المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظاهرة الإعجاب خطر يتزايد في غياب التوعية والاهتمام الأسري


 


ريما
10 - 9 - 2006, 07:38 PM
في سلوك يمارسه بعض الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات
ظاهرة الإعجاب خطر يتزايد في غياب التوعية والاهتمام الأسري



- "الاقتصادية" من الرياض - 15/08/1427هـ
تدور الأحاديث كثيرا حول ظاهرة تتنامى في أوساط الشباب والشابات، وهي ظاهرة الإعجاب بين *****ين الطلاب مع الطلاب والطالبات مع الطالبات من جانب، والطالبات والمعلمات من جانب آخر، وهي ظاهرة تؤيدها دراسة صدرت من بعض الجامعات تقول إحداها أجرتها الإدارة العامة لإرشاد وتوجيه الطالبات في إحدى الجامعات إن ظاهرة الإعجاب جاءت على قمة تسع ظواهر سلوكية أخرى في دراسة أجريت على عينة من الفتيات حجمها 15 في المائة من إجمالي الطالبات وعددهم 2.2 مليون طالبة، بيد أن ظاهرة الإعجاب بين الشباب من الطلاب وغيرهم ليست بأقل حالا من ظاهرة الإعجاب بين الطالبات والطالبات، وإن كانت لا تحظى بالنقاش كسابقتها، خصوصا في الأوساط المتابعة أو ساحات الإنترنت بدواعي إيجاد الحلول لها. وفي هذا التحقيق نحاول مناقشة هذا السلوك المشين الذي يؤدي لأخطار وممارسات غير أخلاقية تتنافى مع شرعنا المطهر المستمد من الكتاب والسنة وواقعنا الاجتماعي المحافظ.

المحور الأول: الإعجاب بين الشباب
في البداية التقينا بأحد الطلاب وسألناه عن الإعجاب وهل هو منتشر بين الطلاب فأجابنا بقوله: إنه موجود بشكل ملاحظ جداً. وأما الطالب محمد الحسين يقول: إن سبب الإعجاب من وجهة نظره يعود إلى الفراغ العاطفي الذي يعيشه الشاب الذي يفقدهم حنان الوالدين فيجدونه عند غيرهم، خصوصا صغار السن ويجد الاهتمام اللازم من آخرين، فيحدث الإعجاب والتأثير القوي. ويقول الطالب عبد العزيز العتمي: إن حب تملك الآخرين والشعور بالسيطرة عليهم هو السبب الأكبر لظاهرة الإعجاب المشترك، والذي يدخل في هذا الجانب يعيش هذه اللحظات ويرى أن فيها سعادته وهي لها تأثيرات نلمسها كطلاب ونشاهدها، والإعجاب يجعل هناك نار الغيرة بين هؤلاء وتجد أنهم تحت أنظار جميع الطلاب. أما الطالب محمد الحسينان فيقول: إن ضعف الوازع الديني هو السبب الأول والأخير. ويوضح الشاب محمد مسيعد موظف في بلدية الملز في الرياض أن المعجب قد يفعل أي شيء من أجل لفت أنظار الطرف الآخر، فأحياناً يقوم بتعليق الحرف الأول من اسمه في السيارة، وأحياناً يقوم بالتفحيط ويكتب اسمه على زجاج السيارة، وهذا للأسف فعل مشين ونتمنى ألا نشاهده بين شبابنا الذين عليهم التمسك بما يأمرنا به ديننا وما يحث عليه، وإن شاء الله، تختفي هذه الظاهرة.
ويضيف محمد الشمراني قائلاً: إن المعجب يحاول أن يتشبه بالطرف الآخر في كل شيء كاللباس وغيره وأحياناً يتكنى باسمه، بل إنه قد يصل الحال إلى وشم باسم المعجب به على يده. ويتحدث عن هذه الظاهرة مفرح الحقوي مدرس في مدرسة المتنزه الابتدائية فيقول: الأسباب كثيرة وتعود جميعها إلى ضعف الوازع الديني، فراغ القلب من محبة الله والخوف منه، تقليد الآخرين دون وعي، إطلاق النظر دون ضوابط، كذلك الفراغ العاطفي، والتأثر بالقنوات الفضائية وما يعرض فيها، وغيرها من الأسباب الأخرى.
وأكد أن العلاج يكون بالعمل على محبة الله ومداومة الطاعات ودوام ذكره ومراقبته، وعدم التفكير في مثل هذه المشاهد التي توجد في بعض المدارس وللأسف أنه يوجد من *****ين كل منهما مع جنسه الشباب مع الشباب والنساء مع النساء ويمكن وجود الظاهرة لدى الفتيات أكثر.
ومن العلاج أيضاً إشغال النفس بالمفيد والنافع، لأن الفراغ هو أساس كل خطر وكل مصيبة.

المحور الثاني: ***** الآخر مع نفسه
وننتقل من مناقشة الظاهرة لدى الشباب إلى مناقشتها لدى الفتيات وهي متعمقة لديهن بشكل أكبر، حيث تبدأ الحديث عنها المعلمة عائشة الشهري فتقول: الحقيقة أنني لم أصادف الكثير من حالات الإعجاب في الوقت الذي أقوم فيه بتدريس المرحلة المتوسطة وأعتقد أن المشرفة الاجتماعية هي أكثر من يواجه هذه المشكلات، ولكن بصراحة مثل هذه الظاهرة مؤلمة سواء إن وجدت بين المعلمات والطالبات أو بين الطالبات والطالبات، وأعتقد أن بعض المعلمات لا يشعرن بهذا الأمر إلا بعد وقت، نظرا لفارق السن، بينما وجود ذلك بين الطالبات فإن الأمر قد لا تتنبه له إلا القريبات منهن اللاتي يفهمن تلك التصرفات. عموما نصيحتي لكل أسرة أن تحرص على متابعة بناتها ومعرفة كل ما يتعلق بهن حتى لا يفاجأن بأمور غير جيدة وتندم الأسرة يوم لا ينفع الندم.
من جهتها قالت مشرفة اجتماعية رفضت الكشف عن اسمها إنه من خلال تعاملي مع هذه النوعيات من الطالبات وجدت أن أكثر من ينتشر بينهن هذا الأمر اللاتي في المرحلة المتوسطة والثانوية، خصوصا طالبات الصف الثاني المتوسط فما فوق. ومما لاحظته أن غالبية الفتيات يتوجهن بإعجابهن نحو المعلمات وذلك للنقص العاطفي من ناحية الأم، حيث تعجب الفتاة بصديقتها أو مدرستها، إما لجمالها أو لمظهرها أو للبسها أو لمشيتها أو لأسلوبها ورقتها في الكلام لا تجالس إلا هذه الفتاة، ولا تتكلم إلا معها، وتقوم بتقليدها في جميع شؤونها. وقد حرصت على الالتقاء ببعض الأمهات وتحدثت إليهن عن وضع بناتهن وحاجاتهن للعطف والحنان، ولمست تجاوبا منهن وحتى بعض الطالبات بدأن يتراجعن عن فعلهن ويسألن عن كيفية تجاوزهن لذلك، كما فوجئت أن بعض المعلمات اللاتي يعجبن بهن الطالبات لا يعرفن ذلك وأنهن كن يتعاطفن معهن، وقد يكون هناك فهم خاطئ، ولا يعني ذلك أني أبرئ المعلمات من ممارسة الإعجاب مع الطالبات.
من جانبها تقول صالحة سعد الحمد مدير مدرسة الأنوار لتحفيظ القرآن الكريم إن هذه الظاهرة مؤلمة وهي متجددة وكنا نشاهدها منذ أن كنا طالبات في الثانوية والجامعة وللأسف أنها مستمرة، ونأمل أن تكون هناك توعية مستمرة للطالبات والمعلمات بخطر ذلك وحرمته ومنافاته للدين الإسلامي وكذلك تعاون الأسرة واهتمامها ومتابعتها مع حرص المدرسة على الاهتمام بتوعية الطالبات ومنسوبيها بما يعود عليهن بالنفع. أما فتحية القرني فتقول منذ كنا طالبات ونحن نشاهد نماذج من المعلمات مع بعضهن وطالبات مع بعضهن يصدر منهن حركات توحي بوجود أشياء مريبة حتى أن بعض الطالبات أصبحن يعلقن عليهن بما يشاهدنه من هذه العلاقات غير المنضبطة، ومن الأمور المزعجة أن بعض المعجبات تقوم بقص شعرها على هيئة شعر الشباب وتخشن صوتها مقابل من تعجب بها، ومع ذلك، ولله الحمد، كان هناك كثير من الأخوات ينبذن هذا الأمر ولا يستسغنه.
الذي يصل إلى درجة العشق ظاهرة قديمة تناولها ابن القيم رحمه الله فقال: "إن الإفراط في المحبة بحيث يستولي على القلب من العاشق حتى لا يخلو من تخيله وذكره والتفكير فيه بحيث لا يغيب عن خاطره وذهنه، فعند ذلك تشتغل النفس بالخواطر النفسانية، فتتعطل تلك القوى ـ فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يصعب دواؤه ـ فيعجز البشر عن إصلاحه".
ويعلق الداعية حمود بن إبراهيم السليم عن مظاهر الإعجاب بقوله إن من أبرز مظاهر الإعجاب: تعلق القلب بالمعشوق، فلا يفكّر إلا في محبوبه، ولا يتكلم إلا عنه، ولا يقوم إلا بخدمته، ولا يحب إلا ما يحب، ويكثر مجالسته والحديث معه الأوقات الطويلة من غير فائدة ولا مصلحة. وتبادل الرسائل ووضع الرسوم والكتابات في الدفاتر وفي كل مكان، ويقوم بالدفاع عنه بالكلام وغيره، ويغار عليه، ويشاكله في اللباس، وهيئة المشي والكلام وكل شـيء، فلو خُيّر بين رضاه ورضا الله لاختار رضا معشوقة على رضا ربه، ولكن إن كان عنده قليل من الإيمان، وتبقّى من وقته فضلة؛ صرف تلك الفضلة في طاعة ربه، وأصل ذلك كله من خلو القلب من محبة الله تعالى والإخلاص له، والإشراك بينه وبين غيره في المحبة.
ويوضح أسباب الإعجاب فيقول إن من أهم أسباب الوقوع في الإعجاب المذموم، والعشق الشيطاني، ما يلي: ضعف الإيمان: وخلو القلب من حب الله ورسوله، فإن العشق يتمكن من القلب الفارغ فيقوم فيه، ويعمل بموجبه بالجوارح، قال صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يُقذف في النار" متفق عليه، وكذلك فقدان العاطفة والحنان في محيط البيت، خاصة من الأبوين، فيبحث الابن أو البنت عمن يجد عنده ما فقده في البيت، هذا الحرمان يكون سبباً في سرعة انخداعهم ووقوعهم في وحل العشق الشيطاني، فيستسلمون بسرعة إلى ما يُظهره الآخرون من عشق ومحبة. يضاف إلى ذلك ضعف الشخصية، فلا يستطيع صاحب الشخصية الضعيفة التحكم في عواطفه ومشاعره، بل تنجرف مع التيّار. ومن الأسباب أيضا عدم وجود القدوة الصالحة التي توجه عواطف الشباب أو الفتيات إلى ما ينبغي حبه كحب الله عزّ وجل ورسوله، والصالحين من الصحابة والعلماء.
ويطالب ال*** الداعية سليمان الجبيلان بضرورة متابعة الأسرة للأبناء بنين وبنات والتعاون مع المدرسة في هذا الجانب، ولا سيما أن ظاهرة الإعجاب هذه مؤلمة وتزايدها له أثر سيئ على الشباب والشابات، لهذا أتمنى تكثيف التوعية والتوجيه للطلاب والطالبات وغرز محبة الله والخوف منه واجتناب المحرمات لدى *****ين والعمل على تثقيفهن بأمورهن الدينية. كما أن على المعلمين والمعلمات أن يتقين الله في هؤلاء الشباب والشابات والحرص على توجيههم بالأسلوب الأمثل الذي يبعدهن عن الوقوع في مثل هذه الأعمال المخالفة للشرع.

*ضيء القمر*
28 - 9 - 2006, 02:44 PM
الله يعطيك العافيه على الموضوع

zakarov
14 - 11 - 2006, 08:16 PM
لقد قرأت مقالكم حول ظاهرة الإعجاب ، وأحببت طرح الأسئلة الآتية . هل تعلق الشباب بالشباب معناه نوازع وميول عاطفية مثلية (شاذة)؟؟؟
وهل هذه الميول ناتجة عن نوعية التربية التي يتلقاها الفرد (ذكرا أو أنثى) في وسطه الإجتماعي (الأسرة-المدرسة-المجتمع)؟؟؟
ألا ترون أن تشديد القيود على تربية الطفل وإحاطته بمجموعة من المحاذير اتجاه الجنس الآخر من شأنه إفساح الجو لظهور مثل هذه المظاهر المرضية؟؟؟
أعتقد أن الإفراط في إطلاق العنان للشباب والشابات يؤدي إلى الإنحلال الخلقي ومظاهر الإباحية ، والإفراط في التشدد والضغط على الفتيان والفتيات يؤدي إلى ظهور مجتمع الشذوذ ... والله أعلم.