aboresh
28 - 10 - 2003, 05:41 PM
زادُ المُربي الإيماني
د. علي بن عبدالله الصيّاح
- قَالَ سعيدُ بنُ المُسَيَّب-رحمةُ اللهِ عليهِ-: (مَا لقيتُ النَّاسَ منصرفين مِنْ صلاةٍ منذُ أربعينَ سنة)(1).
- وقَالَ أيضاً:(مَا دَخَلَ عليّ وقتُ صلاةٍ إلاّ وقد أخذتُ أهبتها، ولا دَخَلَ عليّ قضاء فرضٍ إلاّ وأنا إليه مشتاقٌ).
- وقَالَ أيضاً: (مَا فاتتني التكبيرةُ الأولى منذُ خمسينَ سنة، وما نظرتُ في قَفَا رجلٍ في الصلاةِ منذُ خمسينَ سنة).
- وقَالَ بُرْدُ مولى ابنِ المُسَيَّب: (مَا نُودي للصلاةِ منذُ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد)(2).
- وقَالَ رَبِيعةُ بنُ يزيد -رحمةُ اللهِ عليهِ-: (مَا أذّن المؤذنُ لصلاةِ الظهر منذُ أربعين سنة إلا وأنا في المسجدِ، إلاّ أنْ أكونَ مريضاً أو مسافراً) (3).
- وقَالَ يحيى بنُ مَعِين -رحمةُ اللهِ عليهِ-: (أقامَ يحيى بنُ سعيد(4) عشرين سنة يختم القران في كلِّ ليلةٍ(5)، ولم يفته الزوالُ في المسجد أربعين سنة، وما رؤى يطلب جماعة قط)(6).
قرأتُ هذه الأقوال ووقفتُ عند"خمسين سنة"، و"أربعين سنة"، و"عشرين سنة"متعجباً من هذه الهمّة والقوة في تربية النفس على الإيمان وأسبابه -في ضَوءِ هدي رسولِ الله ? وصحابتِهِ الكرام!.
ثمَّ تأملتُ في حالي وحالِ كثيرٍ من أبناء هذا الزمان في هذه المسائل الإيمانية العظيمة فذهلتُ من النتيجة إذ لا يخلو يوم فضلاً عن أسبوع -دعْ الشهرَ والسّنة- من نَظَرٍ في قفا المصلين أو وجوههم.
إنّ هذا التأخر والتفويت نوعٌ من الضعف، ينبغي أنّ يقابل بالقوة والحزم والعزم قَالَ تعالى: (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة:63.
(خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا) البقرة: 93.
(وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ) الأعراف: 145.
(يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) مريم:12.
وإذا حققنا هذه القوة على أنفسنا تحقق النصر الذي وعدنا الله إياه في كتابه الكريم.
أخي:
آمل أنْ تعاهدَ نفسَك مِنْ الآن على المحافظةِ على الصلاة كما حَافظَ عليها أولئكَ..فكنْ في المسجدِ مع الآذان أو قبله ولا تتأخرْ!.
وفقنا اللهُ وإيّاك للعلم النافع والعمل الصالح.
_________________________
(1)الطبقات الكبرى ج5/ص131.
(2)حلية الأولياء ج2/ص163، حلية الأولياء ج2/ص162، سير أعلام النبلاء ج4/ص221.
(3)المعرفة والتاريخ ج2/ص217، الثقات ج4/ص232.
(4) هو القطان.
(5) صحَّ النهي عن ختم القرآن في أقل من ثلاث ليال، وفي المسألة خلاف بين أهل العلم، ويظهر أنَّ القطان ممن اجتهد ورأى أنه يجوز، والله أعلم.
(6)تاريخ بغداد ج14/ص141.
د. علي بن عبدالله الصيّاح
- قَالَ سعيدُ بنُ المُسَيَّب-رحمةُ اللهِ عليهِ-: (مَا لقيتُ النَّاسَ منصرفين مِنْ صلاةٍ منذُ أربعينَ سنة)(1).
- وقَالَ أيضاً:(مَا دَخَلَ عليّ وقتُ صلاةٍ إلاّ وقد أخذتُ أهبتها، ولا دَخَلَ عليّ قضاء فرضٍ إلاّ وأنا إليه مشتاقٌ).
- وقَالَ أيضاً: (مَا فاتتني التكبيرةُ الأولى منذُ خمسينَ سنة، وما نظرتُ في قَفَا رجلٍ في الصلاةِ منذُ خمسينَ سنة).
- وقَالَ بُرْدُ مولى ابنِ المُسَيَّب: (مَا نُودي للصلاةِ منذُ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد)(2).
- وقَالَ رَبِيعةُ بنُ يزيد -رحمةُ اللهِ عليهِ-: (مَا أذّن المؤذنُ لصلاةِ الظهر منذُ أربعين سنة إلا وأنا في المسجدِ، إلاّ أنْ أكونَ مريضاً أو مسافراً) (3).
- وقَالَ يحيى بنُ مَعِين -رحمةُ اللهِ عليهِ-: (أقامَ يحيى بنُ سعيد(4) عشرين سنة يختم القران في كلِّ ليلةٍ(5)، ولم يفته الزوالُ في المسجد أربعين سنة، وما رؤى يطلب جماعة قط)(6).
قرأتُ هذه الأقوال ووقفتُ عند"خمسين سنة"، و"أربعين سنة"، و"عشرين سنة"متعجباً من هذه الهمّة والقوة في تربية النفس على الإيمان وأسبابه -في ضَوءِ هدي رسولِ الله ? وصحابتِهِ الكرام!.
ثمَّ تأملتُ في حالي وحالِ كثيرٍ من أبناء هذا الزمان في هذه المسائل الإيمانية العظيمة فذهلتُ من النتيجة إذ لا يخلو يوم فضلاً عن أسبوع -دعْ الشهرَ والسّنة- من نَظَرٍ في قفا المصلين أو وجوههم.
إنّ هذا التأخر والتفويت نوعٌ من الضعف، ينبغي أنّ يقابل بالقوة والحزم والعزم قَالَ تعالى: (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة:63.
(خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا) البقرة: 93.
(وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ) الأعراف: 145.
(يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) مريم:12.
وإذا حققنا هذه القوة على أنفسنا تحقق النصر الذي وعدنا الله إياه في كتابه الكريم.
أخي:
آمل أنْ تعاهدَ نفسَك مِنْ الآن على المحافظةِ على الصلاة كما حَافظَ عليها أولئكَ..فكنْ في المسجدِ مع الآذان أو قبله ولا تتأخرْ!.
وفقنا اللهُ وإيّاك للعلم النافع والعمل الصالح.
_________________________
(1)الطبقات الكبرى ج5/ص131.
(2)حلية الأولياء ج2/ص163، حلية الأولياء ج2/ص162، سير أعلام النبلاء ج4/ص221.
(3)المعرفة والتاريخ ج2/ص217، الثقات ج4/ص232.
(4) هو القطان.
(5) صحَّ النهي عن ختم القرآن في أقل من ثلاث ليال، وفي المسألة خلاف بين أهل العلم، ويظهر أنَّ القطان ممن اجتهد ورأى أنه يجوز، والله أعلم.
(6)تاريخ بغداد ج14/ص141.