... رناد ...
19 - 6 - 2007, 09:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
فصل في ضعف ارادة التوبة واعتياد المعاصي :
وهو من أخوفها علي العبد أنها تضعف القلب عن إرادتة , فتقو ى فيه ارادة المعصية , وتضعف إرادة التوبة شيئآ فشيئآ , إلي أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية , فلو مات نصفه لما تاب إلي الله , فيأتي من الاستغفار وتوبة الكذابين باللسان لشيء كثير , وقلبة معقود بالمعصية , مصر عليها , عازم على مواقعتها متى أمكنة , وهذا من أعظم الأمراض واقربها إلى الهلاك .
في إعتياد المعاصي :
ومنها أنة ينسلخ من القلب استقباحها , فتصير له عادة , فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له , ولا كلامهم فيه , وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التفكه وتمام اللذة , حتي يفتخر أحدهم بالمعصية , ويحدث بها من لم يكن يعلم أنه عملها , فيقول : يافلان عملت كذا وكذا , وهذا الضرب من الناس لا يتعافون , وتسد عليهم طريق التوبة , وتغلق عنهم أبوابها في الغالب . كما قال النبي صلي الله عليه وسلم : " كل أمتي معافي إلا المجاهرون , وإن من الإجهار : أن يستر الله العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول : يافلان عملت يوم كذا , كذا وكذا , فيهتك نفسه , وقد بات يستره ربه " .
ومنها: أن كل معصية من المعاصي فهي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله عز وجل , فاللواطية ميراث عن قوم لوط , وأخذ الحق بالزائد ودفعه بالناقص ميراث عن قوم شعيب , والعلو في الأرض بالفساد ميراث عن فرعون وقوم فرعون , والتكبر والتجبر ميراث عن قوم هود , فالعاصي لابس ثياب بعض هذه الأمم , وهم أعداء الله .
وقد روي عبد الله بن أحمد في كتاب " الزهد " لأبيه عن مالك بن دينار قال : أوحي الله إلي نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك : لا تدخلوا مدخل أعدائي , ولا تلبسوا ملابس أعدائي , ولا تركبوا مراكب أعدائي ولا تطعموا مطاعم أعدائي , فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي " .
وفي مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " بعثت بالسيف بين يدي الساعة , حتي يعبد الله وحده لا شريك له , وجعل رزقي تحت ظل رمحي , وجعل الذلة والصغار علي من خالف أمري , ومن تشبه بقوم فهو منهم " .
" اللهم كن لنا ولا تكن علينا , أعنا ولا تعن علينا , أنصرنا ولا تنصر علينا ,أسترنا ولا تفضحنا , أكرمنا ولا تهنا , اللهم انا نقف علي بابك فلا تطردنا "
العلامة بن القيم الجوزية
كتاب الجواب الكافي
منقوووول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
فصل في ضعف ارادة التوبة واعتياد المعاصي :
وهو من أخوفها علي العبد أنها تضعف القلب عن إرادتة , فتقو ى فيه ارادة المعصية , وتضعف إرادة التوبة شيئآ فشيئآ , إلي أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية , فلو مات نصفه لما تاب إلي الله , فيأتي من الاستغفار وتوبة الكذابين باللسان لشيء كثير , وقلبة معقود بالمعصية , مصر عليها , عازم على مواقعتها متى أمكنة , وهذا من أعظم الأمراض واقربها إلى الهلاك .
في إعتياد المعاصي :
ومنها أنة ينسلخ من القلب استقباحها , فتصير له عادة , فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له , ولا كلامهم فيه , وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التفكه وتمام اللذة , حتي يفتخر أحدهم بالمعصية , ويحدث بها من لم يكن يعلم أنه عملها , فيقول : يافلان عملت كذا وكذا , وهذا الضرب من الناس لا يتعافون , وتسد عليهم طريق التوبة , وتغلق عنهم أبوابها في الغالب . كما قال النبي صلي الله عليه وسلم : " كل أمتي معافي إلا المجاهرون , وإن من الإجهار : أن يستر الله العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول : يافلان عملت يوم كذا , كذا وكذا , فيهتك نفسه , وقد بات يستره ربه " .
ومنها: أن كل معصية من المعاصي فهي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله عز وجل , فاللواطية ميراث عن قوم لوط , وأخذ الحق بالزائد ودفعه بالناقص ميراث عن قوم شعيب , والعلو في الأرض بالفساد ميراث عن فرعون وقوم فرعون , والتكبر والتجبر ميراث عن قوم هود , فالعاصي لابس ثياب بعض هذه الأمم , وهم أعداء الله .
وقد روي عبد الله بن أحمد في كتاب " الزهد " لأبيه عن مالك بن دينار قال : أوحي الله إلي نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك : لا تدخلوا مدخل أعدائي , ولا تلبسوا ملابس أعدائي , ولا تركبوا مراكب أعدائي ولا تطعموا مطاعم أعدائي , فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي " .
وفي مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " بعثت بالسيف بين يدي الساعة , حتي يعبد الله وحده لا شريك له , وجعل رزقي تحت ظل رمحي , وجعل الذلة والصغار علي من خالف أمري , ومن تشبه بقوم فهو منهم " .
" اللهم كن لنا ولا تكن علينا , أعنا ولا تعن علينا , أنصرنا ولا تنصر علينا ,أسترنا ولا تفضحنا , أكرمنا ولا تهنا , اللهم انا نقف علي بابك فلا تطردنا "
العلامة بن القيم الجوزية
كتاب الجواب الكافي
منقوووول