أبو همس
19 - 10 - 2007, 08:06 PM
يحفظك :.
يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى: { وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم } .
وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان من الحفظ :.
1 ـ حفظ له في مصالح دنياه : بحفظه في بدنه وولده وأهله وماله قال تعالى :{ له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } قال ابن عباس : هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا جاء القدر خلوا عنه ، قال علي رضي الله عنه : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يُقدَّر فإذا جاء القدر خليَّا بينه وبينه .. وقال مجاهد : ما من عبد إلا له ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام، فما من شيء يأتيه إلا قال : وراءك ، إلا شيئاً أذن الله فيه أن يصيبه .
لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا بهذه الكلمات حين يُمسي وحين يُصبح " اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي "..
أ / ومن حفظ الله في صباه حفظه الله في حال كبره وضعف قوته ، وقنعه بسمعه وبصره ، وحوله وقوته وعقله .
كان بعض العلماء قد جاوز مائة سنة وهو يتمتع بقوته ، فوثب يوماً وثبة شديدة فعوتب في ذلك فقال : هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر .
وعكس ذلك أن بعض السلف رأى ***اً يسأل الناس فقال : إن هذا ضيع الله في صغره فضيعه ***اً في كبره .
ب / وقد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته في ذريته كما في قوله تعالى :{ وكان أبوهما صالحاً } فقد حفظا بصلاح أبيهما .
قال سعيد بن المسيب لابنه : لأزيدنَّ في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك .
ج /ومتى كان العبد مشتغلاً بطاعة الله فإن الله يحفظه في تلك الحال كما روى النبي صلى الله عليه وسلم قصة المرأة التي أتته فقال :" إن امرأة كانت قد خرجت في سرية من المسلمين وتركت اثنتي عشرة عنزة وصيصتها قال : ففقدت عنزاً وصيصيتها كانت تنسج بها .. فقالت: يارب إنك ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه وإني قد فقدت عنزاً من غنمي وصيصيتي وإني أنشدك عنزي وصيصيتي ، وإني أنشدك عنزي وصيصيتي ، قال : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شدة مناشدتها ربها تبارك وتعالى ، قال صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنزها ومثلها ، وصيصيتها ومثلها وهاتيك فأيها إن شئت ، قلت ( والكلام للراوي ) : بل أصدقك .
د / ومن حفظ الله في الدنيا الحفظ من الهم والغم قال تعالى :{ ومن يتق الله يجعل له مخرجاً } قالت عائشة : يكفيه غمَّ الدنيا وهمها . وقال الربيع بن خيثم : يجعل له مخرجاً من كل ما ضاق على الناس. وكتبت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية : إن اتقيت الله كفاك الناس ، وإن اتقيت الناس لم يُغنوا عنك من الله شيئاً .
هـ / ومن عجيب حفظ الله تعالى لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية بالطبع حافظاً له من الأذى وساعية في مصالحه .. كان إبراهيم بن أدهم نائماً في بستان وعنده حية في فمها طاقة نرجس فما زالت تذب عنه الذباب حتى استيقظ .
ومن ضيع الله ضيعه الله بين خلقه حتى يُدخل عليه الضرر ممن كان يرجو أن ينفعه كما قال بعضهم : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خُلق خادمي وحماري [ أي أنهما يضرانه أو لا يستجيبا له لمعصيته لله فيأتيه الضرر من حيث أراد المنفعة ] .
2 ـ حفظ الله له في دينه وإيمانه : وهو أشرف أنواع الحفظ ، فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة والشهوات المحرمة ، ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الإيمان .
وقد ثبت في الصحيحين : من حديث البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن يقول عند منامه :" اللهم إن قبضت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين "
وقد علم عمر رضي الله عنه أن يقول :"اللهم احفظني بالإسلام قائماً ، واحفظني بالإسلام قاعداً ، واحفظني بالإسلام راقداً ، ولا تطع فيُّ عدواً ولا حاسداً ".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ودع من يريد السفر يقول له :" استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ".
وفي رواية :" إن الله إذا استُودع شيئاً حفظه " .
وقد يكون الحفظ بصرف ما يكرهه كما حفظ يوسف عليه السلام قال تعالى :{ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء } وعصمه الله منها من حيث لا يشعر وحال بينه وبين أسباب المعاصي المهلكة .
وقد سمع عمر رجلاً يقول :" اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه فحُل بيني وبين معاصيك " فأعجب عمر ودعا له بخير .
وروى ابن عباس في قوله تعالى { يحول بين المرء وقلبه } قال : يحول بين المؤمن وبين المعصية التي تجره إلى النار .
ومنهم من عصم نفسه بموعظة جرت على لسان من أراد منه الموافقة على المعصية كما راود رجل امرأة عن نفسها وأمرها بغلق الأبواب ففعلت وقالت : بقي باب واحد قال : أي باب ؟ قالت:
الباب الذي بيننا وبين الله تعالى فلم يتعرض لها .. وراود رجل أعرابية قال لها :ما يرانا إلا الكواكب ، قالت : فأين مكوكبها ؟؟
ففي الجملة أن الله عز وجل يحفظ على المؤمن الحافظ حدوده دينه ويحول بينه وبين ما يُفسد عليه بأنواع من الحفظ ، وقد لا يشعر العبد ببعضها ، وقد يكون كارهاً لبعضها .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة فينظر الله إليه فيقول للملائكة : اصرفوا عنه فإني إن يسرتُهُ له أدخلته النار فيصرفه الله عنه فيظل يتطير بقول : سبقني فلان ، دهاني فلان وما هو إلا فضل الله عز وجل .
وخرج الطبراني وغيره حديث أنس مرفوعاً يقول الله عز وجل :"إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم لو صححته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من يطلب باباً من العبادة فأكفه عنه كيلا يدخله العجب ، إني أُدبر عبادي بعلمي بما في قلوبهم إني عليم خبير ".
(هذا ما تيسر في الجزء الثاني ، ولي رجاء : لا تضيفوا أي تعليق حتى ينتهي الشرح ؛ فليس لدي وقت للمتابعة . جزاكم الله خيراً )
يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى: { وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم } .
وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان من الحفظ :.
1 ـ حفظ له في مصالح دنياه : بحفظه في بدنه وولده وأهله وماله قال تعالى :{ له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } قال ابن عباس : هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا جاء القدر خلوا عنه ، قال علي رضي الله عنه : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يُقدَّر فإذا جاء القدر خليَّا بينه وبينه .. وقال مجاهد : ما من عبد إلا له ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام، فما من شيء يأتيه إلا قال : وراءك ، إلا شيئاً أذن الله فيه أن يصيبه .
لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا بهذه الكلمات حين يُمسي وحين يُصبح " اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي "..
أ / ومن حفظ الله في صباه حفظه الله في حال كبره وضعف قوته ، وقنعه بسمعه وبصره ، وحوله وقوته وعقله .
كان بعض العلماء قد جاوز مائة سنة وهو يتمتع بقوته ، فوثب يوماً وثبة شديدة فعوتب في ذلك فقال : هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر .
وعكس ذلك أن بعض السلف رأى ***اً يسأل الناس فقال : إن هذا ضيع الله في صغره فضيعه ***اً في كبره .
ب / وقد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته في ذريته كما في قوله تعالى :{ وكان أبوهما صالحاً } فقد حفظا بصلاح أبيهما .
قال سعيد بن المسيب لابنه : لأزيدنَّ في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك .
ج /ومتى كان العبد مشتغلاً بطاعة الله فإن الله يحفظه في تلك الحال كما روى النبي صلى الله عليه وسلم قصة المرأة التي أتته فقال :" إن امرأة كانت قد خرجت في سرية من المسلمين وتركت اثنتي عشرة عنزة وصيصتها قال : ففقدت عنزاً وصيصيتها كانت تنسج بها .. فقالت: يارب إنك ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه وإني قد فقدت عنزاً من غنمي وصيصيتي وإني أنشدك عنزي وصيصيتي ، وإني أنشدك عنزي وصيصيتي ، قال : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شدة مناشدتها ربها تبارك وتعالى ، قال صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنزها ومثلها ، وصيصيتها ومثلها وهاتيك فأيها إن شئت ، قلت ( والكلام للراوي ) : بل أصدقك .
د / ومن حفظ الله في الدنيا الحفظ من الهم والغم قال تعالى :{ ومن يتق الله يجعل له مخرجاً } قالت عائشة : يكفيه غمَّ الدنيا وهمها . وقال الربيع بن خيثم : يجعل له مخرجاً من كل ما ضاق على الناس. وكتبت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية : إن اتقيت الله كفاك الناس ، وإن اتقيت الناس لم يُغنوا عنك من الله شيئاً .
هـ / ومن عجيب حفظ الله تعالى لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية بالطبع حافظاً له من الأذى وساعية في مصالحه .. كان إبراهيم بن أدهم نائماً في بستان وعنده حية في فمها طاقة نرجس فما زالت تذب عنه الذباب حتى استيقظ .
ومن ضيع الله ضيعه الله بين خلقه حتى يُدخل عليه الضرر ممن كان يرجو أن ينفعه كما قال بعضهم : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خُلق خادمي وحماري [ أي أنهما يضرانه أو لا يستجيبا له لمعصيته لله فيأتيه الضرر من حيث أراد المنفعة ] .
2 ـ حفظ الله له في دينه وإيمانه : وهو أشرف أنواع الحفظ ، فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة والشهوات المحرمة ، ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الإيمان .
وقد ثبت في الصحيحين : من حديث البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن يقول عند منامه :" اللهم إن قبضت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين "
وقد علم عمر رضي الله عنه أن يقول :"اللهم احفظني بالإسلام قائماً ، واحفظني بالإسلام قاعداً ، واحفظني بالإسلام راقداً ، ولا تطع فيُّ عدواً ولا حاسداً ".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ودع من يريد السفر يقول له :" استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ".
وفي رواية :" إن الله إذا استُودع شيئاً حفظه " .
وقد يكون الحفظ بصرف ما يكرهه كما حفظ يوسف عليه السلام قال تعالى :{ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء } وعصمه الله منها من حيث لا يشعر وحال بينه وبين أسباب المعاصي المهلكة .
وقد سمع عمر رجلاً يقول :" اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه فحُل بيني وبين معاصيك " فأعجب عمر ودعا له بخير .
وروى ابن عباس في قوله تعالى { يحول بين المرء وقلبه } قال : يحول بين المؤمن وبين المعصية التي تجره إلى النار .
ومنهم من عصم نفسه بموعظة جرت على لسان من أراد منه الموافقة على المعصية كما راود رجل امرأة عن نفسها وأمرها بغلق الأبواب ففعلت وقالت : بقي باب واحد قال : أي باب ؟ قالت:
الباب الذي بيننا وبين الله تعالى فلم يتعرض لها .. وراود رجل أعرابية قال لها :ما يرانا إلا الكواكب ، قالت : فأين مكوكبها ؟؟
ففي الجملة أن الله عز وجل يحفظ على المؤمن الحافظ حدوده دينه ويحول بينه وبين ما يُفسد عليه بأنواع من الحفظ ، وقد لا يشعر العبد ببعضها ، وقد يكون كارهاً لبعضها .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة فينظر الله إليه فيقول للملائكة : اصرفوا عنه فإني إن يسرتُهُ له أدخلته النار فيصرفه الله عنه فيظل يتطير بقول : سبقني فلان ، دهاني فلان وما هو إلا فضل الله عز وجل .
وخرج الطبراني وغيره حديث أنس مرفوعاً يقول الله عز وجل :"إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم لو صححته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من يطلب باباً من العبادة فأكفه عنه كيلا يدخله العجب ، إني أُدبر عبادي بعلمي بما في قلوبهم إني عليم خبير ".
(هذا ما تيسر في الجزء الثاني ، ولي رجاء : لا تضيفوا أي تعليق حتى ينتهي الشرح ؛ فليس لدي وقت للمتابعة . جزاكم الله خيراً )