ابولمى
13 - 4 - 2003, 04:12 PM
على الرغم من منع استخدام "الضرب" للطلاب في المدارس إلا أننا ما زلنا نسمع ونشاهد ممارسات لا مسؤولة ضد الطلاب من بعض المعلمين الذين يصرون على استعمال "العصا", كذلك نقرأ بين الفينة والأخرى الكثير من الآراء في الصحف يشجع أصحابها على عودة العصا ويدافعون عن آرائهم بحجة أن العقاب حاجة ملحة لتأديب الطلاب وحثهم على حل الواجبات المدرسية والمنزلية ودفعهم نحو التحصيل الدراسي عنوة.
وأصحاب تلك الآراء يرون بأن الضرب يثير انتباه الطلاب, ويجعلهم على أهبة الاستعداد لأداء الواجبات واستيعاب المعلومات وحفظها وفهمها أيضا.
وفي الحقيقة أن كثيرا من الدراسات التربوية والنفسية أثبتت أن الثواب أقوى أثرا وأبقى من العقاب في العملية التعليمية على الطالب, وأن الضرب يترك آثارا نفسية وجسدية عليه بل قد يؤثر بشكل سلبي على استجابته نحو المدرسة والعلم ويحيله إلى كاره للدراسة والمدرسين والمدرسة وقد يؤثر على رغبته في الدراسة. ومن هذا المنطلق أستطيع القول بأن "العصا" لا يمكن أن تكون أسلوبا مفضلا لدى المعلم من أجل دفع طلابه إلى فهم دروسهم أو أداء واجباتهم أو تعديل سلوكياتهم ولقد ثبت تربويا أن نتائج استعمال العصا تكون في الغالب سيئة وتؤثر سلبا على شخصية الطالب والذي سيعود إلى تقصيره وإهماله وسلوكه غير المرغوب فيه بمجرد انتهاء العقاب وزوال الخوف والتهديد.
من هنا لن تتولد لدى المتعلم سوى دافعية مؤقتة نحو التعلم والدراسة وحل الواجبات من أجل الهروب من العصا فقط وسيرتبط عطاؤه في مسيرته المدرسية بعلاقته مع العصا ولن تنبعث الرغبة الصادقة في داخله كما يريدها المعلم أو كما يجب أن تكون مسيرته بشكل طبيعي.
إخواني المعلمين لا نريد أن نبني في أذهان طلابنا سياسة العقاب وأن التعليم لا يمكن أن يسير في حياتهم إلا بالعصا أو استعمال مختلف أدوات العقاب بل الأجمل أن نجعلهم يشعرون بقيمة العطاء والعمل من خلال تشجيعهم على أداء واجباتهم من خلال تحفيزهم من خلال ترغيبهم في التحصيل الدراسي بعيدا عن العقاب.
أنا أرى أنه علينا كتربويين أن نجعل المدرسة مكانا جميلا يتوق إليه الطالب, فالمدرسة مجتمع تربوي وجد من أجل التربية والتعليم والتهذيب لأجيال الغد, أما الضرب بمختلف أساليبه وأدواته فلا يقضى على أوجه الخلل أو التقصير بالشكل الذي تتوقعه لأنه يقمع السلوك الظاهر فقط. والمدرسة لها وظيفة إخفاء السلوك السلبي والعمل على استئصاله ومعالجة اعوجاجه بتعديل الدوافع التي قد تقف خلف نمو السلوك غير المرغوب فيه, ولهذا فالمرشد الطلابي في المدرسة يعول عليه كثيرا في دراسة نفسيات طلاب مدرسته والتعرف على شخصياتهم بالتقرب إليهم والتودد حتى يكون قادرا على مساعدتهم لأنهم سيشعرون بقربه منهم ولن يخفوا عليه سرهم.
والمعلم الناجح هو مرشد لطلابه, عليه أن يتصف بالحلم والعطف والحنو عليهم وأن يتحلى بأعصاب هادئة بعيدا عن الانفعالية. هذا المعلم الناجح يستطيع كسب مودة طلابه واحترامهم. وكلنا يعرف أن الاحترام الذي يقوم على الخوف ليس باحترام. ولنا في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة, وهو القائل (ما دخل الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه).
وفي الحقيقة كم أرغب في أن يعرف طلابنا أن المدرسة تقدم لهم التعلم والعلم الصافي وتزرع فيهم حب المعرفة والاطلاع والاعتماد على المعرفة بأنفسهم والاكتشاف الذاتي للمعلومة. ولا يمكن أن تكون المدرسة مكانا مناسبا لإرهاب الطالب أو كسر شخصيته. كما لا بد لنا أن نعرف أن الضرب في المدرسة لا يمنح المدرسة والمجتمع إلا طالبا مضطربا عدوانيا, تتنازعه المخاوف في كل يوم يذهب فيه إلى المدرسة وستترتب على سلوكياته انعكاسات سلبية في المستقبل تجاه المدرسة والمدرسين والمجتمع برمته. ولأن الحديث عن العصا والضرب. فلابد لي أن أشير إلى خطورة استخدام العقاب الجسدي مع تلاميذ الصفوف الأولية والذين يحتاجون من معلميهم إلى حنو وعطف ورفق ورأفة, تمنحهم الثقة وتربي فيهم تحمل المسؤولية وتغرس فيهم محبة العلم والمعلم والمدرسة ولن يعجز المعلم في إيجاد أساليب وطرق مختلفة يستطيع من خلالها محو سلوك غير مرغوب فيه أو إحلال سلوك إيجابي وتشجيعهم وتحفيزهم وتوجيههم إلى سلوكيات حسنة, ناهيكم عن أن الضرب في الصفوف الأولية يمنع شرعا وعقلا وقانونا. وهو ما أتمنى أن يعرفه المعلمون. فالسنة المطهرة تنهى عن معاقبة الطفل ما دام أنه لم يبلغ الحلم. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "علموهم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر". وتلاميذ الصفوف الأولية أعمارهم من السادسة حتى التاسعة ويمنع عقلا, لأن الطفل الصغير والذي لم يبلغ الرشد قد لا يعي معنى العقاب عندما يمارسه المعلم ضده, ومن الظلم معاقبة الطفل في سن لم يشتد فيه عوده ولم يقو فكره ولم تنضج تجاربه وخبراته, ويمنع قانونا, فوزارة المعارف قد أصدرت تعاميم كثيرة حذرت من استخدام العصا في جميع مراحل التعليم العام لعدم مناسبتها للمتعلمين علاوة, على ما تتركه من آثار سلبية على شخصياتهم. ختاما أملي أن تكون رسالتي وصلت لزملائي المعلمين.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**3-04-13/Pictures/caricature/1304.nat.p12.n12.jpg
وأصحاب تلك الآراء يرون بأن الضرب يثير انتباه الطلاب, ويجعلهم على أهبة الاستعداد لأداء الواجبات واستيعاب المعلومات وحفظها وفهمها أيضا.
وفي الحقيقة أن كثيرا من الدراسات التربوية والنفسية أثبتت أن الثواب أقوى أثرا وأبقى من العقاب في العملية التعليمية على الطالب, وأن الضرب يترك آثارا نفسية وجسدية عليه بل قد يؤثر بشكل سلبي على استجابته نحو المدرسة والعلم ويحيله إلى كاره للدراسة والمدرسين والمدرسة وقد يؤثر على رغبته في الدراسة. ومن هذا المنطلق أستطيع القول بأن "العصا" لا يمكن أن تكون أسلوبا مفضلا لدى المعلم من أجل دفع طلابه إلى فهم دروسهم أو أداء واجباتهم أو تعديل سلوكياتهم ولقد ثبت تربويا أن نتائج استعمال العصا تكون في الغالب سيئة وتؤثر سلبا على شخصية الطالب والذي سيعود إلى تقصيره وإهماله وسلوكه غير المرغوب فيه بمجرد انتهاء العقاب وزوال الخوف والتهديد.
من هنا لن تتولد لدى المتعلم سوى دافعية مؤقتة نحو التعلم والدراسة وحل الواجبات من أجل الهروب من العصا فقط وسيرتبط عطاؤه في مسيرته المدرسية بعلاقته مع العصا ولن تنبعث الرغبة الصادقة في داخله كما يريدها المعلم أو كما يجب أن تكون مسيرته بشكل طبيعي.
إخواني المعلمين لا نريد أن نبني في أذهان طلابنا سياسة العقاب وأن التعليم لا يمكن أن يسير في حياتهم إلا بالعصا أو استعمال مختلف أدوات العقاب بل الأجمل أن نجعلهم يشعرون بقيمة العطاء والعمل من خلال تشجيعهم على أداء واجباتهم من خلال تحفيزهم من خلال ترغيبهم في التحصيل الدراسي بعيدا عن العقاب.
أنا أرى أنه علينا كتربويين أن نجعل المدرسة مكانا جميلا يتوق إليه الطالب, فالمدرسة مجتمع تربوي وجد من أجل التربية والتعليم والتهذيب لأجيال الغد, أما الضرب بمختلف أساليبه وأدواته فلا يقضى على أوجه الخلل أو التقصير بالشكل الذي تتوقعه لأنه يقمع السلوك الظاهر فقط. والمدرسة لها وظيفة إخفاء السلوك السلبي والعمل على استئصاله ومعالجة اعوجاجه بتعديل الدوافع التي قد تقف خلف نمو السلوك غير المرغوب فيه, ولهذا فالمرشد الطلابي في المدرسة يعول عليه كثيرا في دراسة نفسيات طلاب مدرسته والتعرف على شخصياتهم بالتقرب إليهم والتودد حتى يكون قادرا على مساعدتهم لأنهم سيشعرون بقربه منهم ولن يخفوا عليه سرهم.
والمعلم الناجح هو مرشد لطلابه, عليه أن يتصف بالحلم والعطف والحنو عليهم وأن يتحلى بأعصاب هادئة بعيدا عن الانفعالية. هذا المعلم الناجح يستطيع كسب مودة طلابه واحترامهم. وكلنا يعرف أن الاحترام الذي يقوم على الخوف ليس باحترام. ولنا في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة, وهو القائل (ما دخل الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه).
وفي الحقيقة كم أرغب في أن يعرف طلابنا أن المدرسة تقدم لهم التعلم والعلم الصافي وتزرع فيهم حب المعرفة والاطلاع والاعتماد على المعرفة بأنفسهم والاكتشاف الذاتي للمعلومة. ولا يمكن أن تكون المدرسة مكانا مناسبا لإرهاب الطالب أو كسر شخصيته. كما لا بد لنا أن نعرف أن الضرب في المدرسة لا يمنح المدرسة والمجتمع إلا طالبا مضطربا عدوانيا, تتنازعه المخاوف في كل يوم يذهب فيه إلى المدرسة وستترتب على سلوكياته انعكاسات سلبية في المستقبل تجاه المدرسة والمدرسين والمجتمع برمته. ولأن الحديث عن العصا والضرب. فلابد لي أن أشير إلى خطورة استخدام العقاب الجسدي مع تلاميذ الصفوف الأولية والذين يحتاجون من معلميهم إلى حنو وعطف ورفق ورأفة, تمنحهم الثقة وتربي فيهم تحمل المسؤولية وتغرس فيهم محبة العلم والمعلم والمدرسة ولن يعجز المعلم في إيجاد أساليب وطرق مختلفة يستطيع من خلالها محو سلوك غير مرغوب فيه أو إحلال سلوك إيجابي وتشجيعهم وتحفيزهم وتوجيههم إلى سلوكيات حسنة, ناهيكم عن أن الضرب في الصفوف الأولية يمنع شرعا وعقلا وقانونا. وهو ما أتمنى أن يعرفه المعلمون. فالسنة المطهرة تنهى عن معاقبة الطفل ما دام أنه لم يبلغ الحلم. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "علموهم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر". وتلاميذ الصفوف الأولية أعمارهم من السادسة حتى التاسعة ويمنع عقلا, لأن الطفل الصغير والذي لم يبلغ الرشد قد لا يعي معنى العقاب عندما يمارسه المعلم ضده, ومن الظلم معاقبة الطفل في سن لم يشتد فيه عوده ولم يقو فكره ولم تنضج تجاربه وخبراته, ويمنع قانونا, فوزارة المعارف قد أصدرت تعاميم كثيرة حذرت من استخدام العصا في جميع مراحل التعليم العام لعدم مناسبتها للمتعلمين علاوة, على ما تتركه من آثار سلبية على شخصياتهم. ختاما أملي أن تكون رسالتي وصلت لزملائي المعلمين.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**3-04-13/Pictures/caricature/1304.nat.p12.n12.jpg