قاهر الفرسان
24 - 11 - 2006, 10:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
حديث شريف يروي حوارا بين الرسول ( ص ) وبين إبليس ( اللعين ) نقلا عن كتاب شجرة الكون – للإمام محي الدين بن العربي فأتمنى قراءته بتمعن وأخذ العبر منه ...
– عن معاذ بن جبل رضي الله عنه – عن أبن عباس رضي الله عنهما – قال : كنا مع رسول الله ( ص ) في بيت رجل من الأنصار في جماعة
فنادي منادي : يا أهل المنزل أتأذنون لي بالدخول ولكم إلي حاجة .
قال الرسول : أتعلمون من المنادي ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم
فقال الرسول : هذا إبليس اللعين لعنة الله تعالي ….فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أتأذن لي يا رسول الله أن اقتله ..؟
فقال النبي : مهلا يا عمر – أما علمت أنه من المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم ..ولكن افتحوا له الباب فإنه مأمور – فافهموا عنه ما يقول …واسمعوا منه ما يحدثكم …
قال ابن العباس : ففتح له الباب فدخل علينا فإذا هو ( *** اعور كسيح – في لحيته سبع شعرات كشعر الفرس – وعيناه مشقوقتان بالطول – ورأسه كراس الفيل الكبير – وأنيابه خارجه كأنياب الخنزير – وشفتاه كشفتي الثور )
فقال : السلام عليك يا محمد ….السلام عليكم يا جماعة المسلمين
فقال النبي ( ص ) : السلام لله يا لعين – قد سمعت حاجتك ….ما هي ؟
فقال إبليس اللعين : يا محمد ما جئتك اختياراً ولكن اضطراراً
فقال النبي ( ص ) : وما الذي اضطرك يا لعين ؟……. فقال : آتاني ملك من عند رب العزة يقول " أن الله يأمرك أن تلقي محمد ( ص ) وأنت صاغر ذليل متواضع وتخبره كيف مكرك ببني أدم – وكيف إغوائك لهم – وتصدقه في أي شئ يسألك فوعزتى وجلالى لئن كذبته في واحدة ولم تصدقه لأجعلنك رماداً تذروه الرياح ولأشمتن الأعداء بك " وقد جئتك يا محمد كما أمرت – فاسأل عما تشاء – فإن لم أصدقك فيما سألتني عنه شمتت في الأعداء وما أصعب شماتة الأعداء .
فقال الرسول ( ص ) : أن كنت صادقا – فاخبرني : من أبغض الناس إليك ؟
فقال : أنت يا محمد أبغض خلق الله تعالي إلي – ومن هو علي مثلك …
فقال الرسول ( ص ) : ومن تبغض أيضاً ؟ ……فقال : شاب تقي وهب نفسه لله تعالي
فقال الرسول ( ص ) : ثم من ؟ …… فقال : من يداوم علي طهارة ثلاثة
فقال الرسول ( ص ) : ثم من ؟ …… فقال : فقير صبور لم يصف فقره لاحد – ولم يشك ضره
فقال الرسول ( ص ) : وما يدريك أنه صبور ؟ قال : يا محمد إذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين
فقال الرسول ( ص ) : ثم من ؟ …… فقال : غني شاكر .
فقال الرسول ( ص ) : وما يدريك أنه شكور ؟ فقال : إذا رايته يأخذ من حله ويضعه في محله
فقال الرسول ( ص ) : كيف حالك إذا قامت أمتي إلي الصلاة ؟ فقال : يا محمد تلحقني الحمه والرعد
فقال الرسول ( ص ) : ولم يا لعين ؟ فقال : أن العبد إذا سجد لله سجدة رفعه الله درجه .
فقال الرسول ( ص ) : فإذا صاموا ؟ فقال : أكون مقيدا حتى يفطرواً .
فقال الرسول ( ص ) : فإذا حجوا ؟ فقال : أكون مجنونا .
فقال الرسول ( ص ) : فإذا قرؤا القران ؟ فقال : أذوب كما يذوب الرصاص في النار .
فقال الرسول ( ص ) : فإذا تصدقوا ؟ فقال : فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين.
فقال الرسول ( ص ) : ولم ذلك يا أبا مره ؟ فقال : فأن في الصدقة أربع خصال وهي : ( 1 ) أن الله ينزل في ماله البركة – ( 2 ) يحببه إلي خلقة – ( 3 ) يجعل صدقته حجابا بينه وبين النار – ( 4 ) يدفع عنه العاهات والبلايا .
فقال الرسول ( ص ) : فما تقول في أبو بكر ؟ فقال : يا محمد لم يطعني في الجاهلية فكيف يطيعني في الإسلام
فقال الرسول ( ص ) : فما تقول في عمر ابن الخطاب ؟ فقال : والله ما لقيته إلا وهربت منه فقال الرسول ( ص ) : فما تقول عثمان بن عفان ؟ فقال : استحي ممن استحت منه ملائكة الرحمن .
فقال الرسول ( ص ) : فما تقول في علي ابن أبى طالب ؟ فقال : ليتني سلمت منه رأسا براس ويتركني واتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط
فقال الرسول ( ص ) : الحمد الله الذي اسعد أمتي وأشقاك إلي يوم الوقت المعلوم
فقال إبليس اللعين : هيهات – هيهات – أين سعادة أمتك وأنا حي لا أموت إلي يوم معلوم وكيف تفرح أمتك وأنا ادخل عليهم في مجاري الدم واللحم وهم لا يروني فوالذي خلقني وانظرني إلي يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين – جاهلهم وعالمهم وأميهم وقارئهما – واجحدهما وعابدهم إلا عباد الله المخلصين
فقال الرسول ( ص ) : ومن المخلصين عندك ؟ فقال : أما علمت يا محمد من أحب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالي – وإذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه مخلص لله تعالي فتركته – وإن العبد ما دام يحب المال والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا أنه أطوع ممن أصف لكم
- أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر أما علمت أن حب الرياء من أكبر الكبائر
- أما علمت أن لي سبعين ألف ولد ولكل ولد سبعين ألف شيطان فمنهم من قد وكلته بالعلماء ومنهم من وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ – ومنهم من قد وكلته بالعجائز ( أما الشباب فليس بيننا وبينهم خلاف ) ( أما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاءوا ) ومنهم من قد وكلته بالعباد – ومنهم من قد وكلت بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجونهم من حال إلي حال من باب إلي باب حتى يعبدوا لله تعالي بغير إخلاص وما يشعرون .
- أما علمت يا محمد أن برصيصا الراهب اخلص لله تعالي سبعين سنة حتى كان يعافي بدعوته كل من كان سقيما فلم اتركه حتى زني وقتل وكفر وهو الذي ذكره الله تعالي في كتابة العزيز بقوله تعالي
(( كمثل الشيطان إذا قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني برئ منك أني أخاف الله رب العالمين )) .
- أما علمت الكذب مني وأنا أول من كذب ( من كذب فهو صديقي – ومن حلف بالله كاذبا فهو حبيبي) .
- أما علمت يا محمد أني حلفت لأدم وحواء بالله أني لكما لمن الناصحين ( فاليمين الكاذبة سرور قلبي – والغيبة والنميمة فاكهتي وفرحي – وشهادة الزور قرة عيني ورضاي – ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان مرة واحدة ولو كان صادقا فإنه من عود لسانه بالطلاق وحرمت عليه زوجته ثم لا يزالون يتناسلون إلي يوم القيامة فيكونوا كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من أجل كلمة . يا محمد أن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة كلما يريد أن يقوم إلي الصلاة لزمته أوسوس له – وأقول : الوقت باقي وأنت في شغل حتى يؤخرها ويصليها في غير وقتها فيضرب بها وجهه . أن غلبني أرسلت إليه واحدة من شياطين الإنس تشغله عن وقتها – فإن هو غلبني في ذلك تركته حتى إذا كان في الصلاة قلت له : أنظر يمينا وشمالا فينظر فعند ذلك أمسح بيدي علي وجهه وأقبل ما بين عينيه وأقول له : لقد أتيت ما لا يصلح أبدا – وأنت تعلم يا محمد من اكثر الالتفات في الصلاة يضرب الله بها وجهه – فإن غلبني في الصلاة وصلي وحده – أمرته بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة ويغادر بها . فإن غلبني وصلي في الجامعة – ألجمته – ألجمته بلجام ثم ارفع رآسة قبل الإمام ووضعه قبل الإمام – وأنت تعلم يا محمد أن من يفعل ذلك بطلت صلاته ويسخط الله رآسة رأس حمار يوم القيامة . فإن غلبني في ذلك أمرته أن يفرقع اصابعة في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة – فإن غلبني في ذلك نفخت في انفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة فإن لم يضع يده علي فيه دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصا في الدنيا وخيالها ويكون سمعا مطيعا لنا
وأي سعادة لأمتك وأنا أمر المسكين أن يدع الصلاة وأقول له : ليست عليك صلاة إنما علي الذي انعم الله عليه – وأقول للمريض دعها فإنها ليست عليك إنما هي علي الذي انعم الله عليه بالعافية ولأن الله تعالي يقول " ولا علي المريض حرج " وإذا فقت صليت ما عليك حتى يموت كافرا – فإذا مات تارك الصلاة وهو في مرضه لقي الله تعالي وهو غضبان عليه .
يا محمد أن كنت كذبت أو زغت فأسال الله أن يجعلني رماداً ، يا محمد أتفرح بأمتك وأنا اخرج سدس أمتك من الإســلام ……..؟
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : من خليلك ؟ ( قال : آكل الربا )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : من صديقك ؟ ( قال : الزاني )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : من ضجيعك ؟ ( قال : السكران )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : من ضيفك ؟ ( قال : السارق )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما قرة عينك ؟ ( قال : الحالف بالطلاق )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فمن رسولك ؟ ( قال : الساحر )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فمن حبيبك ؟ ( قال : تارك صلاة الجمعة )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما يكسر ظهرك ؟(قال صهيل الخيل في سبيل الله )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما يذيب جسمك ؟( قال : توبة التائب )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما ينضج كبدك ؟( قال : كثرة الاستغفار لله تعالي بالليل والنهار )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما يخزى وجهك ؟( قال : صدقة السر )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما يطمس عينك ؟( قال : صلاة الفجر )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما يخزى وجهك ؟( قال : كثرة الصلاة في جماعة )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فمن اشقي الناس عندك ؟( قال : البخلاء )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما يشغلك عن عملك ؟( قال : مجالس العلماء )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فكيف تأكل ؟ ( قال : بشمالي وإصبعي )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فأين تستغل أولادك وقت الحزور والسموم ؟
قال : تحت أظافر الإنسان )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين فكم سالت من ربك حاجة ؟( قال : عشرة أشياء )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : فما هي يا لعين ؟
قال : سالتة أن يشركني في بني آدم في مالهم وولدهم فاشركني فيهم – وذلك قولة تعالي
" وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً "
" وكل مال لا يزكي فاني أكل منه – واكل من كل طعام خالطه الربا والحرم – وكل طعام لا يتعوذ عليه من الشيطان الرجيم – وكل من لا يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه – فيأتي الولد سامعا ومطيعا – ومن ركب دابة يسير عليها في غير طلب حلال فإني رفيقة بقول تعالي
" أ*** عليهم بخيلك ورجلك "
وسالتة أن يجعل لي بيتا – فكان الحمام – وسالتة أن يجعل لي مسجدا – فكان الأسواق – وسألته أن يجعل لي قرأنا – فكان الشعر – وسالتة أن يجعل لي أذانا فكان المزامير – وسالتة أن يجعل لي صديقا – فكان السكران – وسالتة أن يجعل لي أعوانا فكان القدرية – وسالتة أن يجعل لي إخوانا – فكان الذين ينفقون أموالهم في السفه ثم تلا قول الله تعالي " أن المبذرين كانوا أخوان الشياطين "
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : لولا آتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالي ما صدقتك .
فقال اللعين : يا محمد …..سالت الله تعالي أن أري بني أدم ولا يروني – فآجراني إلي عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت ومتي شئت في ساعة واحدة ……فقال الله تعالي لك ما شئت – وأنا افتخر بذلك إلي يوم القيامة – وأن من معي أكثر ممن معك – وأكثر ذرية ادم معي يوم القيامة ……وأن لي ولدا قد سميته عتمه يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة العتمة ( العشاء ) ولولا ذلك ما وجد الناس قوتا حتى يؤدوا الصلاة ….وأن لي ولدا قد سميته المتقاضي – فإذا عمل العبد طاعة سرا واراد أن يكتمها – لا يزال بتقاضي به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحو الله تسعة وتسعين ثوابا من مائة ثواب ليبقي له ثواب واحد – لأن له بكل عمل يعمله سرا مائة ثواب ….وأن لي ولدا قد سميته كحيلا : وهو الذي يكحل عين الناس في مجالس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عن سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبدا ( وما من امرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان يقعد في حجرها يزينها للناظرين ويقولون لها : أخرجي يدك فتخرج يدها – ثم تبرز ظفرها فتهتك . ثم قال يا محمد ليس من الإضلال شئ …إنما أنا موسوس ومزين ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحدا علي وجه الأرض ممن يقول لا اله إلا الله محمد رسول الله – ولا صائما ولا مصليا .
كما إنه ليس لك من الهداية شئ بل أنت رسول ومبلغ – ولو كانت الهداية بيدك فما تركت علي وجه الأرض كافرا وإنما حجة الله علي خلقه . وأنا سبب لمن سبقت له الشقاوة والسعيد من أسعده الله في بطن أمه – والشقي من أشقاه الله في بطن أمه .
- فقرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم : قولة تعالي " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك " ثم قرأ قولة تعالي " وكان أمر الله قدرا مقدوراً "
- ثم قال النبي صلي الله عليه وسلم : يا أبا مرة : هل لك أن تتوب وترجع إلي الله تعالي وأنا أضمن لك الجنة ؟
- فقال : يا رسول الله قد قضي الأمر وجف القلم مما هو كائن إلي يوم القيامة .
" فسبحان من جعلك سيد الأنبياء وخطيب أهل الجنة فيها – وخصك واصطفاك …وجعلني سيد الأشقياء – وجعلني خطيب أهل النار …وأنا شقي مطرود "
وهذا آخر ما أخبرتك عنه ……وقد صدقتك فيه
" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم "
وبه نستعين
حديث شريف يروي حوارا بين الرسول ( ص ) وبين إبليس ( اللعين ) نقلا عن كتاب شجرة الكون – للإمام محي الدين بن العربي فأتمنى قراءته بتمعن وأخذ العبر منه ...
– عن معاذ بن جبل رضي الله عنه – عن أبن عباس رضي الله عنهما – قال : كنا مع رسول الله ( ص ) في بيت رجل من الأنصار في جماعة
فنادي منادي : يا أهل المنزل أتأذنون لي بالدخول ولكم إلي حاجة .
قال الرسول : أتعلمون من المنادي ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم
فقال الرسول : هذا إبليس اللعين لعنة الله تعالي ….فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أتأذن لي يا رسول الله أن اقتله ..؟
فقال النبي : مهلا يا عمر – أما علمت أنه من المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم ..ولكن افتحوا له الباب فإنه مأمور – فافهموا عنه ما يقول …واسمعوا منه ما يحدثكم …
قال ابن العباس : ففتح له الباب فدخل علينا فإذا هو ( *** اعور كسيح – في لحيته سبع شعرات كشعر الفرس – وعيناه مشقوقتان بالطول – ورأسه كراس الفيل الكبير – وأنيابه خارجه كأنياب الخنزير – وشفتاه كشفتي الثور )
فقال : السلام عليك يا محمد ….السلام عليكم يا جماعة المسلمين
فقال النبي ( ص ) : السلام لله يا لعين – قد سمعت حاجتك ….ما هي ؟
فقال إبليس اللعين : يا محمد ما جئتك اختياراً ولكن اضطراراً
فقال النبي ( ص ) : وما الذي اضطرك يا لعين ؟……. فقال : آتاني ملك من عند رب العزة يقول " أن الله يأمرك أن تلقي محمد ( ص ) وأنت صاغر ذليل متواضع وتخبره كيف مكرك ببني أدم – وكيف إغوائك لهم – وتصدقه في أي شئ يسألك فوعزتى وجلالى لئن كذبته في واحدة ولم تصدقه لأجعلنك رماداً تذروه الرياح ولأشمتن الأعداء بك " وقد جئتك يا محمد كما أمرت – فاسأل عما تشاء – فإن لم أصدقك فيما سألتني عنه شمتت في الأعداء وما أصعب شماتة الأعداء .
فقال الرسول ( ص ) : أن كنت صادقا – فاخبرني : من أبغض الناس إليك ؟
فقال : أنت يا محمد أبغض خلق الله تعالي إلي – ومن هو علي مثلك …
فقال الرسول ( ص ) : ومن تبغض أيضاً ؟ ……فقال : شاب تقي وهب نفسه لله تعالي
فقال الرسول ( ص ) : ثم من ؟ …… فقال : من يداوم علي طهارة ثلاثة
فقال الرسول ( ص ) : ثم من ؟ …… فقال : فقير صبور لم يصف فقره لاحد – ولم يشك ضره
فقال الرسول ( ص ) : وما يدريك أنه صبور ؟ قال : يا محمد إذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين
فقال الرسول ( ص ) : ثم من ؟ …… فقال : غني شاكر .
فقال الرسول ( ص ) : وما يدريك أنه شكور ؟ فقال : إذا رايته يأخذ من حله ويضعه في محله
فقال الرسول ( ص ) : كيف حالك إذا قامت أمتي إلي الصلاة ؟ فقال : يا محمد تلحقني الحمه والرعد
فقال الرسول ( ص ) : ولم يا لعين ؟ فقال : أن العبد إذا سجد لله سجدة رفعه الله درجه .
فقال الرسول ( ص ) : فإذا صاموا ؟ فقال : أكون مقيدا حتى يفطرواً .
فقال الرسول ( ص ) : فإذا حجوا ؟ فقال : أكون مجنونا .
فقال الرسول ( ص ) : فإذا قرؤا القران ؟ فقال : أذوب كما يذوب الرصاص في النار .
فقال الرسول ( ص ) : فإذا تصدقوا ؟ فقال : فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين.
فقال الرسول ( ص ) : ولم ذلك يا أبا مره ؟ فقال : فأن في الصدقة أربع خصال وهي : ( 1 ) أن الله ينزل في ماله البركة – ( 2 ) يحببه إلي خلقة – ( 3 ) يجعل صدقته حجابا بينه وبين النار – ( 4 ) يدفع عنه العاهات والبلايا .
فقال الرسول ( ص ) : فما تقول في أبو بكر ؟ فقال : يا محمد لم يطعني في الجاهلية فكيف يطيعني في الإسلام
فقال الرسول ( ص ) : فما تقول في عمر ابن الخطاب ؟ فقال : والله ما لقيته إلا وهربت منه فقال الرسول ( ص ) : فما تقول عثمان بن عفان ؟ فقال : استحي ممن استحت منه ملائكة الرحمن .
فقال الرسول ( ص ) : فما تقول في علي ابن أبى طالب ؟ فقال : ليتني سلمت منه رأسا براس ويتركني واتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط
فقال الرسول ( ص ) : الحمد الله الذي اسعد أمتي وأشقاك إلي يوم الوقت المعلوم
فقال إبليس اللعين : هيهات – هيهات – أين سعادة أمتك وأنا حي لا أموت إلي يوم معلوم وكيف تفرح أمتك وأنا ادخل عليهم في مجاري الدم واللحم وهم لا يروني فوالذي خلقني وانظرني إلي يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين – جاهلهم وعالمهم وأميهم وقارئهما – واجحدهما وعابدهم إلا عباد الله المخلصين
فقال الرسول ( ص ) : ومن المخلصين عندك ؟ فقال : أما علمت يا محمد من أحب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالي – وإذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه مخلص لله تعالي فتركته – وإن العبد ما دام يحب المال والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا أنه أطوع ممن أصف لكم
- أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر أما علمت أن حب الرياء من أكبر الكبائر
- أما علمت أن لي سبعين ألف ولد ولكل ولد سبعين ألف شيطان فمنهم من قد وكلته بالعلماء ومنهم من وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ – ومنهم من قد وكلته بالعجائز ( أما الشباب فليس بيننا وبينهم خلاف ) ( أما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاءوا ) ومنهم من قد وكلته بالعباد – ومنهم من قد وكلت بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجونهم من حال إلي حال من باب إلي باب حتى يعبدوا لله تعالي بغير إخلاص وما يشعرون .
- أما علمت يا محمد أن برصيصا الراهب اخلص لله تعالي سبعين سنة حتى كان يعافي بدعوته كل من كان سقيما فلم اتركه حتى زني وقتل وكفر وهو الذي ذكره الله تعالي في كتابة العزيز بقوله تعالي
(( كمثل الشيطان إذا قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني برئ منك أني أخاف الله رب العالمين )) .
- أما علمت الكذب مني وأنا أول من كذب ( من كذب فهو صديقي – ومن حلف بالله كاذبا فهو حبيبي) .
- أما علمت يا محمد أني حلفت لأدم وحواء بالله أني لكما لمن الناصحين ( فاليمين الكاذبة سرور قلبي – والغيبة والنميمة فاكهتي وفرحي – وشهادة الزور قرة عيني ورضاي – ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان مرة واحدة ولو كان صادقا فإنه من عود لسانه بالطلاق وحرمت عليه زوجته ثم لا يزالون يتناسلون إلي يوم القيامة فيكونوا كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من أجل كلمة . يا محمد أن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة كلما يريد أن يقوم إلي الصلاة لزمته أوسوس له – وأقول : الوقت باقي وأنت في شغل حتى يؤخرها ويصليها في غير وقتها فيضرب بها وجهه . أن غلبني أرسلت إليه واحدة من شياطين الإنس تشغله عن وقتها – فإن هو غلبني في ذلك تركته حتى إذا كان في الصلاة قلت له : أنظر يمينا وشمالا فينظر فعند ذلك أمسح بيدي علي وجهه وأقبل ما بين عينيه وأقول له : لقد أتيت ما لا يصلح أبدا – وأنت تعلم يا محمد من اكثر الالتفات في الصلاة يضرب الله بها وجهه – فإن غلبني في الصلاة وصلي وحده – أمرته بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة ويغادر بها . فإن غلبني وصلي في الجامعة – ألجمته – ألجمته بلجام ثم ارفع رآسة قبل الإمام ووضعه قبل الإمام – وأنت تعلم يا محمد أن من يفعل ذلك بطلت صلاته ويسخط الله رآسة رأس حمار يوم القيامة . فإن غلبني في ذلك أمرته أن يفرقع اصابعة في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة – فإن غلبني في ذلك نفخت في انفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة فإن لم يضع يده علي فيه دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصا في الدنيا وخيالها ويكون سمعا مطيعا لنا
وأي سعادة لأمتك وأنا أمر المسكين أن يدع الصلاة وأقول له : ليست عليك صلاة إنما علي الذي انعم الله عليه – وأقول للمريض دعها فإنها ليست عليك إنما هي علي الذي انعم الله عليه بالعافية ولأن الله تعالي يقول " ولا علي المريض حرج " وإذا فقت صليت ما عليك حتى يموت كافرا – فإذا مات تارك الصلاة وهو في مرضه لقي الله تعالي وهو غضبان عليه .
يا محمد أن كنت كذبت أو زغت فأسال الله أن يجعلني رماداً ، يا محمد أتفرح بأمتك وأنا اخرج سدس أمتك من الإســلام ……..؟
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : من خليلك ؟ ( قال : آكل الربا )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : من صديقك ؟ ( قال : الزاني )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : من ضجيعك ؟ ( قال : السكران )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : من ضيفك ؟ ( قال : السارق )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما قرة عينك ؟ ( قال : الحالف بالطلاق )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فمن رسولك ؟ ( قال : الساحر )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فمن حبيبك ؟ ( قال : تارك صلاة الجمعة )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما يكسر ظهرك ؟(قال صهيل الخيل في سبيل الله )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما يذيب جسمك ؟( قال : توبة التائب )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما ينضج كبدك ؟( قال : كثرة الاستغفار لله تعالي بالليل والنهار )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما يخزى وجهك ؟( قال : صدقة السر )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما يطمس عينك ؟( قال : صلاة الفجر )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما يخزى وجهك ؟( قال : كثرة الصلاة في جماعة )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فمن اشقي الناس عندك ؟( قال : البخلاء )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فما يشغلك عن عملك ؟( قال : مجالس العلماء )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فكيف تأكل ؟ ( قال : بشمالي وإصبعي )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين : فأين تستغل أولادك وقت الحزور والسموم ؟
قال : تحت أظافر الإنسان )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : يا لعين فكم سالت من ربك حاجة ؟( قال : عشرة أشياء )
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : فما هي يا لعين ؟
قال : سالتة أن يشركني في بني آدم في مالهم وولدهم فاشركني فيهم – وذلك قولة تعالي
" وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً "
" وكل مال لا يزكي فاني أكل منه – واكل من كل طعام خالطه الربا والحرم – وكل طعام لا يتعوذ عليه من الشيطان الرجيم – وكل من لا يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه – فيأتي الولد سامعا ومطيعا – ومن ركب دابة يسير عليها في غير طلب حلال فإني رفيقة بقول تعالي
" أ*** عليهم بخيلك ورجلك "
وسالتة أن يجعل لي بيتا – فكان الحمام – وسالتة أن يجعل لي مسجدا – فكان الأسواق – وسألته أن يجعل لي قرأنا – فكان الشعر – وسالتة أن يجعل لي أذانا فكان المزامير – وسالتة أن يجعل لي صديقا – فكان السكران – وسالتة أن يجعل لي أعوانا فكان القدرية – وسالتة أن يجعل لي إخوانا – فكان الذين ينفقون أموالهم في السفه ثم تلا قول الله تعالي " أن المبذرين كانوا أخوان الشياطين "
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : لولا آتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالي ما صدقتك .
فقال اللعين : يا محمد …..سالت الله تعالي أن أري بني أدم ولا يروني – فآجراني إلي عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت ومتي شئت في ساعة واحدة ……فقال الله تعالي لك ما شئت – وأنا افتخر بذلك إلي يوم القيامة – وأن من معي أكثر ممن معك – وأكثر ذرية ادم معي يوم القيامة ……وأن لي ولدا قد سميته عتمه يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة العتمة ( العشاء ) ولولا ذلك ما وجد الناس قوتا حتى يؤدوا الصلاة ….وأن لي ولدا قد سميته المتقاضي – فإذا عمل العبد طاعة سرا واراد أن يكتمها – لا يزال بتقاضي به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحو الله تسعة وتسعين ثوابا من مائة ثواب ليبقي له ثواب واحد – لأن له بكل عمل يعمله سرا مائة ثواب ….وأن لي ولدا قد سميته كحيلا : وهو الذي يكحل عين الناس في مجالس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عن سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبدا ( وما من امرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان يقعد في حجرها يزينها للناظرين ويقولون لها : أخرجي يدك فتخرج يدها – ثم تبرز ظفرها فتهتك . ثم قال يا محمد ليس من الإضلال شئ …إنما أنا موسوس ومزين ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحدا علي وجه الأرض ممن يقول لا اله إلا الله محمد رسول الله – ولا صائما ولا مصليا .
كما إنه ليس لك من الهداية شئ بل أنت رسول ومبلغ – ولو كانت الهداية بيدك فما تركت علي وجه الأرض كافرا وإنما حجة الله علي خلقه . وأنا سبب لمن سبقت له الشقاوة والسعيد من أسعده الله في بطن أمه – والشقي من أشقاه الله في بطن أمه .
- فقرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم : قولة تعالي " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك " ثم قرأ قولة تعالي " وكان أمر الله قدرا مقدوراً "
- ثم قال النبي صلي الله عليه وسلم : يا أبا مرة : هل لك أن تتوب وترجع إلي الله تعالي وأنا أضمن لك الجنة ؟
- فقال : يا رسول الله قد قضي الأمر وجف القلم مما هو كائن إلي يوم القيامة .
" فسبحان من جعلك سيد الأنبياء وخطيب أهل الجنة فيها – وخصك واصطفاك …وجعلني سيد الأشقياء – وجعلني خطيب أهل النار …وأنا شقي مطرود "
وهذا آخر ما أخبرتك عنه ……وقد صدقتك فيه
" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم "