فاتن السالم
12 - 11 - 2006, 07:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع الذي أنا بصدد طرحه هو موضوع لصديقتي وهو يعتبر أول محاولاتها الأدبية المنشورة فأتمنى أن تخبروني عن أرآئكم حول هذا الطرح بكل صراحة وبدون مجاملات.......
كتبته- سامية محمد العنزي
رسالة كتبتها لحياتي مراتٍ عديدة وفي كل مرة أردع نفسي...تمسكاً بكل لحظة في حياتي مع قسوة مجتمعي ضدي ونظرتهم لي ..وهاأنا ذا أصل إلى نهاية الطريق ومازلت أتمادى في المعاصي ..حكم علي أن أعيش مدمنة مظلومة ....لم أسلك هذا الطريق بإرادتي ..قدري شاء لي أن أكون بين أشخاص خونة
أئتمنتهم على نفسي.. واخترتهم من أعز أصدقائي وكانت صدمتي منهم أن ضاعت حياتي بسببهم ...كيف لأعز أصدقائي أن يدس المخدر لي في طعامي ... ولكن هذا ماحدث لم أكون قادرة إلا على الأستمرار في التعاطي..
لم يكن من حولي من أثق به ليعاملني كضحية.. الجميع سيتهموني بجريمة إهلاك نفسي وتدنيس سمعة عائلتي ..
لم أستطع أن أطرح مشكلتي عليهم فقد ثبتت قدماي في هذا الطريق الذي قطعت فيه شوطا طويلاً من العناء..
وأنا أعرف أنه يحمل لي عمرا قصيراً بليالٍ طوالٍ مليئة بالشقاء ...
مدينة المدمنين عبارة عن أحياء صغيرة.. تكثر فيها الأزقة المظلمة .. والمنازل المهدمة .. والقبور المهجورة .. وأجساد المدمنيين مرمية على الأرصفة .. والظلام يسود أرجاء هذه مدينة .. ويعم فيها السكون لحظات هي لحظات التعاطي.. وفجأة يثورون طلباً للمزيد........
شعرت بأنني ظلمت في هذا المكان.. ولأني لم أستطع مصارحة من حولي بمشكلتي ..لم يكن هناك طريقة للفرار سوى أن أعود لأقول:"وداعا أيتها الدنيا" أنطلقت بسرعة لكي لا أتردد .. وحجزت مقعدي مع أول رحلة للمنتحرين.. لم أحزم أمتعتي .. وظللت أجري لكي أصل إلى طائرتي وألقي بجسدي المتعب الذي أتلفته الأبر على أقرب مقعد .. وصلت إلى الطائرة وتجولت في أرجائها فلم أجد مقعدي بينهم فقد كانت لكبار المدمنيين ومن الدرجة الأولى .. فذهبت إلى الدرجة الثانية ولم أجد مقعدي فعدت أجر خطاي إلى بوابة الطائرة .. نظرت إلى الأسفل وجدت حياتي صعبة قذرة .. ولكن عندما نظرت إلى ركاب الطائرة وجدت حياتهم أصعب.. ترددت كثيراً بين الموت والاستمرار في الحياة الميتة ... كان العالم الآخر للمدمنيين صعبا ومخيفا .....
ولم أتحرك من بوابة الطائرة حتى سمعت صوتا من الدنيا يصرخ مناديا باسمي وكأنني كنت أنتظر من ينقذني من قراري الانتحاري ... رميت نفسي من الطائرة حتى وصلت إليها فوجدتها التوبة عن ذنب أرتكبه الآخرون بي واستمريت فيه .. إنه الأمل الوحيد لي في هذه الحياة.. إنه مركز إعادة التأهيل لم ينقصني سوى الجرأة لطرح مشكلتي فقد كانت أول خطوة لحل مشكلتي ... وضعت يدي بأيديهم وها أنا شارفت على الأنتهاء من العلاج والعودة لحياتي الطبيعية ..وأنا أعلم أن المجتمع لن يتقبلني.. لكنني سأسعى جاهدة لأن أكون إنسانة بنائة في هذا المجتمع المعطاء....
فنظرت إلى طائرتهم وهي تقلع وكم تمنيت أن أقول لهم عودوا إلى الحياة فربما يكون لكم فيها أمل يبقيكم كما بقيت ......
هذا الموضوع الذي أنا بصدد طرحه هو موضوع لصديقتي وهو يعتبر أول محاولاتها الأدبية المنشورة فأتمنى أن تخبروني عن أرآئكم حول هذا الطرح بكل صراحة وبدون مجاملات.......
كتبته- سامية محمد العنزي
رسالة كتبتها لحياتي مراتٍ عديدة وفي كل مرة أردع نفسي...تمسكاً بكل لحظة في حياتي مع قسوة مجتمعي ضدي ونظرتهم لي ..وهاأنا ذا أصل إلى نهاية الطريق ومازلت أتمادى في المعاصي ..حكم علي أن أعيش مدمنة مظلومة ....لم أسلك هذا الطريق بإرادتي ..قدري شاء لي أن أكون بين أشخاص خونة
أئتمنتهم على نفسي.. واخترتهم من أعز أصدقائي وكانت صدمتي منهم أن ضاعت حياتي بسببهم ...كيف لأعز أصدقائي أن يدس المخدر لي في طعامي ... ولكن هذا ماحدث لم أكون قادرة إلا على الأستمرار في التعاطي..
لم يكن من حولي من أثق به ليعاملني كضحية.. الجميع سيتهموني بجريمة إهلاك نفسي وتدنيس سمعة عائلتي ..
لم أستطع أن أطرح مشكلتي عليهم فقد ثبتت قدماي في هذا الطريق الذي قطعت فيه شوطا طويلاً من العناء..
وأنا أعرف أنه يحمل لي عمرا قصيراً بليالٍ طوالٍ مليئة بالشقاء ...
مدينة المدمنين عبارة عن أحياء صغيرة.. تكثر فيها الأزقة المظلمة .. والمنازل المهدمة .. والقبور المهجورة .. وأجساد المدمنيين مرمية على الأرصفة .. والظلام يسود أرجاء هذه مدينة .. ويعم فيها السكون لحظات هي لحظات التعاطي.. وفجأة يثورون طلباً للمزيد........
شعرت بأنني ظلمت في هذا المكان.. ولأني لم أستطع مصارحة من حولي بمشكلتي ..لم يكن هناك طريقة للفرار سوى أن أعود لأقول:"وداعا أيتها الدنيا" أنطلقت بسرعة لكي لا أتردد .. وحجزت مقعدي مع أول رحلة للمنتحرين.. لم أحزم أمتعتي .. وظللت أجري لكي أصل إلى طائرتي وألقي بجسدي المتعب الذي أتلفته الأبر على أقرب مقعد .. وصلت إلى الطائرة وتجولت في أرجائها فلم أجد مقعدي بينهم فقد كانت لكبار المدمنيين ومن الدرجة الأولى .. فذهبت إلى الدرجة الثانية ولم أجد مقعدي فعدت أجر خطاي إلى بوابة الطائرة .. نظرت إلى الأسفل وجدت حياتي صعبة قذرة .. ولكن عندما نظرت إلى ركاب الطائرة وجدت حياتهم أصعب.. ترددت كثيراً بين الموت والاستمرار في الحياة الميتة ... كان العالم الآخر للمدمنيين صعبا ومخيفا .....
ولم أتحرك من بوابة الطائرة حتى سمعت صوتا من الدنيا يصرخ مناديا باسمي وكأنني كنت أنتظر من ينقذني من قراري الانتحاري ... رميت نفسي من الطائرة حتى وصلت إليها فوجدتها التوبة عن ذنب أرتكبه الآخرون بي واستمريت فيه .. إنه الأمل الوحيد لي في هذه الحياة.. إنه مركز إعادة التأهيل لم ينقصني سوى الجرأة لطرح مشكلتي فقد كانت أول خطوة لحل مشكلتي ... وضعت يدي بأيديهم وها أنا شارفت على الأنتهاء من العلاج والعودة لحياتي الطبيعية ..وأنا أعلم أن المجتمع لن يتقبلني.. لكنني سأسعى جاهدة لأن أكون إنسانة بنائة في هذا المجتمع المعطاء....
فنظرت إلى طائرتهم وهي تقلع وكم تمنيت أن أقول لهم عودوا إلى الحياة فربما يكون لكم فيها أمل يبقيكم كما بقيت ......