ابولمى
12 - 12 - 2003, 03:28 AM
قدرت آخر إحصائية رسمية أعداد طلاب وطالبات الموسم الدراسي الحالي في التعليم العام والعالي بـ" 5.5 "ملايين طالب وطالبة, وهو رقم يتجاوز التعداد السكاني لأكثر من دولة عربية أقربها مثالا الأردن التي يبلغ عدد سكانها أربعة ملايين ونصف. وفي لعبة رقمية: ماذا لو أن كل طالب وطالبة في السعودية حصلوا على متوسط مصروف يومي يقدر بـ"2"ريال تتم عملية إنفاقها في تناول الفطور (ساندويتش وعلبة عصير) أثناء الفسحة المدرسية. حاصل الافتراض يؤدي إلى أن هناك "11" مليون ريال يتم إنفاقها يوميا في نصف ساعة فقط وهي الفترة الزمنية المخصصة للفسحة المدرسية. وفي مجمل الافتراض الحسابي, يكون لدينا "174" يوما دراسيا في الموسم التعليمي يستهلك فيها مجموع طلاب وطالبات المملكة
"1914" مليون ريال يتم إنفاقها على 957 مليون "ساندويتش",
و957 مليون علبة عصير أثناء الفسحة المدرسية التي يبلغ وقتها نصف ساعة فقط في اليوم, أي 87 ساعة في السنة الدراسية.
فرضيات اللعبة الحسابية قدمتها "الوطن" في إحدى غرف المحادثة الصوتية المخصصة للسعوديين على موقع "البال توك" عبر شبكة الإنترنت, وذلك للسؤال: ماذا لو شكل طلاب وطالبات المملكة تحالفا يقضي قانونه بالامتناع عن شراء الفطور من المقصف المدرسي ليوم واحد من كل شهر, والاستعاضة عنه بفطور منزلي؟
التوفير المتوقع من هذا الإضراب العام يقدر بـ "66" مليون ريال يمكن من خلاله إثارة خيال أي شاب.
وفي الجولة الصوتية داخل "بال توك" أثير خيال 20 شابا كانوا موجودين داخل الغرفة وفق الإحصائية المسجلة إلكترونيا, حول مدى ما يمكن فعله بالمبلغ الذي يتم توفيره. فيقول أحدهم كان قد اختار لقب "الضبابي" ليكون اسمه المستعار (الأرقام صدمتنا حقيقة, إلا أنها تبدو لي منطقية, وهناك كثير مما يمكن فعله. مثلا بإمكان الطلاب الذين يدرسون في مبان مدرسية مؤهلة بشكل جيد أن يبنوا مجمعات مدرسية لمن هم أقل حظا من حيث المباني غير المؤهلة. ويبدو لي إذا تم تحقيق الفكرة أننا سنعيش مرحلة غاية في المثالية). ويأتي تفاعل "الضبابي" لأنه دخلت مزاجه اللعبة الحسابية, بخلاف "سرور" الذي لم يستوعب الأرقام بعد (لا أعتقد أن مثل هذه الأرقام ممكن أن يتم صرفها حقيقة في المقاصف المدرسية, لذلك اعذروني من خيالكم الرقمي, فأنا لن أتوقع لأني لا أتوافق مع الافتراض الحسابي). وفي المقابل, يشذ "تنهيدة" عن مسار اللعبة متوجها إلى الجهاز الهضمي بسؤال (هل من الممكن أن يتم يوميا تناول "957" مليون "ساندويتش" على أقل تقدير في الموسم الدراسي الواحد. وإذا كان الافتراض الحسابي قريبا من الواقع, فعلينا أن نخجل من إفريقيا الجائعة) ويرى "تنهيدة" أن تعجُّبه يحتاج إلى تعجُّب, لأنه من المنطق أن يتم تناول ذلك, إلا أن أي شخص يفكر في المسألة من ناحية حسابية فإنه بلا شك سيتعب من الأرقام التي تجاورها أصفار كثيرة. ويضيف (الحمد لله أنني درست أدبي وما أحب جدول الضرب, وإلا كنت قد جلست الآن لأجري عملية حسابية في عدد من مجريات حياتنا, كما فعل الصينيون عندما توقعوا أن يسمعهم سكان كوكب الأرض جميعهم إذا تكلموا بصوت واحد, خاصة أن عددهم تجاوز المليار). ويطالب أحدهم يطلق على نفسه "أنا غير" إخضاع الأمر إلى إحصائيين للتأكد من متوسط مصروف الطلاب. ويقول (إذا كان مصروف الطالب معقولا في أدنى حد له, فأنا أتوقع انه بإمكان أن نطلق على البحر الأحمر اسم البحر البرتقالي إذا قام كل طالب بإلقاء زجاجة عصير بدلاً من أن يشربها في الفسحة). وبعد أكثر من مشاركة مشاغبة ينتقل الموضوع إلى مستوى أكثر عقلانية مع "نخبوي" الذي يرى أن الطلاب المحسوبين على شريحة الشباب يشكلون ربع التعداد السكاني للسعوديين. ويقول (إحصائية مؤسسة النقد العربي السعودي أشارت إلى أن السعوديين يتداولون عملا نقديا داخل البلد يقدر بـ 50 مليار ريال تقريبا, ولأن الطلاب البالغ عددهم خمسة ملايين ونصف يشكلون ربع التعداد السكاني فإنه من المنطق أن يصرفوا سنويا 1914 مليون ريال). ويلخص "نخبوي" اعتقاده في معادلة (ربع سكان السعودية يتداولون سنويا 2% مما يتداوله الشعب بأكمله, مما يؤكد أن الفرضية في غاية القبول بالنسبة لعدد من الاقتصاديين). كان الجميع منصتين لتسلسل أفكار "نخبوي" الذي بدا لهم مدرس رياضيات لأنه كان يرفق مع حديثه معادلات رياضية ورموز إنجليزية لإثبات نظريته. يأتي بعده الصوت الأنثوي الوحيد الذي شارك داخل الغرفة الإلكترونية. كانت "كرستال" كما أسمت نفسها, منصتة منذ البداية دون تدخل صوتي, إلا أنها رغبت بإضافة اقتراح اجتماعي ( إذا استطاع الطلاب فعلا توفير مبلغ 66 مليون ريال سنويا, فإنه بالإمكان تأمين المستلزمات المدرسية للطلاب الفقراء للسنة الدراسية المقبلة, أو يمكن مثلا بعد تأسيس صندوق طلابي يشرف عليه أحد أئمة الحرم المكي الشريف الثقات بتزويج 1320 شاباً على نفقة الصندوق بواقع 50 ألف ريال لكل عريس). وترى "كرستال" أن الموضوع ليس سهلا, ولا تعني بذلك أنه مستحيل: (عدم سهولته يأتي من أن نتائجه شديدة الإيجابية. ستكون ثورة تعليمية عندما يتم صرف ما يتم توفيره في مشروعات تربوية, ومدارس مخصصة للعباقرة مثلا, أعتقد أنها ستكون التجربة الأولى من نوعها في العالم, وهي ستكون أكبر تجربة تكافل اجتماعي عرفتها دولة إسلامية).
يذكر أن موقع "بال توك" الذي تم من خلاله الحوار يعدُّ حسب أعداد الزوار, أقوى موقع محادثة صوتية في العالم على شبكة الإنترنت, يمكن من خلاله محادثة مجموعة من الشباب عبر غرف مخصصة للأقاليم الدولية منها المنطقة العربية, وفي داخل غرف المنطقة العربية يتم تخصيص غرف بحسب الجنسية أو الموضوع. ويستخدم في عملية المحادثة ميكروفون وكاميرا أو النصوص المقروءة.
"1914" مليون ريال يتم إنفاقها على 957 مليون "ساندويتش",
و957 مليون علبة عصير أثناء الفسحة المدرسية التي يبلغ وقتها نصف ساعة فقط في اليوم, أي 87 ساعة في السنة الدراسية.
فرضيات اللعبة الحسابية قدمتها "الوطن" في إحدى غرف المحادثة الصوتية المخصصة للسعوديين على موقع "البال توك" عبر شبكة الإنترنت, وذلك للسؤال: ماذا لو شكل طلاب وطالبات المملكة تحالفا يقضي قانونه بالامتناع عن شراء الفطور من المقصف المدرسي ليوم واحد من كل شهر, والاستعاضة عنه بفطور منزلي؟
التوفير المتوقع من هذا الإضراب العام يقدر بـ "66" مليون ريال يمكن من خلاله إثارة خيال أي شاب.
وفي الجولة الصوتية داخل "بال توك" أثير خيال 20 شابا كانوا موجودين داخل الغرفة وفق الإحصائية المسجلة إلكترونيا, حول مدى ما يمكن فعله بالمبلغ الذي يتم توفيره. فيقول أحدهم كان قد اختار لقب "الضبابي" ليكون اسمه المستعار (الأرقام صدمتنا حقيقة, إلا أنها تبدو لي منطقية, وهناك كثير مما يمكن فعله. مثلا بإمكان الطلاب الذين يدرسون في مبان مدرسية مؤهلة بشكل جيد أن يبنوا مجمعات مدرسية لمن هم أقل حظا من حيث المباني غير المؤهلة. ويبدو لي إذا تم تحقيق الفكرة أننا سنعيش مرحلة غاية في المثالية). ويأتي تفاعل "الضبابي" لأنه دخلت مزاجه اللعبة الحسابية, بخلاف "سرور" الذي لم يستوعب الأرقام بعد (لا أعتقد أن مثل هذه الأرقام ممكن أن يتم صرفها حقيقة في المقاصف المدرسية, لذلك اعذروني من خيالكم الرقمي, فأنا لن أتوقع لأني لا أتوافق مع الافتراض الحسابي). وفي المقابل, يشذ "تنهيدة" عن مسار اللعبة متوجها إلى الجهاز الهضمي بسؤال (هل من الممكن أن يتم يوميا تناول "957" مليون "ساندويتش" على أقل تقدير في الموسم الدراسي الواحد. وإذا كان الافتراض الحسابي قريبا من الواقع, فعلينا أن نخجل من إفريقيا الجائعة) ويرى "تنهيدة" أن تعجُّبه يحتاج إلى تعجُّب, لأنه من المنطق أن يتم تناول ذلك, إلا أن أي شخص يفكر في المسألة من ناحية حسابية فإنه بلا شك سيتعب من الأرقام التي تجاورها أصفار كثيرة. ويضيف (الحمد لله أنني درست أدبي وما أحب جدول الضرب, وإلا كنت قد جلست الآن لأجري عملية حسابية في عدد من مجريات حياتنا, كما فعل الصينيون عندما توقعوا أن يسمعهم سكان كوكب الأرض جميعهم إذا تكلموا بصوت واحد, خاصة أن عددهم تجاوز المليار). ويطالب أحدهم يطلق على نفسه "أنا غير" إخضاع الأمر إلى إحصائيين للتأكد من متوسط مصروف الطلاب. ويقول (إذا كان مصروف الطالب معقولا في أدنى حد له, فأنا أتوقع انه بإمكان أن نطلق على البحر الأحمر اسم البحر البرتقالي إذا قام كل طالب بإلقاء زجاجة عصير بدلاً من أن يشربها في الفسحة). وبعد أكثر من مشاركة مشاغبة ينتقل الموضوع إلى مستوى أكثر عقلانية مع "نخبوي" الذي يرى أن الطلاب المحسوبين على شريحة الشباب يشكلون ربع التعداد السكاني للسعوديين. ويقول (إحصائية مؤسسة النقد العربي السعودي أشارت إلى أن السعوديين يتداولون عملا نقديا داخل البلد يقدر بـ 50 مليار ريال تقريبا, ولأن الطلاب البالغ عددهم خمسة ملايين ونصف يشكلون ربع التعداد السكاني فإنه من المنطق أن يصرفوا سنويا 1914 مليون ريال). ويلخص "نخبوي" اعتقاده في معادلة (ربع سكان السعودية يتداولون سنويا 2% مما يتداوله الشعب بأكمله, مما يؤكد أن الفرضية في غاية القبول بالنسبة لعدد من الاقتصاديين). كان الجميع منصتين لتسلسل أفكار "نخبوي" الذي بدا لهم مدرس رياضيات لأنه كان يرفق مع حديثه معادلات رياضية ورموز إنجليزية لإثبات نظريته. يأتي بعده الصوت الأنثوي الوحيد الذي شارك داخل الغرفة الإلكترونية. كانت "كرستال" كما أسمت نفسها, منصتة منذ البداية دون تدخل صوتي, إلا أنها رغبت بإضافة اقتراح اجتماعي ( إذا استطاع الطلاب فعلا توفير مبلغ 66 مليون ريال سنويا, فإنه بالإمكان تأمين المستلزمات المدرسية للطلاب الفقراء للسنة الدراسية المقبلة, أو يمكن مثلا بعد تأسيس صندوق طلابي يشرف عليه أحد أئمة الحرم المكي الشريف الثقات بتزويج 1320 شاباً على نفقة الصندوق بواقع 50 ألف ريال لكل عريس). وترى "كرستال" أن الموضوع ليس سهلا, ولا تعني بذلك أنه مستحيل: (عدم سهولته يأتي من أن نتائجه شديدة الإيجابية. ستكون ثورة تعليمية عندما يتم صرف ما يتم توفيره في مشروعات تربوية, ومدارس مخصصة للعباقرة مثلا, أعتقد أنها ستكون التجربة الأولى من نوعها في العالم, وهي ستكون أكبر تجربة تكافل اجتماعي عرفتها دولة إسلامية).
يذكر أن موقع "بال توك" الذي تم من خلاله الحوار يعدُّ حسب أعداد الزوار, أقوى موقع محادثة صوتية في العالم على شبكة الإنترنت, يمكن من خلاله محادثة مجموعة من الشباب عبر غرف مخصصة للأقاليم الدولية منها المنطقة العربية, وفي داخل غرف المنطقة العربية يتم تخصيص غرف بحسب الجنسية أو الموضوع. ويستخدم في عملية المحادثة ميكروفون وكاميرا أو النصوص المقروءة.