فل وياسمين
27 - 4 - 2007, 01:26 PM
فاعلية برنامج إرشادي معرفي سلوكي في خفض بعض اضطرابات القلق لدى عينه من أطفال دولة قطر
د. اسماء عبدالله محمد العطية
________________________________________________
مقدمة :
يعد الاهتمام بالطفولة من أهم المعايير التي يقاس بها تقدم المجتمع وتطوره فهذا الاهتمام هو في الواقع اهتمام بمستقبل الأمة فإعداد الأطفال ورعايتهم في كافة الجوانب هو إعداد لمواجهة التحديات الحضارية التي تفرضها مقتضيات التطور والتغير السريع الذي نعيشه اليوم.
فمرحلة الطفولة بما لها من أهمية من حيث الخصائص والمعدلات النمائية في حياتنا تستوجب ألا يكون الطفل خلالها عرضة لاضطرابات عنيفة تزلزل أساس شخصيته في المراحل النمائية المتتالية فيما بعد ولابد أن نضمن له مناخا هادئاً مستقراً يسوده الهدوء والاستقرار النفسي وحيث أن مرحلة الطفولة تعد فترة حساسة أكثر من أيه مرحلة عمرية أخرى فان الطفل يكون فيها أكثر عرضة واستهدافاً لنمو أشكال من السلوك الدال على سوء التوافق النفسي .(فيولا الببلاوي,1990,ص3-4)
ويواجه الطفل اليوم في العالم المعاصر وفي ظل الألفية الثالثة العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية التي يتعرض لها الأطفال كغيرهم في المراحل النمائية الأخرى خاصة القلق.(هشام عبد الله وآخرين,1997,ص3)
فالقلق حقيقة من حقائق الوجود الإنساني وجانب دينامي في بناء الشخصية ومتغير من متغيرات السلوك البشري (بشير الرشيدي وآخرين,2**0,ص202) إلا انه كذلك يعد القاعدة الأساسية والمحور الدينامي في جميع الاضطرابات العصابية والعقلية والانحرافات السلوكية والقاسم المشترك فيما بينها جميعاً ومن أكثر فئات العصاب انتشاراً (احمد عبد الخالق,1990,ص504) . فيمثل حوالي 30%-40% من الاضطرابات العصابية وأكثرها شيوعاً في مراحل نمو الإنسان المختلفة (حامد زهران,1997,ص485). ومن أكثر الاضطرابات العصابية شيوعاً لدى الأطفال في مرحلة الطفولة (بسيوني السيد,1992,ص17) و(اسماءغريب,1994,ص98). فيبدو تأثيره على حوالي 10%من الأطفال (دولن وبرازيل Dolan&Barazeal,1993,ص563) وفد تصل تلك النسبة إلى 20%من الأطفال .(كيندال Kendall,1993,ص75).
ويطرأ تأثيره السلبي في بعض الأحيان على العديد من جوانب الحياة النفسية للطفل فيؤثر على علاقاته وتفاعلاته مع الآخرين فيبدو عليه الانطواء والانسحاب والنشاط الزائد وتشتت الانتباه وسرعة الاستثارة الانفعالية وبعض الأعراض النفسجسمية مما يؤثر على توافقه النفسي (محمد شعلان,1979,ص75),(احمد عبد الخالق وما يسه النيال, 1990,ص24), (عبد الفتاح دويدار,1990,ص162), (دولن وبرازيل Dolan&Barazeal,1993,ص563) .
يضاف إلى ذلك أعراضه المعرفية التي تبدو في الميل أكثر نحو تفسير الإشارات الاجتماعية والبيئية بطريقة خاطئة والتركيز على فكرة تقييم الذات من قبل الآخرين وتوقع النتائج السلبية القاسية والتحدث إلى الذات بطريقة انهزامية والنظرة السلبية للمستقبل (سوثروم جيرو وآخرين Southaum Gerow et al , 1997,ص1162).
الأمر الذي يؤكد على أهمية استخدام أساليب وفنيات علاجية تتعامل مع مشاعر وأفكار وسلوك الطفل لخفض بعض اضطرابات القلق لديه ومن هنا تصدت النظريات المعرفية السلوكية في تناولها لاضطرابات القلق لدى الكبار والأطفال خاصة وإنها تعد من احدث التدخلات العلاجية المستخدمة في علاج الاضطرابات النفسية بوجه عام والقلق بوجه خاص لدى الأطفال.
وتتناول الباحثة في هذه الدراسة القلق واضطراباته لدى الأطفال حيث تحاول من خلال دراستها التحقق من فاعلية برنامج إرشادي معرفي سلوكي في خفض بعض اضطرابات القلق لدى عينه من الأطفال.
مشكلة الدراسة
يشهد مجال سيكولوجية الطفل بوجه عام والصحة النفسية والعلاج والإرشاد النفسي بوجه خاص في الوقت الراهن تزايداً ملحوظاً للجهود الموجهة للطفل خاصة بعد أن أكدت بعض الدراسات إلى أن مصدر هذه الاضطرابات في مرحلة الرشد ما هي إلا امتداد لأعراض نفسية لمرحلة الطفولة(يسريه سالم , 1996,ص184).
وفي هذا المجال تعمل دولة قطر جاهدة كأحد المجتمعات المتقدمة التي تعنى برعاية أطفالها فتدعم وتعزز تلك الجهود المقدمة والموجهة للأطفال وذلك لتوفير اكبر قدر ممكن من الرعاية المتكاملة لهم بما نصت علية الاتفاقيات والمواثيق الدولية بوصفهم الثروة البشرية وعدة المستقبل وكأحد هذه الجهود المبذولة في هذاً المجال فقد تم وضع الخطة الشاملة لرعاية الطفولة والأمومة التي تبنتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي عا(1992)م والتي بنيت على أساس سباعي ابتداء من عا1993-2**0م إلا إن هذه الخطة أحادية الجانب تعنى بالجوانب التربوية والثقافية والتعليمية لكل من الأم والطفل فقط.(وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي,1992,ص54).
وإيماناً بدولة قطر بأهمية الأسرة فقد انشىء المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالقرار الأميري رقم (53) لسنة (1998) والذي انبثقت منه لجان عديدة من ضمنها لجنة الأمومة والطفولة التي تسعى إلى تحقيق الأهداف التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الطفل وغيرها من المواثيق الدولية التي تعنى بشؤون الأمومة والطفولة واقتراح تعديلها وتطويرها بما يتناسب والمجتمع القطري (المجلس الأعلى لشؤون الأسرة,2**0,ص6-14).
وعلى الرغم من هذاً الاهتمام إلا إن تقديم الرعاية النفسية كخدمات التوجيه والإرشاد النفسي المقدمة للأطفال ما زالت تعتمد على الاجتهادات الشخصية للأخصائيين الاجتماعيين والمدرسين بالمدارس الابتدائية حيث يتم تحويل الأطفال الذين بحاجة إلى الرعاية النفسية إلى وحدة التخاطب والإرشاد النفسي التابعة لقسم التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والتي تم افتتاحها عام 1993 بهدف تقديم الخدمات المتخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين بالدرجة الأولى أو إلى عيادة توجيه الأطفال والبالغين أو إلى قسم الطب النفسي التابعتين لوزارة الصحة العامة والتي يحد من فاعليتها عدم توافر الإحصاءات الدقيقة للاضطرابات العصابية لدى الأطفال في مرحلة الطفولة وبالتالي عدم وجود البرامج الإرشادية المناسبة لهؤلاء الأطفال والافتقار إلى وجود عدد كاف من المتخصصين في مجال الإرشاد النفسي للأطفال يضاف إلى ذلك إن هذه الجهات تقدم خدماتها في الفترة الصباحية الأمر الذي يتعذر معه تفرغ أولياء الأمور في هذه الفترة نظراً لعملهم وكذلك أطفالهم من هم بحاجة إلى تلك الرعاية النفسية مما يؤكد أهمية حاجة المجال بدولة قطر إلى تقديم الخدمات الإرشادية النفسية والعلاجية للأطفال في هذه المرحلة الهامة من حياتهم والقائمة على الدراسة العلمية *****تخدمة لأحدث نظريات التوجيه والإرشاد النفسي خاصة للأطفال وهذاً ما أكدت عليه نتائج دراسة عبد العزيز المغصيب (1992,ص122) بان الحاجة إلى خدمات التوجيه والإرشاد النفسي في المدارس الابتدائية في دولة قطر كبيرة حيث بلغت نسبتها58% مقارنة بالخدمات الأخرى.
وعليه تتركز مشكلة الدراسة الحالية في التحقق من فاعلية برنامج إرشادي معرفي سلوكي في خفض بعض اضطرابات القلق لدى عينه من الأطفال بمرحلة الطفولة المتأخرة واستمرار تثير هذاً البرنامج خلال فترة المتابعة(شهر من انتهاء البرنامج).
أهمية الدراسة
تكمن أهمية الدراسة الحالية في أهمية الجانب الذي تتصدى لدراسته ولا شك إن هذاً الجانب ينطوي على أهمية كبيرة سواء من الناحية النظرية أو من الناحية التطبيقية.
فمن الناحية النظرية يتضح ندرة البحوث والدراسات السابقة التي تناولت اضطرابات القلق لدى الأطفال بالدراسة خاصة العربية التي تصدت لهذاً المجال وكذلك افتقار هذاً المجال إلى البحوث التي تناولت هذاً الجانب من خلال برامج إرشادية أو علاجية معرفية سلوكية مقارنة بالدراسات الأجنبية وما قدمته تلك الدراسات من بحوث تتعلق بالأطفال في هذه المجتمعات .
أما من الناحية التطبيقية فان هذه الدراسة تقدم إطارا تصورياً من المفاهيم والنظريات والبيانات والمعلومات عن عدد من الفنيات المعرفية والسلوكية الإرشادية التي يمكن استخدامها في خفض اضطرابات القلق.
هدف الدراسة
هدفت الدراسة إلى التحقق من فاعلية برنامج إرشادي معرفي سلوكي لخفض بعض اضطرابات القلق لدى عينه من الأطفال بمرحلة الطفولة المتأخرة بدولة قطر.
عينة الدراسة
تكونت عينة الدراسة الحالية من (746) طفلة من بعض المدارس الابتدائية للبنات بمدينة الدوحة بدولة قطر ممن تراوحت أعمارهن الزمنية ما بين (9-12) سنة وقد تم اختيار (40) طفلة منهن ممن حصلن على درجات مرتفعه على مقياس اضطرابات القلق المستخدم في الدراسة ,جرى تقسيم العينة الكلية بالتساوي إلى مجموعتين : مجموعه تجريبية (ن=20) طفله طبق عليها البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي ومجموعه ضابطة(ن=20) طفله لم يطبق عليها البرنامج الإرشادي .
وتمت المجانسة بين أطفال المجموعتين من حيث العمر الزمني ونسبة الذكاء ومستوى التحصيل الدراسي *****توى الاجتماعي الاقتصادي للأسرة واضطرابات القلق.
أدوات الدراسة
استخدمت الباحثة في هذه الدراسة الأدوات الآتية:
- استمارة البيانات الأولية من إعداد الباحثة.
- اختبار رسم الرجل تقنين فؤاد أبو حطب وآخرين.
- مقياس اضطرابات القلق لدى الأطفال من إعداد الباحثة.
- البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي من إعداد الباحثة.
- اختبار الكات الاسقاطي لبيلاك وبيلاكBellak&Bellak.
الأساليب الإحصائية المستخدمة
استخدمت الباحثة الأساليب الإحصائية الآتية :
- أسلوب التحليل التعاملي للتحقق من الصدق العاملي لمقياس اضطرابات القلق الذي قامت بإعداده الباحثة.
- معامل ثبات ألفا كرومباخ لحساب ثبات المقياس.
- اختبار ويلكوكسون Wilcoxon Test اللابارامتري لحساب دلالة ووجهة الفروق بين متوسطات درجات (المجموعات المرتبطة) لكل من المجموعتين التجريبية والضابطة بنفسها كل على حده.
- اختبار مان وتيني Mannwhntiy Test اللابارامتري لحساب دلالة ووجهة الفروق بين متوسطات درجات (المجموعات المستقلة) المجموعتين التجريبية والضابطة.
نتائج الدراسة
أسفرت نتائج الدراسة عما يلي:
• وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياس البعدي مقارنة بمتوسطات درجاتهم في القياس القبلي على مقياس اضطرابات القلق بينما لم يتضح وجود فروق بين متوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في القياس البعدي مقارنة بمتوسطات درجاتهم في القياس القبلي على مقياس اضطرابات القلق . في حين وجدت فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة لصالح أطفال المجموعة التجريبية في القياس البعدي على مقياس اضطرابات القلق.
• كما وجدت فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في القياس التتبعي على مقياس اضطرابات القلق لصالح أطفال المجموعة التجريبية بينما لم توجد فروق بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياس البعدي ومتوسطات درجاتهم في القياس التتبعي على مقياس اضطرابات القلق مما يشير إلى فاعلية البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي في خفض اضطرابات القلق لدى الأطفال عينه الدراسة واستمرار تأثير هذاً البرنامج بعد تطبيقه لمدة شهر من المتابعة.
• أما بالنسبة لنتائج الدراسة الاكلينكية فقد اتضح ان العوامل النفسية التي تكمن وراء استمرار مستوى القلق لدى الحالتين الأعلى في مستوى اضطرابات القلق بعد تعرضهم للبرنامج الإرشادي هي الضغوط والمشكلات الأسرية.
مجلة مركز البحوث التربوية جامعة قطر السنة الحادية عشر العدد 21 يناير2**2 ص221- 228
[[منقول للفائدة
ارجو الدعاء لأبنتي بالشفاء
د. اسماء عبدالله محمد العطية
________________________________________________
مقدمة :
يعد الاهتمام بالطفولة من أهم المعايير التي يقاس بها تقدم المجتمع وتطوره فهذا الاهتمام هو في الواقع اهتمام بمستقبل الأمة فإعداد الأطفال ورعايتهم في كافة الجوانب هو إعداد لمواجهة التحديات الحضارية التي تفرضها مقتضيات التطور والتغير السريع الذي نعيشه اليوم.
فمرحلة الطفولة بما لها من أهمية من حيث الخصائص والمعدلات النمائية في حياتنا تستوجب ألا يكون الطفل خلالها عرضة لاضطرابات عنيفة تزلزل أساس شخصيته في المراحل النمائية المتتالية فيما بعد ولابد أن نضمن له مناخا هادئاً مستقراً يسوده الهدوء والاستقرار النفسي وحيث أن مرحلة الطفولة تعد فترة حساسة أكثر من أيه مرحلة عمرية أخرى فان الطفل يكون فيها أكثر عرضة واستهدافاً لنمو أشكال من السلوك الدال على سوء التوافق النفسي .(فيولا الببلاوي,1990,ص3-4)
ويواجه الطفل اليوم في العالم المعاصر وفي ظل الألفية الثالثة العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية التي يتعرض لها الأطفال كغيرهم في المراحل النمائية الأخرى خاصة القلق.(هشام عبد الله وآخرين,1997,ص3)
فالقلق حقيقة من حقائق الوجود الإنساني وجانب دينامي في بناء الشخصية ومتغير من متغيرات السلوك البشري (بشير الرشيدي وآخرين,2**0,ص202) إلا انه كذلك يعد القاعدة الأساسية والمحور الدينامي في جميع الاضطرابات العصابية والعقلية والانحرافات السلوكية والقاسم المشترك فيما بينها جميعاً ومن أكثر فئات العصاب انتشاراً (احمد عبد الخالق,1990,ص504) . فيمثل حوالي 30%-40% من الاضطرابات العصابية وأكثرها شيوعاً في مراحل نمو الإنسان المختلفة (حامد زهران,1997,ص485). ومن أكثر الاضطرابات العصابية شيوعاً لدى الأطفال في مرحلة الطفولة (بسيوني السيد,1992,ص17) و(اسماءغريب,1994,ص98). فيبدو تأثيره على حوالي 10%من الأطفال (دولن وبرازيل Dolan&Barazeal,1993,ص563) وفد تصل تلك النسبة إلى 20%من الأطفال .(كيندال Kendall,1993,ص75).
ويطرأ تأثيره السلبي في بعض الأحيان على العديد من جوانب الحياة النفسية للطفل فيؤثر على علاقاته وتفاعلاته مع الآخرين فيبدو عليه الانطواء والانسحاب والنشاط الزائد وتشتت الانتباه وسرعة الاستثارة الانفعالية وبعض الأعراض النفسجسمية مما يؤثر على توافقه النفسي (محمد شعلان,1979,ص75),(احمد عبد الخالق وما يسه النيال, 1990,ص24), (عبد الفتاح دويدار,1990,ص162), (دولن وبرازيل Dolan&Barazeal,1993,ص563) .
يضاف إلى ذلك أعراضه المعرفية التي تبدو في الميل أكثر نحو تفسير الإشارات الاجتماعية والبيئية بطريقة خاطئة والتركيز على فكرة تقييم الذات من قبل الآخرين وتوقع النتائج السلبية القاسية والتحدث إلى الذات بطريقة انهزامية والنظرة السلبية للمستقبل (سوثروم جيرو وآخرين Southaum Gerow et al , 1997,ص1162).
الأمر الذي يؤكد على أهمية استخدام أساليب وفنيات علاجية تتعامل مع مشاعر وأفكار وسلوك الطفل لخفض بعض اضطرابات القلق لديه ومن هنا تصدت النظريات المعرفية السلوكية في تناولها لاضطرابات القلق لدى الكبار والأطفال خاصة وإنها تعد من احدث التدخلات العلاجية المستخدمة في علاج الاضطرابات النفسية بوجه عام والقلق بوجه خاص لدى الأطفال.
وتتناول الباحثة في هذه الدراسة القلق واضطراباته لدى الأطفال حيث تحاول من خلال دراستها التحقق من فاعلية برنامج إرشادي معرفي سلوكي في خفض بعض اضطرابات القلق لدى عينه من الأطفال.
مشكلة الدراسة
يشهد مجال سيكولوجية الطفل بوجه عام والصحة النفسية والعلاج والإرشاد النفسي بوجه خاص في الوقت الراهن تزايداً ملحوظاً للجهود الموجهة للطفل خاصة بعد أن أكدت بعض الدراسات إلى أن مصدر هذه الاضطرابات في مرحلة الرشد ما هي إلا امتداد لأعراض نفسية لمرحلة الطفولة(يسريه سالم , 1996,ص184).
وفي هذا المجال تعمل دولة قطر جاهدة كأحد المجتمعات المتقدمة التي تعنى برعاية أطفالها فتدعم وتعزز تلك الجهود المقدمة والموجهة للأطفال وذلك لتوفير اكبر قدر ممكن من الرعاية المتكاملة لهم بما نصت علية الاتفاقيات والمواثيق الدولية بوصفهم الثروة البشرية وعدة المستقبل وكأحد هذه الجهود المبذولة في هذاً المجال فقد تم وضع الخطة الشاملة لرعاية الطفولة والأمومة التي تبنتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي عا(1992)م والتي بنيت على أساس سباعي ابتداء من عا1993-2**0م إلا إن هذه الخطة أحادية الجانب تعنى بالجوانب التربوية والثقافية والتعليمية لكل من الأم والطفل فقط.(وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي,1992,ص54).
وإيماناً بدولة قطر بأهمية الأسرة فقد انشىء المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالقرار الأميري رقم (53) لسنة (1998) والذي انبثقت منه لجان عديدة من ضمنها لجنة الأمومة والطفولة التي تسعى إلى تحقيق الأهداف التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الطفل وغيرها من المواثيق الدولية التي تعنى بشؤون الأمومة والطفولة واقتراح تعديلها وتطويرها بما يتناسب والمجتمع القطري (المجلس الأعلى لشؤون الأسرة,2**0,ص6-14).
وعلى الرغم من هذاً الاهتمام إلا إن تقديم الرعاية النفسية كخدمات التوجيه والإرشاد النفسي المقدمة للأطفال ما زالت تعتمد على الاجتهادات الشخصية للأخصائيين الاجتماعيين والمدرسين بالمدارس الابتدائية حيث يتم تحويل الأطفال الذين بحاجة إلى الرعاية النفسية إلى وحدة التخاطب والإرشاد النفسي التابعة لقسم التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والتي تم افتتاحها عام 1993 بهدف تقديم الخدمات المتخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين بالدرجة الأولى أو إلى عيادة توجيه الأطفال والبالغين أو إلى قسم الطب النفسي التابعتين لوزارة الصحة العامة والتي يحد من فاعليتها عدم توافر الإحصاءات الدقيقة للاضطرابات العصابية لدى الأطفال في مرحلة الطفولة وبالتالي عدم وجود البرامج الإرشادية المناسبة لهؤلاء الأطفال والافتقار إلى وجود عدد كاف من المتخصصين في مجال الإرشاد النفسي للأطفال يضاف إلى ذلك إن هذه الجهات تقدم خدماتها في الفترة الصباحية الأمر الذي يتعذر معه تفرغ أولياء الأمور في هذه الفترة نظراً لعملهم وكذلك أطفالهم من هم بحاجة إلى تلك الرعاية النفسية مما يؤكد أهمية حاجة المجال بدولة قطر إلى تقديم الخدمات الإرشادية النفسية والعلاجية للأطفال في هذه المرحلة الهامة من حياتهم والقائمة على الدراسة العلمية *****تخدمة لأحدث نظريات التوجيه والإرشاد النفسي خاصة للأطفال وهذاً ما أكدت عليه نتائج دراسة عبد العزيز المغصيب (1992,ص122) بان الحاجة إلى خدمات التوجيه والإرشاد النفسي في المدارس الابتدائية في دولة قطر كبيرة حيث بلغت نسبتها58% مقارنة بالخدمات الأخرى.
وعليه تتركز مشكلة الدراسة الحالية في التحقق من فاعلية برنامج إرشادي معرفي سلوكي في خفض بعض اضطرابات القلق لدى عينه من الأطفال بمرحلة الطفولة المتأخرة واستمرار تثير هذاً البرنامج خلال فترة المتابعة(شهر من انتهاء البرنامج).
أهمية الدراسة
تكمن أهمية الدراسة الحالية في أهمية الجانب الذي تتصدى لدراسته ولا شك إن هذاً الجانب ينطوي على أهمية كبيرة سواء من الناحية النظرية أو من الناحية التطبيقية.
فمن الناحية النظرية يتضح ندرة البحوث والدراسات السابقة التي تناولت اضطرابات القلق لدى الأطفال بالدراسة خاصة العربية التي تصدت لهذاً المجال وكذلك افتقار هذاً المجال إلى البحوث التي تناولت هذاً الجانب من خلال برامج إرشادية أو علاجية معرفية سلوكية مقارنة بالدراسات الأجنبية وما قدمته تلك الدراسات من بحوث تتعلق بالأطفال في هذه المجتمعات .
أما من الناحية التطبيقية فان هذه الدراسة تقدم إطارا تصورياً من المفاهيم والنظريات والبيانات والمعلومات عن عدد من الفنيات المعرفية والسلوكية الإرشادية التي يمكن استخدامها في خفض اضطرابات القلق.
هدف الدراسة
هدفت الدراسة إلى التحقق من فاعلية برنامج إرشادي معرفي سلوكي لخفض بعض اضطرابات القلق لدى عينه من الأطفال بمرحلة الطفولة المتأخرة بدولة قطر.
عينة الدراسة
تكونت عينة الدراسة الحالية من (746) طفلة من بعض المدارس الابتدائية للبنات بمدينة الدوحة بدولة قطر ممن تراوحت أعمارهن الزمنية ما بين (9-12) سنة وقد تم اختيار (40) طفلة منهن ممن حصلن على درجات مرتفعه على مقياس اضطرابات القلق المستخدم في الدراسة ,جرى تقسيم العينة الكلية بالتساوي إلى مجموعتين : مجموعه تجريبية (ن=20) طفله طبق عليها البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي ومجموعه ضابطة(ن=20) طفله لم يطبق عليها البرنامج الإرشادي .
وتمت المجانسة بين أطفال المجموعتين من حيث العمر الزمني ونسبة الذكاء ومستوى التحصيل الدراسي *****توى الاجتماعي الاقتصادي للأسرة واضطرابات القلق.
أدوات الدراسة
استخدمت الباحثة في هذه الدراسة الأدوات الآتية:
- استمارة البيانات الأولية من إعداد الباحثة.
- اختبار رسم الرجل تقنين فؤاد أبو حطب وآخرين.
- مقياس اضطرابات القلق لدى الأطفال من إعداد الباحثة.
- البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي من إعداد الباحثة.
- اختبار الكات الاسقاطي لبيلاك وبيلاكBellak&Bellak.
الأساليب الإحصائية المستخدمة
استخدمت الباحثة الأساليب الإحصائية الآتية :
- أسلوب التحليل التعاملي للتحقق من الصدق العاملي لمقياس اضطرابات القلق الذي قامت بإعداده الباحثة.
- معامل ثبات ألفا كرومباخ لحساب ثبات المقياس.
- اختبار ويلكوكسون Wilcoxon Test اللابارامتري لحساب دلالة ووجهة الفروق بين متوسطات درجات (المجموعات المرتبطة) لكل من المجموعتين التجريبية والضابطة بنفسها كل على حده.
- اختبار مان وتيني Mannwhntiy Test اللابارامتري لحساب دلالة ووجهة الفروق بين متوسطات درجات (المجموعات المستقلة) المجموعتين التجريبية والضابطة.
نتائج الدراسة
أسفرت نتائج الدراسة عما يلي:
• وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياس البعدي مقارنة بمتوسطات درجاتهم في القياس القبلي على مقياس اضطرابات القلق بينما لم يتضح وجود فروق بين متوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في القياس البعدي مقارنة بمتوسطات درجاتهم في القياس القبلي على مقياس اضطرابات القلق . في حين وجدت فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة لصالح أطفال المجموعة التجريبية في القياس البعدي على مقياس اضطرابات القلق.
• كما وجدت فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في القياس التتبعي على مقياس اضطرابات القلق لصالح أطفال المجموعة التجريبية بينما لم توجد فروق بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياس البعدي ومتوسطات درجاتهم في القياس التتبعي على مقياس اضطرابات القلق مما يشير إلى فاعلية البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي في خفض اضطرابات القلق لدى الأطفال عينه الدراسة واستمرار تأثير هذاً البرنامج بعد تطبيقه لمدة شهر من المتابعة.
• أما بالنسبة لنتائج الدراسة الاكلينكية فقد اتضح ان العوامل النفسية التي تكمن وراء استمرار مستوى القلق لدى الحالتين الأعلى في مستوى اضطرابات القلق بعد تعرضهم للبرنامج الإرشادي هي الضغوط والمشكلات الأسرية.
مجلة مركز البحوث التربوية جامعة قطر السنة الحادية عشر العدد 21 يناير2**2 ص221- 228
[[منقول للفائدة
ارجو الدعاء لأبنتي بالشفاء