الشمااااااالي
4 - 1 - 2008, 12:15 PM
مقال بعنوان (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أهميته وأحكامه ) خالد بن الأدهم بن سالم العنزي – كلية الشريعة 24/12/1428هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
يقول الله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس ) لكن لماذا هذا التفضيل ؟ يقول سبحانه ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) فبين سبحانه أن من أسباب تفضيل هذه الأمة على غيرها أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فحريٌ بنا أن نحافظ على هذه الفضيلة وأن نتمسك بهذه الشعيرة وقد لعن الله سبحانه وتعالى الذين كفروا من بني اسرائيل بسبب تركهم لهذه الشعيرة فقال سبحانه ( لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) وهذا يدل على أن ترك هذه الشعيرة من كبائر الذنوب التي لا تكفرها إلا التوبة لأن اللعن لايكون إلاعلى الكبائر، ثم إن العقوبة إذا نزلت بتركنا لهذه الشعيرة لا تقتصر على الشخص العاصي فقط بل تشمل الصالح والطالح كما أخبر الله عز وجل عن أصحاب السبت انه لم ينج من العذاب إلا الذين انكروا أما الذين سكتوا فهلكوامع الذين هلكوا ، ثم إذا وقع المنكر فلنا في إنكاره درجات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" وفي الحديث الآخر" وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" فبين النبي عليه الصلاة والسلام أن درجات الإنكار ثلاثة :
الأولى : الإنكارباليد وهي لولي الأمر ومن بيده سلطه.
الثانية : الإنكار باللسان وهي لعامة الناس فينصح ويعظ ويبلغ المسؤولين.
الثالثة : الإنكار بالقلب وهي أضعف الدرجات وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام " وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " وليس معنى ذلك أن يجلس مع أهل المنكر ويقول أنا منكر بقلبي بل عليه أن يعتزل المنكر وأهله.
ولأهمة هذه الشعيرة ليس لكل شخص القيام بها بل لابد من توفر شروط فيه وهي :
- أن يكون عنده علم ولو على سبيل الإجمال فيعرف الحلال والحرام والمعروف والمنكر.
- ان يأمن على نفسه الضرر الغير متحمل كأن يُقتل مثلاً أما الأذى اليسير فإنه ينكر معه .
وأنبه على أمر وهو أن الأصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه فرض كفاية لكن قد يتعين أحياناً وذلك إذا وُجد المنكر ولم يوجد غير ذلك الشخص فإنه يتعين عليه الإنكار ، كذلك أنبه على أمر آخر وهو أن بعض الناس إذا كان عنده بعض التقصير فإنه يُحجم عن الإنكار ولو كان الأمر كما يظن لما توفر ذلك إلا في الأنبياء فإن العصمة لله ولأنبيائه وهذا قد جمع بين جريمتين ، الأولى تقصيره وفعله المعاصي والثانية تركه الإنكار.
وفي الختام أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
يقول الله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس ) لكن لماذا هذا التفضيل ؟ يقول سبحانه ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) فبين سبحانه أن من أسباب تفضيل هذه الأمة على غيرها أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فحريٌ بنا أن نحافظ على هذه الفضيلة وأن نتمسك بهذه الشعيرة وقد لعن الله سبحانه وتعالى الذين كفروا من بني اسرائيل بسبب تركهم لهذه الشعيرة فقال سبحانه ( لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) وهذا يدل على أن ترك هذه الشعيرة من كبائر الذنوب التي لا تكفرها إلا التوبة لأن اللعن لايكون إلاعلى الكبائر، ثم إن العقوبة إذا نزلت بتركنا لهذه الشعيرة لا تقتصر على الشخص العاصي فقط بل تشمل الصالح والطالح كما أخبر الله عز وجل عن أصحاب السبت انه لم ينج من العذاب إلا الذين انكروا أما الذين سكتوا فهلكوامع الذين هلكوا ، ثم إذا وقع المنكر فلنا في إنكاره درجات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" وفي الحديث الآخر" وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" فبين النبي عليه الصلاة والسلام أن درجات الإنكار ثلاثة :
الأولى : الإنكارباليد وهي لولي الأمر ومن بيده سلطه.
الثانية : الإنكار باللسان وهي لعامة الناس فينصح ويعظ ويبلغ المسؤولين.
الثالثة : الإنكار بالقلب وهي أضعف الدرجات وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام " وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " وليس معنى ذلك أن يجلس مع أهل المنكر ويقول أنا منكر بقلبي بل عليه أن يعتزل المنكر وأهله.
ولأهمة هذه الشعيرة ليس لكل شخص القيام بها بل لابد من توفر شروط فيه وهي :
- أن يكون عنده علم ولو على سبيل الإجمال فيعرف الحلال والحرام والمعروف والمنكر.
- ان يأمن على نفسه الضرر الغير متحمل كأن يُقتل مثلاً أما الأذى اليسير فإنه ينكر معه .
وأنبه على أمر وهو أن الأصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه فرض كفاية لكن قد يتعين أحياناً وذلك إذا وُجد المنكر ولم يوجد غير ذلك الشخص فإنه يتعين عليه الإنكار ، كذلك أنبه على أمر آخر وهو أن بعض الناس إذا كان عنده بعض التقصير فإنه يُحجم عن الإنكار ولو كان الأمر كما يظن لما توفر ذلك إلا في الأنبياء فإن العصمة لله ولأنبيائه وهذا قد جمع بين جريمتين ، الأولى تقصيره وفعله المعاصي والثانية تركه الإنكار.
وفي الختام أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .