عبدالإله
25 - 12 - 2003, 02:01 PM
لفظ الجلالة – الله جلّ جلاله
نستهل هذا الموضوع الجليل بذكر الله عزّ وجل ، وباسمه تبارك وتعالى ، فاسم (الله) لم يسمى به غيره جلّ جلاله ، ولهذا لا يعرف به في – كلام العرب – اشتقاق ، فهو اسم جامد وليس به حرف معجم ، بل كل حروفه مجردة من النقاط ، إشارة إلى انها كلمة إخلاص تتضمن التجرد عن كل معبود سوى الله تعالى .
وهو كل الملك .
فإذا حذفت الألف الأولى بقيت – لله – فلا يزال مدلول الملك بها ، قال تعالى : (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
وإذا حذفت الألف واللام الأولى بقيت – له – فلا يزال مدلول الملك بها ، قال تعالى : (له ما في السموات والأرض) .
وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت – الهاء – فلا تزال الإشارة إليه ، قال تعالى : (هو الذي لا إله إلا هو) .
كما أنه إذا حذفت اللام الأولى بقيت – إله .
إلى جانب أن حروفه جوفية حفظت من التغيير ، ووردت بدون نقاط ، ونحن نعلم بأن النقاط أضيفت في فترة لاحقة إلى الرسم القرآني ، وعليه يكون الإتيان بذكر الله من خالص الجوف ، لا من الشفتين ، وفي كلام بعضهم لا تنطق بها الشفاة فلا يشعر بها جليس الذاكر فالإخلاص بها سهل عليه ، ولم يتجرأ شخص على هذه البسيطة ، من خلق سيدنا آدم عليه السلام إلى يومنا هذا سمّى به ، أو سُمِّيَ به ، قال تعالى : (...هل تعلم له سميا) ، فسبحان الله ، حيث ان اللفظ سبحان الله لا يقال ولا ينطق إلا لوجهه تعالى ، فسبحان الله على سبحان الله ، وحتى باللفظ باللام المشددة تحدث هناك نغمة تختلف مع كل نغمات اللامات في اللغة العربية .
من البديهي إطلاق الأسماء على المسميات بعد وجود هذه الأشياء أولا ، وعليه فإن الله اسم لموجود أزلي ، وبهذا الإسم الجليل وبحروفه الأربعة ارتبطت المخلوقات والألوان ، فالبسملة كلماتها 4 ، وقيمة حروف لفظ الجلالة بحساب الجمل هو 66 ، وعدد حروف سورة الإخلاص هو أيضا 66 حرفا ، وعدد كلماتها 19 كلمة (مع البسملة) وفي البسملة 19 حرفا ، وقد تكررت كلمة الله في القرآن الكريم 2698 مرّة ، وهذا الرقم من مضاعفات العدد 19 (19 × 142) ، كما أن (لا إله إلا الله) هي أعظم جملة موجودة في جميع اللغات حيث عدد كلماتها 4 كلمات ، والأعجب من هذا هو أن حروفها مركبة من نفس حروف الله .
كما ان اسم نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – مكون من 4 حروف معجمة ، وذكر في القرآن 4 مرّات .
وعن ذكر سورة الإخلاص علينا أن نتاملها ، وان نرجع إلى كتب التفاسير ، ورغم أنها من أقصر السور ، قال عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (أن هذه السورة تمثل ثلث القرآن) . وعندما نتطرق إلى العدد واحد نقول :
الواحد من العدد في الحساب ليس قبله شيء ، والأحد اسم أكمل من الواحد ، لو قلت : فلان لا يقوم له واحد ، لجاز في المعنى أن يقوم له اثنان أو ثلاثة أو أكثر ... وإذا قلت : فلان لا يقوم له أحد ، فقد قطعت أنه لايقوم له أي عدد مهما زاد ... فصار الأحد أكمل من الواحد ... والأحد تمنع من الدخول في الحساب ... كالضرب والطرح والقسمة والجمع وغير ذلك ، أما الواحد فداخل في الحساب منقاد للعدد .
خواطر وتأملات حول أسماء الله الحسنى
كان المشركون من العرب في جاهليتهم يسمون آلهتهم بأسماء يشتقونها من أسماء الله سبحانه ، كاللات من الله ، والعزى من العزيز ، وقد حذر الله تبارك وتعالى من اجترائهم على أسمائه وسماه إلحادًا فيها ... قال تعالى : (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) (الأعراف 180) . وقد ورد النص عليها في أحاديث الرسول ... قال صلى الله عليه وسلم : (إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة) ... ألخ . وفي رواية أخرى من حفظها دخل الجنة) ... ألخ .
نريد أن نستبعد من الحفظ معنى التلقين
قال الله تعالى : (لقد أحصاهم وعدّهم عدّا) (مريم 94) فال
قال الله تعالى : (لقد أحصاهم وعدّهم عدّا) (مريم 94) فالإحصاء غير العد ... الإحصاء معنى أكبر من العد ... هو معرفة أشمل من معرفة العد . المقصود من حفظ الأسماء هو حفظ أمانتها ... هو حمل أمانتها وعدم تضييعها ... والمقصود من إحصاء الأسماء هو شهود حقيقتها ... والأسماء الحسنى بوصفها المثل الأعلى والحقيقة المطلقة ... هي هدف المسلم في حياته في الأرض .
يذكر البعض أن لكل اسم من أسماء الله الحسنى خواصًا تتعلق به ، وقد تنبه إلى ذلك منذ 9** عام تقريبًا حجّة الإسلام أبوحامد الغزالي في كتابه (المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى)فكتب في نهاية شرحه لكل اسم ، تنبيهًا يقول فيه : (وحظ العبد من هذا الاسم أن يكون كذا وكذا ...)
يتفق العلماء على ان من أسمائه تعالى ما لا يجوز إطلاقه على غيره سبحانه ... كالله والرحمن ... كما لا يجوز التخلق بهذين الإسمين ، وإنما يجوز التعلق بهما ، ومن أسمائه تعالى ما يجوز للمسلم أن يأخذ من أخلاقها كالرحيم والكريم ... ومن الأسماء ما يباح ذكره وحده كالعظيم والشكور ، ومن الأسماء ما لا يباح ذكره وحده كالمميت والضار ، فلا يقال يا ميت يا ضار ، وإنما يقال يا محيي يامميت ، يا نافع يا ضار ، تأدبا في حقه تعالى ، وتفاديا من إيهام ما لا يليق بجلاله سبحانه .
ومن المتفق عليه أيضا ان ما نعرفه نحن كبشر من أسماء الله تعالى ، ليس هو كل أسماء الله تعالى ، فإن لله عز وجل أسماء لا يعلمها إلا هو ، أسماء استأثر بها في علم الغيب وحده ...
ومن أحاديث الرسول أنه كان يدعو الله بقوله : (أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدًا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وذهاب همِّي ، وجلاء حزني) . وقد فهم العلماء من هذا الحديث أن لله تعالى أسماء لم يطلع عليها أحدًا من خلقه .
أول ما نعرفه من أسماء الله الحسنى ... هو الله . قال تعالى : (وما من إله إلا الله) (آل عمران 62) .
و(الله) في العقيدة الإسلامية هو اسم رب العالمين سبحانه وهو اسم لمن انفرد بالوجود الحقيقي ، وهو أعظم الأسماء التسعة والتسعين ، لأنه دلّ على الذات الجامعة لصفات الألوهية كلها ، أما سائر الأسماء فتدلُّ على معان منفردة كالعلم والقدرة ، وهو أخص الأسماء فلا يطلق على غيره سبحانه ، لا من باب الحقيقة ولا من باب المجاز ... واسم الله أشهر الأسماء ، وهو المستغنى عن التعريف بغيره ، فنحن ننسب غيره من الأسماء إليه ، ولا ننسبه إلى الأسماء ، فنقول : أن الصبور والرحيم والشكور من أسماء الله ، ولا نقول أن الله من أسماء الصبور أو الرحيم أو الشكور ...
وقد اختلف العلماء هل الإسم مشتق أم لا ... قيل أنه مشتق من إله ... أي المتأله المتعالى الذي لا يحكمه أحد ويحكم كل أحد ... وقيل انه مشتق من الوله ... أي الذي يتوله في حبه أهل محبته ... وقيل أنه مشتق من الهوية ، إذ يشير كل ما في الكون إليه ... فلا إله إلا هو ... وفي العلماء من يعتقد أن كل ما ذكر في اشتقاقه وتصريفه تعسف وتكلف كالإمام الغزالي .
ويرى بعض العارفين أن كل اسم من أسمائه تعالى يصلح للتخلق به إلا هذا الإسم ... فإنه يصلح للتعلق دون التخلق ...
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أصدق بيت قالته العرب قول لبيد : ...... إلا كل شيء ما خلا الله باطل) . "المذكور الشطر الثاني للبيت وهو المطلوب" .
فـــــــــائدة
وعن الإمام مالك رضي الله عنه قال : (إنما لم يُرَى الله في الدنيا لأنه باق ، ولا يُرَى الباقي بالفاني ، فإذا كان في الآخرة ورُزِقوا أبصارًا باقية ... رُؤيَ الباقي بالباقي) .
فـــــــــائدة
لماذا يريد الله منا أن نحبه ، إلا إذا كان سبحانه وتعالى قد سبقنا بالحب . لا أحد من أحد أن يحبه إلا إذا كان يسبقه بفضل الحب ، فما بالك بخالق له فضل الخلق إبتداء والإيجاد والإنعام والبعث إنتهاء .
فائدة في أسماء الله الحسنى
نسوق إليكم هذا المثال حول الأسماء وصفاتها : فلو أحضرنا نارًا في موقد (نعلم أن من صفات النار الحرارة والسخونة) ، ووضعنا على هذا الموقد المشتعل قِدرًا مملوءًا بالماء ... فبعد فترة وجيزة سيسخن هذا الماء ، وسوف نطلق عليه ونقول : هذا ماء حار أو ساخن ... فالماء لم يتحول إلى نار ... ولكنه أخذ صفة من صفات النار - وهي الحرارة أو السخونة .
نستهل هذا الموضوع الجليل بذكر الله عزّ وجل ، وباسمه تبارك وتعالى ، فاسم (الله) لم يسمى به غيره جلّ جلاله ، ولهذا لا يعرف به في – كلام العرب – اشتقاق ، فهو اسم جامد وليس به حرف معجم ، بل كل حروفه مجردة من النقاط ، إشارة إلى انها كلمة إخلاص تتضمن التجرد عن كل معبود سوى الله تعالى .
وهو كل الملك .
فإذا حذفت الألف الأولى بقيت – لله – فلا يزال مدلول الملك بها ، قال تعالى : (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
وإذا حذفت الألف واللام الأولى بقيت – له – فلا يزال مدلول الملك بها ، قال تعالى : (له ما في السموات والأرض) .
وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت – الهاء – فلا تزال الإشارة إليه ، قال تعالى : (هو الذي لا إله إلا هو) .
كما أنه إذا حذفت اللام الأولى بقيت – إله .
إلى جانب أن حروفه جوفية حفظت من التغيير ، ووردت بدون نقاط ، ونحن نعلم بأن النقاط أضيفت في فترة لاحقة إلى الرسم القرآني ، وعليه يكون الإتيان بذكر الله من خالص الجوف ، لا من الشفتين ، وفي كلام بعضهم لا تنطق بها الشفاة فلا يشعر بها جليس الذاكر فالإخلاص بها سهل عليه ، ولم يتجرأ شخص على هذه البسيطة ، من خلق سيدنا آدم عليه السلام إلى يومنا هذا سمّى به ، أو سُمِّيَ به ، قال تعالى : (...هل تعلم له سميا) ، فسبحان الله ، حيث ان اللفظ سبحان الله لا يقال ولا ينطق إلا لوجهه تعالى ، فسبحان الله على سبحان الله ، وحتى باللفظ باللام المشددة تحدث هناك نغمة تختلف مع كل نغمات اللامات في اللغة العربية .
من البديهي إطلاق الأسماء على المسميات بعد وجود هذه الأشياء أولا ، وعليه فإن الله اسم لموجود أزلي ، وبهذا الإسم الجليل وبحروفه الأربعة ارتبطت المخلوقات والألوان ، فالبسملة كلماتها 4 ، وقيمة حروف لفظ الجلالة بحساب الجمل هو 66 ، وعدد حروف سورة الإخلاص هو أيضا 66 حرفا ، وعدد كلماتها 19 كلمة (مع البسملة) وفي البسملة 19 حرفا ، وقد تكررت كلمة الله في القرآن الكريم 2698 مرّة ، وهذا الرقم من مضاعفات العدد 19 (19 × 142) ، كما أن (لا إله إلا الله) هي أعظم جملة موجودة في جميع اللغات حيث عدد كلماتها 4 كلمات ، والأعجب من هذا هو أن حروفها مركبة من نفس حروف الله .
كما ان اسم نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – مكون من 4 حروف معجمة ، وذكر في القرآن 4 مرّات .
وعن ذكر سورة الإخلاص علينا أن نتاملها ، وان نرجع إلى كتب التفاسير ، ورغم أنها من أقصر السور ، قال عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (أن هذه السورة تمثل ثلث القرآن) . وعندما نتطرق إلى العدد واحد نقول :
الواحد من العدد في الحساب ليس قبله شيء ، والأحد اسم أكمل من الواحد ، لو قلت : فلان لا يقوم له واحد ، لجاز في المعنى أن يقوم له اثنان أو ثلاثة أو أكثر ... وإذا قلت : فلان لا يقوم له أحد ، فقد قطعت أنه لايقوم له أي عدد مهما زاد ... فصار الأحد أكمل من الواحد ... والأحد تمنع من الدخول في الحساب ... كالضرب والطرح والقسمة والجمع وغير ذلك ، أما الواحد فداخل في الحساب منقاد للعدد .
خواطر وتأملات حول أسماء الله الحسنى
كان المشركون من العرب في جاهليتهم يسمون آلهتهم بأسماء يشتقونها من أسماء الله سبحانه ، كاللات من الله ، والعزى من العزيز ، وقد حذر الله تبارك وتعالى من اجترائهم على أسمائه وسماه إلحادًا فيها ... قال تعالى : (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) (الأعراف 180) . وقد ورد النص عليها في أحاديث الرسول ... قال صلى الله عليه وسلم : (إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة) ... ألخ . وفي رواية أخرى من حفظها دخل الجنة) ... ألخ .
نريد أن نستبعد من الحفظ معنى التلقين
قال الله تعالى : (لقد أحصاهم وعدّهم عدّا) (مريم 94) فال
قال الله تعالى : (لقد أحصاهم وعدّهم عدّا) (مريم 94) فالإحصاء غير العد ... الإحصاء معنى أكبر من العد ... هو معرفة أشمل من معرفة العد . المقصود من حفظ الأسماء هو حفظ أمانتها ... هو حمل أمانتها وعدم تضييعها ... والمقصود من إحصاء الأسماء هو شهود حقيقتها ... والأسماء الحسنى بوصفها المثل الأعلى والحقيقة المطلقة ... هي هدف المسلم في حياته في الأرض .
يذكر البعض أن لكل اسم من أسماء الله الحسنى خواصًا تتعلق به ، وقد تنبه إلى ذلك منذ 9** عام تقريبًا حجّة الإسلام أبوحامد الغزالي في كتابه (المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى)فكتب في نهاية شرحه لكل اسم ، تنبيهًا يقول فيه : (وحظ العبد من هذا الاسم أن يكون كذا وكذا ...)
يتفق العلماء على ان من أسمائه تعالى ما لا يجوز إطلاقه على غيره سبحانه ... كالله والرحمن ... كما لا يجوز التخلق بهذين الإسمين ، وإنما يجوز التعلق بهما ، ومن أسمائه تعالى ما يجوز للمسلم أن يأخذ من أخلاقها كالرحيم والكريم ... ومن الأسماء ما يباح ذكره وحده كالعظيم والشكور ، ومن الأسماء ما لا يباح ذكره وحده كالمميت والضار ، فلا يقال يا ميت يا ضار ، وإنما يقال يا محيي يامميت ، يا نافع يا ضار ، تأدبا في حقه تعالى ، وتفاديا من إيهام ما لا يليق بجلاله سبحانه .
ومن المتفق عليه أيضا ان ما نعرفه نحن كبشر من أسماء الله تعالى ، ليس هو كل أسماء الله تعالى ، فإن لله عز وجل أسماء لا يعلمها إلا هو ، أسماء استأثر بها في علم الغيب وحده ...
ومن أحاديث الرسول أنه كان يدعو الله بقوله : (أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدًا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وذهاب همِّي ، وجلاء حزني) . وقد فهم العلماء من هذا الحديث أن لله تعالى أسماء لم يطلع عليها أحدًا من خلقه .
أول ما نعرفه من أسماء الله الحسنى ... هو الله . قال تعالى : (وما من إله إلا الله) (آل عمران 62) .
و(الله) في العقيدة الإسلامية هو اسم رب العالمين سبحانه وهو اسم لمن انفرد بالوجود الحقيقي ، وهو أعظم الأسماء التسعة والتسعين ، لأنه دلّ على الذات الجامعة لصفات الألوهية كلها ، أما سائر الأسماء فتدلُّ على معان منفردة كالعلم والقدرة ، وهو أخص الأسماء فلا يطلق على غيره سبحانه ، لا من باب الحقيقة ولا من باب المجاز ... واسم الله أشهر الأسماء ، وهو المستغنى عن التعريف بغيره ، فنحن ننسب غيره من الأسماء إليه ، ولا ننسبه إلى الأسماء ، فنقول : أن الصبور والرحيم والشكور من أسماء الله ، ولا نقول أن الله من أسماء الصبور أو الرحيم أو الشكور ...
وقد اختلف العلماء هل الإسم مشتق أم لا ... قيل أنه مشتق من إله ... أي المتأله المتعالى الذي لا يحكمه أحد ويحكم كل أحد ... وقيل انه مشتق من الوله ... أي الذي يتوله في حبه أهل محبته ... وقيل أنه مشتق من الهوية ، إذ يشير كل ما في الكون إليه ... فلا إله إلا هو ... وفي العلماء من يعتقد أن كل ما ذكر في اشتقاقه وتصريفه تعسف وتكلف كالإمام الغزالي .
ويرى بعض العارفين أن كل اسم من أسمائه تعالى يصلح للتخلق به إلا هذا الإسم ... فإنه يصلح للتعلق دون التخلق ...
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أصدق بيت قالته العرب قول لبيد : ...... إلا كل شيء ما خلا الله باطل) . "المذكور الشطر الثاني للبيت وهو المطلوب" .
فـــــــــائدة
وعن الإمام مالك رضي الله عنه قال : (إنما لم يُرَى الله في الدنيا لأنه باق ، ولا يُرَى الباقي بالفاني ، فإذا كان في الآخرة ورُزِقوا أبصارًا باقية ... رُؤيَ الباقي بالباقي) .
فـــــــــائدة
لماذا يريد الله منا أن نحبه ، إلا إذا كان سبحانه وتعالى قد سبقنا بالحب . لا أحد من أحد أن يحبه إلا إذا كان يسبقه بفضل الحب ، فما بالك بخالق له فضل الخلق إبتداء والإيجاد والإنعام والبعث إنتهاء .
فائدة في أسماء الله الحسنى
نسوق إليكم هذا المثال حول الأسماء وصفاتها : فلو أحضرنا نارًا في موقد (نعلم أن من صفات النار الحرارة والسخونة) ، ووضعنا على هذا الموقد المشتعل قِدرًا مملوءًا بالماء ... فبعد فترة وجيزة سيسخن هذا الماء ، وسوف نطلق عليه ونقول : هذا ماء حار أو ساخن ... فالماء لم يتحول إلى نار ... ولكنه أخذ صفة من صفات النار - وهي الحرارة أو السخونة .