A.K.S
11 - 3 - 2007, 04:42 PM
موضوعي هذا نقلته لكم من كتاب زهر الآداب وثمر الألباب ، وهذا الكتاب مكون من أربعة أجزاء ، لأبي إسحاق القيرواني - رحمه الله –.
أتمنى لكم قراءة ممتعة .
--------------------------------------------------------------------------------
ذكر بعض الرواة انه لما استخلف عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه قدم عليه وفود أهل كل بلد ؛ فتقدم إليه وفد أهل الحجاز فشرأبّ منهم غلام للكلام ، فقال عمر : يا غلام ؛ ليتكلم من هو أسنّ منك ! . فقال الغلام : يا أمير المؤمنين ! إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه ، فإذا منح الله عبده لسانا لافظا ، وقلبا حافظا ، فقد أجاد له الاختيار ؛ ولو أن الأمور بالسنّ لكان هاهنا من هو أحق بمجلسك منك .
فقال عمر : صدقت ، تكلم ؛ فهذا ***** الحلال ! فقال : يا أمير المؤمنين ، نحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة (طلب العطاء ) ، ولم تُقْدِمْنا إليك رغبة ولا رهبة ؛ لأنّا قد أمِنّا في أيامك أدركنا ما طلبنا ! .
فسأل عمر عن سِنّ الغلام ، فقيل : عشر سنين .
--------------------------------------------------------------------------------
تظلم رجل إلى المأمون من عامل له ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما ترك لي فضّة إلا فضّها ، ولا ذهبا إلا ذهب به ، ولا غلَّة إلا غلها ، ولا ضَيْعَة إلا أضاعها ، ولا عِلْقا إلا عَلِقَه ، ولا عَرَضا إلا عَرض له ، ولا ماشية إلا امْتشّها ، ولا جليلا إلا أجْلاَه ، ولا دقيقا إلا أدَقّه . فعجب من فصاحته وقضى حاجته .
--------------------------------------------------------------------------------
قال الحسن البصري : من أخلاق المؤمن قوة في دين ، وحزم في لين ، وحرص على العلم ، وقناعة في فقر ، ورحمة للمجهود ، وإعطاء في حق ، وبرُّ في استقامة ، وفِقْه في يقين ، وكسب في حلال .
--------------------------------------------------------------------------------
قال أبو هفّان : سألت ورَّاقا عن حاله فقال : عيشي أضيق من محبرة ، وجسمي أدقّ من مِسطرة ، وجاهي أرقّ من الزجاج ، ووجهي عند الناس أشد سوادا من الحبر بالزاج ، وحظي أخفى من شقّ القلم ، ويَدَاي أضعف من قصبة ، وطعامي أمرّ من العفص ، وشرابي أحرّ من الحبر ، وسوء الحال ألزم لي من الصمغ ، فقلت : عبّرت عن بلاء ببلاء .
--------------------------------------------------------------------------------
كان واصل بن عطاء احد أعاجيب الدنيا ؛ لأنه كان ألثغ في الراء ، فأسقطها من جميع كلامه وخطبه ، إذ كان إمام مَذْهب ، و داعي نِحْلة ، وكان محتاجا إلى جودة البيان ، وفصاحة اللسان . قال الجاحظ : فانظر كثرة ترداد الراء في هذا الكلام وكيف أسقطها ؟ . قال : الأعمى ، ولم يقل الضرير ، وقال : الملحد ، ولم يقل الكافر ، وقال : المشنّف ، ولم يقل المرعّث ، وقال : المكتنى بأبي معاذ ، ولم يقل بشارا ولا ابن برد ، وقال : الغالية ، ولم يقل المغيرية ، ولا المنصورية ، وهم الذين أراد ، وقال : لبعثت ، ولم يقل لأرسلت ، وقال : يبعج ، ولم يقل يبقر ، وقال في جوف منزله ، ولم يقل في داره .
--------------------------------------------------------------------------------
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أعجب ما في الإنسان قلبه ، وله موادّ من الحكمة ، وأضداد من خِلافها ، فإن سنح له الرجاء أذله الطمع ، وإن هاجه الطمع أهلكه الحرص ، وإن ملكه اليأس قتله الأسف ، وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ ، وإن أُسْعد بالرضا نسي التحفظ ، وإن أتاه الخوف شغله الحذر ، وإن اتسع له الأمن استلبته الغِرِّة ، وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع ، وإن استفاد مالا أطغاه الغِنَى ، وإن عضّته فاقه بلغ به البلاء ، وإن جهد به الجوع قعد به الضعف ، وإن أفرط في الشبع كظَّتْه البِطْنة ، فكل تقصير مُضِرّ ، وكل إفراط له قاتل .
--------------------------------------------------------------------------------
قال بعض البلغاء : في اللسان عشر خصال محمودة ، أداة يظهر بها البيان ، وشاهد يخبر عن الضمير ، وحاكم يفصل الخطاب ، وواعظ ينهى عن القبيح ، وناطق يردّ الجواب ، وشافع تُدرك به الحاجة ، وواصف تعرف به الأشياء ، ومُعْرب يُشكر به الإحسان ، ومّعزّ تذهب به الأحزان ، وحامد يُذهب الضغينة .
--------------------------------------------------------------------------------
سُئل الأحنف بن قيس عن العقل ؟ فقال : رأس الأشياء ؛ فيها قوامها ، وبه تمامها ؛ لأنه سراج ما بطن ، وملاك ما علن ، وسائس الجسد ، وزينة كل أحد ، لا تستقيم الحياة إلا به ، ولا تدور الأمور إلا عليه .
فاخر كاتب نديما ، فقال الكاتب : أنا معونة ، وأنت مؤنة ، وأنا للجدّ ، وأنت للهزل ، وأنا للشدة ، وأنت للّذة ، وأنا للحرب ، وأنت للسلم . فقال النديم : أنا للنعمة ، وأنت للخدمة ، وأنت للمهنة ؛ تقوم وأنا جالس ، وتحتشم وأنا مؤانس ، تدأب لراحتي ، وتشقى لسعادتي ؛ فأنا شريك ، وأنت معين ، كما أنك تابع ، وأنا قرين .
--------------------------------------------------------------------------------
قال أبو بكر الحنفي : حضرت مسجد الجماعة بالكوفة ، وقام سائل يتكلم عند صلاة الظهر ثم عند صلاة العصر والمغرب ، فلم يعط شيئا ، فقال : اللهم إنك بحاجتي عالم غير معلّم ، واسع غير مكلف ، وأنت الذي لا يرزؤك نائل ، ولا يُحْفيك (لا يثقل عليك ) سائل ، ولا يبلغ مِدْحَتك قائل ، أنت كما قال المُثنُون ، وفوق ما يقولون أسألك صبرا جميلا ، وفرجا قريبا ، ونصرا بالهدى ، وقرة عين فيما تحسب وترضى ، ثم ولّى لينصرف ، فابتدره الناس يعطونه ، فلم يأخذ شيئا ثم مضى وهو يقول :
ما اعتاض بأذل وجهه بسؤاله * عوضا ولو نال الغِني بسؤال
وإذا السؤال مع النوال وزنته * رجح السؤال وخفّ كل نوال
--------------------------------------------------------------------------------
دخل رجل من شيبان على معن بن زائدة ، فقال : ما هذه الغَيبة ؟ . فقال : أيها الأمير ، ما غاب عن العين من يذكره القلب ، وما زال شوقي إلي الأمير شديدا وهو ما يجبُ له ، وذِكري له كثيرا ، وه دون قدره ، ولكن جفوة الحجّاب (الحراس) ، وقلة بشر الغلمان ، منعاني من الإتيان ! . فأمر ب***** إذنه وأجزل صلته .
--------------------------------------------------------------------------------
ألف سهل بن هارون كتابا يمدح فيه البخل ، ويذم الجود ؛ ليظهر قدرته على البلاغة وأهداه للحسن بن سهل في وزارته للمأمون ، فوقع عليه : لقد مدحت ما ذمّه الله ، وحسّنت ما قبّح الله ، وما يقوم صلاح لفظك بفساد معناك ، وقد جعلنا نوالك (عطاءك) عليه قبول قولِك فيه .
--------------------------------------------------------------------------------
منقول للفائدة
وتقبلوا مني تحياتي ...
أتمنى لكم قراءة ممتعة .
--------------------------------------------------------------------------------
ذكر بعض الرواة انه لما استخلف عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه قدم عليه وفود أهل كل بلد ؛ فتقدم إليه وفد أهل الحجاز فشرأبّ منهم غلام للكلام ، فقال عمر : يا غلام ؛ ليتكلم من هو أسنّ منك ! . فقال الغلام : يا أمير المؤمنين ! إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه ، فإذا منح الله عبده لسانا لافظا ، وقلبا حافظا ، فقد أجاد له الاختيار ؛ ولو أن الأمور بالسنّ لكان هاهنا من هو أحق بمجلسك منك .
فقال عمر : صدقت ، تكلم ؛ فهذا ***** الحلال ! فقال : يا أمير المؤمنين ، نحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة (طلب العطاء ) ، ولم تُقْدِمْنا إليك رغبة ولا رهبة ؛ لأنّا قد أمِنّا في أيامك أدركنا ما طلبنا ! .
فسأل عمر عن سِنّ الغلام ، فقيل : عشر سنين .
--------------------------------------------------------------------------------
تظلم رجل إلى المأمون من عامل له ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما ترك لي فضّة إلا فضّها ، ولا ذهبا إلا ذهب به ، ولا غلَّة إلا غلها ، ولا ضَيْعَة إلا أضاعها ، ولا عِلْقا إلا عَلِقَه ، ولا عَرَضا إلا عَرض له ، ولا ماشية إلا امْتشّها ، ولا جليلا إلا أجْلاَه ، ولا دقيقا إلا أدَقّه . فعجب من فصاحته وقضى حاجته .
--------------------------------------------------------------------------------
قال الحسن البصري : من أخلاق المؤمن قوة في دين ، وحزم في لين ، وحرص على العلم ، وقناعة في فقر ، ورحمة للمجهود ، وإعطاء في حق ، وبرُّ في استقامة ، وفِقْه في يقين ، وكسب في حلال .
--------------------------------------------------------------------------------
قال أبو هفّان : سألت ورَّاقا عن حاله فقال : عيشي أضيق من محبرة ، وجسمي أدقّ من مِسطرة ، وجاهي أرقّ من الزجاج ، ووجهي عند الناس أشد سوادا من الحبر بالزاج ، وحظي أخفى من شقّ القلم ، ويَدَاي أضعف من قصبة ، وطعامي أمرّ من العفص ، وشرابي أحرّ من الحبر ، وسوء الحال ألزم لي من الصمغ ، فقلت : عبّرت عن بلاء ببلاء .
--------------------------------------------------------------------------------
كان واصل بن عطاء احد أعاجيب الدنيا ؛ لأنه كان ألثغ في الراء ، فأسقطها من جميع كلامه وخطبه ، إذ كان إمام مَذْهب ، و داعي نِحْلة ، وكان محتاجا إلى جودة البيان ، وفصاحة اللسان . قال الجاحظ : فانظر كثرة ترداد الراء في هذا الكلام وكيف أسقطها ؟ . قال : الأعمى ، ولم يقل الضرير ، وقال : الملحد ، ولم يقل الكافر ، وقال : المشنّف ، ولم يقل المرعّث ، وقال : المكتنى بأبي معاذ ، ولم يقل بشارا ولا ابن برد ، وقال : الغالية ، ولم يقل المغيرية ، ولا المنصورية ، وهم الذين أراد ، وقال : لبعثت ، ولم يقل لأرسلت ، وقال : يبعج ، ولم يقل يبقر ، وقال في جوف منزله ، ولم يقل في داره .
--------------------------------------------------------------------------------
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أعجب ما في الإنسان قلبه ، وله موادّ من الحكمة ، وأضداد من خِلافها ، فإن سنح له الرجاء أذله الطمع ، وإن هاجه الطمع أهلكه الحرص ، وإن ملكه اليأس قتله الأسف ، وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ ، وإن أُسْعد بالرضا نسي التحفظ ، وإن أتاه الخوف شغله الحذر ، وإن اتسع له الأمن استلبته الغِرِّة ، وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع ، وإن استفاد مالا أطغاه الغِنَى ، وإن عضّته فاقه بلغ به البلاء ، وإن جهد به الجوع قعد به الضعف ، وإن أفرط في الشبع كظَّتْه البِطْنة ، فكل تقصير مُضِرّ ، وكل إفراط له قاتل .
--------------------------------------------------------------------------------
قال بعض البلغاء : في اللسان عشر خصال محمودة ، أداة يظهر بها البيان ، وشاهد يخبر عن الضمير ، وحاكم يفصل الخطاب ، وواعظ ينهى عن القبيح ، وناطق يردّ الجواب ، وشافع تُدرك به الحاجة ، وواصف تعرف به الأشياء ، ومُعْرب يُشكر به الإحسان ، ومّعزّ تذهب به الأحزان ، وحامد يُذهب الضغينة .
--------------------------------------------------------------------------------
سُئل الأحنف بن قيس عن العقل ؟ فقال : رأس الأشياء ؛ فيها قوامها ، وبه تمامها ؛ لأنه سراج ما بطن ، وملاك ما علن ، وسائس الجسد ، وزينة كل أحد ، لا تستقيم الحياة إلا به ، ولا تدور الأمور إلا عليه .
فاخر كاتب نديما ، فقال الكاتب : أنا معونة ، وأنت مؤنة ، وأنا للجدّ ، وأنت للهزل ، وأنا للشدة ، وأنت للّذة ، وأنا للحرب ، وأنت للسلم . فقال النديم : أنا للنعمة ، وأنت للخدمة ، وأنت للمهنة ؛ تقوم وأنا جالس ، وتحتشم وأنا مؤانس ، تدأب لراحتي ، وتشقى لسعادتي ؛ فأنا شريك ، وأنت معين ، كما أنك تابع ، وأنا قرين .
--------------------------------------------------------------------------------
قال أبو بكر الحنفي : حضرت مسجد الجماعة بالكوفة ، وقام سائل يتكلم عند صلاة الظهر ثم عند صلاة العصر والمغرب ، فلم يعط شيئا ، فقال : اللهم إنك بحاجتي عالم غير معلّم ، واسع غير مكلف ، وأنت الذي لا يرزؤك نائل ، ولا يُحْفيك (لا يثقل عليك ) سائل ، ولا يبلغ مِدْحَتك قائل ، أنت كما قال المُثنُون ، وفوق ما يقولون أسألك صبرا جميلا ، وفرجا قريبا ، ونصرا بالهدى ، وقرة عين فيما تحسب وترضى ، ثم ولّى لينصرف ، فابتدره الناس يعطونه ، فلم يأخذ شيئا ثم مضى وهو يقول :
ما اعتاض بأذل وجهه بسؤاله * عوضا ولو نال الغِني بسؤال
وإذا السؤال مع النوال وزنته * رجح السؤال وخفّ كل نوال
--------------------------------------------------------------------------------
دخل رجل من شيبان على معن بن زائدة ، فقال : ما هذه الغَيبة ؟ . فقال : أيها الأمير ، ما غاب عن العين من يذكره القلب ، وما زال شوقي إلي الأمير شديدا وهو ما يجبُ له ، وذِكري له كثيرا ، وه دون قدره ، ولكن جفوة الحجّاب (الحراس) ، وقلة بشر الغلمان ، منعاني من الإتيان ! . فأمر ب***** إذنه وأجزل صلته .
--------------------------------------------------------------------------------
ألف سهل بن هارون كتابا يمدح فيه البخل ، ويذم الجود ؛ ليظهر قدرته على البلاغة وأهداه للحسن بن سهل في وزارته للمأمون ، فوقع عليه : لقد مدحت ما ذمّه الله ، وحسّنت ما قبّح الله ، وما يقوم صلاح لفظك بفساد معناك ، وقد جعلنا نوالك (عطاءك) عليه قبول قولِك فيه .
--------------------------------------------------------------------------------
منقول للفائدة
وتقبلوا مني تحياتي ...