MOHAMMAD-M
30 - 3 - 2007, 07:46 PM
الحيــاةالطيّـبــة
يقول أحد أذكياء الإنجليز : بإمكانك وأنت في السجن من وراء القضبان الحديدية، أن تنــظُر إلى الأُفُقُ، وانتُخرج زهرةً من جيبك فتشُمَّها وتبتسم، وأنت مكانك، وبإمكانك وأنت في القصر علىالديباج والحرير أن تحتدَّ وان تغضب وان تثورَ ساخطاً من بيتك وأسرتكوأموالك
************ **
إذن السعادة ليستْ في الزمانولا في المكان، ولكنَّها في الإيمان، وفي طاعة الدَّيَّان، وفي القلب، والقلب محلُّنظرِ الرَّبِّ، فإذا استقرَّ اليقين فيه، انبعثت السعادة، فأضفَتْ على الروح وعلىالنفس انشراحاً وارتياحاً، ثم فاضت على الآخرين، فصارت على بطون الأوديةومنابت الشجر
************ **
أحمد بن حنبل عاشسعيداً، وكان ثوبه ابيض مرقَّعا، يخيطه بيده، وعنده ثلاث غُرَف من طين يسكنها، ولايجد إلا كسر الخبز مع الزيت، وبَقي حذاؤه - كما قال المترجمون عنه - سبع عشرة سنةيرقِّعه ويخيطه، ويأكل اللحم في شهره مرَّّةً ويصوم غالبَ الأيام، يذرع الدنياذهاباً وإياباً في طَلَب الحديث
ومع ذلك وجدَ الراحة والهدوءوالسكينة والاطمئنان، لأنه ثابت القَدَم، مرفوع الهامة، عارفٌ بمصيره، طالبٌلثوابٍ، ساعٍ لأجر، عاملٌ لآخِرةٍ، راغبُ في جنَّةٍ
وكان الخلفاء في عهده - الذين حكموا الدنيا- المأمون، والواثق والمعتصم، والمتوكل، عندهم القصور والدُّوروالذهب والفضة والبنود والجنود، والأعلام والأوسمة والشارات والعقارات، ومعهم مايشتهون، ومع ذلك عاشوا في كدر، وَقضوا حياتهم في هم ًّوغمًّ، وفي قلاقلَ وحروبٍوثوراتٍ وشغبٍ وضجيجٍ، وبعضهم كان يتأوه في سكرات الموت نادماً على ما فرَّط، وعلىما فعلَ في جنبِ اللَّه
************ **
ابن تيمية *** الإسلام،لا أهل ولا دار ولا أسرة ولا مال ولا منصب، عنده غرفةٌ بجانب جامع بني امية يسكنها،وله رغيفٌ في اليوم، وله ثوبان يغيرُّ هذا بهذا، وينام احياناً فيالمسجد
ولكن كما وَصفَ نفسه :جنَّتهفي صدره، وقتله شهادة، وسجْنه خلوةٌ، وإخراجهُ من بلده سياحةٌ، لأن شجرة الإيمان فيقلبه استقامتْ على سُوقها، تُؤتي أُكُلَها كلَّ حين بأذن ربِّها، يمُدُّها زيتالعناية الربانية
«يُضِيءُ وَلَوْ لَمْتَمْسَسْه ُنَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يهدي الله لنوره منيشاء»
«كفر عنهم سيئاتهم وأصلحبالهم»
«والذين اهتدوا زادهم هدىوآتاهم تقواهم»
«تعرف في وجوههم نضرةالنعيم»
************ **
خرج أبو ذرّ رضي اللَّه عنهوأرضاه الى الرَّبذة، فنصبَ خيمتَهُ هناك، وأتى بأمرأته وبناته، فكان يصوم كثيراًمن الأيام، يذكر مولاه، ويسبِّح خالقه، ويتعَّبد ويقرأ ويتلو ويتأمَّل، لا يملك منالدنيا إلا شمْلةً او خيمة، وقطعهً من الغنم، مع صفحةٍ وقصعة ٍوعصا
زاره أصحابُه ذات يوم،فقالوا: اين الدنيا؟ قال: في بيتي ما أحتاجه من الدنيا، وقد أخبرنا -صلى الله عليهوسلم- أن أمامنا عقبة كؤوداٍ لا يجيزها إلا المخُففُّ. كان منشرح الصدر، ومثلجالخاطر، فعنده ما يحتاجه من الدنيا، أما ما زاد على حاجته، فأشغالٌ وتبعاتٌوهمومٌ
يقول أحد أذكياء الإنجليز : بإمكانك وأنت في السجن من وراء القضبان الحديدية، أن تنــظُر إلى الأُفُقُ، وانتُخرج زهرةً من جيبك فتشُمَّها وتبتسم، وأنت مكانك، وبإمكانك وأنت في القصر علىالديباج والحرير أن تحتدَّ وان تغضب وان تثورَ ساخطاً من بيتك وأسرتكوأموالك
************ **
إذن السعادة ليستْ في الزمانولا في المكان، ولكنَّها في الإيمان، وفي طاعة الدَّيَّان، وفي القلب، والقلب محلُّنظرِ الرَّبِّ، فإذا استقرَّ اليقين فيه، انبعثت السعادة، فأضفَتْ على الروح وعلىالنفس انشراحاً وارتياحاً، ثم فاضت على الآخرين، فصارت على بطون الأوديةومنابت الشجر
************ **
أحمد بن حنبل عاشسعيداً، وكان ثوبه ابيض مرقَّعا، يخيطه بيده، وعنده ثلاث غُرَف من طين يسكنها، ولايجد إلا كسر الخبز مع الزيت، وبَقي حذاؤه - كما قال المترجمون عنه - سبع عشرة سنةيرقِّعه ويخيطه، ويأكل اللحم في شهره مرَّّةً ويصوم غالبَ الأيام، يذرع الدنياذهاباً وإياباً في طَلَب الحديث
ومع ذلك وجدَ الراحة والهدوءوالسكينة والاطمئنان، لأنه ثابت القَدَم، مرفوع الهامة، عارفٌ بمصيره، طالبٌلثوابٍ، ساعٍ لأجر، عاملٌ لآخِرةٍ، راغبُ في جنَّةٍ
وكان الخلفاء في عهده - الذين حكموا الدنيا- المأمون، والواثق والمعتصم، والمتوكل، عندهم القصور والدُّوروالذهب والفضة والبنود والجنود، والأعلام والأوسمة والشارات والعقارات، ومعهم مايشتهون، ومع ذلك عاشوا في كدر، وَقضوا حياتهم في هم ًّوغمًّ، وفي قلاقلَ وحروبٍوثوراتٍ وشغبٍ وضجيجٍ، وبعضهم كان يتأوه في سكرات الموت نادماً على ما فرَّط، وعلىما فعلَ في جنبِ اللَّه
************ **
ابن تيمية *** الإسلام،لا أهل ولا دار ولا أسرة ولا مال ولا منصب، عنده غرفةٌ بجانب جامع بني امية يسكنها،وله رغيفٌ في اليوم، وله ثوبان يغيرُّ هذا بهذا، وينام احياناً فيالمسجد
ولكن كما وَصفَ نفسه :جنَّتهفي صدره، وقتله شهادة، وسجْنه خلوةٌ، وإخراجهُ من بلده سياحةٌ، لأن شجرة الإيمان فيقلبه استقامتْ على سُوقها، تُؤتي أُكُلَها كلَّ حين بأذن ربِّها، يمُدُّها زيتالعناية الربانية
«يُضِيءُ وَلَوْ لَمْتَمْسَسْه ُنَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يهدي الله لنوره منيشاء»
«كفر عنهم سيئاتهم وأصلحبالهم»
«والذين اهتدوا زادهم هدىوآتاهم تقواهم»
«تعرف في وجوههم نضرةالنعيم»
************ **
خرج أبو ذرّ رضي اللَّه عنهوأرضاه الى الرَّبذة، فنصبَ خيمتَهُ هناك، وأتى بأمرأته وبناته، فكان يصوم كثيراًمن الأيام، يذكر مولاه، ويسبِّح خالقه، ويتعَّبد ويقرأ ويتلو ويتأمَّل، لا يملك منالدنيا إلا شمْلةً او خيمة، وقطعهً من الغنم، مع صفحةٍ وقصعة ٍوعصا
زاره أصحابُه ذات يوم،فقالوا: اين الدنيا؟ قال: في بيتي ما أحتاجه من الدنيا، وقد أخبرنا -صلى الله عليهوسلم- أن أمامنا عقبة كؤوداٍ لا يجيزها إلا المخُففُّ. كان منشرح الصدر، ومثلجالخاطر، فعنده ما يحتاجه من الدنيا، أما ما زاد على حاجته، فأشغالٌ وتبعاتٌوهمومٌ