معتزغباشي
7 - 9 - 2006, 12:31 PM
ظاهرة الرسوب في الأول الثانوي
بدأت عملي بإحدى المدارس بمنطقة دبي التعليمية، كنت متحمسا جدا لهذا العمل، ومنذ اليوم الأول
وأنا أبحث عن كل جديد أضيفه لعملي حتى أثبت
جدارتي فيه ليعود بالنفع على طلابي ومجتمع مدرستي. تأثرت كثيرا حينما نظرت إلى نتيجة التقويم الأول
من الفصل الدراسي الأول فبعد رصدها وتحليل
نتائجها أتضح ارتفاع نسبة الرسوب في نتيجة
الأول الثانوي إذ فاق عدد الراسبين عدد الناجحين، لذا كانت كارثة بالنسبة لي رغم أن البعض من
المعلمين حينما عرضت عليهم النتائج كان يهوّن عليّْ بقوله إنها نتيجة طبيعية وكون أن 45 بالمائة ناجحون
فهذا أمر طيب جدا وعلينا أن نحافظ فقط على هذا المعدل حتى لا ينخفض إلى أدنى من ذلك. لم تقنعني آراؤهم لإيماني الشديد بأن لكل مشكلة حل، وان هذه الظاهرة هي نتيجة لبعض المؤثرات
السلبية التي يتعرض لها طلاب هذه السنة. بدأت في البحث عن الأسباب، وجدت أن البعض يلقي
اللوم على المدارس الإعدادية التي تقوم بتصعيد
بعض طلاب الثالث الإعدادي إلى المدارس الثانوية
دون
استحقاق، مما يجعلهم يصدمون بالمناهج الجديدة التي
تتعدى العشر مواد. والبعض يرجع الأمر لعوامل
أسرية، حيث أن الأسرة لا تتابع والمنزل سلبي في
التعامل مع المدرسة، فالطالب لا يذاكر بالمنزل
ويعتمد كليا على ما يحصله من معلومات بالمدرسة، وقال
آخرون أن السبب هو المرحلة السنية للطالب والتي تجعل منه مراهقا يرفض السلطة ويبحث عن ذاته في
تقليد البطولات الزائفة والظواهر السلبية التي
تقوده عادة إلى ترك الايجابيات وتجعل منه طالبا
فاشلا لا يهتم بدروسه.
وبعد البحث عن الأسباب كان لي لقاءات متعددة مع بعض الطلاب الراسبين تجمعت خلالها عندي خطوط عريضة تدين الأسرة والمنزل قبل المدرسة.. لذا كان عليَّ
أن أدعو الآباء لاجتماع جمعية عمومية لمجلس الآباء
والمعلمين لجعل هذا الموضوع الخطير متصدرا لجدول الأعمال. تم تحديد موعد الاجتماع ومكانه وبدأنا بمعاونة
الهيئة الإدارية والتدريبية وبعض الآباء المتعاونين
تهيئة الجو للخروج بنتائج في هذا الاجتماع. وكانت المفاجأة هي حضور 15 ولي أمر من مجموع ما تم إرسال الدعوة إليهم وهم 650 من أولياء الأمور، لذا كانت جلستنا مع الحاضرين ودية تم خلالها عرض نتائج الامتحانات عليهم واتفقنا على أن يتم
تأجيل الاجتماع للأسبوع المقبل على أن يتم الاتصال
بجميع أولياء أمور الطلاب بالهاتف..وتم تكوين فريق
عمل من المعلمين وأيضا الآباء المتعاونين يقوم بهذه
الاتصالات بعد توزيع الكشوف على الجميع متضمنة
أرقام هواتف الطلاب. لم أكن أتوقع نجاح هذه التجربة إلى هذا الحد، فقد حضر أكثر من 350 ولي أمر استوعبهم المسرح المدرسي بصعوبة. كانت الكلمة الأولى لمدير المدرسة الذي كان متحمسا لما يجري من أحداث وأعلن للجميع دعوة المدرسة
للقضاء على ما يسمى الرسوب وتضامن الجميع معه
وتعالت الأصوات من هنا وهناك تعرض المساعدة لذا كان الاجتماع ناجحا.. عندها أخذت الكلمة وأعلنت
للجميع أن البداية في الأسرة فإذا اهتمت بالأبناء خف العبء عن المدرسة وكان التوقع بالنجاح مؤكدا.. أيدني عدد كبير من الحاضرين وعارضني القلة
والذين تعودوا على الاتكالية وترك أبنائهم للغير ليقوموا بمهام التربية والتعليم. انتهى الاجتماع وتعددت بعده اللقاءات مع أولياء الأمور وبالذات للطلبة الراسبين وأيضا كان
اللقاء مع جماعات من الراسبين وكبار السن
لتوجيههم وإرشادهم بطرق الاستذكار الجيد وتنظيم الوقت حتى جاءت نتيجة التقويم الثاني من الفصل
الدراسي الأول لتعلن مدى تحسن نتائج هؤلاء الطلاب إذ ارتفعت نسبة النجاح إلى 72بالمائة وكانت مؤشرا نموذجيا يؤكد نجاح التجربة والتي بالفعل
ارتفعت إلى أكثر من 80
بالمائة في نهاية العام وبشهادة الجميع أن هذه
النتيجة للأول الثانوي لم تتحقق من قبل لذا كانت فرحتي
بهذا الإنجاز لا توصف ودعوتي أقدمها للجميع لبذل
كل ما في الوسع لتحقيق الطموح المنشود.
معتز غباشي
بدأت عملي بإحدى المدارس بمنطقة دبي التعليمية، كنت متحمسا جدا لهذا العمل، ومنذ اليوم الأول
وأنا أبحث عن كل جديد أضيفه لعملي حتى أثبت
جدارتي فيه ليعود بالنفع على طلابي ومجتمع مدرستي. تأثرت كثيرا حينما نظرت إلى نتيجة التقويم الأول
من الفصل الدراسي الأول فبعد رصدها وتحليل
نتائجها أتضح ارتفاع نسبة الرسوب في نتيجة
الأول الثانوي إذ فاق عدد الراسبين عدد الناجحين، لذا كانت كارثة بالنسبة لي رغم أن البعض من
المعلمين حينما عرضت عليهم النتائج كان يهوّن عليّْ بقوله إنها نتيجة طبيعية وكون أن 45 بالمائة ناجحون
فهذا أمر طيب جدا وعلينا أن نحافظ فقط على هذا المعدل حتى لا ينخفض إلى أدنى من ذلك. لم تقنعني آراؤهم لإيماني الشديد بأن لكل مشكلة حل، وان هذه الظاهرة هي نتيجة لبعض المؤثرات
السلبية التي يتعرض لها طلاب هذه السنة. بدأت في البحث عن الأسباب، وجدت أن البعض يلقي
اللوم على المدارس الإعدادية التي تقوم بتصعيد
بعض طلاب الثالث الإعدادي إلى المدارس الثانوية
دون
استحقاق، مما يجعلهم يصدمون بالمناهج الجديدة التي
تتعدى العشر مواد. والبعض يرجع الأمر لعوامل
أسرية، حيث أن الأسرة لا تتابع والمنزل سلبي في
التعامل مع المدرسة، فالطالب لا يذاكر بالمنزل
ويعتمد كليا على ما يحصله من معلومات بالمدرسة، وقال
آخرون أن السبب هو المرحلة السنية للطالب والتي تجعل منه مراهقا يرفض السلطة ويبحث عن ذاته في
تقليد البطولات الزائفة والظواهر السلبية التي
تقوده عادة إلى ترك الايجابيات وتجعل منه طالبا
فاشلا لا يهتم بدروسه.
وبعد البحث عن الأسباب كان لي لقاءات متعددة مع بعض الطلاب الراسبين تجمعت خلالها عندي خطوط عريضة تدين الأسرة والمنزل قبل المدرسة.. لذا كان عليَّ
أن أدعو الآباء لاجتماع جمعية عمومية لمجلس الآباء
والمعلمين لجعل هذا الموضوع الخطير متصدرا لجدول الأعمال. تم تحديد موعد الاجتماع ومكانه وبدأنا بمعاونة
الهيئة الإدارية والتدريبية وبعض الآباء المتعاونين
تهيئة الجو للخروج بنتائج في هذا الاجتماع. وكانت المفاجأة هي حضور 15 ولي أمر من مجموع ما تم إرسال الدعوة إليهم وهم 650 من أولياء الأمور، لذا كانت جلستنا مع الحاضرين ودية تم خلالها عرض نتائج الامتحانات عليهم واتفقنا على أن يتم
تأجيل الاجتماع للأسبوع المقبل على أن يتم الاتصال
بجميع أولياء أمور الطلاب بالهاتف..وتم تكوين فريق
عمل من المعلمين وأيضا الآباء المتعاونين يقوم بهذه
الاتصالات بعد توزيع الكشوف على الجميع متضمنة
أرقام هواتف الطلاب. لم أكن أتوقع نجاح هذه التجربة إلى هذا الحد، فقد حضر أكثر من 350 ولي أمر استوعبهم المسرح المدرسي بصعوبة. كانت الكلمة الأولى لمدير المدرسة الذي كان متحمسا لما يجري من أحداث وأعلن للجميع دعوة المدرسة
للقضاء على ما يسمى الرسوب وتضامن الجميع معه
وتعالت الأصوات من هنا وهناك تعرض المساعدة لذا كان الاجتماع ناجحا.. عندها أخذت الكلمة وأعلنت
للجميع أن البداية في الأسرة فإذا اهتمت بالأبناء خف العبء عن المدرسة وكان التوقع بالنجاح مؤكدا.. أيدني عدد كبير من الحاضرين وعارضني القلة
والذين تعودوا على الاتكالية وترك أبنائهم للغير ليقوموا بمهام التربية والتعليم. انتهى الاجتماع وتعددت بعده اللقاءات مع أولياء الأمور وبالذات للطلبة الراسبين وأيضا كان
اللقاء مع جماعات من الراسبين وكبار السن
لتوجيههم وإرشادهم بطرق الاستذكار الجيد وتنظيم الوقت حتى جاءت نتيجة التقويم الثاني من الفصل
الدراسي الأول لتعلن مدى تحسن نتائج هؤلاء الطلاب إذ ارتفعت نسبة النجاح إلى 72بالمائة وكانت مؤشرا نموذجيا يؤكد نجاح التجربة والتي بالفعل
ارتفعت إلى أكثر من 80
بالمائة في نهاية العام وبشهادة الجميع أن هذه
النتيجة للأول الثانوي لم تتحقق من قبل لذا كانت فرحتي
بهذا الإنجاز لا توصف ودعوتي أقدمها للجميع لبذل
كل ما في الوسع لتحقيق الطموح المنشود.
معتز غباشي