ابولمى
3 - 11 - 2004, 05:06 AM
رسالة المشرف التربوي لا تقف عند زيارة المدرسة
محمد إبراهيم فايع/ خميس مشيط
ثمة أسئلة تطرح من قبل العاملين في ميدان التربية حول العلاقة بين المشرف التربوي والمعلمين والدور المنوط بكلا الطرفين وهل بالفعل قدم كل طرف للآخر ما هو منتظر بمعنى هل نجح المشرف التربوي في مهمته الرئيسة وهي تزويد المعلمين بالخبرات والتوجيهات والتجارب الحية من أجل الرقي لمهارتهم وكفاياتهم الى الحد المأمول الذي يمكنهم من العطاء بدون حدود! وهل نجح المعلمون في إبداء تجاوب مع أساليب المشرفين التربويين والتي تتنوع ما بين دروس مشاهدة وورش عمل وقراءات موجهة ولقاءات ودورات مخطط لها ونشرات تربوية فانعكست تلك البرامج الثرية على أسلوبهم وطرائق تدريسهم وخططهم وأساليبهم انعكاسا إيجابيا فسعوا إلى تطبيقها وكذلك الإفادة منها؟ أم أن هناك فجوة بين الطرفين في عملية التلقي والاتصال، والتأثر والتأثير، والقبول والاستجابة، وكأن الجميع غير مقتنع بما يقوم به أو يقدم له، فتحول الجميع الى مجرد آلات صماء تتحرك فقط عندما تدفع أو تبرمج آليا دون تفاعل أو قناعة بالدور الوظيفي، وتحول الطرفان الى مجرد ضيوف يوميين على ساعات العمل ثم يعودون الى منازلهم وحياتهم الاجتماعية.
من هذا المنطلق أقول ينبغي على المشرف التربوي أن يعي ان رسالته لا تقف عند زيارة المدرسة فقط من أجل الزيارة وحدها ولكن دوره يتعدى ذلك الأمر غير المتكامل الى دور أكبر فهو يقوم بعملية تعاونية تشخيصية تحليلية علاجية مستمرة، ولا يمكن أن تتم هذه العملية إلا في ضوء علاقة تقوم على التقدير والاحترام بينه وبين المعلم، ومن خلال التفاعل المثمر والبناء، لأن الهدف المراد تحقيقه (تحسين عمليتي التعليم والتعلم) والمشرف التربوي الجيد وهو يقوم بهذه المهمة إنما يمر عبر اربع مراحل تعرف بالإشراف التصحيحي ثم الاشراف الوقائي ثم الاشراف البنائي وهناك اشراف ابداعي أخير، فهو بهذه المراحل الأربع يعمل على تصحيح الأخطاء في جو من الود والحب يحفظ للمعلم مكانته وقدراته ويعمل على تفادي الصعوبات والمعوقات التي قد تعترض طريق المعلم، ثم يحاول عبر مرحلة الإشراف البنائي ان يساعد المعلم على اكتساب أساليب وقدرات ومهارات جيدة عوضا عن الأساليب والقدرات والمهارات السابقة، والتي قد تكون غير مناسبة وجامدة، ولم تعد صالحة للمرحلة الراهنة، ثم يحاول تحريك الطاقات الكامنة عند المعلم من خلال إعلان مواهبه وإطلاق ابداعاته وإشراكه في صنع خطط ميدانه ولا يمكن للمشرف ايجاد هذا الهدف إلا من خلال امتلاكه لرؤية واضحة لأهداف الميدان التربوية، وحرصه على إقامة جسور من العلاقات الإنسانية، وهذه المراحل كفيلة بتحقيق النجاح للمشرف إذا ما سار في نهجها.
أما العلم فيجب ان يعرف انه الشخص الذي تم تأهيله ليكون معلما للأجيال ومربيا لهم، وهو بهذا صاحب رسالة مقدسة لأنه وفق دوره الذي تحتمه عليه مهام وأعباء هذه الرسالة ان يربي الناشئة على المفاهيم الصحيحة للحياة والتي تقوم على أسس من تعاليم الدين، ويقوم بإيصال العلوم والمعارف والمهارات الى عقول تلاميذه وبحسب ما يقتضي منه الموقف التعليمي في استخدام طرائق تدريسه ووسائل تعليمية وأساليب تربوية ونجاح المعلم في هاتين المهمتين لن يتأتى له ما لم يكن على قناعة بما يقدم له من أساليب اشرافية وانها تهدف الى الارتقاء بمستواه فهي لا تعد ترفا ولا مضيعة للوقت إذا ما أعطيت الاهتمام الكافي بها، وان تتكون لديه رغبة في الاستزادة من خبرات الميدان مهما بلغت سنوات خدمته أو درجة كفايته لأن المعلم بطبيعة عمله سيظل يشعر بأنه في حاجة الى مساعدة الآخرين سواء من معلمين سبقوه أو من مدير المدرسة والذي يعد اليوم مشرفا مقيما أو من المشرفين التربويين والذين لم يصلوا إلى الاشراف إلا بعد حصولهم على تجارب وخبرات تراكمية مكنتهم من امكانية إفادة اخوانهم المعلمين، وقد أثبتت التجارب بأن المعلم في حاجة الى مساعدة المشرف التربوي لإعادة خططه وإعداد وسائله وتحضير أساليبه للمرحلة القادمة بل بحاجة الى من يقوِّمه ويبصره في حل مشكلاته وتذليل الصعوبات التي قد تعترض عمله فيستعيد ثقته بنفسه ويدعم طموحه ويعرض أفكاره، لهذا فإنّ قناعة المعلم ورغبته نقطتان مهمتان لتحقيق أهدافه في تلك العلاقة.
من هنا أخلص الى ان المشرف التربوي ليس كابوسا مخيفا إذا ما عرفت مهامه وتفهم المعلمون دوره وقامت العلاقة بين الطرفين على أسس من الاخلاص والصدق والاحترام والرغبة في النجاح والعطاء وأن عمل الطرفين يحتاج كثيراً إلى تعاون من منطلق المفهوم الذي بدأت به في مقدمة مقالي وهذا القبول والتعاون من شأنه أن يردم الفجوة ويبني جسور التلاقي والاتصال بين المشرف التربوي والمعلمين.
محمد إبراهيم فايع/ خميس مشيط
ثمة أسئلة تطرح من قبل العاملين في ميدان التربية حول العلاقة بين المشرف التربوي والمعلمين والدور المنوط بكلا الطرفين وهل بالفعل قدم كل طرف للآخر ما هو منتظر بمعنى هل نجح المشرف التربوي في مهمته الرئيسة وهي تزويد المعلمين بالخبرات والتوجيهات والتجارب الحية من أجل الرقي لمهارتهم وكفاياتهم الى الحد المأمول الذي يمكنهم من العطاء بدون حدود! وهل نجح المعلمون في إبداء تجاوب مع أساليب المشرفين التربويين والتي تتنوع ما بين دروس مشاهدة وورش عمل وقراءات موجهة ولقاءات ودورات مخطط لها ونشرات تربوية فانعكست تلك البرامج الثرية على أسلوبهم وطرائق تدريسهم وخططهم وأساليبهم انعكاسا إيجابيا فسعوا إلى تطبيقها وكذلك الإفادة منها؟ أم أن هناك فجوة بين الطرفين في عملية التلقي والاتصال، والتأثر والتأثير، والقبول والاستجابة، وكأن الجميع غير مقتنع بما يقوم به أو يقدم له، فتحول الجميع الى مجرد آلات صماء تتحرك فقط عندما تدفع أو تبرمج آليا دون تفاعل أو قناعة بالدور الوظيفي، وتحول الطرفان الى مجرد ضيوف يوميين على ساعات العمل ثم يعودون الى منازلهم وحياتهم الاجتماعية.
من هذا المنطلق أقول ينبغي على المشرف التربوي أن يعي ان رسالته لا تقف عند زيارة المدرسة فقط من أجل الزيارة وحدها ولكن دوره يتعدى ذلك الأمر غير المتكامل الى دور أكبر فهو يقوم بعملية تعاونية تشخيصية تحليلية علاجية مستمرة، ولا يمكن أن تتم هذه العملية إلا في ضوء علاقة تقوم على التقدير والاحترام بينه وبين المعلم، ومن خلال التفاعل المثمر والبناء، لأن الهدف المراد تحقيقه (تحسين عمليتي التعليم والتعلم) والمشرف التربوي الجيد وهو يقوم بهذه المهمة إنما يمر عبر اربع مراحل تعرف بالإشراف التصحيحي ثم الاشراف الوقائي ثم الاشراف البنائي وهناك اشراف ابداعي أخير، فهو بهذه المراحل الأربع يعمل على تصحيح الأخطاء في جو من الود والحب يحفظ للمعلم مكانته وقدراته ويعمل على تفادي الصعوبات والمعوقات التي قد تعترض طريق المعلم، ثم يحاول عبر مرحلة الإشراف البنائي ان يساعد المعلم على اكتساب أساليب وقدرات ومهارات جيدة عوضا عن الأساليب والقدرات والمهارات السابقة، والتي قد تكون غير مناسبة وجامدة، ولم تعد صالحة للمرحلة الراهنة، ثم يحاول تحريك الطاقات الكامنة عند المعلم من خلال إعلان مواهبه وإطلاق ابداعاته وإشراكه في صنع خطط ميدانه ولا يمكن للمشرف ايجاد هذا الهدف إلا من خلال امتلاكه لرؤية واضحة لأهداف الميدان التربوية، وحرصه على إقامة جسور من العلاقات الإنسانية، وهذه المراحل كفيلة بتحقيق النجاح للمشرف إذا ما سار في نهجها.
أما العلم فيجب ان يعرف انه الشخص الذي تم تأهيله ليكون معلما للأجيال ومربيا لهم، وهو بهذا صاحب رسالة مقدسة لأنه وفق دوره الذي تحتمه عليه مهام وأعباء هذه الرسالة ان يربي الناشئة على المفاهيم الصحيحة للحياة والتي تقوم على أسس من تعاليم الدين، ويقوم بإيصال العلوم والمعارف والمهارات الى عقول تلاميذه وبحسب ما يقتضي منه الموقف التعليمي في استخدام طرائق تدريسه ووسائل تعليمية وأساليب تربوية ونجاح المعلم في هاتين المهمتين لن يتأتى له ما لم يكن على قناعة بما يقدم له من أساليب اشرافية وانها تهدف الى الارتقاء بمستواه فهي لا تعد ترفا ولا مضيعة للوقت إذا ما أعطيت الاهتمام الكافي بها، وان تتكون لديه رغبة في الاستزادة من خبرات الميدان مهما بلغت سنوات خدمته أو درجة كفايته لأن المعلم بطبيعة عمله سيظل يشعر بأنه في حاجة الى مساعدة الآخرين سواء من معلمين سبقوه أو من مدير المدرسة والذي يعد اليوم مشرفا مقيما أو من المشرفين التربويين والذين لم يصلوا إلى الاشراف إلا بعد حصولهم على تجارب وخبرات تراكمية مكنتهم من امكانية إفادة اخوانهم المعلمين، وقد أثبتت التجارب بأن المعلم في حاجة الى مساعدة المشرف التربوي لإعادة خططه وإعداد وسائله وتحضير أساليبه للمرحلة القادمة بل بحاجة الى من يقوِّمه ويبصره في حل مشكلاته وتذليل الصعوبات التي قد تعترض عمله فيستعيد ثقته بنفسه ويدعم طموحه ويعرض أفكاره، لهذا فإنّ قناعة المعلم ورغبته نقطتان مهمتان لتحقيق أهدافه في تلك العلاقة.
من هنا أخلص الى ان المشرف التربوي ليس كابوسا مخيفا إذا ما عرفت مهامه وتفهم المعلمون دوره وقامت العلاقة بين الطرفين على أسس من الاخلاص والصدق والاحترام والرغبة في النجاح والعطاء وأن عمل الطرفين يحتاج كثيراً إلى تعاون من منطلق المفهوم الذي بدأت به في مقدمة مقالي وهذا القبول والتعاون من شأنه أن يردم الفجوة ويبني جسور التلاقي والاتصال بين المشرف التربوي والمعلمين.