ابومنار
8 - 8 - 2007, 12:42 AM
- مهنة التعليم
يرى فريق من علماء الاجتماع أن معنى المهنة يتحدد من خلال مجموعة الشروط، وعندما تنطبق كل أو أغلب هذه الشروط على نشاط معين يقوم به جماعة من الناس ينظر إلى هذا النشاط على أنه مهنة، من أهم تلك الشروط ما يلي:
(1) وجود كفاءات مهنية محددة ينبغي توافرها لدى أعضاء المهنة.
(2) وجود مؤسسات تعنى بالتأهيل المهني وإكساب الأعضاء الكفاءات المهنية المطلوبة.
(3) وجود دراسات وتدريبات بغرض النمو المهني في أثناء العمل.
(4) وجود أخلاقيات مهنية تقيد الانتساب لمهنة أو الخروج منها.
وإذا استعرضنا هذه الشروط الأربعة السابقة، نجد أنها جميعاً تنطبق على مهنة التعليم، كما أن هناك كليات أو معاهد متخصصة لإعداد المعلم، وهذه الكليات أو المعاهد معنية بالدرجة الأولى بتأهيل المعلم، وإكسابه الكفاءات التدريسية المطلوبة لمهنة التعليم.
ولا يخفى على القارئ الكريم أن هناك برامج للتدريب في أثناء الخدمة تعقد من آن لآخر لرفع كفاية المعلمين، وإطلاعهم على كل جديد في الميدان، كما أن هناك بحوثاً ودراسات أكاديمية نظرية وميدانية تجرى لتطوير المهنة سواء في الجامعات ومركز البحوث، أو في الوزارات والإدارات المعنية بهذه المهنة.
ويبقى الشرط الأخير لاعتبار التعليم مهنة، وهو "أخلاق المهنة" التي تقيد سلوك العاملين فيها و انضمامهم أو انسحابهم منها، وعلاقتهم ببعضهم و بالآخرين من خارج المهنة، وكلنا يعلم وجود مثل هذه الأخلاق الخاصة بمهنة التعليم، وتأكيد السياسة التعليمية على هذه الأخلاق.
وتعمل النظم التعليمية جاهدة على وجود ميثاق أو وثيقة خاصة بهذا الأمر، وسوف نناقش هذه القضية تحديداً في نهاية هذا الفصل.
وهكذا يستقر الرأي على أن التعليم أو التدريس مهنة، فلا بد أن ذلك قد أتى بعد فهم كاف لماهية التعليم، فقد ظل الناس دهراً طويلاً يعتقدون أن التعليم هو نقل المعارف من الكبار إلى الصغار، وأن عمل المعلم يتضمن بالدرجة الأولى تنظيم المعارف وإيجاد الظروف المناسبة لنفلها من بين دفأت الكتب إلى عقول المتعلمين.
ولعل فهم التعليم وفق هذا المنظور هو الذي شجع كثراً من الناس على الالتحاق بمهنة التعليم في ذلك الزمن الذي تبلورت فيه مهنة التعليم في صورتها الراهنة.
ولكن، ما الذي طرأ على مفهوم التعليم أو التدريس من تغير، وهل أصبحت مهنة التعليم تتطلب نشاطات أكثر من مجرد تنظيم المعارف ونقلها من المعلم الكبير إلى المتعلم الصغير.
إن المربين في الآونة الأخيرة يعرفون التعليم بأشكال متعددة، وربما كان من المناسب أن نذكر بعضاً هذه التعريفات لنفكر معاً، أي من هذه التعريفات يعد صالحاً ومناسباً لتعريف التعليم، ومن أهم هذه التعريفات ما يلي:
التعليم نشاطا يقوم به المعلم لتيسير التعلم لدى الطلاب.
التعليم هو إحداث تغيرات معرفية و مهارية ووجدانية لدى الطلاب.
التعليم نشاطا مقصود من قبل المعلم لتغيير سلوك طلابه.
التعليم عملية تفاعل اجتماعي لتطوير معارف ومهارات وقيم واتجاهات الطلاب.
التعليم تفاعل معقدا بين المعلم والمتعلمين لتحقيق الأهداف التربوية.
التعليم نظام يتكون من مدخلات وعمليات ومخرجات.
التعليم جهد مقصود لمساعدة الآخرين على التعلم.
التعليم هو تزويد الطلاب بالمعلومات أو المهارات.
إذا اخترت واحداً من هذه التعريفات ليكون تعريفك لعملية التعليم فقد تكون مصيباً بعض الشيء، إلا أنك بهذا الاختيار تكون قد ابتعدت عن التوصل إلى المفهوم الصحيح والشامل لعلمية التعليم، فالتعليم أو التدريس الحقيقي ربما كان كل هذه التعريفات، بل وربما أكثر مما جاء فيها جميعاً.
وليس المهم في قضية ماهية التعليم أن نضع تعريفاً شاملاً جامعاً للتعليم، لكن الأهم أن نفهم أن هذه العملية من الضخامة والاتساع بحيث ينبغي صرف النظر عن الصياغات والتعريفات إلى المهمات والعمليات، التي تحقق بصورة إجرائية الأهداف التربوية، وتحقق النمو الشامل المتكامل للمتعلم والمفهوم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمجتمع.
وطالما كان التعليم مهنة - كما سبق أن أوضحنا- فإن هناك مؤسسات تعنى بالبحث العلمي الخاص بتطوير هذه المهنة بكل جوانبها، وما من شك في أن هذا التطوير سيضيف يوماً بعد يوم أبعاداً جديدة لمفهوم التعليم، فالتعليم عملية اجتماعية، أي تلتصق بالمجتمع، وطالما ظلت المجتمعات متطورة ومتغيرة ظل التعليم ديناميكياً متغيراً.
ثمة أمر آخر يساعد على تطوير مفهوم التعليم لدى المعلم من آن لآخر, وهذا الأمر هو تطور المعلم ذاته, وزيادة خبراته من خلال ممارسته التدريسية اليومية, والمشكلات الميدانية التي يواجهها عاماً بعد عام, ولا شك أن هذه الخبرة تضيف لكل معلم أبعاداً جديدة توسع مفهوم التعليم لديه يوماً بعد يوم.
يرى فريق من علماء الاجتماع أن معنى المهنة يتحدد من خلال مجموعة الشروط، وعندما تنطبق كل أو أغلب هذه الشروط على نشاط معين يقوم به جماعة من الناس ينظر إلى هذا النشاط على أنه مهنة، من أهم تلك الشروط ما يلي:
(1) وجود كفاءات مهنية محددة ينبغي توافرها لدى أعضاء المهنة.
(2) وجود مؤسسات تعنى بالتأهيل المهني وإكساب الأعضاء الكفاءات المهنية المطلوبة.
(3) وجود دراسات وتدريبات بغرض النمو المهني في أثناء العمل.
(4) وجود أخلاقيات مهنية تقيد الانتساب لمهنة أو الخروج منها.
وإذا استعرضنا هذه الشروط الأربعة السابقة، نجد أنها جميعاً تنطبق على مهنة التعليم، كما أن هناك كليات أو معاهد متخصصة لإعداد المعلم، وهذه الكليات أو المعاهد معنية بالدرجة الأولى بتأهيل المعلم، وإكسابه الكفاءات التدريسية المطلوبة لمهنة التعليم.
ولا يخفى على القارئ الكريم أن هناك برامج للتدريب في أثناء الخدمة تعقد من آن لآخر لرفع كفاية المعلمين، وإطلاعهم على كل جديد في الميدان، كما أن هناك بحوثاً ودراسات أكاديمية نظرية وميدانية تجرى لتطوير المهنة سواء في الجامعات ومركز البحوث، أو في الوزارات والإدارات المعنية بهذه المهنة.
ويبقى الشرط الأخير لاعتبار التعليم مهنة، وهو "أخلاق المهنة" التي تقيد سلوك العاملين فيها و انضمامهم أو انسحابهم منها، وعلاقتهم ببعضهم و بالآخرين من خارج المهنة، وكلنا يعلم وجود مثل هذه الأخلاق الخاصة بمهنة التعليم، وتأكيد السياسة التعليمية على هذه الأخلاق.
وتعمل النظم التعليمية جاهدة على وجود ميثاق أو وثيقة خاصة بهذا الأمر، وسوف نناقش هذه القضية تحديداً في نهاية هذا الفصل.
وهكذا يستقر الرأي على أن التعليم أو التدريس مهنة، فلا بد أن ذلك قد أتى بعد فهم كاف لماهية التعليم، فقد ظل الناس دهراً طويلاً يعتقدون أن التعليم هو نقل المعارف من الكبار إلى الصغار، وأن عمل المعلم يتضمن بالدرجة الأولى تنظيم المعارف وإيجاد الظروف المناسبة لنفلها من بين دفأت الكتب إلى عقول المتعلمين.
ولعل فهم التعليم وفق هذا المنظور هو الذي شجع كثراً من الناس على الالتحاق بمهنة التعليم في ذلك الزمن الذي تبلورت فيه مهنة التعليم في صورتها الراهنة.
ولكن، ما الذي طرأ على مفهوم التعليم أو التدريس من تغير، وهل أصبحت مهنة التعليم تتطلب نشاطات أكثر من مجرد تنظيم المعارف ونقلها من المعلم الكبير إلى المتعلم الصغير.
إن المربين في الآونة الأخيرة يعرفون التعليم بأشكال متعددة، وربما كان من المناسب أن نذكر بعضاً هذه التعريفات لنفكر معاً، أي من هذه التعريفات يعد صالحاً ومناسباً لتعريف التعليم، ومن أهم هذه التعريفات ما يلي:
التعليم نشاطا يقوم به المعلم لتيسير التعلم لدى الطلاب.
التعليم هو إحداث تغيرات معرفية و مهارية ووجدانية لدى الطلاب.
التعليم نشاطا مقصود من قبل المعلم لتغيير سلوك طلابه.
التعليم عملية تفاعل اجتماعي لتطوير معارف ومهارات وقيم واتجاهات الطلاب.
التعليم تفاعل معقدا بين المعلم والمتعلمين لتحقيق الأهداف التربوية.
التعليم نظام يتكون من مدخلات وعمليات ومخرجات.
التعليم جهد مقصود لمساعدة الآخرين على التعلم.
التعليم هو تزويد الطلاب بالمعلومات أو المهارات.
إذا اخترت واحداً من هذه التعريفات ليكون تعريفك لعملية التعليم فقد تكون مصيباً بعض الشيء، إلا أنك بهذا الاختيار تكون قد ابتعدت عن التوصل إلى المفهوم الصحيح والشامل لعلمية التعليم، فالتعليم أو التدريس الحقيقي ربما كان كل هذه التعريفات، بل وربما أكثر مما جاء فيها جميعاً.
وليس المهم في قضية ماهية التعليم أن نضع تعريفاً شاملاً جامعاً للتعليم، لكن الأهم أن نفهم أن هذه العملية من الضخامة والاتساع بحيث ينبغي صرف النظر عن الصياغات والتعريفات إلى المهمات والعمليات، التي تحقق بصورة إجرائية الأهداف التربوية، وتحقق النمو الشامل المتكامل للمتعلم والمفهوم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمجتمع.
وطالما كان التعليم مهنة - كما سبق أن أوضحنا- فإن هناك مؤسسات تعنى بالبحث العلمي الخاص بتطوير هذه المهنة بكل جوانبها، وما من شك في أن هذا التطوير سيضيف يوماً بعد يوم أبعاداً جديدة لمفهوم التعليم، فالتعليم عملية اجتماعية، أي تلتصق بالمجتمع، وطالما ظلت المجتمعات متطورة ومتغيرة ظل التعليم ديناميكياً متغيراً.
ثمة أمر آخر يساعد على تطوير مفهوم التعليم لدى المعلم من آن لآخر, وهذا الأمر هو تطور المعلم ذاته, وزيادة خبراته من خلال ممارسته التدريسية اليومية, والمشكلات الميدانية التي يواجهها عاماً بعد عام, ولا شك أن هذه الخبرة تضيف لكل معلم أبعاداً جديدة توسع مفهوم التعليم لديه يوماً بعد يوم.