ابولمى
17 - 11 - 2003, 05:55 AM
الناس منهم السعيد والشقي وذوو الصفات الخيرة وذوو الصفات الشريرة والمصلحون والمفسدون مآلهم الى دار نعيم او دار عذاب أليم وقد بين لنا القرآن والسنة صفات الاخيار وصفات المفسدين الفجار فقال تعالى { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً )وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً )وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً) (إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً) )وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً) )يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً) } وذكر الله لنا صفات المفسدين فقال: { )وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ) (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) } وقال تعالى عن المنافقين { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) )أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) } والفساد في الارض أعظم ذنب عصى الله به من الشرك والقتل والزنا وغير ذلك مما حرمه الله على مراتبه في قبح التحريم، والفساد في الارض والافساد مرده الى الشهوات والشبهات، فالشهوات انسياق وراء الملذات المحرمة واتباع الهوى، والشبهات ضلال في فهم الكتاب والسنة وخبط في تأويلات النصوص وعدم اخذ العلم عن الراسخين فيه واخذ التأويل والتفسير للنصوص من رؤوس اهل الفتن والبدع الذين يتبعون غير سبيل المؤمنين وعلامة هذه الطائفة غموض اهدافها وسرية تنظيمها وتكتمها الشديد على مبادئها قال تعالى { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } ومعصية الفتن والشبهات اشد خطراً على الاسلام من معصية الشهوات، ألا وإن فتنة الخوارج الذين يقومون بالتفجيرات والتدمير والقتل للمسلمين وغير المسلمين في هذه البلاد فتنة مضلة وعمل اجرامي شنيع وارهاب محرم وفساد كبير يعجز العقلاء ان يجدوا له تفسيراً الا انه يخدم اعداء الاسلام ويقطع اواصر المجتمع ويستهدف الامن الذي به تنتظم امور الدنيا والدين، *****تقرئ للفتن يجد ان العقل الموجه لها له غايات واهداف شريرة يسعى لتحقيقها وليس من شرط هذه الاهداف ان يستفيد منها وينتفع بها بل يكفى المفسد الموقد للفتنة ان يضربها فرداً او مجتمعاً واما المنفذون للفتن فهم دائماً الغوغاء وجمهرة الناس ينفذونهما تحت مظلة شعار براق عاطفي اخاذ يسيطر على عقول الغوغاء كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى اذا جاءه لم يجده شيئاً، وهذا الشعار واللافتة تصاغ في كل زمان بعبارات تناسب الزمن.. فالخوارج المنافقون ألبوا الناس على عثمان رضي الله بالطعن في الامراء وزعمهم انه استأثر بالمال، وزعمهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهل هناك منكر ومعصية اعظم من قتل الخليفة عثمان رضي الله عنه وما ترتب على ذلك من الفتن الفطام فتباً للخوارج في كل زمان ومكان وترحاً لهم.. وفي خلافة علي رضي الله عنه سيطر على عقول الخوارج شعار «لا حكم الا لله، قال الامام علي رضي الله عنه كلمة حق اريد بها باطل، ووقع ما وقع من الامور الكبار التي اضرت بالامة، ولو ذكرت شعارات اصحاب الفتن في كل عصر وما وقع تحت شعار هذه الفتن لطال الحديث ولكن حسبنا الاشارة الى الاسس التي انبنت عليها فتن الشعارات والحقيقة التي اوجه اليها من يخاف من الفتن المضلة هي ان المنفذين للفتن تابعهم ومتبوعهم تأكلهم الفتنة ويصيرون وقوداً لنارها ويخسرون خسارة غبن تقطع نياط القلوب، ولو كان ينفعهم البكاء دماً لفعلوا ولكن هيهات ان يمهلهم الله تعالى وما اشبه الليلة بالبارحة عندما تقوم فئة منحرفة في الفكر لمذهب الخوارج فترفع شعارات لم تعرف معناها فتقتل وتدمر وتفسد تحت شعار تغيير المنكر وهل هناك منكر اعظم مما تفعله هذه الفئة المتشربة مذهب الخوارج، او تطعن في الولاة والعلماء تحت شعار تحذير المسلمين وهل التحذير من الخير او الشر؟.. ان حسنات الدولة بحكامها وعلمائها وموظفيها ومواطنيها الذين يكرهون الفتن ان حسناتها في يوم واحد اضعاف حسنات فئة الخوارج في عمرهم كله بما لا يعلم عدده الا الله وقبول حسنات أهل البدع من الخوارج ونحوهم اوردها الى الله الخالق والله يقول {فّلّمَّا أّلًقّوًا قّالّ مٍوسّى" مّا جٌئًتٍم بٌهٌ پسٌَحًرٍ إنَّ اللَّهّ سّيٍبًطٌلٍهٍ إنَّ پلَّهّ لا يٍصًلٌحٍ عّمّلّ پًمٍفًسٌدٌينّ} او تهدم المباني على من فيها من المسلمين وغير المسلمين وتنسف المؤسسات وتتلف الاموال المصومة بحجة اخراج المشركين وهل الرسول صلى الله عليه وسلم قال اقتلوا المتآمنين والمعاهدين سبحان الله ما ابعد فهم الخوارج عن الصواب بل الرسول صلى الله عليه وسلم قال من قتل مستأمناً ذمياً لم يرح رائحة الجنة ثم ان الاخراج الذي دل عليه الحديث موكول الى ولي الامر لأنه هو المسؤول عن الامة وهو الذي يقدر المصالح والمفاسد.. والولاة هم المنوط بهم الخطاب في المصالح العامة للامة و الفرد لا يفتأت على ولاة الامر فيما يخصهم، وكيفية تطبق النصوص في غاية الاهمية، فلو ان ثلاثة شاهدوا قاتلاً لشخص فليس لهم ان يقتلوه بل يحكم بقتله ولي الامر او نائبه وكذلك لو رأى اثنان سارقا فليس لهم قطعه بل يحكم بقطع يده ولي الامر او نائبه بعد البينة، وهكذا في الحدود فلا تكفي معرفة النصوص بل لابد من فقه لها ومعرفة كيفية التطبيق لها وهذا بالتعلم الشرعي الراسخ..ومما يحجب العقول عن فهم الحق رؤوس الفتنة الذين يجعلون هناك حواجز عن السماع من العلماء ويحرضون على ولاة الامر ويختلقون الاراجيف الكاذبة والعجب من الغوغاء كيف يتخلون عن عقولهم ويسارعون الى الاشتراك في مسيرة مظاهرات في الشارع لاجل توجيه ظل عن الشرد بواسطة فاكس او انترنت بحجة الاصلاح ان هذه المظاهرات عن الفساد والاصلاح بالكتاب والسنة من خلال ولاة الامر والعلماء والمظاهرات لاتجوز بحال وليست لنا لأن اهل شريعة وهذا التخريب والمظاهرة التي بدأت تظهر توجب علينا جميعاً حكاماً ومحكومين ان نقف لها بالمرصاد لتختفي تماماً بقوة الحجة وبقوة السلطان والا فإنها ستجرنا كلنا الى فتن تستحل فيها الحرمات لاتقدر بعد ذلك ان ندفعها عن المسلمين.. اسأل الله ان يكفينا شر هؤلاء الخوارج وان ينتقم من الرؤوس التي تأمرهم وتنهاهم وتنظمهم وتضلهم إنه على كل شيء قدير وان يحفظ بلادنا من كل شر ومكروه.