رسام الغرام
12 - 10 - 2006, 02:21 PM
اقتربت الساعة
[ اقتربت الساعة وانشق القمر ]
أقف طويلاً كُلما قرأتُ هذهِ الآية , وكُلّما سمِعْتها :
" أي ساعةٍ هذه التي اقتربت ؟!! "
ويأخذني التفكير
( ربما بوساوس الشيطان يأخذني ) ..
هي حتماً أفكارٌ شيطانية ..
ولكنها كانت تأخذني , وأذهب معها بعيداً ..
وآخذ في الترديد كالببغاء :
" أي ساعةٍ هذه التي اقتربت ؟!!
وما أخبار القمر ؟ أولم ينشق بعد ؟ "
" ثم أجيب نفسي :
" بلى قد إنشق ..
بل إن انشقاقه قد كان منذ مهدِ النبوة ..
بل إنه أحد معجزاتِها ..
أمّا الساعة فلازالت .. ما بالها لم تصل ؟!!
أوليس انشقاق القمر دلالةٌ على قربها ؟!!
فأين هي إذاً ؟!! "
لبِسْتُ الساعة في معصمي , وأخذتُ أُقربها من عينيّ تارةً , ومن قلبي تارةً أخرى :
" أهكذا يكون اقترابكِ أيتها الساعة ؟!!
أهو اقترابٌ من العين أم هو اقترابٌ من القلب ؟!! "
ثم أتراجع عن ذلك ..
" فلربما هو اقترابٌ زمني ..
إذاً فلا داعٍ لأن يتحرك هيكل الساعة ومعصمي لتقترب ...
إنما يكفيها أن تستدير عقاربها , فيمضي معها الزمن .. "
أدركتُ أخيراً هذه الحقيقة ..
وأخذتُ أعبثُ بمفتاحِ الساعة ..
وأعمل على تدويرِ عقاربها حيناً ..
وأراقب دورانها بنفسها حيناً آخر ..
كانت الساعة واقترابها شغلي الشاغل ..
وكانت مراقبتها وهي تستدير بعقاربها جُلَّ اِهتمامي ..
وبينما أنا غارقٌ في همي وتفكيري بالساعة واقترابها ..
إذ لاحت لي صورةٌ في المرآة ..
كانت الصورة تراقبني باهتمام بالغ ..
كالاهتمام الذي أبديه أنا لتلك الساعة ..
فرفعتُ بصري للمرآة ..
وأخذت أتأمل ذلك الوجه ..
وبدأت نفسي تحدثني :
" يا إلهي إنه لرجلٍ عجوز ..
ماذا يريد ؟!!
ولِمَ هو يراقبني بهذا الاهتمام ؟!!
أيعقل أن أكون أنا وذلك العجوز شخص واحد ؟!!
أيعقل أن نكون وجهان لعملة واحدة ؟!!
أم إنه وجه واحد فقط لذاتِ العملة ؟!!
إنه أنا إذاً .. !!
أيعقل أن يكون هو أنا ,أنا هو ؟!!
أيعقل أن يكون الزمن قد تحرك ودار مع دوران تلك الساعة ؟!!
ما هذا البياضُ الذي أراه ؟!!
يا إلهي إنه المشيب !!
يا إلهي وماذا بعد المشيب ؟!! "
وإذا بالعجوز يجيب : " وما بعدهُ إلا الموت , وها قد اقتربت ساعتك "
وأخذ يُكررها ..
" اقتربت ساعتي , يا إلهي ها قد اقتربت ساعتي إذاً "
الآن فقط .. أدركتُ أنَّ الساعة قريبة ..
فما بيننا وبينها إلا الموت ..
وجلستُ في همِّي وحُزْني :
" ما بال الأيام مضت سِراعى .. دون أن أعمل ..
فقط كنتُ أنتظر وأراقب تلك الساعة ..
وانقضى عمري وأنا على ذلك "
هنا فقط تذكرتُ قول الله سبحانهُ وتعالى :
[ ... أتى أمرُ اللهِ فلا تستعجلوه .. ]
ومن هنا فقط ..
قطعتُ أوصالَ التفكير.. وهممتُ بالعمل ..
علَّ الساعة ..
(( .. أقربُ إلينا من لمحِ البصر .. )) .
رسام الغرام
[ اقتربت الساعة وانشق القمر ]
أقف طويلاً كُلما قرأتُ هذهِ الآية , وكُلّما سمِعْتها :
" أي ساعةٍ هذه التي اقتربت ؟!! "
ويأخذني التفكير
( ربما بوساوس الشيطان يأخذني ) ..
هي حتماً أفكارٌ شيطانية ..
ولكنها كانت تأخذني , وأذهب معها بعيداً ..
وآخذ في الترديد كالببغاء :
" أي ساعةٍ هذه التي اقتربت ؟!!
وما أخبار القمر ؟ أولم ينشق بعد ؟ "
" ثم أجيب نفسي :
" بلى قد إنشق ..
بل إن انشقاقه قد كان منذ مهدِ النبوة ..
بل إنه أحد معجزاتِها ..
أمّا الساعة فلازالت .. ما بالها لم تصل ؟!!
أوليس انشقاق القمر دلالةٌ على قربها ؟!!
فأين هي إذاً ؟!! "
لبِسْتُ الساعة في معصمي , وأخذتُ أُقربها من عينيّ تارةً , ومن قلبي تارةً أخرى :
" أهكذا يكون اقترابكِ أيتها الساعة ؟!!
أهو اقترابٌ من العين أم هو اقترابٌ من القلب ؟!! "
ثم أتراجع عن ذلك ..
" فلربما هو اقترابٌ زمني ..
إذاً فلا داعٍ لأن يتحرك هيكل الساعة ومعصمي لتقترب ...
إنما يكفيها أن تستدير عقاربها , فيمضي معها الزمن .. "
أدركتُ أخيراً هذه الحقيقة ..
وأخذتُ أعبثُ بمفتاحِ الساعة ..
وأعمل على تدويرِ عقاربها حيناً ..
وأراقب دورانها بنفسها حيناً آخر ..
كانت الساعة واقترابها شغلي الشاغل ..
وكانت مراقبتها وهي تستدير بعقاربها جُلَّ اِهتمامي ..
وبينما أنا غارقٌ في همي وتفكيري بالساعة واقترابها ..
إذ لاحت لي صورةٌ في المرآة ..
كانت الصورة تراقبني باهتمام بالغ ..
كالاهتمام الذي أبديه أنا لتلك الساعة ..
فرفعتُ بصري للمرآة ..
وأخذت أتأمل ذلك الوجه ..
وبدأت نفسي تحدثني :
" يا إلهي إنه لرجلٍ عجوز ..
ماذا يريد ؟!!
ولِمَ هو يراقبني بهذا الاهتمام ؟!!
أيعقل أن أكون أنا وذلك العجوز شخص واحد ؟!!
أيعقل أن نكون وجهان لعملة واحدة ؟!!
أم إنه وجه واحد فقط لذاتِ العملة ؟!!
إنه أنا إذاً .. !!
أيعقل أن يكون هو أنا ,أنا هو ؟!!
أيعقل أن يكون الزمن قد تحرك ودار مع دوران تلك الساعة ؟!!
ما هذا البياضُ الذي أراه ؟!!
يا إلهي إنه المشيب !!
يا إلهي وماذا بعد المشيب ؟!! "
وإذا بالعجوز يجيب : " وما بعدهُ إلا الموت , وها قد اقتربت ساعتك "
وأخذ يُكررها ..
" اقتربت ساعتي , يا إلهي ها قد اقتربت ساعتي إذاً "
الآن فقط .. أدركتُ أنَّ الساعة قريبة ..
فما بيننا وبينها إلا الموت ..
وجلستُ في همِّي وحُزْني :
" ما بال الأيام مضت سِراعى .. دون أن أعمل ..
فقط كنتُ أنتظر وأراقب تلك الساعة ..
وانقضى عمري وأنا على ذلك "
هنا فقط تذكرتُ قول الله سبحانهُ وتعالى :
[ ... أتى أمرُ اللهِ فلا تستعجلوه .. ]
ومن هنا فقط ..
قطعتُ أوصالَ التفكير.. وهممتُ بالعمل ..
علَّ الساعة ..
(( .. أقربُ إلينا من لمحِ البصر .. )) .
رسام الغرام