ورقة بن نوفل
1 - 4 - 2007, 05:14 PM
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
و بهِ نستعينُ
فلسطينيّو العِراقِ بينَ 1948 & 2**3 ( التّاريخُ الكـــامِلُ )
كمَا وعَدناكم في المقالِ السابقِِ, فإنّنا سَنتعرّضُ اليومَ لتاريخِ هؤلاءِ الَلاجئينَ بالتّفصيلِ, و مُعاناتِهم و مُقاسَاتِهم عبرَ أكثرَ من 55 عاماً منَ النّكباتِ و المصَائبِ .. و الصّمتِ العربيّ المخزي !
اليَوْمَ .... سَتَسِيْلُ الدُّمُوْعُ وتَخْفِقُ القُلُوبُ ...
اليَوْمَ .... سَنذْكُرُ أُبناءَ المَجِيدةِ ::: أُبناءَ حَيفَا الشَّهِيدَة !
اليَوْمَ ..... سَنُنادِي أُمَّتَنا بِلِسَانِ أَحَدِ أَبْناءِ حَيفـــــــــــــــــــــــــــا :
إلى أُمَّتي وَ أَرْضُنَا تَنْتَظِرُ؟
طالَ السَّرى وَ مَا أطَلَّ القّمرُ
أَسألُ عَن أهْلي وَمنْ يَسْمعُنِي
أينَ بَقايا الأهلِ ؟ هلْ هُمْ بَشَرٌ ؟
الغُرباءُ في ربوعِ أهلهِمُ
يبكي عَلى أهْلِي الدُّجَى والحَجَرُ !
سنَقومُ بإلقاءِ الضّوءِ على هذهِ المَسيرةِ المُفعَمةِ بالدّمارِ و العَذابِ و كأنّنا ننظرُ إلى فيلمٍ تراجيديِّ و قصّةٍ مأساويّةٍ خياليّةٍ, فهُم يَصدُقُ فيهم بحقِّ وصفُ : " البؤسـَـــــــــاءِ " !
تعرّضَ الشّعبُ الصّابرُ إلى عمَليّةٍ مُبَرمَجةٍ من الطّردِ و التّهجيرِ .. هُجّرَ حوالي مِليون فلِسطينيّ من 531 مَدينَةٍ و بَلدَةٍ و قريَةٍ .
أَمِنْ أجْلِ دارٍ بِالرُّقَاشَيْنِ أعْصَفَتْ *** عَليها رياحُ الصِّيفِ بِدْءاً و رَجْعَاً
بَكتْ عينُكَ اليُسْرى فلمَّا زَجَرْتَها*** عَنِ الجَهْلِ بعْدَ الحِلَمِ أسْبَلَتا مَعَاً
هاموا عَلى وجوهِهم في بقاع الأرضِ، حيثُ تركّزَ معظمُهم في الضّفةِ الغربيّةِ و قِطاعِ غزّةَ و الدّوَلِ المُجاوِرَة !
و هذا التّهجيرُ و الطّردُ كثيراً ما عبَّرَ عنه أوّلُ وزير خارجيّةٍ للدّولةِ العبريّةِ (موشي شاريت) في رسالتهِ الّتي بعَثها بتاريخ : 15حزيران 1948 إلى رئيسِ المؤتمَرِ الصّهيونيِّ, بُعيدَ الإعلانِ عن تأسيسِ الدّولةِ العبريّةِ حيثُ قال:
"إنّ طردَ الفلسطينيّينَ يُعدُّ من أهمّ الأحدَاثِ الّتي مرّت في تاريخِ فلِسطينَ الحَديثِ. و يُعدُّ أهمَّ من تأسِيسِ الدّولةِ نفسِها، و يُخطئُ من ظنَّ أنَّ تهجيرَ هؤلاءِ بدأ بعدَ النَّكبةِ، بل لقَد طرَدَت القوّاتُ اليَهوديّةُ أكثرَ من نصفِ الّلاجئينَ و هم تحتَ حِماية بريطانيا, و قبلَ إعلانِ دَولةِ إسرائيلَ, و قبلَ دُخولِ القوّاتِ العرَبيّّةِ فلسطينَ"
(1)
عامُ النّكبَــــــــــةِ 1948 :
مع انتهَاءِ حَربِ عام 1948 في فلسطينَ بهَزيمةِ الجُيوشِ العَربيّةِ آنذاك, و الإعلانِ عَن قِيام دَولَةِ "إسرائيلَ" في الخامسِ عشَرَ من أيّار (مايو) 1948, شكّلَ الجَيشُ العراقيُّ المتواجدُ في فلسطينَ آنذاك "فوجَ الكرمَل الفِلسطينيّ" من أبناءِ بَعضِ القُرى جنوبيَّ مَدِينةِ حيفا و المثلّث، و قامَ بنَقلِ أسرِهِم في صَيفِ 1948 إلى العِراقِ.
هم ما بين ثلاثةِ آلافٍ وخمسةِ آلافِ نسمة، وصَلوا العراقَ في سنَةِ 1948 من مناطِقِ : (أجزم) و (عين غزال) و (جبع) و (صرَفند) و (المزار) و (عارة) و (عرارة) و (الطّنطورة) و (الطّيرة) و (كفرلام) و (عتليت) و (أمّ الزينات) و (أمّ الفحم) و (عين حوض)، جرّاءَ سياسةِ التّهجيرِ الإسرَائيليةِ المعزّزةِ بالآلةِ العسكريةِ والمذابح ِالداميةِ .
تبنّت الجَمعيّةُ العامّةُ للأممِ المتّحدةِ هذا القرارَ، في جلستِها رقم (186)، بــ35 صَوتاً مقابلَ 15, و امتناع 8 أعضاءٍ عن التصويتِ, و ذلكَ في الدّورةِ الثّالثةِ بتاريخِ 11 ديسمبر/ كانون الأول 1948, و ينصُّ عَلى :
"وُجوبِ السّماحِ بالعودةِ، في أقربِ وقتٍ مُمكنٍ، للاجئينَ الفِلسطينييّنَ الرّاغبينَ في العَودةِ إلى دِيارِهم و العَيشِ بسَلامٍ مع جيرانِهم، و وجوبِ دفعِ تعويضاتٍ عن ممتلكاتِ الّذين يقرِّرونَ عَدمَ العَودةِ إلى ديارِهم و عن كلِّ مفقودٍ أو مُصاب ٍبضررٍ، عندما يكونُ من الواجبِ، وفقا لمبادئِِ القانونِ الدوليِّ و الإنصافِ، أن يُعوَّضَ عن ذلكَ الفقدانِ أو الضررِ من قبلِ الحكوماتِ أو السّلطاتِ المسؤولةِ ."
(2)
عــــــــــامُ 1949 :
و في عامِ 1949 صادَقت الجمعيّةُ العامّةُ للأممِ المتّحدةِ على إنشاءِ الوكالة الدّوليّةِ لغَوثِ و تَشغيلِ اللاجئينَ الفِلسطينيينَ (الأونروا) (UNRWA), كحــَلٍّ مؤقّتٍ لإغاثتِهم إلى حينِ عودتِهم إلى ديارِهم . و هَذِهِ -و لِلأسَفِ- قد حصَرَت خدماتِها على الّلاجئينَ في (الأردنّ) و (سورية) و (لبنان) و (غزة) و (الضفّةِ الغربيّةِ) فقطْ, رغم هزالتِها !, مُتجاهِلةً أنّ هناكَ عشَراتُِ الألوفِ من الّلاجئينَ الفِلسطينييّنَ الّذين تشتّتوا عامَ النكبةِ إلى خارجِِ الدّولِ العربيّةِ المُجاورةِ المذكورةِ، فهؤلاءِ لم تعترفْ بهم (الأونروا), و لا تشملُهم خدَماتُها لأنّهم خارجَ ُمناطقِ عمليّاتِها المذكورةِ, كالّلاجئينَ في مصرََ و العراقِ والشتاتِ .
وفي نفسِ العَامِ نجَحت المسَاعي الصّهيونيةُ لدَى بريطانيا الّتي تبنت مَشروعاً مُتكاملاً لتَوطينِ الفلسطينيّينَ في العراقِ وغيرِها من الأقطارِ العربيّةِ المجاورةِ, إذ تؤكدُ وثائقُ الخارجيّةِ البريطانيّةِ الّتي تمَّ الكشفُ عنها عامَ 1985م أنّ (بريطانيا) و (الولايات المتحدة) قطعتا شوطاً كبيراً في هذا المشروعِ، و أنّهما واصلتا ضغوطَهما على العراقِ للقبولِ بتوطينِ و إدماجِ الّلاجئينَ الفلسطينييّنَ الموجودينَ على أراضِيه .
(3)
عـــــــــــامُ 1950 :
حتّى هذا التّاريخ كانت وزارةُ الدّفاعِ العراقية هيَ راعيةُ و مديرة ُشؤونِ الفِلسطينيّينَ منذُ قدومِهم، و تمّ إسكانُهم أوّلَ الأمرِ في مُعسكراتِ الجيشِ في (الشعيبة) في (البصرةِ) و في بعضِ النّوادي في (الموصلِ), و في المحافظاتِ العراقيةِ كـ(أبو غريب) و (الحويجة)، و بعضِ المدارسِ و المباني الحكوميةِ .
و استَمرَّ الحالُ -أي إسكانُهم- هكذا حتّى عام 1958، أي عندما جرَى الاتّفاقُ بينَ الحكومةِ العرَاقيةِ و وكالةِ الأممِ المتّحدةِ لغوثِ وتشغيلِ اللاجئينَ الفلسطينيّينَ (الأونروا) على تكفّلِ الأولى برعايةِ الفلسطينيينَ، مُقابلَ إعفاءِ العراقِ من التزاماتٍ ماليةٍ مع الأممِ المتحدةِ !!
فتأملْ كيفَ أصبحوا قضيةً للمتاجرةِ والبيعِ والشراءِ ؟!
و في هذا العامِ (1950) سلّمت وزراةُ الدّفاعِ مسؤوليّةَ هؤلاءِ إلى وزارةِ الشّؤونِ الاجتماعيّةِ و العمَلِ، و التي كانت ميزانيةُ مديريةِ شؤونِ الفِلسطينيينَ فيها آنذاكَ حوالي 2** ألفِ دينارٍ عراقيَّ, و هيَ ميزانيةُ بقيتْ ثابتةً من 1950 إلى ما بعدِ 1970 رُغم تضاعفُ أعدادِ الّلاجئينَ !!
عـــــامُ 1967 و حربُ الأيّامِ السّتةِ :
بعدَ الحربِ و قيامِ اليَهودِ باحتلالِ كافّةِ أراضي فلسطينَ, ازدادَ عددُ المهاجرينَ و المشرّدينَ و الّلاجئينَ :
فَفي العاشرِ من نيسانِ 1969، بلغَ عددُ المسجّلينَ في مديريّةِ شؤونِ الّلاجئينَ في العراقِ (13743) لاجئاً، منهم (13208) نسمة في (بغدادَ)، و (335) نسمة في (الموصلِ)، و (2**) نسمة في (البصرة) .
و بعدَ ذلك بعشرِ سنوات -1979- قدّرتْ منظّمةُ التّحريرِ الفلسطينيّة العددَ بما مجموعُهُ (19184) فلسطينيّ .
و في 1986 أعطت هيئةُ الإحصاءِ بوزارةِ التخطيطِ العراقيةِ رقم 27**0 لاجئ .
و في هذا الإطارِ عاشَ التجمعُ الفلسطيني الّلاجئ فوقَ الأرضِ العراقيةِ ظروفاً صَعبةً و قاسيةً بالرّغمِ من شهورِ العسَلِ الطّويلةِ الّتي حَكَمت مسارَ العلاقاتِ الرسميةِ بينَ القِياداتِ التّقليديّةِ الفِلسطينيّةِ، الّلهم سوى مرحلتينِ انتعشَ فيهما هذا التجمعُ الفلسطيني اللاجيءُ :
المرحلةُ الأولى:
تمّت في ظلِّ حكمِ (عبدِ الكريم قاسمِ), الّذي عَمِلَ على إسكانِ جُزءِ منَ الفِلسطينييّنَ في تجمّعِ مدّنيِ حديثٍ في حيّ (الطوبجي) و حي (الحرّيةِ) في (بغداد)، و عملَ على تأسيس فوجِ التّحريرِ الفلسطينيّ .
والمرحلةُ الثانيةُ:
تمّت بعدَ انقلابِ عام 1968, الّذي جاءَ بحِزبِ البَعثِ إلى السُّلطةِ حاملاً شِعاراتهِ القوميّةِ، حيثُ تمّ التّطبيقُ العمليُّ لعدَدِ منَ القرَاراتِ الّتي كانَ قد تمّ اتخاذُها في فتراتٍ سَابقةٍ في العراقِ و بقيت حِبرًا على ورقٍ .
و للحقِ ...
فإنّ الجهودَ التي بُذِلت بعدَ عامِ 1968 أدّت إلى خطواتٍ إضافيّةٍ تمّ اتّخاذُها من قِبلِ الحُكومةِ العراقيّةِ آنذاك, و أفضت إلى استصدَارِ مرَاسيمَ و قراراتٍ رئاسيةٍ سهّلت حرَكةَ اللاجئ الفلسطينيّ, و أعطتهُ حقّ (التملّكِ) و (العملِ) أسوةً بباقي المواطنينَ العراقييّنَ، فضلا عن إعادةِ إسكانِ غالبيّةِ الّلاجئينَ الفلسطينيّينَ في مناطقَ سكنيةٍ لائقةٍ تناسبُ البشرَِ وفقَ الحدِّ الأدنى من المعاييرِ المطلوبةِ.
و أوّلُِ هذه التّجمعاتِ السّكنيةِ تقعُ شرقيّ بغدادَ في المنطقةِ المسماةِ «مساكنِ البلدياتِ», الّتي يُحاولُ الروافضُ و الصفويّونَ الآنَ إخراجَ العائلاتِ الفِلسطينيّةِ منها, تحتَ ذرائعَ مختلفةٍ تخفي وراءَها القولَ الذي تردّدُه بعضُ معارضاتِ الأمسِ العراقيةِ بأن «الفلسطينيينَ وقفوا دوما إلي جانبِ نظامِ صدامِ حسينٌ» !
(4)
و بعدَ يومٍ واحدٍ من سقوطِ نظامِ صدّامِ, سقطَ 3 من الشهداءِ الفلسطينيينَ في المكانِ ذاتِه على يد القوىِ و الأطرافِ المُشار إليها في حيّ البلديّات !!
عــــامُ 1991 و غزوُ الكويتِ :
في هذا العامِ خرجَ الكثيرُ من الفلسطينيّينَ من بعضِ دولِ الخليجِ و غيرِها لا سيّما منَ الكويتِ متّجهينَ إلى العرَاقِ لينجوا بأنفسِهم من مصائبَ لا ناقةَ لهم فيها ولا جملْ !
و يُمكنُ القولُ أنّ هناك عدَداً ممّن يحملُ وثائقَ و جوازاتِ سفَرٍ عربية مُختلفة قد دخلوا آنذاك إلا أنّ هذهِ الفئةَ غيرُِ مشمولةِ بتعريفِ (اللاجئِ), الّذي يُشترطُ فيهِ أن يكونَ من منطقةٍ احتُلّت منذُ 1948، و أن يكونَ قد دخلَ العراقَ و أقامَ به قبل 25/09/ 1958.
و لغرَضِ جمعِ الشّملِ أُجيزَ ضمُ الزّوجةِ إلى زَوجِها الفلسطينيّ المسجّلِ قبلَ عامِ 1961، في حين لا يجوزُ ضمُ الزوجِ إلى الزوجةِ !
فإذا أضفتَ هذه المعلومةِ إلى ما سبقَها من قيمةِ الميزانيّةِ المُخَصصّةِ لخدمتِهم في وزراةِ الشؤونِ الإجتماعيّةِ و العمَلِ, تبيّنَ لكَ مدى الأسى و العذابِ الّذي قاسوه سواء ماديّاً أو اجتماعيّاً ببُعدِهم عن أقارِبِهم و أهلِيِهم !
عــــامُ 2**3 :
تمّ تسجيلُ (24**0) لاجئٍ فلسطينيٍّ من قِبَلِ طواقمِ المفوّضيةِ السّامِيَةِ لشؤون ِالّلاجئينَ, و ذلك في منطقَةِِ (بغداد) وحدَها !
و بهذا يصبحُ عددُ الّلاجئينَ في العراقِِ عـــامَ 2**3 ما تقديرُه (42**0) شخصٍ !
و بعدَ سقوطِ بغدادَ و احتلالِ العراقِ عام 2**3, اختلفت الأمورُ و اختلطَ الحابلُ بالنابلِِ، و انقلبت الموازينُ، و استُهجِنَ الوجودُ الفلسطينيّ لمحاولةِ إلغائِهِ من الوجودِ بأي طريقةٍ, و ذلكَ من قِبَلِ بعضِ الأحزابِ و الجهاتِ الّتي علا صوتُها مع قدوم أسيادِها الأمريكيّين، و اعتَبروا الّلاجئََ الفلسطينيّ كأنّه كائنٌ جديدٌ نزلَ من الفضاءِ الخارجيِّ غيرَ مرغوبِ به في البلادِ، و هذا ظاهرٌ و مَلموسٌ و تشهَدُ له الأحداثُ و الحَوادثُ المتكرّرَةُ و اليوميّةُ .
و الآنَ .. يوجدُ في العراقِ حوالي (15**0) لاجئٍ يَهيمونَ على وجوهِهِم مع أطفالِهم و نسائِهم من مخيمٍ إلى آخرَ, و من ملجئٍ إلى آخرَ, فلا هم إلى وطنِهم -فلسطينَ- قادِرونَ على العودةَِ، و لا هم في العراقِ الجريحِ يستطيعونَ البقاءَ و العَيشَ بسلامٍ ..
لِسانُ حَالِهِمُ يَقوُلُ:
أَسْتودِعُ اللهَ في بغدادَ لي قمراً *** بالكرخِ مِنْ فَلَكِ الأزْرَارِ مَطْلَعُهُ
وَدَّعتُهُ و بِوِدِّي لَو يُوَدِّعُني *** صَفْوَ الحياةِ وأَنَّي لا أُوَدِّعُهُ
وكم تَشَبَّثَ بِي يومَ الرَّحيلِ ضُحىً *** وَ أَدْمُعي مُسْتَهِلَّاتٍ وَ أَدْمُعُهُ
اعْتَضْتُ مِنْ وَجْهٍ خِلِّي بَعْدَ فُرْقَتِهِ *** كَأسَاً أَجْرَعُ مِنها مَا أُجَرِعُهُ
صَواريخُ القَتلِ والاغتيالِِ اليهوديِّ تنتظرُهم على حُدودِ فلسطينَ، و خناجرُِ و "آلاتُ ثقبِ الأجسادِ" الدّريل" الطائفيّةُ الصفويّةُ تطاردُهم في بلادِ الرافدينِ، و كلّ ما تريدُه منهم ..
إمّا القتلُ .....
و إمّا القتلُ !!
و السّؤالُ الذي يطرحُ نفسهُ: لماذا تتمُ تصفيةُ هؤلاءِ ؟؟؟!
.
.
.
هذا فصلٌ آخرُ من قصّةِ المأساةِ .. هذا فصلٌ آخرُ من (قصّةِ نكبتَين) ...
و كانَ اللهِ في عونِ أهلنا و أحبابِنا الفلسطينيّين ..
أَخِي ..
لا تَبْكِ !
فكيفَ تبكي ؟!
كيفَ تبكِي؟ و هَل هنَاكَ دُمُوعُ ؟
ذَهَبَ الأهلُ و الهَوى و الرَّبيعُ
كلّ يوم أحبّه تَتَهاوى
و قبورٌ غَريبةٌ و جُموعُ
لا التّرابُ الذي يضمّ شظَاياهم
ترابٌ و لا الرّبوع ربوعُ !
حَمِّلْ فضْلاً لا أمْرَاً ...... المقطع المرئي [ قصة نكبتين: من أين تبدأ هذا البوحَ يا قلمُ ؟! ]
http://www.sawtaljihad.org/hamla/2222.rar
http://tornadodrive.com/download.php/2210/2222.rar.html
و في الخِتامِ .. نرجو ممّن اطّلعَ على هذا المَوضوعِ و وجدَ فيهِ خيرَاً أن يَنشرَهُ حيثُ استطاعَ و يُطلعَ عليهِ من أحبَّ .. نُصرَةً للمُستضعفينَ و رفعاً للضّيم ..
و إن عجزتَ فلا أقلَّ من الدّعاء ..
و دُمتُم بخَير ..
[ حَمْلَــــــةُ نُصْرَةِ فِلسْطِيْنِيِّ العِــــــــــراقِ ]
زورونا على المدوّنة الخَاصَّة بالحملة :
http://waraqa-nawfal.blogspot.com/
===================================
(1) مقال للكاتب د. سلمان أبو ستة : (متى طردوا من مواطنهم ؟)
(2) مقال لـلكاتب خالد الاختيار -سوريا الغد - فضاآت
(3) المجتمع 1702
(4) (الشرق الأوسط اللندنية ـ 28/4/2**3)
و بهِ نستعينُ
فلسطينيّو العِراقِ بينَ 1948 & 2**3 ( التّاريخُ الكـــامِلُ )
كمَا وعَدناكم في المقالِ السابقِِ, فإنّنا سَنتعرّضُ اليومَ لتاريخِ هؤلاءِ الَلاجئينَ بالتّفصيلِ, و مُعاناتِهم و مُقاسَاتِهم عبرَ أكثرَ من 55 عاماً منَ النّكباتِ و المصَائبِ .. و الصّمتِ العربيّ المخزي !
اليَوْمَ .... سَتَسِيْلُ الدُّمُوْعُ وتَخْفِقُ القُلُوبُ ...
اليَوْمَ .... سَنذْكُرُ أُبناءَ المَجِيدةِ ::: أُبناءَ حَيفَا الشَّهِيدَة !
اليَوْمَ ..... سَنُنادِي أُمَّتَنا بِلِسَانِ أَحَدِ أَبْناءِ حَيفـــــــــــــــــــــــــــا :
إلى أُمَّتي وَ أَرْضُنَا تَنْتَظِرُ؟
طالَ السَّرى وَ مَا أطَلَّ القّمرُ
أَسألُ عَن أهْلي وَمنْ يَسْمعُنِي
أينَ بَقايا الأهلِ ؟ هلْ هُمْ بَشَرٌ ؟
الغُرباءُ في ربوعِ أهلهِمُ
يبكي عَلى أهْلِي الدُّجَى والحَجَرُ !
سنَقومُ بإلقاءِ الضّوءِ على هذهِ المَسيرةِ المُفعَمةِ بالدّمارِ و العَذابِ و كأنّنا ننظرُ إلى فيلمٍ تراجيديِّ و قصّةٍ مأساويّةٍ خياليّةٍ, فهُم يَصدُقُ فيهم بحقِّ وصفُ : " البؤسـَـــــــــاءِ " !
تعرّضَ الشّعبُ الصّابرُ إلى عمَليّةٍ مُبَرمَجةٍ من الطّردِ و التّهجيرِ .. هُجّرَ حوالي مِليون فلِسطينيّ من 531 مَدينَةٍ و بَلدَةٍ و قريَةٍ .
أَمِنْ أجْلِ دارٍ بِالرُّقَاشَيْنِ أعْصَفَتْ *** عَليها رياحُ الصِّيفِ بِدْءاً و رَجْعَاً
بَكتْ عينُكَ اليُسْرى فلمَّا زَجَرْتَها*** عَنِ الجَهْلِ بعْدَ الحِلَمِ أسْبَلَتا مَعَاً
هاموا عَلى وجوهِهم في بقاع الأرضِ، حيثُ تركّزَ معظمُهم في الضّفةِ الغربيّةِ و قِطاعِ غزّةَ و الدّوَلِ المُجاوِرَة !
و هذا التّهجيرُ و الطّردُ كثيراً ما عبَّرَ عنه أوّلُ وزير خارجيّةٍ للدّولةِ العبريّةِ (موشي شاريت) في رسالتهِ الّتي بعَثها بتاريخ : 15حزيران 1948 إلى رئيسِ المؤتمَرِ الصّهيونيِّ, بُعيدَ الإعلانِ عن تأسيسِ الدّولةِ العبريّةِ حيثُ قال:
"إنّ طردَ الفلسطينيّينَ يُعدُّ من أهمّ الأحدَاثِ الّتي مرّت في تاريخِ فلِسطينَ الحَديثِ. و يُعدُّ أهمَّ من تأسِيسِ الدّولةِ نفسِها، و يُخطئُ من ظنَّ أنَّ تهجيرَ هؤلاءِ بدأ بعدَ النَّكبةِ، بل لقَد طرَدَت القوّاتُ اليَهوديّةُ أكثرَ من نصفِ الّلاجئينَ و هم تحتَ حِماية بريطانيا, و قبلَ إعلانِ دَولةِ إسرائيلَ, و قبلَ دُخولِ القوّاتِ العرَبيّّةِ فلسطينَ"
(1)
عامُ النّكبَــــــــــةِ 1948 :
مع انتهَاءِ حَربِ عام 1948 في فلسطينَ بهَزيمةِ الجُيوشِ العَربيّةِ آنذاك, و الإعلانِ عَن قِيام دَولَةِ "إسرائيلَ" في الخامسِ عشَرَ من أيّار (مايو) 1948, شكّلَ الجَيشُ العراقيُّ المتواجدُ في فلسطينَ آنذاك "فوجَ الكرمَل الفِلسطينيّ" من أبناءِ بَعضِ القُرى جنوبيَّ مَدِينةِ حيفا و المثلّث، و قامَ بنَقلِ أسرِهِم في صَيفِ 1948 إلى العِراقِ.
هم ما بين ثلاثةِ آلافٍ وخمسةِ آلافِ نسمة، وصَلوا العراقَ في سنَةِ 1948 من مناطِقِ : (أجزم) و (عين غزال) و (جبع) و (صرَفند) و (المزار) و (عارة) و (عرارة) و (الطّنطورة) و (الطّيرة) و (كفرلام) و (عتليت) و (أمّ الزينات) و (أمّ الفحم) و (عين حوض)، جرّاءَ سياسةِ التّهجيرِ الإسرَائيليةِ المعزّزةِ بالآلةِ العسكريةِ والمذابح ِالداميةِ .
تبنّت الجَمعيّةُ العامّةُ للأممِ المتّحدةِ هذا القرارَ، في جلستِها رقم (186)، بــ35 صَوتاً مقابلَ 15, و امتناع 8 أعضاءٍ عن التصويتِ, و ذلكَ في الدّورةِ الثّالثةِ بتاريخِ 11 ديسمبر/ كانون الأول 1948, و ينصُّ عَلى :
"وُجوبِ السّماحِ بالعودةِ، في أقربِ وقتٍ مُمكنٍ، للاجئينَ الفِلسطينييّنَ الرّاغبينَ في العَودةِ إلى دِيارِهم و العَيشِ بسَلامٍ مع جيرانِهم، و وجوبِ دفعِ تعويضاتٍ عن ممتلكاتِ الّذين يقرِّرونَ عَدمَ العَودةِ إلى ديارِهم و عن كلِّ مفقودٍ أو مُصاب ٍبضررٍ، عندما يكونُ من الواجبِ، وفقا لمبادئِِ القانونِ الدوليِّ و الإنصافِ، أن يُعوَّضَ عن ذلكَ الفقدانِ أو الضررِ من قبلِ الحكوماتِ أو السّلطاتِ المسؤولةِ ."
(2)
عــــــــــامُ 1949 :
و في عامِ 1949 صادَقت الجمعيّةُ العامّةُ للأممِ المتّحدةِ على إنشاءِ الوكالة الدّوليّةِ لغَوثِ و تَشغيلِ اللاجئينَ الفِلسطينيينَ (الأونروا) (UNRWA), كحــَلٍّ مؤقّتٍ لإغاثتِهم إلى حينِ عودتِهم إلى ديارِهم . و هَذِهِ -و لِلأسَفِ- قد حصَرَت خدماتِها على الّلاجئينَ في (الأردنّ) و (سورية) و (لبنان) و (غزة) و (الضفّةِ الغربيّةِ) فقطْ, رغم هزالتِها !, مُتجاهِلةً أنّ هناكَ عشَراتُِ الألوفِ من الّلاجئينَ الفِلسطينييّنَ الّذين تشتّتوا عامَ النكبةِ إلى خارجِِ الدّولِ العربيّةِ المُجاورةِ المذكورةِ، فهؤلاءِ لم تعترفْ بهم (الأونروا), و لا تشملُهم خدَماتُها لأنّهم خارجَ ُمناطقِ عمليّاتِها المذكورةِ, كالّلاجئينَ في مصرََ و العراقِ والشتاتِ .
وفي نفسِ العَامِ نجَحت المسَاعي الصّهيونيةُ لدَى بريطانيا الّتي تبنت مَشروعاً مُتكاملاً لتَوطينِ الفلسطينيّينَ في العراقِ وغيرِها من الأقطارِ العربيّةِ المجاورةِ, إذ تؤكدُ وثائقُ الخارجيّةِ البريطانيّةِ الّتي تمَّ الكشفُ عنها عامَ 1985م أنّ (بريطانيا) و (الولايات المتحدة) قطعتا شوطاً كبيراً في هذا المشروعِ، و أنّهما واصلتا ضغوطَهما على العراقِ للقبولِ بتوطينِ و إدماجِ الّلاجئينَ الفلسطينييّنَ الموجودينَ على أراضِيه .
(3)
عـــــــــــامُ 1950 :
حتّى هذا التّاريخ كانت وزارةُ الدّفاعِ العراقية هيَ راعيةُ و مديرة ُشؤونِ الفِلسطينيّينَ منذُ قدومِهم، و تمّ إسكانُهم أوّلَ الأمرِ في مُعسكراتِ الجيشِ في (الشعيبة) في (البصرةِ) و في بعضِ النّوادي في (الموصلِ), و في المحافظاتِ العراقيةِ كـ(أبو غريب) و (الحويجة)، و بعضِ المدارسِ و المباني الحكوميةِ .
و استَمرَّ الحالُ -أي إسكانُهم- هكذا حتّى عام 1958، أي عندما جرَى الاتّفاقُ بينَ الحكومةِ العرَاقيةِ و وكالةِ الأممِ المتّحدةِ لغوثِ وتشغيلِ اللاجئينَ الفلسطينيّينَ (الأونروا) على تكفّلِ الأولى برعايةِ الفلسطينيينَ، مُقابلَ إعفاءِ العراقِ من التزاماتٍ ماليةٍ مع الأممِ المتحدةِ !!
فتأملْ كيفَ أصبحوا قضيةً للمتاجرةِ والبيعِ والشراءِ ؟!
و في هذا العامِ (1950) سلّمت وزراةُ الدّفاعِ مسؤوليّةَ هؤلاءِ إلى وزارةِ الشّؤونِ الاجتماعيّةِ و العمَلِ، و التي كانت ميزانيةُ مديريةِ شؤونِ الفِلسطينيينَ فيها آنذاكَ حوالي 2** ألفِ دينارٍ عراقيَّ, و هيَ ميزانيةُ بقيتْ ثابتةً من 1950 إلى ما بعدِ 1970 رُغم تضاعفُ أعدادِ الّلاجئينَ !!
عـــــامُ 1967 و حربُ الأيّامِ السّتةِ :
بعدَ الحربِ و قيامِ اليَهودِ باحتلالِ كافّةِ أراضي فلسطينَ, ازدادَ عددُ المهاجرينَ و المشرّدينَ و الّلاجئينَ :
فَفي العاشرِ من نيسانِ 1969، بلغَ عددُ المسجّلينَ في مديريّةِ شؤونِ الّلاجئينَ في العراقِ (13743) لاجئاً، منهم (13208) نسمة في (بغدادَ)، و (335) نسمة في (الموصلِ)، و (2**) نسمة في (البصرة) .
و بعدَ ذلك بعشرِ سنوات -1979- قدّرتْ منظّمةُ التّحريرِ الفلسطينيّة العددَ بما مجموعُهُ (19184) فلسطينيّ .
و في 1986 أعطت هيئةُ الإحصاءِ بوزارةِ التخطيطِ العراقيةِ رقم 27**0 لاجئ .
و في هذا الإطارِ عاشَ التجمعُ الفلسطيني الّلاجئ فوقَ الأرضِ العراقيةِ ظروفاً صَعبةً و قاسيةً بالرّغمِ من شهورِ العسَلِ الطّويلةِ الّتي حَكَمت مسارَ العلاقاتِ الرسميةِ بينَ القِياداتِ التّقليديّةِ الفِلسطينيّةِ، الّلهم سوى مرحلتينِ انتعشَ فيهما هذا التجمعُ الفلسطيني اللاجيءُ :
المرحلةُ الأولى:
تمّت في ظلِّ حكمِ (عبدِ الكريم قاسمِ), الّذي عَمِلَ على إسكانِ جُزءِ منَ الفِلسطينييّنَ في تجمّعِ مدّنيِ حديثٍ في حيّ (الطوبجي) و حي (الحرّيةِ) في (بغداد)، و عملَ على تأسيس فوجِ التّحريرِ الفلسطينيّ .
والمرحلةُ الثانيةُ:
تمّت بعدَ انقلابِ عام 1968, الّذي جاءَ بحِزبِ البَعثِ إلى السُّلطةِ حاملاً شِعاراتهِ القوميّةِ، حيثُ تمّ التّطبيقُ العمليُّ لعدَدِ منَ القرَاراتِ الّتي كانَ قد تمّ اتخاذُها في فتراتٍ سَابقةٍ في العراقِ و بقيت حِبرًا على ورقٍ .
و للحقِ ...
فإنّ الجهودَ التي بُذِلت بعدَ عامِ 1968 أدّت إلى خطواتٍ إضافيّةٍ تمّ اتّخاذُها من قِبلِ الحُكومةِ العراقيّةِ آنذاك, و أفضت إلى استصدَارِ مرَاسيمَ و قراراتٍ رئاسيةٍ سهّلت حرَكةَ اللاجئ الفلسطينيّ, و أعطتهُ حقّ (التملّكِ) و (العملِ) أسوةً بباقي المواطنينَ العراقييّنَ، فضلا عن إعادةِ إسكانِ غالبيّةِ الّلاجئينَ الفلسطينيّينَ في مناطقَ سكنيةٍ لائقةٍ تناسبُ البشرَِ وفقَ الحدِّ الأدنى من المعاييرِ المطلوبةِ.
و أوّلُِ هذه التّجمعاتِ السّكنيةِ تقعُ شرقيّ بغدادَ في المنطقةِ المسماةِ «مساكنِ البلدياتِ», الّتي يُحاولُ الروافضُ و الصفويّونَ الآنَ إخراجَ العائلاتِ الفِلسطينيّةِ منها, تحتَ ذرائعَ مختلفةٍ تخفي وراءَها القولَ الذي تردّدُه بعضُ معارضاتِ الأمسِ العراقيةِ بأن «الفلسطينيينَ وقفوا دوما إلي جانبِ نظامِ صدامِ حسينٌ» !
(4)
و بعدَ يومٍ واحدٍ من سقوطِ نظامِ صدّامِ, سقطَ 3 من الشهداءِ الفلسطينيينَ في المكانِ ذاتِه على يد القوىِ و الأطرافِ المُشار إليها في حيّ البلديّات !!
عــــامُ 1991 و غزوُ الكويتِ :
في هذا العامِ خرجَ الكثيرُ من الفلسطينيّينَ من بعضِ دولِ الخليجِ و غيرِها لا سيّما منَ الكويتِ متّجهينَ إلى العرَاقِ لينجوا بأنفسِهم من مصائبَ لا ناقةَ لهم فيها ولا جملْ !
و يُمكنُ القولُ أنّ هناك عدَداً ممّن يحملُ وثائقَ و جوازاتِ سفَرٍ عربية مُختلفة قد دخلوا آنذاك إلا أنّ هذهِ الفئةَ غيرُِ مشمولةِ بتعريفِ (اللاجئِ), الّذي يُشترطُ فيهِ أن يكونَ من منطقةٍ احتُلّت منذُ 1948، و أن يكونَ قد دخلَ العراقَ و أقامَ به قبل 25/09/ 1958.
و لغرَضِ جمعِ الشّملِ أُجيزَ ضمُ الزّوجةِ إلى زَوجِها الفلسطينيّ المسجّلِ قبلَ عامِ 1961، في حين لا يجوزُ ضمُ الزوجِ إلى الزوجةِ !
فإذا أضفتَ هذه المعلومةِ إلى ما سبقَها من قيمةِ الميزانيّةِ المُخَصصّةِ لخدمتِهم في وزراةِ الشؤونِ الإجتماعيّةِ و العمَلِ, تبيّنَ لكَ مدى الأسى و العذابِ الّذي قاسوه سواء ماديّاً أو اجتماعيّاً ببُعدِهم عن أقارِبِهم و أهلِيِهم !
عــــامُ 2**3 :
تمّ تسجيلُ (24**0) لاجئٍ فلسطينيٍّ من قِبَلِ طواقمِ المفوّضيةِ السّامِيَةِ لشؤون ِالّلاجئينَ, و ذلك في منطقَةِِ (بغداد) وحدَها !
و بهذا يصبحُ عددُ الّلاجئينَ في العراقِِ عـــامَ 2**3 ما تقديرُه (42**0) شخصٍ !
و بعدَ سقوطِ بغدادَ و احتلالِ العراقِ عام 2**3, اختلفت الأمورُ و اختلطَ الحابلُ بالنابلِِ، و انقلبت الموازينُ، و استُهجِنَ الوجودُ الفلسطينيّ لمحاولةِ إلغائِهِ من الوجودِ بأي طريقةٍ, و ذلكَ من قِبَلِ بعضِ الأحزابِ و الجهاتِ الّتي علا صوتُها مع قدوم أسيادِها الأمريكيّين، و اعتَبروا الّلاجئََ الفلسطينيّ كأنّه كائنٌ جديدٌ نزلَ من الفضاءِ الخارجيِّ غيرَ مرغوبِ به في البلادِ، و هذا ظاهرٌ و مَلموسٌ و تشهَدُ له الأحداثُ و الحَوادثُ المتكرّرَةُ و اليوميّةُ .
و الآنَ .. يوجدُ في العراقِ حوالي (15**0) لاجئٍ يَهيمونَ على وجوهِهِم مع أطفالِهم و نسائِهم من مخيمٍ إلى آخرَ, و من ملجئٍ إلى آخرَ, فلا هم إلى وطنِهم -فلسطينَ- قادِرونَ على العودةَِ، و لا هم في العراقِ الجريحِ يستطيعونَ البقاءَ و العَيشَ بسلامٍ ..
لِسانُ حَالِهِمُ يَقوُلُ:
أَسْتودِعُ اللهَ في بغدادَ لي قمراً *** بالكرخِ مِنْ فَلَكِ الأزْرَارِ مَطْلَعُهُ
وَدَّعتُهُ و بِوِدِّي لَو يُوَدِّعُني *** صَفْوَ الحياةِ وأَنَّي لا أُوَدِّعُهُ
وكم تَشَبَّثَ بِي يومَ الرَّحيلِ ضُحىً *** وَ أَدْمُعي مُسْتَهِلَّاتٍ وَ أَدْمُعُهُ
اعْتَضْتُ مِنْ وَجْهٍ خِلِّي بَعْدَ فُرْقَتِهِ *** كَأسَاً أَجْرَعُ مِنها مَا أُجَرِعُهُ
صَواريخُ القَتلِ والاغتيالِِ اليهوديِّ تنتظرُهم على حُدودِ فلسطينَ، و خناجرُِ و "آلاتُ ثقبِ الأجسادِ" الدّريل" الطائفيّةُ الصفويّةُ تطاردُهم في بلادِ الرافدينِ، و كلّ ما تريدُه منهم ..
إمّا القتلُ .....
و إمّا القتلُ !!
و السّؤالُ الذي يطرحُ نفسهُ: لماذا تتمُ تصفيةُ هؤلاءِ ؟؟؟!
.
.
.
هذا فصلٌ آخرُ من قصّةِ المأساةِ .. هذا فصلٌ آخرُ من (قصّةِ نكبتَين) ...
و كانَ اللهِ في عونِ أهلنا و أحبابِنا الفلسطينيّين ..
أَخِي ..
لا تَبْكِ !
فكيفَ تبكي ؟!
كيفَ تبكِي؟ و هَل هنَاكَ دُمُوعُ ؟
ذَهَبَ الأهلُ و الهَوى و الرَّبيعُ
كلّ يوم أحبّه تَتَهاوى
و قبورٌ غَريبةٌ و جُموعُ
لا التّرابُ الذي يضمّ شظَاياهم
ترابٌ و لا الرّبوع ربوعُ !
حَمِّلْ فضْلاً لا أمْرَاً ...... المقطع المرئي [ قصة نكبتين: من أين تبدأ هذا البوحَ يا قلمُ ؟! ]
http://www.sawtaljihad.org/hamla/2222.rar
http://tornadodrive.com/download.php/2210/2222.rar.html
و في الخِتامِ .. نرجو ممّن اطّلعَ على هذا المَوضوعِ و وجدَ فيهِ خيرَاً أن يَنشرَهُ حيثُ استطاعَ و يُطلعَ عليهِ من أحبَّ .. نُصرَةً للمُستضعفينَ و رفعاً للضّيم ..
و إن عجزتَ فلا أقلَّ من الدّعاء ..
و دُمتُم بخَير ..
[ حَمْلَــــــةُ نُصْرَةِ فِلسْطِيْنِيِّ العِــــــــــراقِ ]
زورونا على المدوّنة الخَاصَّة بالحملة :
http://waraqa-nawfal.blogspot.com/
===================================
(1) مقال للكاتب د. سلمان أبو ستة : (متى طردوا من مواطنهم ؟)
(2) مقال لـلكاتب خالد الاختيار -سوريا الغد - فضاآت
(3) المجتمع 1702
(4) (الشرق الأوسط اللندنية ـ 28/4/2**3)