أمل الفاران
25 - 10 - 2006, 10:39 AM
قرآن الصغار
حين استعرض سنوات عملي في حقل التدريس أجد أجمل الصور المحفورة في خاطري من فترة تدريس المرحلة الابتدائية صورة صغيرات الفصول الدنيا مرددات آيات القرآن الكريم، تلك روحانية تتوالى السنين وأستشعرها كما لو هي بنت اللحظة، لكنها تستدعي لفكري دوماً السؤال التربوي المقلق: أيدركن ما يرتلن؟
ذلك أن شاغل أي معلم - معلمة: هل يستوعب الصغار ما يقدم لهم؟ هل يفهمونه؟ هل يؤثر فيهم هل يغير شيئاً في نظرتهم لأنفسهم وللوجود؟
مع الفصول الدنيا يكون القلق أكبر، لأن اللغة عندهم محدودة، فيما يسعد الصغار استعمال المفردات حتى التي لا يفقهون معناها فيكون من الصعب الجزم بما وما يلم يستوعبوه..
ولأني قضيت في تدريس الفصول الدنيا عدة سنوات فإني أعرف أن كثيراً من الصغيرات يرددن كثيراً من الآيات بآلية دون إدراك لجمال ما تلفظه ألسنتهن، ومهما بلغ جهد المعلمة البارعة في تقريب هذه النصوص لأفهامهن تظل العملية صعبة، لذا أريد أن أفكر فيها قليلاً معكم: أمن إلزامية في ترتيب الآيات المدروسة؟
الله سبحانه أنزل القرآن العظيم دون ترتيب للسور، وكان الصحابة يتدارسون كل ما يتنزل في أوانه، وجاء الترتيب بعد اكتمال النزول، ولم
يرد فيما ورد عن الرسول الكريم أية إلزامية عند قراءة القرآن بالتزام الترتيب، والسؤال: هل من ضير لو انتقى واضعو المناهج الآيات الأقرب لأفهام الصغيرات معنى ومبنى؟
هل من ضير في البدء بالآيات التي يسهل عليهن استيعابها لغوياً والأقرب لنفسياتهن كالتي تحوي قصص الأنبياء والأمم السابقة، أو آيات الترغيب والترهيب الواصفة للجنة والنار؟
ألن تكون تلك آيات أنسب للصغار في سنوات تعاملهم الأولى مع القرآن ومع لغته العالية؟
نحن نراعي لغة الأطفال وقواميسهم المحدودة في التخطيط للمناهج، وعند وضع أو إعادة تقييم الكتب الدراسية وفي الحصص الدراسية، لكن ما إن نصل لحصص القرآن الكريم حتى نتوقف، لا نجرؤ على أن ننتقي الآيات، رغم أن الله أنزلها مجزأة..
كيف نريد للصغار أو نتوقع منهم أن يفهموا ويحترموا ويتعلقوا بكلمات لا يعون معناها؟
من قام بتدريس الصغار أو كان والداً لطفل في الصف الأول الابتدائي مثلاً سيذكر بالتأكيد معضلة الصغار مع سورة البينة أو الكافرون على سبيل المثال، فهل هذا الانطباع الذي نريد أن يخرج به أطفالنا من تعاملهم الأول مع كتابنا الكريم.
أقول هذا مع إدراكي كم هو شائك الحديث عن تطوير المناهج الدينية في بلادنا، حيث تقفز الآن بعض الأذهان مباشرة للتشكيك في نوايا الكاتب..
فماذا الآن؟ ما الأهم؟ أن نحمي مناهجنا من أفكار التطوير التي نشكك في نوايا القائلين بها، أم نبحث عما يحقق تقاربنا مع ما هو مقدس بصورة أفضل؟
حين استعرض سنوات عملي في حقل التدريس أجد أجمل الصور المحفورة في خاطري من فترة تدريس المرحلة الابتدائية صورة صغيرات الفصول الدنيا مرددات آيات القرآن الكريم، تلك روحانية تتوالى السنين وأستشعرها كما لو هي بنت اللحظة، لكنها تستدعي لفكري دوماً السؤال التربوي المقلق: أيدركن ما يرتلن؟
ذلك أن شاغل أي معلم - معلمة: هل يستوعب الصغار ما يقدم لهم؟ هل يفهمونه؟ هل يؤثر فيهم هل يغير شيئاً في نظرتهم لأنفسهم وللوجود؟
مع الفصول الدنيا يكون القلق أكبر، لأن اللغة عندهم محدودة، فيما يسعد الصغار استعمال المفردات حتى التي لا يفقهون معناها فيكون من الصعب الجزم بما وما يلم يستوعبوه..
ولأني قضيت في تدريس الفصول الدنيا عدة سنوات فإني أعرف أن كثيراً من الصغيرات يرددن كثيراً من الآيات بآلية دون إدراك لجمال ما تلفظه ألسنتهن، ومهما بلغ جهد المعلمة البارعة في تقريب هذه النصوص لأفهامهن تظل العملية صعبة، لذا أريد أن أفكر فيها قليلاً معكم: أمن إلزامية في ترتيب الآيات المدروسة؟
الله سبحانه أنزل القرآن العظيم دون ترتيب للسور، وكان الصحابة يتدارسون كل ما يتنزل في أوانه، وجاء الترتيب بعد اكتمال النزول، ولم
يرد فيما ورد عن الرسول الكريم أية إلزامية عند قراءة القرآن بالتزام الترتيب، والسؤال: هل من ضير لو انتقى واضعو المناهج الآيات الأقرب لأفهام الصغيرات معنى ومبنى؟
هل من ضير في البدء بالآيات التي يسهل عليهن استيعابها لغوياً والأقرب لنفسياتهن كالتي تحوي قصص الأنبياء والأمم السابقة، أو آيات الترغيب والترهيب الواصفة للجنة والنار؟
ألن تكون تلك آيات أنسب للصغار في سنوات تعاملهم الأولى مع القرآن ومع لغته العالية؟
نحن نراعي لغة الأطفال وقواميسهم المحدودة في التخطيط للمناهج، وعند وضع أو إعادة تقييم الكتب الدراسية وفي الحصص الدراسية، لكن ما إن نصل لحصص القرآن الكريم حتى نتوقف، لا نجرؤ على أن ننتقي الآيات، رغم أن الله أنزلها مجزأة..
كيف نريد للصغار أو نتوقع منهم أن يفهموا ويحترموا ويتعلقوا بكلمات لا يعون معناها؟
من قام بتدريس الصغار أو كان والداً لطفل في الصف الأول الابتدائي مثلاً سيذكر بالتأكيد معضلة الصغار مع سورة البينة أو الكافرون على سبيل المثال، فهل هذا الانطباع الذي نريد أن يخرج به أطفالنا من تعاملهم الأول مع كتابنا الكريم.
أقول هذا مع إدراكي كم هو شائك الحديث عن تطوير المناهج الدينية في بلادنا، حيث تقفز الآن بعض الأذهان مباشرة للتشكيك في نوايا الكاتب..
فماذا الآن؟ ما الأهم؟ أن نحمي مناهجنا من أفكار التطوير التي نشكك في نوايا القائلين بها، أم نبحث عما يحقق تقاربنا مع ما هو مقدس بصورة أفضل؟