معلمه
16 - 12 - 2007, 06:25 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{91** وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ{92** إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ
يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ{93**التوبة
يبين الله عز وجل في هذه الآيات من سورة التوبة حكم الجهاد وحكم أصحاب الأعذار,
من هم الذين يعفون من الإثم والعقوبة؟
ومن هم الذين لا يعفون؟
من الذي يحاسب عند الله عز وجل عن قعوده عن الجهاد ومن الذين لا يحاسبون؟
يقول الله عز وجل (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج).
والحرج الإثم والعقوبة (إذا نصحوا لله ورسوله),
يعني إذا أحبوا المجاهدين وأخلصوا لهم, نصحوا يعني أخلصوا لهم بالكلمة الطيبة, بالإعلام, بكفالة أهاليهم, بنشر الدعاية الطيبة لهم,
(إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل), لأنه إن كان صاحب عذر ونصح لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم, ونصح للمجاهدين في هذا الباب, أي كان موقفه بالكلام الطيب, لا يكون موقفه موقف:
لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال وبعدها الكلمة الطيبة لا يخرجها من فمه, وتشتهي أن تستمع خبرا طيبا عن المجاهدين,
يلتقط كل أخبار الجهاد السيئة هزائمهم بدعهم إلى آخره ويحفظها, حتى إذا لقي شابا يريد أن يخرج إلى الجهاد كلها نفثها في وجهه, ونثر كنانته بين يديه, ولم يبق في قلبه شيئا من السوء إلا نعق به ونق به,
هذا لا يعفى ولو كان صاحب عذر, لأنه ما نصح لله ولرسوله, ما نصح للجهاد, إنما الذي يعفى الأعمى الذي ينشر الأخبار الطيبة عن الجهاد, الأعمى الذي يسره أن يسمع خبر انتصار لهم, الذي يشرح صدره أن يسمع كفايتهم, أن يسمع بطولاتهم, أن يسمع مكارمهم ومآثرهم,
هذا الذي ينصح لله ولرسوله وهذا محسن, والمحسن ما عليه من سبيل, المحسن هو الذي يتصرف من خلال الشرع, وكل من تصرف من خلال الشرع فهو محسن, (ما على المحسنين من سبيل) ما عليهم من إثم ولا حرج ولا عقوبة (والله غفور رحيم).
(ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه).
يوم تبوك كانت المسافة بين المدينة المنورة وبين تبوك ولا زالت كم؟ ستمائة وخمسين كيلو مترا من تبوك إلى المدينة المنورة, وكان الوقت حر ا , لأنها كانت في شدة الحر ونضوج الثمار, و****ة القيظ, فهؤلاء لا يمكن أن يمشوا مشيا , فلا بد لهم من نعال يلبسونها, ومن حمولة تحملهم, دواب, ناقة, أو جمل, وكان كل واحد يحتاج إلى بعير أو اثنين, بعير ليحمل متاعه, يا أخي بعير واحد نصف بعير, يتعاقبه اثنان (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون).
يحملون.. يبكون.. يا سلام!!
يبكون لأنهم يحرمون أن يأتوا للجهاد, ليس معهم ثمن تذكرة ومحرومون من الوصول,
أو منعوا من التأشيرة.
(لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ).
حزنا مفعول لأجله هنا, لماذا تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ؟, وأعينهم تفيض من الدمع الواو هنا ما إعرابها؟ واو الحال, أعينهم مبتدأ, وهم مضاف إليه, وجملة تفيض من الدمع خبر المبتدأ, والجملة كلها حال حزنا (ألا يجدوا ما ينفقون).
(إنما السبيل) يعني الإثم والحرج والعقوبة على من؟ على الذين يستأذنوك وهم أغنياء, موفور الصحة غني بصحته غني بماله, فما الذي يمنعه من الوصول للجهاد؟ شركته جامعته, مدرسته, مقاولاته, هذا الذي يمنعه من الجهاد.
(إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء) موفور الصحة, موفور المال, مكفول الأهل, فما الذي يقعده عن الجهاد؟ إنما هي الدنيا, الدنيا والدنيا فقط..
(سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم), (الفتح: 11)
(إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء) والله عز وجل يقرعهم ويبكتهم ويوبخهم ليس بعده توبيخ
(رضوا بأن يكونوا مع الخوالف)
من الخوالف؟
النساء والأولاد الصغار والشيوخ الطاعنون في السن, يعني كأن الله سبحانه يقول: أليس عيبا عليكم؟ ألا تستحيون على رجولتكم؟
أين نخوتكم وغيرتكم أن تقعدوا بين النساء والأعداء يجوبون البلاد شرقا وغربا ويهتكون الأعراض ويسفكون الدماء ويسلبون الأموال ويدوسون المقدسات؟
أين غيرتكم؟ أين رجولتكم؟ أين نخوتكم؟ أين إباؤكم؟ أين عزتكم؟ أين شممكم؟
ما هذه بالشيم يا أصحاب الشيم, ماذا؟ قاعد مع الأولاد الصغار زوجتك تذهب صباحا إلى المدرسة, وأنت تذهب إلى المدرسة وترجعون وتجلسون على الغداء, وتأكلون وتنامون مع بعض, وتسهرون مع بعض على التلفزيون,
وفي اليوم التالي هي تدرس في كتاب, وأنت تدرس في كتاب ما الفرق بينك وبينها؟ ما الفرق؟
(رضوا بأن يكونوا مع الخوالف).
مع النساء, وعلى الغانيات جر الذيول, فقط الصبح تنظر إلى بدلتك مكوية أولا, وحطتك(1) [الغترة (غطاء الرأس للرجال]. طيتها كيف؟ جيدة أم لا؟ وعقالك نظيف أم لا؟ وحذاؤك ملمع أم غير ملمع,
أهذه الحياة؟
(رضوا بأن يكونوا مع الخوالف),
لا.. المسألة أكبر, هي موت القلوب! موت القلوب....
ليس من مات فاستراح بميت إنما الميـت ميت
الأحياء هو ميت فـي ثوب الحـي...
نحن موتى وشر ما ابتدع الطغيان موتى بين
القصـور تسـير نحن موتى وإن غـدونا
ورحنا والقصور الكاسيات قبور
نحن موتى يسير بعض لبعض مستـريبا
متى يكون النشور
موتى وإن غدونا ورحنا, والبيوت هذه قبور وإن كانت مكسوة من الداخل والخارج, والأرائك والنمارق والكنبات والسجاجيد وغير ذلك, هي فراش النعش.
(رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم)
ماتت القلوب فهي مختومة, هذه هي العلة الحقيقة.
روي أن رجلا من بني إسرائيل قال: يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني؟ فأوحي إلى نبي أن قل له كم أعاقبك وأنت لا تعلم, ألم أصبك بموت القلب , مات قلبك, أي مصيبة أكبر من موت القلوب؟!
لا تحس, لا يتمعر قلبه غضبا لله, ليس هنالك إحساس ولا غيرة ولا نخوة, وإلا لو كانت هنالك غيرة لاحمر وجهه وهو يسمع الأعداء وهم يتسلطون على المسلمات من النساء,
لكن القلب عندما يكون حيا رأسا ينبض الدم, فيحمر الوجه, كان رسول الله إذا رأى منكرا فكأنما فقئ في وجهه الرمان لاحمراره, الغيرة, والغيرة هي السد المنيع -الذي
كما يقول ابن القيم- الذي ينفي عن القلب الأمراض, التي هي المناعة في الجسم, الجسم الذي ليس عنده مناعة إذا رشح رشحة بسيطه يموت, لأنه ليس عنده مناعة, لذلك هؤلاء
المصابون بمرض الإيدز فقدت المناعة عندهم, ليس عندهم مناعة, فأقل مرض يموتون, ليس عنده أي مناعة, فالقلب الذي ليس عنده غيرة, الغيرة التي تنفي الخبث عن القلب
كما ينفي الكير خبث الحديد, تنفي عنه الحسد, تنفي عنه الموات, تنفي عنه السكون إلى الذل, تنفي عنه الهوان, تنفي عنه الرضى للباطل, حي, حرارة, فيه حرارة, أما إذا ذهبت الغيرة خلاص مات القلب, يصير أي سهم من سهام الفساد يغزوه بسهولة, لا يستطيع أن ينفي جراثيم الخبث والرياء والشرك والبدع وتسلط الظالمين وغير ذلك على قلبه, لا يستطيع! ميت.
قالوا إن لحم الخنزير يميت الغيرة في القلب, ولذلك الغربي تجد ابنته تأتي مع صاحبها ويناما في داخل البيت لا غيرة, لحم الخنزير أمات قلبه, أمات الغيرة في قلبه, وتجده طول المالية -الحائط- جسم البغال وأحلام العصافير, لكنه جبان, ميت, نذل, أن لا غيرة عنده, لا حياء, لا إحساس ولا حيوية, وهكذا.
في بلاد المسلمين, في بلاد المسلمين تجد الشاب المسلم كأنما يتقلب على اللظى في النوم في الليل لأنه يحمل هموم المسلمين, يحمل هموم البلاد المسلوبة والأعراض المنهوكة, يحمل أثقال أمة منكوبة وأوطان مسلوبة, يحمل أثقالا , يحمل هموما ,
أعراض تنتهك ودماء تسفك, فتجده نحيفا ,
ولكنه هكذا لا يكاد ينام, ويؤرق أجفانه صرخات الأيتام, وأن ات الأيامى والأرامل يفكر بهم, أما صاحبنا هذا وزنه مائة وعشرين كيلو غراما فقط, إذا كفل الراتب والعلاوة كل الذي يفكر فيه,
كيف يأخذ العلاوة في آخر السنة? بالذل بالعرض وما إلى ذلك, يقدم زوجته تأتي بالقهوة إلى مدير الشركة أو غير, ذلك من أجل فقط أن يزيد راتبه بعض الدراهم, هؤلاء أموات.
(طبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون).
والإيمان حياة القلوب, والكفر موتها..
(أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها).(الأنعام)
لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{91** وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ{92** إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ
يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ{93**التوبة
يبين الله عز وجل في هذه الآيات من سورة التوبة حكم الجهاد وحكم أصحاب الأعذار,
من هم الذين يعفون من الإثم والعقوبة؟
ومن هم الذين لا يعفون؟
من الذي يحاسب عند الله عز وجل عن قعوده عن الجهاد ومن الذين لا يحاسبون؟
يقول الله عز وجل (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج).
والحرج الإثم والعقوبة (إذا نصحوا لله ورسوله),
يعني إذا أحبوا المجاهدين وأخلصوا لهم, نصحوا يعني أخلصوا لهم بالكلمة الطيبة, بالإعلام, بكفالة أهاليهم, بنشر الدعاية الطيبة لهم,
(إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل), لأنه إن كان صاحب عذر ونصح لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم, ونصح للمجاهدين في هذا الباب, أي كان موقفه بالكلام الطيب, لا يكون موقفه موقف:
لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال وبعدها الكلمة الطيبة لا يخرجها من فمه, وتشتهي أن تستمع خبرا طيبا عن المجاهدين,
يلتقط كل أخبار الجهاد السيئة هزائمهم بدعهم إلى آخره ويحفظها, حتى إذا لقي شابا يريد أن يخرج إلى الجهاد كلها نفثها في وجهه, ونثر كنانته بين يديه, ولم يبق في قلبه شيئا من السوء إلا نعق به ونق به,
هذا لا يعفى ولو كان صاحب عذر, لأنه ما نصح لله ولرسوله, ما نصح للجهاد, إنما الذي يعفى الأعمى الذي ينشر الأخبار الطيبة عن الجهاد, الأعمى الذي يسره أن يسمع خبر انتصار لهم, الذي يشرح صدره أن يسمع كفايتهم, أن يسمع بطولاتهم, أن يسمع مكارمهم ومآثرهم,
هذا الذي ينصح لله ولرسوله وهذا محسن, والمحسن ما عليه من سبيل, المحسن هو الذي يتصرف من خلال الشرع, وكل من تصرف من خلال الشرع فهو محسن, (ما على المحسنين من سبيل) ما عليهم من إثم ولا حرج ولا عقوبة (والله غفور رحيم).
(ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه).
يوم تبوك كانت المسافة بين المدينة المنورة وبين تبوك ولا زالت كم؟ ستمائة وخمسين كيلو مترا من تبوك إلى المدينة المنورة, وكان الوقت حر ا , لأنها كانت في شدة الحر ونضوج الثمار, و****ة القيظ, فهؤلاء لا يمكن أن يمشوا مشيا , فلا بد لهم من نعال يلبسونها, ومن حمولة تحملهم, دواب, ناقة, أو جمل, وكان كل واحد يحتاج إلى بعير أو اثنين, بعير ليحمل متاعه, يا أخي بعير واحد نصف بعير, يتعاقبه اثنان (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون).
يحملون.. يبكون.. يا سلام!!
يبكون لأنهم يحرمون أن يأتوا للجهاد, ليس معهم ثمن تذكرة ومحرومون من الوصول,
أو منعوا من التأشيرة.
(لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ).
حزنا مفعول لأجله هنا, لماذا تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ؟, وأعينهم تفيض من الدمع الواو هنا ما إعرابها؟ واو الحال, أعينهم مبتدأ, وهم مضاف إليه, وجملة تفيض من الدمع خبر المبتدأ, والجملة كلها حال حزنا (ألا يجدوا ما ينفقون).
(إنما السبيل) يعني الإثم والحرج والعقوبة على من؟ على الذين يستأذنوك وهم أغنياء, موفور الصحة غني بصحته غني بماله, فما الذي يمنعه من الوصول للجهاد؟ شركته جامعته, مدرسته, مقاولاته, هذا الذي يمنعه من الجهاد.
(إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء) موفور الصحة, موفور المال, مكفول الأهل, فما الذي يقعده عن الجهاد؟ إنما هي الدنيا, الدنيا والدنيا فقط..
(سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم), (الفتح: 11)
(إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء) والله عز وجل يقرعهم ويبكتهم ويوبخهم ليس بعده توبيخ
(رضوا بأن يكونوا مع الخوالف)
من الخوالف؟
النساء والأولاد الصغار والشيوخ الطاعنون في السن, يعني كأن الله سبحانه يقول: أليس عيبا عليكم؟ ألا تستحيون على رجولتكم؟
أين نخوتكم وغيرتكم أن تقعدوا بين النساء والأعداء يجوبون البلاد شرقا وغربا ويهتكون الأعراض ويسفكون الدماء ويسلبون الأموال ويدوسون المقدسات؟
أين غيرتكم؟ أين رجولتكم؟ أين نخوتكم؟ أين إباؤكم؟ أين عزتكم؟ أين شممكم؟
ما هذه بالشيم يا أصحاب الشيم, ماذا؟ قاعد مع الأولاد الصغار زوجتك تذهب صباحا إلى المدرسة, وأنت تذهب إلى المدرسة وترجعون وتجلسون على الغداء, وتأكلون وتنامون مع بعض, وتسهرون مع بعض على التلفزيون,
وفي اليوم التالي هي تدرس في كتاب, وأنت تدرس في كتاب ما الفرق بينك وبينها؟ ما الفرق؟
(رضوا بأن يكونوا مع الخوالف).
مع النساء, وعلى الغانيات جر الذيول, فقط الصبح تنظر إلى بدلتك مكوية أولا, وحطتك(1) [الغترة (غطاء الرأس للرجال]. طيتها كيف؟ جيدة أم لا؟ وعقالك نظيف أم لا؟ وحذاؤك ملمع أم غير ملمع,
أهذه الحياة؟
(رضوا بأن يكونوا مع الخوالف),
لا.. المسألة أكبر, هي موت القلوب! موت القلوب....
ليس من مات فاستراح بميت إنما الميـت ميت
الأحياء هو ميت فـي ثوب الحـي...
نحن موتى وشر ما ابتدع الطغيان موتى بين
القصـور تسـير نحن موتى وإن غـدونا
ورحنا والقصور الكاسيات قبور
نحن موتى يسير بعض لبعض مستـريبا
متى يكون النشور
موتى وإن غدونا ورحنا, والبيوت هذه قبور وإن كانت مكسوة من الداخل والخارج, والأرائك والنمارق والكنبات والسجاجيد وغير ذلك, هي فراش النعش.
(رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم)
ماتت القلوب فهي مختومة, هذه هي العلة الحقيقة.
روي أن رجلا من بني إسرائيل قال: يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني؟ فأوحي إلى نبي أن قل له كم أعاقبك وأنت لا تعلم, ألم أصبك بموت القلب , مات قلبك, أي مصيبة أكبر من موت القلوب؟!
لا تحس, لا يتمعر قلبه غضبا لله, ليس هنالك إحساس ولا غيرة ولا نخوة, وإلا لو كانت هنالك غيرة لاحمر وجهه وهو يسمع الأعداء وهم يتسلطون على المسلمات من النساء,
لكن القلب عندما يكون حيا رأسا ينبض الدم, فيحمر الوجه, كان رسول الله إذا رأى منكرا فكأنما فقئ في وجهه الرمان لاحمراره, الغيرة, والغيرة هي السد المنيع -الذي
كما يقول ابن القيم- الذي ينفي عن القلب الأمراض, التي هي المناعة في الجسم, الجسم الذي ليس عنده مناعة إذا رشح رشحة بسيطه يموت, لأنه ليس عنده مناعة, لذلك هؤلاء
المصابون بمرض الإيدز فقدت المناعة عندهم, ليس عندهم مناعة, فأقل مرض يموتون, ليس عنده أي مناعة, فالقلب الذي ليس عنده غيرة, الغيرة التي تنفي الخبث عن القلب
كما ينفي الكير خبث الحديد, تنفي عنه الحسد, تنفي عنه الموات, تنفي عنه السكون إلى الذل, تنفي عنه الهوان, تنفي عنه الرضى للباطل, حي, حرارة, فيه حرارة, أما إذا ذهبت الغيرة خلاص مات القلب, يصير أي سهم من سهام الفساد يغزوه بسهولة, لا يستطيع أن ينفي جراثيم الخبث والرياء والشرك والبدع وتسلط الظالمين وغير ذلك على قلبه, لا يستطيع! ميت.
قالوا إن لحم الخنزير يميت الغيرة في القلب, ولذلك الغربي تجد ابنته تأتي مع صاحبها ويناما في داخل البيت لا غيرة, لحم الخنزير أمات قلبه, أمات الغيرة في قلبه, وتجده طول المالية -الحائط- جسم البغال وأحلام العصافير, لكنه جبان, ميت, نذل, أن لا غيرة عنده, لا حياء, لا إحساس ولا حيوية, وهكذا.
في بلاد المسلمين, في بلاد المسلمين تجد الشاب المسلم كأنما يتقلب على اللظى في النوم في الليل لأنه يحمل هموم المسلمين, يحمل هموم البلاد المسلوبة والأعراض المنهوكة, يحمل أثقال أمة منكوبة وأوطان مسلوبة, يحمل أثقالا , يحمل هموما ,
أعراض تنتهك ودماء تسفك, فتجده نحيفا ,
ولكنه هكذا لا يكاد ينام, ويؤرق أجفانه صرخات الأيتام, وأن ات الأيامى والأرامل يفكر بهم, أما صاحبنا هذا وزنه مائة وعشرين كيلو غراما فقط, إذا كفل الراتب والعلاوة كل الذي يفكر فيه,
كيف يأخذ العلاوة في آخر السنة? بالذل بالعرض وما إلى ذلك, يقدم زوجته تأتي بالقهوة إلى مدير الشركة أو غير, ذلك من أجل فقط أن يزيد راتبه بعض الدراهم, هؤلاء أموات.
(طبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون).
والإيمان حياة القلوب, والكفر موتها..
(أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها).(الأنعام)