عبدالحكيم شار
15 - 6 - 2007, 08:39 AM
من الحياة
بنك الآخرة والأزمات
د. ميسرة طاهر
حمى الأسهم تجتاح البيوت وحلم البعض في غنى سريع لا ينفك يدغدغ بعض النفوس، وقصص الخسائر التي تدمي القلوب تطالعنا كل يوم فهذا باع بيته ووضع كل ما يملك في الأسهم وذاك اقترض مبلغا كبيرا على أمل أن يعيده سريعا وثالث وضع تعويضه عن عمله لمدة خمسة وعشرين عاما في الأسهم ... ومهما كانت نسبة الربح إلا أنها لا تخلو من المغامرة فمن طالب للربح حققه وآخر صار حلمه كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءهُ لم يجده شيئا ووجد الله عنه فوفاه حسابه. إلا أن الثابت أن واضع أعماله في بنك الآخرة لا يخسر لثبات سوقه وعدم تعرضه لأي زلزال فهو سنة ربانية تمثل دافعا للبشر لفعل الخير بغض النظر عن نوع الخير فالعملة المقبولة به كثيرة التنوع فقد تكون ابتسامة في وجه آخر ، أو شفاعة لشخص عند آخر، أو لقمة في فم جائع، أو شربة ماء لعطشان، أو ملابس تستر جسد شخص يؤلمه البرد أو الحر، أو نصيحة لمحتاج، أو إرشاد لشخص ضل طريقا بسيارته أو في حياته، أو تذكير لشخص قصر مع أمه أو أبيه أو ذي رحم، أو علم انتفع به آخر أو قبلة على خد طفل أو تربيته على كتف تلميذ أو حل لمشكلة آخر. كل هذه العملات لتكون وديعة مقبولة في بنك الآخرة لابد من توفر شرطين فيها الأول أن يرضى عنها الله والثاني أن تنفع الناس.
والعجيب أن الفائدة على هذه الوديعة تعادل في حدها الأدنى عشرة أمثالها فإن كانت من الأعمال المقبولة والنافعة للناس بدل أن تودع حسنة أودعت عشر حسنات، وإن كانت عشر أعمال أودعت باعتبارها مائة حسنة وإن كانت ألف عمل أودعت باعتبارها عشرة آلاف حسنة.
وربما كان حظ البعض أفضل فضوعفت له الودائع أكثر من عشرة أضعاف هذه هي قواعد بنك الآخرة.
ولكن متى تنفق وتصرف وفي أي الوجوه؟
تصرف حين نقع في مآزق وما أكثر المآزق التي يقع فيها أحدنا.. فقد يكون مأزقنا صحيا أو ماليا أو نفسيا أو مع زوجة أو زوج مع ولد أو بنت، مع جار أو زميل ، في وظيفة أو عمل في سيارة أو منزل مع أم أو أب أو ذي رحم في طريق بسيارة أو في الحياة في حل لمشكلة أو معضلة. مآزقنا كثيرة وأثمان حلها متباينة فمن مأزق يحتاج للقليل من رصيدنا، ومن مأزق يحتاج للكثير، فمن أراد لمآزقه أن تجد الحلول فليكن على يقين بأن ثمنها يكمن في رصيده في هذا البنك ومن كان رصيده ضئيلا فلا يتوقع الحلول السريعة.
باختصار شديد سيد هذا البنك وضع قانونا صارما: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب»، مخرجا لأزماته ورزقا قد يكون مالا وقد يكون فكرة وقد يكون راحة بال وقد يكون طمأنينة وقد يكون علما وقد يكون مشورة
بنك الآخرة والأزمات
د. ميسرة طاهر
حمى الأسهم تجتاح البيوت وحلم البعض في غنى سريع لا ينفك يدغدغ بعض النفوس، وقصص الخسائر التي تدمي القلوب تطالعنا كل يوم فهذا باع بيته ووضع كل ما يملك في الأسهم وذاك اقترض مبلغا كبيرا على أمل أن يعيده سريعا وثالث وضع تعويضه عن عمله لمدة خمسة وعشرين عاما في الأسهم ... ومهما كانت نسبة الربح إلا أنها لا تخلو من المغامرة فمن طالب للربح حققه وآخر صار حلمه كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءهُ لم يجده شيئا ووجد الله عنه فوفاه حسابه. إلا أن الثابت أن واضع أعماله في بنك الآخرة لا يخسر لثبات سوقه وعدم تعرضه لأي زلزال فهو سنة ربانية تمثل دافعا للبشر لفعل الخير بغض النظر عن نوع الخير فالعملة المقبولة به كثيرة التنوع فقد تكون ابتسامة في وجه آخر ، أو شفاعة لشخص عند آخر، أو لقمة في فم جائع، أو شربة ماء لعطشان، أو ملابس تستر جسد شخص يؤلمه البرد أو الحر، أو نصيحة لمحتاج، أو إرشاد لشخص ضل طريقا بسيارته أو في حياته، أو تذكير لشخص قصر مع أمه أو أبيه أو ذي رحم، أو علم انتفع به آخر أو قبلة على خد طفل أو تربيته على كتف تلميذ أو حل لمشكلة آخر. كل هذه العملات لتكون وديعة مقبولة في بنك الآخرة لابد من توفر شرطين فيها الأول أن يرضى عنها الله والثاني أن تنفع الناس.
والعجيب أن الفائدة على هذه الوديعة تعادل في حدها الأدنى عشرة أمثالها فإن كانت من الأعمال المقبولة والنافعة للناس بدل أن تودع حسنة أودعت عشر حسنات، وإن كانت عشر أعمال أودعت باعتبارها مائة حسنة وإن كانت ألف عمل أودعت باعتبارها عشرة آلاف حسنة.
وربما كان حظ البعض أفضل فضوعفت له الودائع أكثر من عشرة أضعاف هذه هي قواعد بنك الآخرة.
ولكن متى تنفق وتصرف وفي أي الوجوه؟
تصرف حين نقع في مآزق وما أكثر المآزق التي يقع فيها أحدنا.. فقد يكون مأزقنا صحيا أو ماليا أو نفسيا أو مع زوجة أو زوج مع ولد أو بنت، مع جار أو زميل ، في وظيفة أو عمل في سيارة أو منزل مع أم أو أب أو ذي رحم في طريق بسيارة أو في الحياة في حل لمشكلة أو معضلة. مآزقنا كثيرة وأثمان حلها متباينة فمن مأزق يحتاج للقليل من رصيدنا، ومن مأزق يحتاج للكثير، فمن أراد لمآزقه أن تجد الحلول فليكن على يقين بأن ثمنها يكمن في رصيده في هذا البنك ومن كان رصيده ضئيلا فلا يتوقع الحلول السريعة.
باختصار شديد سيد هذا البنك وضع قانونا صارما: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب»، مخرجا لأزماته ورزقا قد يكون مالا وقد يكون فكرة وقد يكون راحة بال وقد يكون طمأنينة وقد يكون علما وقد يكون مشورة