعة
ابنه، ومرت سنوات قليلة، وفي أحد الأيام كنت
أتصفح الجرائد اليومية وإذا بصورة الطالب نفسه تتصدر موضوع الكشف عن عصابة لترويج وتعاطي
المخدرات تذكرت عندها البداية وضربت كفا بكف
وأنا أقول حسبي الله ونعم الوكيل.
معتز غباشي