فاتن السالم
20 - 11 - 2006, 05:18 PM
هذه مقالة خطتها أنامل صديقتي فأرجوا منكم أن تعطوني رأيكم فيها بكل وضوح وشفافية
كتبته - رشا محمد
مهند طفل لم يتجاوز الخامسة من عمره ،يحب النشاط والحركة ،وقد انتهى للتو من لَعِبه على ظمأً شديد،فأخذ كوباً من الماء ليشربه ،فإذا به يسقط من يده الصغيرة ،وينسكب على الأرض .
وعلى حين غفلة منه، إذ بلطمه تتجه مسرعة على وجهه البريء !!
ما الأمر !! ما الخطب !! إنه التأديب والتـربية !!
فأجهش المسكين بالبكاء ،فإذا بالضرب يزداد عليه ـ بدعوى أنه قد تمادى في الدلال إلى حدٍ كبير ـ ولكن هذا الموقف جعل مهنداً يأخذ ردت فعل قوية، حيث بدأ بالعناد، فأصبح يعاند في كل أموره، فكلما وقع كوب من الماء في يده، إذ به يبتعد، ويغيب عن الأنظار، ثم يسكبه على الأرض. فهكذا أصبحت حاله.
فعلى من يقع اللوم هنا؟ أعلى مهند ، أم على أم مهند ؟
بالطبع أن الأم ترى أن ابنها طفل مشاكس، يحب العناد، والمشاجرة،... .
ودائماً ما تقول: لماذا ابني يتصرف معي بهذا السلوك ؟أما مع أقاربه وأقرانه فهو على أدب جمِّ، وذوق رفيع ؟وكأنه يُكذبني عند وصفه بالعناد,و...!
لكن الحقيقة وبكل صراحة أن اللوم ,والخطأ يقع على عاتقك أيتها الأم.
نعم. فمن قال أن التوبيخ ,والضرب ,هو الحل الأمثل!
ألم تعلمي أن رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه, نهى عن ضرب الأطفال, وذلك في
الحديث المشهور (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر).
فقد حدد سناً معينة للضرب ألا وهو سن العاشرة فما فوقها، ولم يأمر بالضرب
على سبب بسيط, وتافه, وإنما كان على ركيزة عظيمة من ركائز الدين, وعامود الإسلام, ألا وهي الصلاة.
وإنما كان الأحرى، والأولى أن يبين للطفل أين موضع خطئه مرة,ومرتين,
وثلاثة... إلى أن يستوعب, ويفهم. وإن أصر على عناده فتستعمل معه أسلوباً
آخر لصرفه عن هذا الخطأ. كأن تشغله بالأعمال التي تناسب سنه, فيعود عليه بالنفع, وشغل فراغه, وإفراغ طاقته الزائدة ,وكذا تعلُم أمور الحياة من حوله.
ويعود على أمه بالانبساط والتخلص من المشكلة بطريقة سليمة صحيحة وبدون عناء. فقد وضبت سلوكه وضبطته فأصبح فرداً فعالاً نافعاً في منزله ومن ثم في مجتمعه.
وكل هذا يكون مع التشجيع والتحفيز المستمر بطيب الكلام ودفء الحنان والصبر فهو من أسهل وأسرع الطرق للوصول إلى هذا الطفل ولا ننسى أن الحلم ما دخل في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.
وأذكر موقفاً قد مرّ بــي وهو أن إحدى الأمهات كانت إذا أرادت من إبنها الصغير أن يعمل معها ويترك عناده تقول له مشجعة ( ساعد أهلك ترضي ربك) مع أني أجزم أنه لا يعرف معناها . ولكن كلما قالت هذه العبارة رددها خلفها وبدأ بالحركة والنشاط المنضبط الهادف .
وبالتالي فإن المربي ـ أيا كان ـ قد تخلص من أسلوب التهديد والوعيد والعقاب المستمر الذي لا يعود إلا بالضرر على كلا الطرفين .
ومما يلاحظ في الآونة الأخيرة أنه أصبح الإسراف في الاعتماد على المراقبة البشرية في التربية عائداً بالضرر على حساب المراقبة الإلهية .
فينبغي للمربي أن لا يُغفل هذا الجانب (مراقبة الله) فعليه أن ينشأ الطفل على الخوف من الله دون ما سواه وأن يشعره بمراقبة الله له .
فيصبح المربي مرتاح البال ضامناً أن هذا الطفل سيكون على ما يحبه في حال وجود المربي وغيابه ؛ وذلك لأنه قد غرس في ابنه الثقة بالنفس مع مراقبة الله في السر والعلانية.
كتبته - رشا محمد
مهند طفل لم يتجاوز الخامسة من عمره ،يحب النشاط والحركة ،وقد انتهى للتو من لَعِبه على ظمأً شديد،فأخذ كوباً من الماء ليشربه ،فإذا به يسقط من يده الصغيرة ،وينسكب على الأرض .
وعلى حين غفلة منه، إذ بلطمه تتجه مسرعة على وجهه البريء !!
ما الأمر !! ما الخطب !! إنه التأديب والتـربية !!
فأجهش المسكين بالبكاء ،فإذا بالضرب يزداد عليه ـ بدعوى أنه قد تمادى في الدلال إلى حدٍ كبير ـ ولكن هذا الموقف جعل مهنداً يأخذ ردت فعل قوية، حيث بدأ بالعناد، فأصبح يعاند في كل أموره، فكلما وقع كوب من الماء في يده، إذ به يبتعد، ويغيب عن الأنظار، ثم يسكبه على الأرض. فهكذا أصبحت حاله.
فعلى من يقع اللوم هنا؟ أعلى مهند ، أم على أم مهند ؟
بالطبع أن الأم ترى أن ابنها طفل مشاكس، يحب العناد، والمشاجرة،... .
ودائماً ما تقول: لماذا ابني يتصرف معي بهذا السلوك ؟أما مع أقاربه وأقرانه فهو على أدب جمِّ، وذوق رفيع ؟وكأنه يُكذبني عند وصفه بالعناد,و...!
لكن الحقيقة وبكل صراحة أن اللوم ,والخطأ يقع على عاتقك أيتها الأم.
نعم. فمن قال أن التوبيخ ,والضرب ,هو الحل الأمثل!
ألم تعلمي أن رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه, نهى عن ضرب الأطفال, وذلك في
الحديث المشهور (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر).
فقد حدد سناً معينة للضرب ألا وهو سن العاشرة فما فوقها، ولم يأمر بالضرب
على سبب بسيط, وتافه, وإنما كان على ركيزة عظيمة من ركائز الدين, وعامود الإسلام, ألا وهي الصلاة.
وإنما كان الأحرى، والأولى أن يبين للطفل أين موضع خطئه مرة,ومرتين,
وثلاثة... إلى أن يستوعب, ويفهم. وإن أصر على عناده فتستعمل معه أسلوباً
آخر لصرفه عن هذا الخطأ. كأن تشغله بالأعمال التي تناسب سنه, فيعود عليه بالنفع, وشغل فراغه, وإفراغ طاقته الزائدة ,وكذا تعلُم أمور الحياة من حوله.
ويعود على أمه بالانبساط والتخلص من المشكلة بطريقة سليمة صحيحة وبدون عناء. فقد وضبت سلوكه وضبطته فأصبح فرداً فعالاً نافعاً في منزله ومن ثم في مجتمعه.
وكل هذا يكون مع التشجيع والتحفيز المستمر بطيب الكلام ودفء الحنان والصبر فهو من أسهل وأسرع الطرق للوصول إلى هذا الطفل ولا ننسى أن الحلم ما دخل في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.
وأذكر موقفاً قد مرّ بــي وهو أن إحدى الأمهات كانت إذا أرادت من إبنها الصغير أن يعمل معها ويترك عناده تقول له مشجعة ( ساعد أهلك ترضي ربك) مع أني أجزم أنه لا يعرف معناها . ولكن كلما قالت هذه العبارة رددها خلفها وبدأ بالحركة والنشاط المنضبط الهادف .
وبالتالي فإن المربي ـ أيا كان ـ قد تخلص من أسلوب التهديد والوعيد والعقاب المستمر الذي لا يعود إلا بالضرر على كلا الطرفين .
ومما يلاحظ في الآونة الأخيرة أنه أصبح الإسراف في الاعتماد على المراقبة البشرية في التربية عائداً بالضرر على حساب المراقبة الإلهية .
فينبغي للمربي أن لا يُغفل هذا الجانب (مراقبة الله) فعليه أن ينشأ الطفل على الخوف من الله دون ما سواه وأن يشعره بمراقبة الله له .
فيصبح المربي مرتاح البال ضامناً أن هذا الطفل سيكون على ما يحبه في حال وجود المربي وغيابه ؛ وذلك لأنه قد غرس في ابنه الثقة بالنفس مع مراقبة الله في السر والعلانية.